عبد القادر بن حسين القصاب
تاريخ الولادة | 1264 هـ |
تاريخ الوفاة | 1360 هـ |
العمر | 96 سنة |
مكان الولادة | دمشق - سوريا |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
عبد القادر القصاب
علامة ، شاعر ، مشارك .
عبد القادر بن حسين ، القصاب .
ولد بدير عطية من منطقة النبك في جبال القلمون شمالي دمشق : لأب عالم فقيه ، ورع زاهد ، يحفظ القرآن الكريم . وأم صالحة فقيهة عابدة قادرية الطريق ، أخذت الفقه عن الشيخ سعيد الخطيب من دير عطية ، والطريق عن الشيخ وهبة أبي العظام ، تقرئ الأولاد الفقراء بلا عوض ، وتواسيهم من مالها .
قرأ القرآن الكريم على أمه التي مالبثت أن ماتت وهو في الثامنة ، فلما شب تلهي مع الشباب ، ونظم لهم الشعر في منتدياتهم ومناسباتهم : لكنه فجأة اعتزلهم متفگرة حائرة ، وتركت هذه العزلة في حياته شأنا ، وصاغته صوغة جديدة تأثر خلالها ببردة البوصيري ، ومال للتصوف .
رحل إلى دمشق مع شباب بلدته ؛ فعمل في الطين والكلس نهارا ، وفي القراءة ليلا، ثم اتصل بالشيخ عبد القادر الخطيب نازلا في غرفة بمدرسة الخياطين ، وحضر عليه دروسه في الجامع الأموي ، يحيا خلال ذلك حياة الزهد ، مكتفيا بأكلة واحدة كل يوم ، متأثرة بكتاب إحياء علوم الدين للغزالي : حتى حفظ منه أبوابة كاملة . وكان يعمل كل أسبوع يومين في الكلس والطين على مدى سنتين مات بعدهما شيخه الخطيب .
ثم أغراه شاب بالسفر إلى الأزهر سنة 1288ه ، فرحل إليه ، وانقطع إلى العلم في رواق الشام الانقطاع التام : لاعمل له إلا العلم ، وحفظ المتون ، مداوم على الأوراد والتلاوات التي تلقاها عن شيخه الدمشقي . وتلقى في الأزهر علوم وفنون مختلفة من توحيد وتفسیر وحدیث وفقه وتصوف وفرائض ونحو وصرف وبلاغة وعروض ومنطق وحساب .
وكانت إقامته في الأزهر سبعة وعشرين سنة إقامة متصلة استمرت حتى عام 1314ه.
وإلى جانب العلم حبب إليه التصوف ؛ فقرأ كتبه ، وتوغل في دقائقها ، وآثر حكم أبي الفضل ، وإحياء الغزالي ، ورسالة أبي القاسم القشيري ، وأسفار أبي بكر ، وسواها .
من كتاب تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري لمحمد مطيع الحافظ ونزار أباظة.
يوجد له ترجمة أوسع في الكتاب.
هو السيد الحسيني الشيخ العلامة النحوي الحافظ أبو المعالي والوفاء عبد القادر بن الشيخ محمد بن حسين بن إسماعيل بن إبراهيم القصاب من اعلام الامة الإسلامية
المولد والنشأة[عدل]
ولد الشيخ عبد القادر في مدينة د ير عطية من منطقة القلمون في سوريا في عام 1264 هجرية الموافق ل 1847ميلادية بدأ دراسته في دمشق، ثم رحل الي الازهر الشريف لطلب العلم الشرعي وبقي ينهل من علوم الازهر مدة ثمانية وعشرون عاما، ويتلقى من اكابر علماء الازهر، حتي نصحه أحد مشايخ الازهر بالعودة الي بلاده سوريا لينفع بعلمه اهل بلده، ويمتثل الشيخ لنصيحة شيخه ويعد إلى وطنه الام سورية في عام 1315الموافق ل 1897م ليستفيد اهل بلده من علمه
أما والده فكان الشيخ محمد ابن الحاج حسين القصاب، كان عالماً فقيهاً، ورعاً، زاهداً يحفظ القرآن عن ظهر قلبه، حتى أفضى به إلى الكشف الصادق، وقد كان شديد الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يملك عينيه عن البكاء، إذا ذكره، أو ذكر عنده، وأما والدته فهي السيدة فاطمة بنت الشيخ محمد بن مصطفى القاني، كانت من الصالحات القانتات وحظها من قيام الليل كبير، طويلة الباع بالعطاء، طيبة النفس بالسخاء، تقرئ الأولاد الفقراء بلا عوض، وربما واستهم من مالها، وكانت فقيهة سالكة للطريقة القادرية، أخذت الفقه عن بحر العلوم والولاية الشيخ سعيد الخطيب ويدرج ابنها عبد القادر إلى الصبا، وقد آن له أن يأخذ بأسباب العلم، وأن يتأدب بآداب