أبي عبد الله محمد بن محمد النمري الضرير
تاريخ الوفاة | 736 هـ |
مكان الوفاة | غرناطة - الأندلس |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
محمد بن محمد النّمري الضّرير
من أهل غرناطة، يكنى أبا عبد الله، ويعرفه بنسبه.
حاله: من عائد الصلة: كان حافظا للقرآن، طيب النّغمة به، طرفا في ذلك، من أهل المشاركة في العلم، واعظا بليغا، أستاذا يقوم على العربية قيام تحقيق، ويستحضر الشّواهد من كتاب الله وخطب العرب وأشعارها، بعيد القرين في ذلك، آخذا في الأدب، حفظة للأناشيد والمطوّلات، بقيّة حسنة ممتعة.
مشيخته: قرأ على الأستاذ أبي عبد الله بن الفخّار الأركشي ، وبه تأدّب، ولازمه كثيرا، فانتفع به.
شعره: ممّا صدّر به رسالة لزوجه وهو نازح عنها ببعض البلاد. فقال:
[الطويل]
سلام كرشف الطّل في مبسم الورد ... وسيل نسيم الريح بالقضب الملد
سلام كما ارتاح المشوق مبشّرا ... برؤية من يهواه من دون ما وعد
سلام كما يرضي المحبّ حبيبه ... من الجدّ في الإخلاص والصّدق في الوعد
سلام وتكريم وبرّ ورحمة ... بقدر مزيد الشوق أو منتهى الودّ
على ظبية في الأنس مرتعها الحشا ... فتأوي إليه لا لشيح ولا رند
ومن أطلع البدر التّمام جبينها ... يرى تحت ليل من دجى الشّعر مسودّ
وثغر أقاح زانه سمط لؤلؤ ... يجبّ به المرجان في أحكم النّضد
يجول به سلسال راح معتّق ... حمته ظبا الألحاظ صونا عن الورد
فلله عينا من رأى بدر أسعد ... وروضة أزهار علت غصن القدّ
وبشرى لصبّ فاز منها بلمحة ... من القرب بشراه بمستكمل السّعد
وأضحى هواها كامنا بين أضلعي ... كمزن خفيّ النار في باطن الزّند
وراحت فراح الروح إثر رحيلها ... وودّعت صبري حين ودّعها كبدي
وصارت لي الأيّام تبدو لياليا ... وقد كان ليل الوصل صبحا بها يبدي
فساعاتها كالدهر طولا وطالما ... حكى الدهر ساعات بها قصرا عندي
ومنها:
ترى قلبها هل هام مني بمثل ما ... بقلبي من الحبّ الملازم والوجد؟
وهل هي ترعى ذمّتي ومودّتي ... كما أنا أرعاها على القرب والبعد؟
إليك خطابي والحديث لغائب ... كنيت بلفظي عن مغيبك بالعمد
عليك سلامي إنني متشوّق ... للقياك لي أو من جوابك بالرّدّ
وفاته: توفي بغرناطة تحت جراية من أمرائها؛ لاختصاصه بقراءة القرآن على قبورهم، في التاسع عشر من شعبان عام ستة وثلاثين وسبعمائة.
الإحاطة في أخبار غرناطة - لسان الدين ابن الخطيب.