سعد الدين بن محمد سليم بن محمد علي المراد
تاريخ الولادة | 1349 هـ |
تاريخ الوفاة | 1435 هـ |
العمر | 86 سنة |
مكان الولادة | حماة - سوريا |
مكان الوفاة | المدينة المنورة - الحجاز |
أماكن الإقامة |
|
- محمد نجيب بن محمد بن محمد بن عمر خياطة
- محمد سعيد بن عبد الرحمن البرهاني
- عبد الفتاح بن محمد بشير بن حسن أبو غدة الحلبي
- أحمد بن عبد القادر قلاش
- محمد أديب بن محمد بن أحمد حسون الياقدي الحلبي
- عبد الله بن محمد نجيب سراج الدين
- عبد القادر بن عبد الله بن قاسم بن محمد بن عيسى عزيزي الحلبي الشاذلي "عبد القادر عيسى"
- محمد أسعد بن أحمد بن سعيد العبجي
- محمد بن علوي ابن عباس المالكي المكي الحسني "محدث الحرمين"
- عبد الوهاب بن محمد سعيد بن عبد اللطيف الطائي البابي الحلبي "عبد الوهاب سكر"
- محمد زاكي الدندشي
- أحمد بن الشيخ عبد العزيز بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد سليم المراد
- محمد سليم بن مراد بن خالد المراد الكردي الزركي الواني
- محمد بن الهاشمي التلمساني "محمد الهاشمي"
نبذة
الترجمة
هو فضيلة الشيخ سعد الدين بن الشيخ محمد سليم (الثاني) بن الشيخ محمد علي (الأول) بن الشيخ محمد سليم (الأول) المراد، الحسيني نسباً، الشافعي مذهباً، الحموي مولداً.
و (آل المراد) أسرة عريقة، كانت ولا تزال ولله الحمد والمنة زاخرةً بالعلماء العاملين، وأهل الفضل والتزكية والإرشاد؛ فالعلم والأدب الرفيع والتواضع والعمل الصالح ديدن كل فرد من أفرادها.
ولد فضيلة الوالد الشيخ سعد الدين رحمه الله تعالى عام 1931م بمدينة حماة من أبوين صالحين نقيين تقيين بسيطين فقيرين، كلاهما من آل بيت النبوة، تربى في كنفهما التربية الصالحة، لأنه نشأ في بيت صلاح وتقوى وورع وتمسك بالشريعة علماً وعملاً؛ وقد وفقه الله تعالى لرسم معالم شخصية إسلامية فذة، وضع أهدافها في الحياة منذ صباه، تتمثل في تقوى الله تعالى وطاعته والدعوة إلى سبيله، فأفنى عمره في تحقيق تلك الأهداف السامية، وقد ساعده على ذلك ما آتاه الله تعالى من نفس تواقة إلى المعالي، فكان من أهل العناية الإلهية التي ظهرت عليه آثارها منذ نعومة أظفاره (يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم)البقرة: ١٠٥.
نشأ رحمه الله تعالى على الرجولة والفتوة والقوة، فكان مولعاً بقدر كبير بركوب الخيل، فارساً من الطراز الرفيع، ماهراً بالسباحة، بارعاً بالرماية والجري السريع.
كان في شبابه رحمه الله تعالى معتمداً -بعد الله تعالى- على نفسه عصامياً، ففي كل صيف بعد الانتهاء من الدراسة كان يعمل في مهنة وصنعة مختلفة، لينفق على نفسه ما يحتاجه أثناء طلبه للعلم الشرعي.
طلبه للعلم الشرعي
التحق فضيلة الوالد رحمه الله تعالى بالكتاتيب في وقت مبكر من عمره؛ ففيها ابتدأ بتعلم القرآن الكريم والكتابة، ولما بلغ السابعة من العمر دخل المدرسة الابتدائية (دار العلم والتربية)، فتعلم فيها مبادئ العلوم الشرعية والعلمية، وتخرج منها عام 1945 م حاملاً شهادة الدراسة الابتدائية التي كانت تسمى قديماً "السرتفيكا".
