مصطفى بن شعبان الحنفي الرومي مصلح الدين

سروري

تاريخ الولادة897 هـ
تاريخ الوفاة969 هـ
العمر72 سنة
مكان الولادةكليبولي - تركيا
مكان الوفاةاستانبول - تركيا
أماكن الإقامة
  • تركيا - تركيا

نبذة

مصطفى بن شعبان الحنفي الرومي، مصلح الدين، المعروف بسروري: فاضل تركي. له مؤلفات بالعربية والتركية والفارسية. ولد بقصبة (كليبولي) وأخذ عن طاشكبري زاده وغيره. وتوفي ودفن بقصبة (قاسم باشا) باستانبول.

الترجمة

مصطفى بن شعبان الحنفي الرومي، مصلح الدين، المعروف بسروري:
فاضل تركي. له مؤلفات بالعربية والتركية والفارسية. ولد بقصبة (كليبولي) وأخذ عن طاشكبري زاده وغيره. وتوفي ودفن بقصبة (قاسم باشا) باستانبول.
من كتبه العربية (الحواشي الكبرى - خ) و (الحواشي الصغرى) كلاهما على تفسير البيضاوي، و (حاشية على التلويح) و (شرح البخاري) بلغ قريبا من نصفه، و (تفسير سورة يوسف - خ) و (شرح كلستان - خ) و (شرح الأمثلة المختلفة - خ) و (حاشية على أوائل الهداية) و (شرح المصباح - خ) في النحو. وله بالتركية عدة كتب، منها (بحر المعارف) و (ترجمة عجائب المخلوقات) و (ترجمة روض الرياحين في حكايات الصالحين) .

-الاعلام للزركلي-

 

 

وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل الْعَارِف الْكَامِل الْمولى مصلح الدّين بن شعْبَان ارقدهما الله تَعَالَى فِي غرف الْجنان
ولد فِي قَصَبَة كليبولي كَانَ ابوه من التُّجَّار واصحاب الْيَسَار محبا للْعلم واربابه ومعظما الصحابه فبذل فِي تَعْلِيم ابْنه مَالا جزيلا ومبلغا جَلِيلًا وَدَار المرحوم على افاضل عصره للاستفادة كالمولى القادري وَالْمولى طاشكبري زَاده فاحرز الْفَضَائِل والمعارف وَجمع النَّوَادِر واللطائف وَقَالَ الشّعْر وَمهر فِي فنونه وتلقب بالسروري واتسم كَمَا هُوَ دأب شعراء الرّوم والعجم وَجعل يزاول كتب الاعاجم ويمارس حَتَّى اصبح فَارِسًا فِي معرفَة لِسَان فَارس ثمَّ وصل الى خدمَة محيي الدّين الفناري فَلَمَّا صَار قَاضِيا بقسطنطينية استنابه فَكَانَ هُوَ من طلبة الْمولى اول نَائِب فانهم من قبل كَانُوا يستخدمون الاجانب ثمَّ درس فِي مدرسة صَار وَجه باشا بقصبة كيبولي بِعشْرين ثمَّ درسة يري باشا بقسطنطينية بِخَمْسَة وَعشْرين ثمَّ صَارَت وظيفته فِيهَا ثَلَاثِينَ ثمَّ صَارَت اربعين ثمَّ عزل ثمَّ اعطي بِخَمْسِينَ مدرسة قَاسم باشا المبنية بقصبة غلطه تجاه قسطنطينية المشتهرة الان باسم قَاسم باشا بَينا هُوَ فِي بعض الاسحار يطالع نفائس الاسفار اذ نَادَى مُنَادِي الجذبات ان لله فِي أَيَّام دهركم نفحات وقرع اسماع كل ساه ولاه الم يَأن للَّذين آمنُوا ان تخشع قُلُوبهم لذكر الله سمع هَذَا الْخطاب غلب عَلَيْهِ الشوق والانجذاب وَترك التدريس وَاخْتَارَ الخمول والانزواء واحب مراسم طَرِيق ارباب الزّهْد والفناء وَتَابَ على يَد الشَّيْخ مَحْمُود النقشبندي فَلَمَّا توجه الى هَذَا الطَّرِيق وَعلم انها صَعب مضيق لَا تسع الاثقال والاحمال وَلَا يسلكها الا الافراد من الرِّجَال اخْتَار مهماته وَترك مجملاته وَبنى مَسْجِد الله وتخلص لعبادة مَوْلَاهُ ... 
هَنِيئًا لعبد لَهُ بلغَة ... من الْعَيْش مذخورة عِنْده
يفر من النَّاس بغضا لَهُم ... ويأنس بِاللَّه والوحده ...
فَبعد مُدَّة ورد عَلَيْهِ كتاب من قَاسم باشا باني الْمدرسَة الْمَار ذكرهَا باني قد بنيت تِلْكَ الْمدرسَة لاجلك وشرطت درسها لَك مَا دمت حَيا فان لم تقبلهَا لاهدمنها من اساسها فاضطر المرحوم الى قبُولهَا فاعطيت لَهُ ثَانِيًا بِخَمْسِينَ فَلَمَّا مضى عَلَيْهِ بُرْهَة من الزَّمَان ابْتُلِيَ بتعليم مصطفى خَان بن السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان فَلَمَّا وصل اليه حل محلا رفيعا وَمُسْندًا منيعا وعلت كَلمته وَارْتَفَعت مرتبته وَكَانَ لَا يقطع امرا الا بمشورته وَلَا يفعل شيأ الا بمباشرته ومعرفته وَبَقِي فِي اوفر جَيش وارغد عَيْش حَتَّى غضب ابوه وَقصد دماره ثمَّ قَتله ومحا آثاره فَلَمَّا قتل بِحَرْبَة الْعَذَاب وتقطعت بِهِ الاسباب وَقتل بَعضهم السُّلْطَان وقهر فَلَا جرم تفَرقُوا من سطوته شذر مذر فَلَمَّا رأى المرحوم من بدره افوله سَاق الى دَار الخمول حموله وَتوجه ثَانِيًا الى الِانْقِطَاع من النَّاس خوفًا من حُلُول الباس فاستولى عَلَيْهِ من الْفقر والفاقة مَالا يحْتَملهُ طَاقَة وَكَانَ يكْتب فِي بعض ازمانه ويقتات باثمانه وَمَا اصدق من قَالَ حَيْثُ ابان عَن هَذِه الاحوال ... 
واني رَأَيْت الدَّهْر مُنْذُ صحبته ... محاسنه مقرونة بمعايبه
اذا سرني اول الامر لم ازل .... على حذر من غمه فِي عواقبه ...
وَمَعَ ذَلِك لم يظْهر الْعَجز والاسف وَسَار سيرة السّلف وَستر الْحزن والكآبة وَعمر مَسْجده وَفتح بَابه وَأظْهر الاهتمام فِي أَدَاء وظائف الخدام حَتَّى حكم فرقة من النَّاس بَان هَذِه الْحَالَات لَيست الا مَحْض الكرامات وَقصد إِلَيْهِ بالنذور والقرابين ارباب السفن وَطَائِفَة الملاحين وَكَانَ رَحمَه الله قد حفر قَبره وتهيأ لمنونه وانتظره وادخر الفي دِرْهَم للتجهيز والتكفين وادى زَكَاته مُدَّة عشر سِنِين وَمَات رَحمَه الله من مرض الهيضة سنة تسع وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة وقبره رَحمَه الله تَعَالَى عِنْد مَسْجده فِي قَصَبَة قَاسم باشا يسر الله فِي عقباه مَا شا وحزن النَّاس بِمَوْتِهِ وتبركوا بتربته وَقد ذهب عمره بالتجرد والانفراد وَلم يمل الى التوليد وَالِاسْتِيلَاد وَكَانَ رَحمَه الله بهي المنظر لطيف الْمخبر حُلْو المحاضرة حسن المحاورة مَوْصُوفا بالعفة وَالصَّلَاح يلوح من جَبينه آثَار الْفَوْز والفلاح وَكَانَ رَحمَه الله جواد الا يلبث فِي ساحة رَاحَته غير جوده وسماحته وَكَانَ رَحمَه الله مكبا على التاليف وحريصا على التَّحْرِير والتصنيف فَكتب كل مَا خطر بِبَالِهِ من غير تَمْيِيز مستقبمة عَن محاله وَمَعَ ذَلِك لم ينظر الى مَوْضُوع مرَّتَيْنِ وَلم يرجع الْبَصَر كرتين فَلم يَتَيَسَّر لَهُ الاحسان والاجادة وخلت تصانيفه عَن الافادة وَلَا غرو فِيهِ فَمَا كل هاتفة وَرْقَاء وَمَا كل ناظرة زرقاء غير انه ترك من شُرُوح بعض الْكتب الفارسية آثارا جميلَة ومؤلفات لَا يظفر عَلَيْهَا الا باثمان جليلة تواليفه الْعَرَبيَّة مِنْهَا الْحَوَاشِي الْكُبْرَى على تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وأولها الْحَمد لله الَّذِي جعلني كشاف الْقُرْآن وصيرني قَاضِيا بَين الْحق والباطلان والحواشي الصُّغْرَى عَلَيْهِ وَشرح البُخَارِيّ قَرِيبا الى النّصْف وحاشية على التَّلْوِيح وحاشية على اوائل الْهِدَايَة وَشرح لبَعض الْمُتُون المختصرة تَصْدِيقه شرح كتاب المسنوي الْمولى فِي مائَة كراس كَبِيرَة وَكَانَ من عَادَته ان يعْقد الْمجَالِس فِي مَسْجده وينقل ذَلِك الْكتاب باوفى تَقْرِير واوضح بَيَان فيزدحم النَّاس عَلَيْهِ من كل مَكَان وَشرح كتاب كلستان وَكتاب بوستان وَشرح ديوَان حَافظ الشِّيرَازِيّ وَشرح كتاب شبستان خيال وَشرح عدَّة رسائل فِي فن المعمي وقدترجم عدَّة كتب بالتركي كالموجز من الطِّبّ وَروض الرياحين من المحاضرات وَقد بلغ عمره الى اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة كتب الله لَهُ الف حَسَنَة
العقد المنظوم فِي ذكر افاضل الرّوم على هامش الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.