عبد الله بن عطا الله بن عبد الله بن بركات الحلبي أبي الكمال

تاريخ الولادة1174 هـ
تاريخ الوفاة1206 هـ
العمر32 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • حلب - سوريا

نبذة

الشيخ عبد الله أبي الكمال بن عطا الله بن عبد الله بن بركات الحلبي الشافعي الكتبي. الفاضل الأديب والشاعر البارع الأريب. ولد بأحد الجمادين سنة أربع وسبعين ومائة وألف، وقرأ القرآن العظيم على مصطفى بن سليمان الحموي المقري وأبي بكر بن عمر الحلبي وحفظه برواية حفص.

الترجمة

الشيخ عبد الله أبي الكمال بن عطا الله بن عبد الله بن بركات الحلبي الشافعي الكتبي
الفاضل الأديب والشاعر البارع الأريب. ولد بأحد الجمادين سنة أربع وسبعين ومائة وألف، وقرأ القرآن العظيم على مصطفى بن سليمان الحموي المقري وأبي بكر بن عمر الحلبي وحفظه برواية حفص، واشتغل بالأخذ والتحصيل، فقرأ على والده العربية وتخرج عليه، وقرأ بقية العلوم على جماعة منهم أبي محمد مصطفى بن أبي بكر الكوراني وأبي محمد عبد القادر بن عبد الكريم الدري وأبي اليمن محمد بن طه العقاد وأبي عبد الله محمد بن حجازي الخفاف ومحمد بن يوسف الاسبيري المفتي وزين الدين عمر بن عبد الله الخفاف وقاسم بن علي المغربي المالكي التونسي، وسمع صحيح البخاري بطرفيه على عماد الدين إسماعيل بن محمد المواهبي وحضر دروسه وأجازه بخطه، وسمع حديث الرحمة المسلسل بالأولية من أبي الفتوح محمد كمال الدين بن مصطفى البكري الصديقي، وهو ابن ثماني سنين، هو ووالده لما قدم حلب وأجازه بخطه، وسمعه أيضاً من أبي البركات عبد القادر بن عبد اللطيف النيسأبيري الطرابلسي، وأجازه غالب شيوخه، وتفوق وتنبل ومهر وأقبل على نظم الشعر فنظم ونثر، وكان من الأدباء البارعين. ولما سافر العالم المؤرخ الفاضل محمد خليل أفندي المرادي إلى حلب سنة خمس ومائتين وألف اجتمع المترجم به فأخذ عنه واستجازه ونظم هذه القصيدة يمدحه ويهنيه بعيد الفطر:
أبدت لنا الورقاء من ألحانها ... سجعاً ينوب عن السلاف وحانها
تثني على أيامك الغر التي ... هي عندنا الأعياد في أعيانها
فترنحت تلك الغصون صبابة ... وسرت حميا الأنس في عيدانها
وتأرجت أزهارها وتبلجت ... أنوارها وافتر ثغرها أوانها
فالنشر ند والمحاسن غادة ... وطغى الحباب على عقود جمانها
طارحتها شكوى الغرام وحالتي ... وهوى أقام على حمى أوطانها
أخبار حب قد روتها أدمعي ... وتسلسلت في الخد عن نعمانها
كادت بطلف حديثنا وسماعه ... أن ترسل العبرات من أجفانها
حتى درت ماذا أكابد في الهوى ... وتعرفت صدق الهوى بعيانها
ذكرت لتجديد العهود مواعداً ... يجب الوفاء بها على ندمانها
واستقبلت عود الأماني باللقا ... لقدوم عيد الفطر من إبانها
فيه يهنى واحد المجد الذي ... ثنى ذكاء في سمو مكانها
المشتري رتب الكمال من العلا ... والواهب الجوزاء من كيوانها
المنتقى من أكرمين أعاظم ... نالوا الثوابت من لدى دورانها
شم العرانين الفخام إلى السهى ... من غير ما يزهو على أخدانها
فهم الصدور مهابة وجلالة ... وهم البدور طوالعا في آنها
والجود ألقى في ذراهم رحله ... إذ كذبوا الأنواء في هتانها
والعلم والتقوى شعار مقامهم ... وسنا المحامد مخبر عن شانها
ما ثم إلا وارد صادر ... شكر السحائب في ندى إحسانها
فاذكر مرادك عندهم تلق المنى ... وتساعد الأقدار في جريانها
كم رائد في المكرمات مرادهم ... ومشمر عن ساعد وبنانها
والموهبات تقول ألسن حالها ... إن المواهب في يدي منانها