ثم التحق بـ (معهد التجهيز الشرعي الهدائي) الذي أسسه العالم العامل الشهيد الفاضل الشيخ محمود الشقفة رحمه الله تعالى؛ ويسمى هذا المعهد ( التكية )، فكان من طلاب الدفعة الأولى للمعهد، الذين بلغ عددهم عشرة طلاب فقط؛ وفي السنة الثانية نقص عددهم إلى خمسة طلاب، وفي السنة الثالثة نقص عددهم فلم يبق منهم إلا طالبان، وفي السنة الأخيرة لم يبق من الطلاب سوى فضيلة الوالد رحمه الله تعالى لوحده فرداً ينهل من كنوز العلم والمعرفة على شيوخ وعلماء هذا المعهد، حتى تخرج بتفوق، ومنح أول شهادة من هذا المعهد تمنح لطالب وحيد في دفعته عام 1949م.
ثم التحق بـ ( معهد العلوم الشرعية ) بمدينة حلب الشهباء، والذي يعرف باسم (الشعبانية)، ويطلق عليه أزهر سوريا لمكانته العلمية بعدما تحولت الخسروية إلى ثانوية شرعية؛ وكان التحاقه بالشعبانية عام 1950م، وقُبل في السنة الثالثة بعدما أُجري له اختبار ومقابلة لتحديد المستوى أمام لجنة من كبار العلماء والمشايخ في المعهد، كان يرأس لجنة الاختبار فضيلة الشيخ محمد أبو الخير زين العابدين رحمه الله تعالى، وقد استمر نجاحه وتفوقه بالمرتبة الأولى خلال السنوات الخمس التي درسها في المعهد إلى أن تخرج حاملاً الشهادة العالية في العلوم الشرعية سنة 1955 م.
ثم سافر رحمه الله تعالى إلى مصر ليلتحق بالأزهر الشريف، فلم يمكث غير شهرين ثم عاد مسرعاً؛ وذلك قبل ولوج مرحلة اختبار تحديد المستوى، لما هاله ما رأى من بيئة لم يعهدها.
التأهيل المبكر في قيامه بالدعوة إلى الله تعالى أثناء طلبه العلم الشرعي
في السنة الأولى بـ (معهد التجهيز الشرعي الهدائي) اعتلى المنبر لأول مرة ليخطب الجمعة في جامع الجديد، وهو جامع العائلة المرادية، حيث كان أفراد العائلة من العلماء وطلاب العلم يتعاقبون عليه منذ بنائه وتشييده في الإمامة والخطابة والتدريس، وكان حفظه الله تعالى في الثانية عشرة من عمره! أي لم يبلغ سن الاحتلام! فخطب وعم والده فضيلة الشيخ أحمد المراد رحمه الله تعالى صلى بالناس إماماً، وهذه الخطبة الوحيدة التي يخطب فيها بورقة مكتوبة، وبعدها لم يحمل ورقة في أي خطبة طيلة حياته، لأنه أصبح يخطب ارتجالاً؛ واستمر يخطب الجمعة تطوعاً منه في مساجد القرى التي حل بها أو دعي إليها أو أرسله مشايخه إليها، وكذلك في مساجد أحياء حماة التي يكلف فيها بالوكالة تدريساً وخطابةً.
ولما صار طالباً في الشعبانية كان له نشاط ملموس، تشهد عليه العديد من المنابر وحلقات الوعظ والتدريس، مما ترك أثراً طيباً في نفوس وقلوب كل من سمعه وحضر دروسه وخطبه من أهالي أحياء مدينة حلب الشهباء، وأكثر ما كان يخطب الجمعة في حيي (الكلاسة والأنصاري)، ويدرس في جامع أبو الرجا وجامع الحارة.
وقد التحق فضيلة الوالد رحمه الله تعالى عام 1956م بخدمة العلم (العسكرية الإلزامية)، وقد أمضى سنتين ميلاديتين وشهرين، ثم تسرح عام 1958م؛ ونال وسام الجندي المثالي، ووسام الوحدة بين مصر وسورية، ووسام النصر في حرب العدوان الثلاثي؛ ولم يمنعه ذلك من ممارسة نشاطه ومتابعة عمله في التوجيه والإمامة والتدريس والخطابة والوعظ في المعسكرات، ولم تكن هذه الظروف يوماً حائلاً دون الاستمرار في هذا الخط الذي رسمه لنفسه منذ بداية حياته الدراسية.