الدين، فتكون أمه، تلك المرأة الصالحة معلمه ومربيه، حتى حفظ القرآن نظراً عليها، وشدا من يسير الفنون بطرف، وأخذ يشتد ساعده وتظهر عليه علامات النبوغ والفطنة ويشاء الله سبحانه ان يختاروالدته الصالحة إلى جواره (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) وكان عبد القادرفي الثامنة من عمره حينها؟. و لقد أثرَّ في نفسه فقدُ أمه ومعلمه في هذه السن المبكرة فكانت لوعة طالما وجدها ومرارة شدّ ما ذاقها وألماً كثيراً ما كابده، ولكنها سنة الله في خلقه (وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً). ويسعى به العمر إلى الشباب فيشارك أترابه لهوهم ولعبهم، مقبلاً أول العهد، فرحاً حين يقدم، فهو شاعرهم في المناسبات كلما أزفت، وهو أديبهم في الندوات كلما انعقدت، وهو في كل متقدم أقرانه، تحفه الشهرة في بلدته، وتتسع حتى تبلغ منطقته، ويباري أو يباريه شعراء غيره ما أكثرهم في القلمون، ويكتب له التفوق عليهم في أغلب الأحيان، ثم لا يلبث أن ينكر من نفسه اللعب، ومن قلبه اللهو، ويحس الوحشة في أعماقه، والكآبة في نواحي صدره وتضيق عليه الحال ويشتد عليه الكرب فيمسك عن أصحابه، ثم يجد نفسه غريباً كل الغرابة، حائراً أشد الحيرة، فتكمد في محياه البشاشة وتسرع إلى عينيه العبرة، ويركن إلى العزلة في بستان لوالده...
انتقاله إلى دمشق[عدل]
وتنتهي فترة العزلة بمشيئة الله إلى قدر اخر، حيث ينوي الشاب عبد القادر السفر إلى دمشق مع بعض رفقته بقصد العمل بم يكن يدري بما خبئه القدر في دمشق من كرم الهي، ويذهب إلى ابيه يطلب الاذن بالرحيل ويحرك الشيخ الوقور رأسه في هدوء بالموافقة ويتلو قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ). ويسيرعبد القادر ميمماً وجهه شطر دمشق، فيبلغها ويقضي الصيف مع أترابه، عمل في الطين والكلس ما امتدت شمس النهار وعكوف على كتبه القليلة آنذاك أن أجنَّه الليل، حتى يرحل الصيف، صيف ذلك العام ويعود ذلك النفر إلى البلدة كل بما كسبت يداه، ولكنه لا يعود والإلحاح من رفاقه يشتد والإباء من جانبه يصر. ويمضي برفقة أحد أبناء البلدة - رجل كبير عرف دمشق وخبرها - إلى شيخ دمشق هاتيك الأيام الشيخ عبد القادر بن صالح الخطيب ويجلس بين يديه ويسأله أن يكون من تلامذته ويستفهم الشيخ الخطيب عن بلدته واسرته، فيرى فيه عيونه جذوة الايمان قد ومضت وينضم الشاب عبد القادر إلى تلاميذ الشيخ كاحد طلبة العلم الشرعي بدمشق
رحلته الطويلة إلى مصـــر[عدل]
رحلته الطويلة إلى مصـــر وصل إلى القاهرة ليلتحق بالأزهر عام(1868) وبقي حتى عام (1897( بعد ان ذاق الشيخ عبد القادر لذة الطلب وصحبة الكرام في طريق الهدى، نما إلى مسامعه اسم الازهر الشريف في مصر المحروسة، وتاقت نفس الشيخ إلى المعالي وبدأ يحدث نفسه بالسفر وشد الرحال إلى الازهر الشريف ولكن، كيف ومتى يكون السفر: وتكاليفه، وأين الإقامة في مصر؟: مصاريفها، وهو لا يملك شروى نقير ؟! فيحاول كبت الرغبة وطمس اللهفة ولكن لا تريدان براحاً، فإذا به يلتقي بقادم من هناك: كيف الأزهر سيدي ؟ وكيف خلفته ؟ وكيف يستقيم حال المرء فيه ؟ وتتوالى الأسئلة كلما وقف أمام أحد القادمين من هناك. وتشاء تصاريف القدر تسهيل سفر الشيخ إلى مصر وتحقيق تلك الامنية ويروي الشيخ عبد القادر عن اولى ايامه في الازهر فيقول : ومما جرى لي ليلة وصلنا الأزهر أن نقيب الرواق الذي في يده الدفتر طلبنا ليقيد إسمينا، فسألنا: أيكما أسبق في الدخول؟ فأجابه صاحبي أنا، فقيده قبلي، ثم التفت إلي وقال: ما اسمك؟ قلت: عبد القادر فأراد أن يكتب ذلك، وكان إلى جانبه شيخ يقال له: الشيخ مسعود النابلسي فقال له: أكتب الشيخ عبد القادر تفاؤلاً بأن يحصل العلم ويدعى بالشيخ فكتب.