فبنو المرادي هم أساطين الملا ... تعنوهم الفصحاء في أوزانها
لا سيما المولى الخليل المجتلي ... نور البراعة من سنا حسانها
العالم النحرير من وضحت له ... سبل الهداية سالكاً بأمانها
بحر الفضائل ملتقى مجموعها ... همع الهوامع مرتوي ظمآنها
ضوء السراة منارهم نحو الهدى ... كنز العفاة الطب من أحزانها
صدر الشريعة والحقيقة نجمها ... يبدي الدليل الحق من برهانها
حلى بسلسلة الجواهر فضله ... عن مالك قطب العلا سلطانها
طرقاً تعانى جمعها أحيا بها ... سنن الرواة أجاد في إتقانها
وأطاعه الخبر العويص عن النهى ... وتنقب الآثار من أكنانها
وأبان عمن في العصور تقدموا ... بغراسة يمتاز في عرفانها
وغدا مخلد جلها أسفاره ... بعبارة لم تنأ عن سحبانها
قس المخضرمة الذين تخيروا ... الكلم النوابغ بانتقا عدنانها
كاسي القريض محاسناً من لفظه ... كالخود زينها حلى عقيانها
الملبس الألفاظ لما حاكها ... شبه الملوك تتيه في تيجانها
فالنظم يلثم من ثنايا دره ... والدر ينظم في ثنا مرجانها
وحلاوة القند الشهي سلافها ... وسلاف أهل الشوق خمرة حانها
ونضارة الحسن البهيج نضارها ... وغضارة الولدان شرب دنانها
لا زال سيدنا مدير كؤوسها ... في سائر الأعياد بدر زمانها
صافي السريرة لا يشاب بشائب ... ومنيع ذات مجتني أقرانها
وتظل تصدح بالثنا لجنابه ... أهل البسيطة شامها ويمانها
وملاحظين جنابه بدعائهم ... لا سي مخلصه فتى فتيانها
ما لاح في القصوى هلال الفطر أو ... طلعت شموس السعد من ميزانها
وكتب يمدحه أيضاً:
بحقكما هبا فقد سطع الفجر ... وأذن داعيه ألا وجب الأمر
وفي الطير والأفنان شاد ومائس ... غناء ولا هجر، ووصل ولا هجر
ومن نشرها ريح الصبا زهر الربا ... إذا ضمها من نحو كاظمة النشر
ودارت حميانا على البر والتقى ... حميا عفاف ما على ربها حجر
سلافة قوم لم يذوقوا مدامة ... ولا خامروا خمراً ولا نالهم وزر
نعم سمعوا يوماً أحاديث ماجد ... هي الدر قد وافى بتنظيمها الثغر
هو البحر يرجى للعواطل دره ... كما أنه يحوي مناهله القطر
ثمال عفاة في المآتم والأسى ... وحين صروف الدهر حان لها الغدر
بقية أسلاف كرام تقدموا ... ومن سنن الآداب أن يختم الصدر
إمام المعالي يقتدي أهلها به ... وقطب العوالي رقه الشمس والبدر
بجد وجد ساد أمة جيله ... وشاد ذرى ما فوق ذروته قدر
غذاه لبان الفضل من هو يافع ... وتوجه التوفيق والفتح والنصر
فدانت له الأعلام من كل وجهة ... وقيل لأبناء الرجا هذه مصر
فإن قصروا عن شأو علم أمدهم ... وإن مدت الأوغاد حاولهم قصر
إذا ابن نجيم قاسه بنظائر ... ترى الفرق مثل الفجر ما دونه سر
تنائى حبيب إن تدانى حبيبنا ... وأما زهير أين أنجمه الزهر
وقس يقاسي العي عند خطابه ... وعمرو بن عثمان حوى زيده عمرو
هنيئاً بني شهبائنا بقدومه ... فقد لعبت فينا الصبابة والخمر
وحيا فأحيا بالتحية مغرماً ... يقلبه ليلاً على الكبد الجمر
وباعد أحزاناً تحصن جيشها ... على قلب صب لا يناصره ذمر
فيا من به يستطلع البدر سعده ... وفاقاً لعلياه كما اتضح الأمر
لأنت مراد الفضل وابن مراده ... وعامر ركن المجد طال لك العمر
بقيت مدى الأيام أرباً لأهلها ... يسود بها الراجي ويتضع الغمر
ويثني عليك الحظ أبيض ناصعاً ... وتخرس أعداك الأبالسة الحمر
وعيشك والأيام والدهر والمنى ... رضي وأعياد وطوعك والأمر
وكتب إليه أيضاً يمدحه:
يا در در الجمال ما صنعا ... أسيره دون نيله قنعا
أعز قوماً بعز منصبه ... وكلنا هيبة له خضعا
