حسن حسن دمشقية
تاريخ الولادة | 1342 هـ |
تاريخ الوفاة | 1412 هـ |
العمر | 70 سنة |
مكان الولادة | بيروت - لبنان |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
حسن حسن دمشقية (000 - 1412 هـ- 000 - 1992 م) شيخ مقرئ الديار اللبنانية.
حسن دمشقية
ولد في مدينة بيروت، من أسرة بيروتية عريقة. ولما كان طفلا لم يتجاوز الثانية من عمره أصيب بعلة أضرّت ببصره، فحزن عليه أهله أشد الحزن، لكن الله عوّضه منهما البصيرة النيّرة والذاكرة القوية. فأكبّ على كتاب الله تعالى حفظا واستظهارا، حتى أتمّ حفظه وهو في مراحل الطفولة الأولى، وظهرت عليه ملامح النجابة والذكاء.
وهيأ الله له موجهين صالحين؛ فنصحوه بالرحلة إلى الشام لطلب القرآن الكريم على مشايخ دمشق؛ فرحل، ولازم الشيخ العربيني وغيره ملازمة شديدة، ولم يكن لديه من هم سوى تحصيل القرآن الكريم من وجوهه وقراءاته.
حفظ «الشاطبية»، ثم حفظ «طيبة النشر» للإمام الجزري و «الدرّة»، فجمع القراءات من الطريقين الصغرى والكبرى، ثم رحل لحلب وحمص وحماة، فدرس على شيوخها، وأولع بحب العربية: فحفظ «الآجرومية»، و «نظم العمريطي»، و «ألفية ابن مالك»، ثم حفظ متون الفقه الشافعي على مشايخه؛ ثم حبب إليه علم الحديث الشريف؛ فحفظ «البيقونيّة»، و «ألفية السيوطي» «ومنهاج النووي» و «ألفية العراقي»، وذكر أنه يحفظ ستين كتابا من كتب العلم المتنوعة، وأنه لم يدع علما من العلوم النافعة، إلا وحفظ فيه متنا أو أكثر، وقرأ شروحه على الشيوخ.
وكان يداوم على مراجعتها باستمرار، ويضع لمراجعتها برنامجا؛ وكان يحب أن يقرأها على الطلبة لما في ذلك من الاشتغال بها، ونشرها، ودوام استحضارها.
ولما عاد إلى بيروت بعد رحلته الطويلة، عين مدرسا في الكلية الشرعية «الأزهر» لمدة طويلة؛ تنوف على العشرين عاما، وتخرج على يديه المشايخ والمفتون والقضاة، ثم اعتزل التدريس، ولزم منزله؛ فصار يقصده العلماء والطلاب للاستفادة من علومه.
وكان- رحمه الله- شديدا في الحق؛ لا يخاف في الله لومة لائم، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر؛ ملتزما دائما بأوراد وأذكار، وكان مجلسه عظيم الفائدة؛ لا يغشاه إلا العلماء والصلحاء.
وكان محبا للكتب؛ متابعا لما يصدر منها، حريصا على اقتنائها، وقد حوت مكتبته ذخائر كتب مع المعرفة التامة بمضامينها، وقراءة كثير منها ويحفظ أماكن وجودها، ويعرفها باللمس، ويحفظ أماكن المسائل فيها بحفظ المجلد والجزء والصفحة والسطر.
ويستحضر كل ذلك عند الحاجة، بشكل يعجز عنه الوصف، ويثير العجب.
وكان قد افتتح داره الرحبة في وجه طلاب العلم، وخصص- في منزله- غرفة للإقراء سماها «الزاوية» فيها مكتبة صغيرة لأهم المراجع التي لا يستغني عنها الشيخ في البحث، ويخصص لكل طالب درسا مقررا في الأسبوع يحفظ خلاله المقرر، ويسمعه على الشيخ، ثم يستمع الطالب لشرحه.
وكان مرجعا للمفتين والعلماء؛ يستفتونه في الملمّات، وعند الخلاف؛ فيجيبهم بذهن حاضر، ويستحضر الفتاوى بسرعة عجيبة من ذاكرته، ويطلب من المستفتي التأكد من صحة الفتاوى في المصادر، ويذكر له الجزء والصفحة والسطر.
وكانت مجالسه تفيض بفيض من الرحمة والسكينة، وكان يقول لجلسائه: هل تشعرون معي؟ فيسألونه: وماذا تشعر يا فضيلة الشيخ؟ فيقول: أشعر كأنني في الجنة، وأنني أكاد أطير فرحا بهذا المجلس، وأنني أجالس الحفاظ الكبار: العراقي وابن حجر والنووي وابن الصلاح، ويدعو الله أن يجمعهم جميعا بهم في الآخرة كما نفعهم بعلومهم في الدنيا.
وقد أصيب الشيخ في آخر عمره بوعكة صحية أوقفته عن التدريس، وألزمته الفراش قرابة عام كامل وتوفي عن عمر ناهز السبعين عاما.
تتمة الأعلام للزركلي [وفيات (1396 - 1415 هـ) -يليه المستدرك الأول والثاني-محمد خير رمضان يوسف.