في رحاب الأزهـــر[عدل]
ويبتديء حياته في مصر، في رحاب الأزهر الشريف، في رواق الشام، منقطعاً إلى العلم الانقطاع التام، لا عمل له إلا التعلم، ولا شاغل له إلا حفظ المتون، يمضي سحابة نهاره متنقلاً من درس إلى درس، ومن حلقة إلى حلقة، حتى إذا هبط الليل أدى من الصلاة ما شاء الله تعالى أن يؤديه وتلا أوراده، تلك التي حفظها عن والده، وتلك التي تلقاها عن شيخه في دمشق، وبين هذه وهذه قراءة لدروس النهار، واستذكار لها، وحفظ ما يجب حفظه منها. والعلوم في الأزهر كما كانت هاتيك الأيام، هي علوم المنقول وعلوم المعقول: التوحيد - التفسير –الحديث – الفقه – التصوف – الفرائض – النحو – الصرف – البلاغة - العروض - المنطق - الحساب، وما إليها. وعاش الشيخ في رحاب الازهر عيشة قاسية بسبب ضيق الحال، ولكن لذة طلب العلم تجعل مرارة الايام عند طالب العلم طعما مميزا وتهون امامها كل الوان الشقاء والحزن واما عن شيوخه في الازهر الشريف فيقول الشيخ عنها : " أخذت أتلقى العلوم معقولها ومنقولها عن العلماء والأعلام، أولهم الشيخ إبراهيم الظرو الخليلي، تلقيت عنه شرح المنهج ثم شيخنا شمس الدين الشيخ محمد الأنباني وكان شيخ الأزهر إذ ذاك، صاحب التقارير الرائقة، والتدقيقات الفائقة، على ما كان يقرأ في الأزهر من معقول ومنقول، وآخر ما كان يقرأ فيه جمع الجوامع، ما كان تحت أديم السماء أفصح منه تقريراً للعبارة، لازمته نحواً من عشرين سنة، ثم شيخنا وأستاذنا شمس الدين أبو عبد الله الشيخ محمد الأشموني نسبة إلى أشمون بلدة من بلاد مصر، كان طلق اللسان، جريء الجنان، لا يبالي بوزير ولا سلطان يقرأ درساً واحداً في مذهب الإمام الشافعي قبل الظهر وله أكلة واحدة في اليوم والليلة، يأتي الأزهر في كل يوم بعد العصر ويجلس فيه إلى أن يصلي العشاء الآخرة. رأى بعض الصالحين الامام الشافعي رضي الله تعالى عنه في المنام يقول له: " قل للشيخ محمد الأشموني يستمر على عادته في الجلوس بالأزهر إلى العشاء، ونحن وليناه القطبانية ". كتب لي إجازة أملاها علي، فكتبتها بخطي، وهو الذي اختار لي السفر مع أخي الحاج أحمد، وقال: " ذهابك مع أخيك خير لك، فإن الأزهر تساقط زهره وقصم ظهره ولا يرجى منه خير بعد اليوم، بلادك خير لك والأزهر لم يبق للعلم أهلاً، وأهله لا يزدادون إلا جهلاً ".