كان رحمه الله تعالى يؤم المصلين في جامع الجديد، ويدرس ويخطب وكالة عن أعمامه، ثم عين إماماً رسمياً في مسجد الأحدب عام 1956م، ثم نقل إلى مسجد السلطان وذلك في عام 1961م، وبعد هدمه، انتقل إلى مسجد (باب البلد) عام 1964م فبقي فيه حتى أعيد بناء مسجد (السلطان) فعاد إليه، ثم بعد ذلك رجع إلى مسجد (الأحدب) حيث كانت رغبته عام 1971م إلى أن هاجر إلى المدينة المنورة عام 1981 م.
كان لفضيلة الوالد رحمه الله تعالى حضور واضح في فن الخطابة، فلمع نجمه، وعُدَّ من أشهر الخطباء البارزين في عصره، فكان خطيباً مفوهاً، يملك مهارةً عالية في اختيار الكلمة المعبرة المناسبة، مع الإحاطة بالموضوع من شتى جوانبه ارتجالاً، إضافةً إلى تفاعله مع الكلمة، وصدقه في توجيهها وإلقائها، لتترك أثراً في النفوس والقلوب، وكان معروفاً بذلك لدى جميع الأوساط الرسمية وغير الرسمية.
فكان رحمه الله تعالى يخطب في جامع الجديد بالوكالة، ثم عُيِّن خطيباً رسمياً في جامع (السلطان) عام 1962م، ثم انتقل إلى جامع (المسعود) عام 1970م، وصار خطيباً للجامع الرئيسي في مدينة حماه؛ ثم نقلت الرئاسة إلى جامع (الشيخ علوان) في حي العليليات قديماً، والآن يسمى جامع (المحبة)، فنقل إليه عام 1978م، وما زال يخطب فيه إلى ماقبل ستة أشهر من هجرته إلى المدينة المنورة عام 1981م.
تم تعيينه رسمياً في عام 1959م وكلف فيه بتدريس المواد الشرعية والعربية، ثم أسند إليه مؤسس المعهد ومديره فضيلة الشيخ محمود الشقفة رحمه الله تعالى عملاً آخر - إضافة إلى التدريس – ألا وهو الإشراف والتوجيه؛ ثم عهد إليه بأمانة السر، ثم وكيلاً للمدير (نائباً له) ثم سلمه الإدارة بأكملها، وظل ملازماً فيه ومديراً للمعهد إلى أن هاجر إلى المدينة المنورة عام 1981م.
جاء تعيينه مدرساً لكافة المواد الشرعية في مدرسة (الثانوية الشرعية) بحماة من قبل وزارة الأوقاف في عام 1962م، واستمر حتى عام 1981 م، كما كان ينتدب دائماً إلى دمشق لتصحيح أوراق الإمتحانات الوزارية.
تعين مدرساً دينياً عاماً في جميع مساجد مدينة حماه وما حولها عام 1965م، وانتدب إلى منطقة (مصياف)، ثم نقل إلى مدينة (حماة) عام 1970 م.
كان للمدارس الخاصة نصيب من علمه وتوجيهه، فدرَّس مادة التربية الإسلامية في مدرسة (الصديق الإعدادية الخاصة)، ودرَّس مادة اللغة العربية في مدرسة (التربية الاجتماعية).
اختير بعد انتخابات الجمعية ليكون عضواً عاملاً في إدارتها وذلك عام 1964م، وكان له نشاط خاص تفرد به إضافة إلى النشاط العام فكان القلب المحرك لها، ومن أبرز أنشطته في الجمعية مؤخراً، سعيه الحثيث في تأسيس (مدرسة شرعية للبنات) تكون تحت إشراف ومسؤولية (جمعية العلماء).
