محمد سليم بن مراد بن خالد المراد الكردي الزركي الواني
تاريخ الوفاة | 1308 هـ |
مكان الوفاة | حماة - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الشيخ محمد سليم المراد الأول ( ت 1308 هـ )
اسمه ونسبه ونسبته : هو الشيخ محمد سليم بن مراد آغا بن خالد آغا الكردي الزركي الواني ، قَدِمَ أبوه مراد آغا إلى لواء " حماة " مع المتسلم العثماني " إسماعيل باشا الملي " زمن الحكم العثماني وكان معه جدُّ العائلة البرازية في حماة – وكانا من العسكر - وذلك منذ أكثر من مئتي سنة .
استقر مراد آغا في مدينة " حماة "، وتزوج من أسرةٍ عريقة النسب وهي من أقدم الأسر فيها حيث يرجع تاريخها إلى أكثر من سبعمئة سنة وهي عائلة "المَليح " التي يتصل نسبها بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فرُزق منها بثلاثة ذكورٍ وأنثى واحدة ، وقد عُرف من أولاده : الشيخ محمد سليم ، والشيخ عبد الرحمن المراد .
سكن مراد آغا حي الفراية في منطقة باب البلد ، الذي يقع في القسم الجنوبي من مدينة حماة ، ومازالت ذريته تسكن هذا الحي إلى الآن .
نشأته وطلبه العلم : نشأ الشيخ محمد سليم فقيراً ، ولم تتوفر له وسائل التعلم في صغره ، بل توفرت له وهو شاب فتعلم القراءة والكتابة ، فكان يدخل إلى المسجد فيرى طلاب العلم وهم يقرؤون ويكتبون فيتأثر على تعلم العلم ، وكانت هِمَّتُه عاليةً لطلب العلم ، فحقق الله له هذه الرغبةَ الصادقةَ الخالصةَ ، وبدأ بطلب العلم عند أهله ، فكان يكتب على جَرَّةٍ من فخَّار ، كلما امتلأت محاها وأعاد الكتابة عليها حتى تعلَّم وصار من كبار العلماء الذين يشار إليهم بالبنان ، وهو أول العلماء في العائلة المرادية ، حتى اشتهرت باسمه فصار يطلق عليها عائلة " الشيخ سليم المراد " ، وذلك لعلمه وصلاحه وزهده رحمه الله تعالى.
شيوخه وإجازاته : قرأ الشيخ محمد سليم المراد على الشيخ محمد بن حسن بن علي الدباغ ( ت 1288 هـ ) أمين الفتوى بحماه ، المشهور بعلمه ومؤلفاته العديدة ، ثم سافر إلى مصر والحجاز ، واجتمع في مصر بكبار علمائها ، وعلى رأسهم شيخ الجامع الأزهر الشيخ إبراهيم الباجوري ( ت 1277 هـ ) ، صاحب التآليف الكثيرة ، وقد أجازه بالعلوم كلها ، وأخذ الشيخ كذلك إجازاتٍ عديدةً من علماء الأزهر وغيرهم ، منهم : الشيخ بكري الحموي الشافعي ، والشيخ إبراهيم السقا الشافعي ( ت 1298 هـ ) ، والشيخ إبراهيم الزرو الخليلي الشافعي ، والشيخ السيد أحمد أبو العزة الحنفي ، والشيخ محمد الخضري الدمياطي الشافعي ( ت 1287 هـ ) ، والشيخ محمد الرافعي ، والشيخ صالح الجياوي الشافعي الخلوتي ، والشيخ عبد اللطيف الخليلي الشافعي مفتي الديار المصرية ، والشيخ إبراهيم الملكي الحنفي ، والشيخ إبراهيم بن مراد المعروف بـ ( الطنجير ) النقشبندي الحموي الشافعي المدرس بجامع الملكية بحماة ، والشيخ أحمد العلواني الخالدي النقشبندي ، والشيخ عبد اللطيف النقشبندي ، والشيخ محمد سليم خلف الحمصي ( ت 1328 هـ ) ، والشيخ محمد هاشم عيسى الحلبي ( ت 1292 هـ ) ، والسيد محمد حافظ الكلزي الحلبي ، والشيخ محمد الدباغ أمين الفتوى بحماة ، كل منهم كتب الإجازة بخطه وأعطاها له ، وهي موجودة محفوظة والحمد لله
علمه وشهرته : اشتهر الشيخ محمد سليم المراد-الفقيه الحنفي- بعلمه وفقهه وفضله وصلاحه في حماة وخارجها ، وخاصة في القرى المجاورة ، وذلك لكونه مرجعا للفتوى في كل ما يعرض عليه من المسائل الشرعية ،وكان لخروجه الكثير إلى القرى للوعظ والإرشاد ، وحل المشكلات ، وإلقاء الدروس الخاصة والعامة ، وكتابة العقود الشرعية في البيع والشراء ، والإجارات ، والرهونات ، والشركات ، والميراث وغيرها أثر كبير في نفوس الناس وخاصة أهل القرى .
