صالح قطنا
مفتي الشام ، الورع ، الصالح ، شیخ الحنفية في زمانه .
صالح بن محمد ، الشهير بقطنا ؛ نسبة إلى بلدة قطنا القريبة من دمشق إلى جنوبها الغربي .
ولد سنة 1251ه ، ونشأ في حب العلم وأهله . قرأ على علماء دمشق وقد أدرك الطبقة العالية منهم .
يصدع بالحق ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر . وكان له قدر عال عند الحكام والأمراء ؛ ولكنه لم يكن يحابيهم أو يتزلف إليهم ، بل يقف معهم موقف الوعظ حينا ، واللوم حينا . حدث مرة أنه كان في مجلس فيه أحد الكبراء من رجال الدولة فتلفظ هذا الوجيه بكلام يخرجه عن الإيمان ، فقال له المترجم على الفور : « بانت منك زوجتك وخرجت عن الإيمان ، فعليك بالتوبة وتجديد الإسلام ، وخرج من المجلس مغضبا ، وسعى ذلك الرجل لدى السلطان العثاني فعزله عن الإفتاء ، فلم يبال ولم يتأثر .
تولى وظائف شرعية مهمة ، منها : أمانة الفتوى عند مفتي الشام الشيخ أمين الجندي مدة طويلة ، ورحل معه إلى الآستانة حين طلب إليها لجمع مجلة الأحكام الشرعية ، ثم تولى نيابة المحكمة الشرعية زمنا طويلا ، ثم انتخب لإفتاء الشام العام سنة 1316ه بعد موت المفتي محمد المنيني ، وبقي في الإفتاء مدة اشتهر فيها فضله كثر النفع به . ولما انفصل عن هذا المنصب منح رتبة قضاء الحرمين الشريفين .
تفرد في آخر عمره بمشيخة الحنفية ، وكان يرجع العلماء إليه في مهات المسائل .
توفي سنة 1335ه .
من كتاب تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري لمحمد مطيع الحافظ ونزار أباظة.
يوجد له ترجمة أوسع في الكتاب.