قام فضيلة الوالد رحمه الله تعالى بجملة من النشاط العمراني، وقد شمل ذلك المساجد التي تنقل فيها، والمعاهد الشرعية، ومساجد القرى التي طاف بها، فكان يدلي برأيه وخبرته للمسؤولين عليها لكي يوسعوا ويعدلوا فيها، ويسعى بتوجيه وحث أرباب الأموال ليدعموا تلك المشاريع؛ ويشهد له بذلك مسجد السلطان ومسجد باب البلد ومسجد الأحدب ومعهد التكية (معهد الروضة الهدائية الشرعي)، والمدرسة الشرعية للبنات.
كانت بداية دعوته إلى الله تعالى في سكنه بمدينة حلب بحي الحلوية، وذلك عندما كان طالباً في الشعبانية، فكان يعظ الشباب ويوجههم، ويشحذ هممهم ، ثم انطلق من مسجد شيخه رحمه الله تعالى في ساحة حمد إلى أحياء حلب، واستثمر إجازاته الصيفية برجوعه إلى مدينته حماة حيث اتخذ من جامع الجديد مركزاً له للوعظ والإرشاد، ثم استقر نشاطه في جامع الأحدب بعد أن أنهى دراسته؛ وأسس فيه حلقات علم وتعلم على طريقة الأزهر الشريف، وكذلك انطلق من جامع شيخه رحمه الله تعالى العادلية في حلب إلى المدن السورية البعيدة والقريبة، واستمر بنشر الدعوة إلى الله تعالى إلى أن هاجر إلى المدينة المنورة.
هجرته إلى المدينة المنورة
كانت هجرته في المنتصف من شعبان سنة 1401هـ/1981م إلى مدينة سيدنا رسول الله ﷺ، ومكث فيها ثمانية أشهر، ثم انتقل إلى مدينة جدة، حيث عرض عليه مسجد الهادي ليكون إماماً وخطيباً فيه، وقد وفقه الله تعالى لنشر العلم وبث آداب التربية والتزكية حتى تربى على يديه الكثير، وتخرج على يديه علماء من جميع الأعمار كباراً وشباباً وصغاراً، وأصبح ذلك المسجد موئلاً للعلم ومنارة للتوجيه والإرشاد وشعلة نور تشع بالخير والضياء، وهذا من عظيم فضل الله تعالى عليه.
كان رحمه الله تعالى يقيم في مسجد الهادي درسا عاما بعد صلاة العصر، ودرسا آخر بعد صلاة المغرب، وحلقات علمية قبل وبعد صلاة العصر، وبين العشاءين، وبعد العشاء، وقبل صلاة الفجر، وبعد صلاة الفجر؛ هذا بالإضافة إلى دروسه خلال شهر رمضان المبارك، حيث يمتلئ المسجد فيها، كما يمتلئ المسجد مع الشارع المحيط به أثناء خطب الجمعة، كما أنشأ مركزاً لتحفيظ القرآن الكريم، وكانت له غرفة في المسجد تعج بطلاب العلم وغيرهم من المستفتين، والحمد لله تعالى.
وكان رحمه الله تعالى له نشاط مع العلماء في تداول القضايا والمستجدات المعاصرة التي تهم المسلمين، وأعمال خيرية كثيرة، وكان يحث على طلب العلم، ومساعدتهم مادياً ومعنوياً.
شيوخه وإجازاته
شيوخه في الكتاتيب: والده الشيخ محمد سليم المراد (الثاني)، وعم والده الشيخ حسن المراد، حيث درس على يديهما القرآن الكريم، وتعلم الكتابة على يد الشيخ حسن الشحمة الدندشي، رحمهم الله تعالى.
شيوخه في القرآن الكريم: عمه الشيخ محمد ظافر المراد، الذي كان قد تأسس على يديه وهو صغير في قراءة القرآن الكريم وتلاوته فكان يسمع له ويحفظه رحمه الله تعالى؛ والشيخ أحمد الحامد الخياط، كان يقرأ القرآن الكريم عليه تلاوةً وحفظاً، والشيخ عبد الرحمن كف الغزال، كان يستظهر عليه حفظ القرآن الكريم، والشيخ قدور موسى الحلاق، كان من حفاظ القرآن الكريم المتقنين، فكان يستظهر عليه ما حفظه من القرآن الكريم أيضاً رحمهم الله تعالى.