طريقته : أما طريقته فهي الطريقةُ النقشبندية - طريقةُ العلماء - فقد أخذها من الشيخ عبد اللطيف التِلاَّوي من قرية تلبيسة – التابعة لمدينة حمص - وأجازه بها ، وقد أيَّدَ هذه الإجازة الشيخ محمد سليم خلف الحمصي ، وكان مداوماً على الذكر والحضور مع الله تعالى حتى صار له مجرى للدمع على خديه لكثرة البكاء والخوف من الله تعالى .
كما أخذ الطريقة الرفاعية من الشيخ السيد عمر الحريري ، وأخذ أيضاً الطريقة القادرية من علماء السادة الكيلانية بحماة ، وأخذ أيضاً الطريقة البدوية من عائلة الشيخ جدوع رحمهم الله تعالى.
تلاميذه : تخرج على يديه عدد من طلاب العلم الذين أصبحوا فيما بعد علماء عصرهم ، وعلى رأسهم الشيخ حسن بن أحمد الشهير بحميدان الصمصام ( ت قريباً من 1305 هـ ) ، وولداه الشيخ محمد مراد المراد ( ت 1335 هـ ) ، والشيخ محمد علي المراد الأول ( ت 1343 هـ ) ، والشيخ الدكتور محمد الحسن السمان ( ت 1357 هـ ) ، والشيخ المعَمَّر محمد سعيد لطفي ( ت 1370 هـ ) ، والشيخ حسين الخطيب الطيباني ، وغيرهم .
عمله ووظائفه : كان الشيخ محمد سليم المراد يصلي إماماً في جامع الأربعين في حي البرازية ، ثم انتقل إلى الجامع الجديد ( جامع يوسف باشا ) في أول سوق التجار- الطويل- ، وبقي فيه إماماً وخطيباً ومدرساً إلى وفاته ، وقد توارث أولاده وأحفاده العمل في هذا المسجد حتى عرف بجامع " بيت الشيخ سليم.
أولاده وذريته : تزوج الشيخ محمد سليم المراد أربع نساء : أنجب منهن خمسة ذكور وثمان إناث ، والذكور هم : الشيخ محمد مراد والشيخ محمد علي من الأولى ، والشيخ ناجي من الثالثة ، والشيخ أحمد والشيخ حسن من الرابعة ، والذي نبغ من العلماء من ذرية الشيخ محمد سليم المراد هما اثنان فقط : الشيخ محمد علي المراد من الزوجة الأولى ، والشيخ أحمد المراد من الزوجة الرابعة .
مؤلفاته ومكتبته : لم يعرف للشيخ محمد سليم مؤلفات مستقلة ، لكنه كان يعلق على بعض الكتب ، فمنها على سبيل المثال تعليق - ويُعتبر حاشية – على كتاب " حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح " في الفقه الحنفي ، وهذه النسخة هي الطبعة البولاقية الأولى المطبوعة سنة / 1269 هـ ، وتتألف من ( 725 ) صفحة ، ولا تكاد تخلو صفحة من تعليق طويل أو قصير ، لكن عندما أُخذ هذا الكتاب للتجليد قام مجلده – الجاهل - بقصِّ أطراف صفحات الكتاب فضيع قسماً كبيراً من هذه التعليقات النفيسة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وهذا الكتاب موجود ضمن مكتبة الجد الشيخ محمد سليم ، وفيها من الدرر والنفائس المخطوطة والمطبوعة كحاشية ابن عابدين الطبعة الأصلية البولاقية وغيرها ، وهي محفوظة إلى الآن والحمد لله .
وفاته : توفي الشيخ محمد سليم المراد يوم الاثنين / 12 / ربيع الأول سنة / 1308 هـ وصلي عليه ودفن في المقبرة المشهورة المعروفة بمقبرة باب البلد والتي تقع في جنوبي مدينة حماة على يسار طريق المقبرة الرئيسي ، وقد أوصى أن يدفن في هذه البقعة بسبب رؤيا رآها وهي أنه رأى القمر قد سقط على الأرض في هذا المكان . رحم الله الشيخ محمد سليم وأسكنه فسيح جناته .
قال الشيخ محمد الخالد الأنصاري في تاريخٍ نظَمَه للشيخ محمد مراد :
زر ضريح ابن السليم ابن المراد وهو في روض نعيم بازدياد
مذ دعاه الله لبى مسرعاً بالرضا والبشر في ثاني جماد
فشدت روضته في غرف أَرِّخُوه أُفْسِحَ الشيخ مراد
بقلم: محمد ميسر بن بشير المراد
https://islamsyria.com/site/show_cvs/161