إجازاتـــــــه العلمية في مصر والشام[عدل]
أما إجازاته المكتوبة فهي كما يلي: إجازة شيخ الأزهر في وقته العلامة الشيخ شمس الدين محمد الأنباني، وهي إجازة مكونة من عشر صفحات، نوّه فيها بمكانة الشيخ. وذكر العديد من أشياخه كشيخ الإسلام الباجوري والعلامة الشيخ السقا وغيرهما. إجازة العلامة الشيخ محمد الأشموني، وهي عبارة عن صفحة واحدة بخط الشيخ القصاب وتوقيع الشيخ الأشموني وخاتمه. إجازة العلامة الشيخ عبد الرحمن الشربيني، وقد تولى مشيخة الأزهر بعد رجوع الشيخ. إجازة الشيخ أحمد الشريف العدوي المالكي. إجازة الشيخ أحمد الرفاعي المالكي. إجازة الشيخ محمد محمد عليش المالكي ابن الشيخ العلامة محمد عليش المالكي. إجازة الشيخ عبد الرحمن عليش المالكي ابن العلامة الشيخ محمد عليش المالكي. إجازة الشيخ عبد الرحمن عليش الحنفي سبط العلامة الشيخ محمد عليش المالكي. إجازة جماعية بصيغة واحدة موقعة من مشايخ الأزهر وتاريخها عام 1314ھ. وبعد استقراره في بلدته استجاز عدداً من مشايخ الشام الاعلام وإجازاته منهم كما يلي : إجازة الشيخ محمد بن محمد بن عبد الله الخاني الخالدي النقشبندي عام 1314 ھ. إجازة الشيخ بكري بن حامد العطار الشافعي القادري. إجازة العلامة محدث الشام الشيخ محمد بدر الدين الحسني. إجازة العلامة الشيخ السيد محمد بن جعفر الكتاني عام 1337. وعلاوة على هذه الإجازات العلمية فقد أجيز بعدد من الطرق الصوفية منها : إجازة بالطريقة السنوسية الأحمدية الادريسية ومجيزها الشيخ السيد أحمد الشريف السنوسي الخطابي الحسني الادريسي. إجازة بالطريقة العلوية ومجيزها الشيخ أحمد بن حسن العطاس علوي وهي في حقيقة الأمر إجازة علمية وإجازة طريقة في آن واحد وتاريخها عام 1310ه. إجازة بالطريقة الشاذلية ومجيزها الشيخ محمد بن عبد السلام بن عبود المصري المكناسي الحسني وتاريخها 29 رجب 1311ه. إجازة بالطريقة الرفاعية ومجيزها الشيخ محمد أبو الهدى الصيادي وتاريخها 10 ذو القعدة 1305ه.
العودة إلى الشـــــــام بعد مصر[عدل]
ويعود الشيخ إلى دمشق الشام عام 1315ه- 1897 م، وقد سبقته شهرته وتقدمه صيته، وكيف لا وقد مكث قريباً من ثلاثين سنة كان في القسم الأكبر منها عالماً مدرساً في الأزهر، قبلة الطلاب، وكعبة العلماء، وما أكثر الشاميين الذين درسوا على يديه، وتعلموا في حلقته، ثم آبوا إلى ديارهم، عامرة بالإيمان قلوبهم، طافحة بالعلم صدورهم، يتحدثون عن شيخهم فيطيلون الحديث، ويشيدون بذكره ما طابت لهم الإشادة، يصل الشام ليلقى أعلامها قد خفوا لاستقباله وعلى رأسهم محدث الشام وبقية السلف الصالح علامة عصره الشيخ محمد بدر الدين الحسني، ويرحب به ويزيد في الترحاب طالباً منه أن يقيم في دمشق، ينفع الناس، ويبث ما أودعه الله إياه، مكملاً كلامه "القرى لا تسع علمك" ولكن غاية الشيخ غير هذا، وما لهذا آب، فيرد بأدب "ولكني رجعت لأنفع أهل بلدي"، ويتابع طريقه إلى دير عطية بلده، بعد الفراق المديد، والنأي المتصل، ليجد في استقباله أهلها، كبيرهم وصغيرهم على حد سواء، ولكنه يجد في استقباله شيئاً آخر، ندب له نفسه، وأعدها من أجله، مذ غادرت أقدامه أرض مصر، ذلك ما قدر الله تعالى له أن يعيش حياته من أجله، ألا وهو إرسال النور في ظلمات بعضها فوق بعض، وهداية قلوب الكثيرين إلى الله تعالى، وما ذلك بالأمر اليسير ولكن الله تعالى المستعان.
عاداته وعبادته[عدل]
فقد كان مستمسكاً بالكتاب والسنة تمسكاً أي تمسك، عاضاً عليهما بنواجذه، لا يمر به يوماً إلا ويقرأ ما تيسر من كتاب الله تعالى، بترتيل وتدبر، ويستخرج منه المعاني الدقيقة. ولا يدع ذلك إلا لضرورة ماسة، وكان في آخر حياته - لمَّا أكرمه الله تعالى بفقد بصره - يأمر أحد أولاده أو تلامذته أن يسمعه ماتيسر من كتاب الله تعالى فيسمع ويستنير بذلك وجهه ويستزيد، ويبدأ فيفسر لمن حضر تلك الآيات، مبيناً ما فيها من حكم وفصاحة وبلاغة وإيجار وإعجاز، ويصوغ ذلك إبداع صياغة، فإذا تم ذلك له، انتقل إلى السنة المطهرة، فسمع منها ما شاء الله تعالى له أن يسمع، وقد كان جل سماعه من صحيح البخاري وصحيح مسلم، والأول كان عليه تعويله، سأله بعض تلامذته وقد أتموا قراءة البخاري.