من شيوخه في مدرسة دار العلم والتربية: الشيخ عبد الحميد حمد، كان أستاذه في الصف الأول في الدروس الدينية واللغة العربية والخط؛ والشيخ محمود العثمان، كان مدرساً لجميع المواد الإسلامية في المرحلة الابتدائية، رحمهم الله تعالى.
من شيوخه في التكية: فضيلة الشيخ محمود عبد الرحمن الشقفة، الذي درس عليه العلوم الشرعية والتزكية وعلوم اللغة العربية وله إجازة منه في العلوم الشرعية بأسانيده؛ ودرس الفقه الشافعي على الشيخ محمود العثمان، والفقه الحنفي على الشيخ محمود الرياحي، ودرس الفقه أيضاً على الشيخ عبد الغني عيون السود، ودرس الفرائض على الشيخ محمد علي الشقفة، ودرس على الشيخ عبد المجيد العصار متن الغاية والتقريب في الفقه الشافعي، رحمهم الله تعالى.
ومن شيوخه في الشعبانية: الشيخ محمد نجيب خياطة شيخ القراء في القراءات جميعها، ودرس على الشيخ محمد أبو الخير زين العابدين التفسير، ودرس على الشيخ عبد الرحمن زين العابدين شقيق الشيخ محمد أبو الخير العقيدة، ودرس على الشيخ عبد الله سراج الدين التفسير والحديث وعلم المصطلح، ودرس على الشيخ محمد هلال النحو لابن عقيل، ودرس على الشيخ أحمد القلاش الفقه الشافعي والفرائض، ودرس على الشيخ عبد الفتاح أبو غدة أصول الفقه الحنفي، ودرس على الشيخ محمد أديب حسون الفقه الشافعي، ودرس على الشيخ علاء الدين علايا تاريخ التشريع، ودرس على الشيخ أسعد العبجي - مفتي الشافعية بحلب - أصول الفقه الشافعي، ودرس على الشيخ محمد حماد الفقه الشافعي، ودرس على الشيخ بكري رجب الشعر والعروض، ودرس على الشيخ محمد المعدل البلاغة، ودرس على الشيخ عبد الوهاب سكر الخطابة، ودرس على الشيخ عبد الوهاب التونجي - وكان القاضي الممتاز في حلب - التعبير والإنشاء، ودرس على الشيخ محمد الملاح الفقه الحنفي والحكمة من التشريع، رحمهم الله تعالى.
أما شيخه في التربية والتزكية والإرشاد: فهو فضيلة الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله تعالى فريد عصره، وقد صحبه منذ أن كان في الشعبانية زميلاً له، وقد تربى على يديه، وأجازه في العلوم الشرعية.
ومن شيوخه أيضاً: عم والده الشيخ أحمد المراد رحمه الله تعالى، حيث تعلم على يديه أحاديث الأربعين النووية قراءة وحفظاً وشرحاً، وكذلك عقيدة أهل السنة والجماعة في رسالة (الجواهر الكلامية).
وشقيقه الكبير الشيخ محمد علي المراد (الثاني) رحمه الله تعالى حيث قرأ عليه قواعد الفقه، وقد أجازه بكل ما أجيز به، وبأن يجيز عنه، فأجازه بثبت الشيخ سليمان الأروادي الذي ضم الكثير والكثير من الأسانيد والعلوم الشرعية والتزكية، كما أجازه في الأذان الشريف متسلسلاً إلى سيدنا رسول الله ﷺ.
والشيخ محمود الأحمد الشقفة رحمه الله تعالى، حيث قرأ عليه واستفاد منه في الفقه الشافعي.
والشيخ زاكي الدندشي رحمه الله تعالى، فكان يحضر درسه الخاص في جامع الجديد في غرفة العائلة (المرادية) بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العصر، وكان في حاشية ابن عابدين وفي النحو والصرف.
- و فضيلة الشيخ محمد أحمد الهاشمي التلمساني رحمه الله تعالى من أكابر العلماء العاملين بدمشق، كان يحضر درسه بعد العصر في المسجد الأموي حيث كان له درس يقرأ فيه: (المرشد المعين) كتاب في الفقه المالكي، وفي بيته في حي المهاجرين حيث كانت تقام حلقات علم في العقيدة في كتاب (مفتاح الجنة) وفي التزكية كتاب (الفتوحات المكية) أو الإحياء، وقد لازمه سنتين خلال مدة عسكريته.