فمن مجيري من أسر غانية ... غيداء في القلب طيفها رتعا
رخيمة رخصة المعاطف والبنان تكشو من حيلها الجزعا
أهدى إلي السقام ناظرها ... قاسيت سهداً لكنه هجعا
عسالة القدر والمباسم وال ... حديث نشفي الطعان والوجعا
فالغصن في الروض فرع قامتها ... والبدر في أفق وجهها طلعا
كأنه ازدان من محاسن من ... حاز التقى والكمال والورعا
بقية السادة الألى جمعوا ... مناقب العلم والصلاح معا
حيث مراد العلياء كوكبهم ... يزهو على الكون كلما لمعا
ومن سناه وعز طالعه ... نور علي على العلا سطعا
فخلد الله أصل دوحتهم ... وصان باللطف فرعها ورعى
أعني خليل الكرام سيدهم ... ومن نداه السحاب إن همعا
الباسل الشهم والخضم إذا ... داعي الكمالات والنوال دعا
الحائز الرفق والتعطف إن ... وافاه جان فحلمه وسعا
والعالم الفاضل الذي ذكرت ... أبحاثه إن ضده منعا
والناظم الناثر المجيد بما ... أبرزه الفكر والحجا تبعا
ألفاظه الدر والجمان حلى ... فالقرط في أذن كل من سمعا
أو هي سحر ومن يعرضها ... يخال في الحال أنه طبعا
أو هي بنت الكرام روقها ... أين الندامى يسقونها جرعا
لا زال فوق النسرين طائره ... يصدح بالشكر كلما سجعا
ومن يعاديه خاسراً حزناً ... ثاوي درك الحضيض متضعا
ما افتر نور الخزام مبتسماً ... عن روق حسن صفاءه نصعا
وما العطائي جاء معتذراً ... وراجياً أن يقال حيث لعا
فإن جهد المقل مغتفر ... بقيت ما ارتاح مخلص ودعا
وكتب له يمدحه أيضاً:
ولهي بكم في غدوتي ورواحي ... وله العليل إلى شذى الأرواح
وترنمي في مدحكم بين الملا ... روحي وندماني وملئ الراح
وصدى يراعي إذ يراعي ذكركم ... عودي الرخيم ورنة الأقداح
وطروسي اللاتي حوين سناءكم ... صفحات غراء الجبين رداح
ومدادها نقش البنان من الدمى ... والنقط خيلان البياض الماحي
أبي الأيادي الهاشمية والأكف ... الحاتمية والندى المياح
الصاعدين إلى الكمال بلا انتها ... والمحرزين المجد دون براح
من منكم قطب الوجود مرادنا ... روح المكارم بلبل الأفراح
وحفيده علامة العصر الذي ... هو جوهر من فالق الأصباح
السائر الأخبار في آفاقه ... ذكر يضوع بنشره الفواح
من ليس يرغب عن مدائحه شج ... متهيم وأطاق فيه اللاحي
ويك اتئد يا عاذلي أنا مغرم ... في وصفه أصبو إلى التمداح
سكنت محبته القلوب بأسرها ... خلقاً بدون تعرض الأشباح
سر أبان إلى النهى مرموزه ... إن الوفاق بعالم الأرواح
أخلصت تهنيتي له بالصوم في ... هذا الربيع الوارق الأدواح
لرجاء نيل القرب من ساحاته ... ثم التملي بالسنا الوضاح
ظل ظليل في المهامه وارف ... خل خليل بحر كل سماح
لا زال يبقى كل عام رافلاً ... متوشحاً بالمجد كل وشاح
ما أهديت لجنابه تحف الثنا ... من مخلص ثمل المودة صاح
أو ما يقول أبي الكمال مصدراً ... ولهي بكم في غدوتي ورواحي
وله مخمساً أبيات الصغي الحلي
سايرتنا إلى الليوث الحوامي ... مرهفات إلى الدماء ظوامي
ما الأعادي إذا عدوا ما الروامي ... إن أسيافنا القصار الدوامي
صيرت ملكنا طويل الدوام
قد وعينا التلويح من كل مور ... وقدحنا من الزناد لموري
لم يشب حزمنا ارتشاف خمور ... نحن قوم لنا سداد أمور
واقتحام الأخطار من وقت حام
من يفد حينا يعد بسلام ... ليس يخشى من سطوة وملام
ولنا القرن طائع كغلام ... واصطلام الأعداء من وسط لام
واقتسام الأموال من وقت سام
مات رحمه الله عام ألف ومائتين وبعد الخمسة رحمه الله تعالى.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.