ورعه[عدل]
أما ورعه فقد قارب فيه الغاية، وشارف النهاية، عاش ما عاش بعيداً عن أبواب السلاطين، كارهاً للظهور، ما تولى منصباً قط، وقد عرض عليه العديد منها فأباها، ونأى بنفسه عنها، مع أنه عاش فقيراً لا يملك إلا ما يسد به رمقه، ويصلح اليسير من أمره، وكثيراً ما كان يقول: "نفس تحييها خير من ولاية لا تحصيها" وينشد: ما هي إلا مدة وتنقضي ما غلب الأيام إلا من رضي وقد طلب منه رضا باشا الركابي - رئيس الوزارة في عهد الملك فيصل - وألح عليه بأن يسافر إلى القسطنطينية ليسعى له بواسطة أبي الهدى الصيادي برتبة ومعاش، فاعتذر له وأجابه بكتاب فيه: قالوا: أقمت وما رزقت وإنما بالسير يكتسب اللبيب ويرزق فأجبتهـم ما كل سـير نافعـاً الحــــظ ينفع لا الرحيل المقلق
جهود الشيخ وآثاره العلمية[عدل]
بعد عودة الشيخ من الازهر إلى بلده الدير عطية كان أول ما قام به هو: بناء مسجد وتأسيس مدرسة خاصة في عام 1316-1898 م وكان من أهم المساجد في دير عطية مسقط راسه اطلق عليه لاحقا جامع الشيخ عبد القادر القصاب ومازال عامرا بذكر الله إلى يومنا
واما المدرسة فكانت خاصة لتعليم أبناء بلده العلوم الحديثة بجانب العلوم الشرعية واطلق عليها بعد ذلك مدرسة الشيخ عبد القادر القصاب وتعتبر أول مدرسة في المنطقة وربما كانت من اوائل المدارس في ريف دمشق، ويدل بناء هذه المدرسة في تلك الفترة على سعة افق علم الشيخ وعمق بصيرته في نشر العلم بين أبناء بلده، ومازالت هذه المدرسو عامرة بفضل الله إلى يومنا هذا وتخرج منها اجيال واجيال يحمل الكثير منهم درجة الدكتوراه
وما زالت تلك المدرسة مفتوحة يديرونها المشايخ من أبناء الشيخ واحفاده الكرام فقدتولى ادارتها بعد وفاة الشيخ عبد القادر ابنه فضيلة الشيخ محمد وفا عبد القادر القصاب
وبعد وفاته تولى ادارتها الاستاذ عبد الباسط أبو الوفا بن الشيخ محمد الوفا القصاب اطال الله بعمره.
مؤلفاته[عدل]
وللشيخ العلامة عبد القادر مؤلفات منها:
كتاب العلامة عبد القادر القصاب يتناول سيرته الطويلة وكراماته وشعره من تاليف وجمع ابنه الشيخ محمد الوفا عبد القادر القصاب ثم كتاب نظم فيه متن دليل الطالب في فقه الإمام احمد بن حنبل وقد حققه فضيلة الدكتور وهبة الزحيلي وتم طبعه مع كتابه الفقه الحنبلي الميسر - قرة العيون بتحصيل بمبادئ الفنون - الرحلة الأزهرية - رسالة في مدح النحو والحث على تحصيله - أرجوزة في بعض مسائل التوحيد -عدة اللآل في الحكم والأمثال
وفاته[عدل]
بعد رحلة عامرة بالعمل المخلص والجهد الطيب المبارك شاء المولى سبحانه ان تكون نهاية هذه الرحلة عام 1360 هجرية الموافق 1941 ميلادية، وينتقل الشيخ إلى جوار ربه الكريم، ويدفن في مسقط راسه في بلدة الدير عطية رحم الله الشيخ ومن توفى من ابنائه واطال الله بعمر احفاده وابنائهم وجزاهم الله عن المسلمين كل خير [1]
المراجع[عدل]
^ موقع مدرسة الشيخ عبد القادرنسخة محفوظة 01 مايو 2009 على موقع واي باك مشين.نسخة محفوظة 01 مايو 2009 على موقع واي باك مشين.
موقع اعلام من سورية
ويكيبيديا