وفضيلة الشيخ محمد سعيد البرهاني رحمه الله تعالى، كان يحضر درسه في مسجده (التوبة) حيث كان يقيم فيه دروساً وحلقات علم شرعي مختلفة في جميع العلوم الشرعية بعد صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب، وله إجازة منه في العلوم الشرعية والتزكية والإرشاد.
وفضيلة الشيخ العلامة محمد العربي التباني في مكة المكرمة، وفضيلة الشيخ العلامة أحمد بن الصديق الغماري، وأخوه فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن الصديق الغماري، وفضيلة الشيخ العلامة محمد إبراهيم الفاسي من بلاد الحجاز، أجازه في العلوم الشرعية والتربية والإرشاد، وفضيلة الشيخ رضوان الكيلاني من حماة أجازه بالتربية والإرشاد وفي العلوم الشرعية، وفضيلة الشيخ محمد مرتضى الكيلاني نقيب الأشراف في حماة أجازه بالتربية والإرشاد، وفضيلة الشيخ العلامة عبد الغني بن الشيخ علي الدقر من دمشق، وفضيلة الشيخ العلامة السيد محمد بن علوي المالكي الحسيني من مكة، وفضيلة الشيخ العلامة القاضي عبد القادر بن عبد الله عبد القادر من اليمن رئيس القضاة في المحكمة العليا، والشيخ محمد فريز الكيلاني أجازه بالتربية والإرشاد، وتبادل الإجازة مع صهره فضيلة الشيخ العلامة وهبي سليمان غاوجي في العلوم الشرعية من ألبانيا، وأيضاً مع الشيخ محمد لطفي باعلوي من اندنوسيا في العلوم الشرعية والتربية والإرشاد، وأيضاً الشيخ محمد عبدالرب النظاري كبير المفتين في الإمارات في العلوم الشرعية والتربية والإرشاد، كما أن هناك الكثير ممن بعث له إجازات ولكن يصعب علينا ذكرها جميعاً.
مؤلفاته
لم يكن لفضيلة الوالد رحمه الله تعالى من الفراغ ما يسمح له بالكتابة والتأليف، لانشغاله في التعليم والتوجيه والدعوة إلى الله تعالى، إلا أنه ألف بعض الآثار العلمية، عملاً وتيمناً بقول سيدنا رسول الله ﷺ: « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له » "رواه الإمام مسلم" ، وأغلب تلك الأعمال كان من قبيل الرسائل والمختصرات اللطيفة الجامعة لكثير من الفوائد
ومن جملة تلك الآثار العلمية الطيبة:
كتاب درر العلماء وزاد الأتقياء: وهي عبارة عن خطبه المنبرية التي ألقاها ارتجالاً في مسجد الهادي، وقد تناول فيها مواضيع مختلفة في الأحكام الشرعية والإيمانيات والمناسبات والسيرة النبوية، وهي عدة أجزاء، طبع منها أربعة أجزاء والباقي قيد الطباعة.
عدد من الرسائل في التربية والتزكية والتوجيه والإرشاد...
درر الرسائل للمريد السائل.
تيسير التنوير في إسقاط التدبير.
رسالة مختصرة في محاربة المواد المخدرة.
عدد من المقالات في مجلة العشيرة المحمدية.
وفاته:
انتقل الى جوار ربه وقت السحر فجر الجمعة غرة شعبان ١٤٣٥/٨/١هـ الموافق ٢٠١٤/٥/٣٠م. وقد صُلي على جثمانه الطاهر عقب صلاة الجمعة في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ودفن في البقيع الغرقد، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يعوض المسلمين خيراً.
هذه لمحة مختصرة عن حياته نسأل الله تعالى أن ينفعنا به وبعلومه ويجعلنا قرة عين له إنه سميع مجيب الدعاء، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتب هذه الترجمة ولده وتلميذه:
د. نور الدين سعد الدين المراد