محمد بن محمد بن محمد ابن الشحنة الحلبي کمال الدين

محمد بن محمد بن محمد ، الکمال بن الجلال بن الأثير ابن الشحنة ، الشافعي .
ولي كتابة السر ، ونظر الجيش بحلب ، ثم لما طلب والده إلى الأبواب الشريفة ليصادر خشي على نفسه فاختفى وظهر بعد ذلك أنه وصل إلى الرها وقبض عليه صاحبها لظن أنه جاسوس ولكائنة وقعت هي أن الكمال كان من الأبطال وذوي القوة و البطش يجر من التيس ما لا يقدر على جره أحد . وله علاجات عجيبة وأعمال في حمل الأثقال غريبة .
ولما توجه إلى الرها صادفه بعض جماعة صاحبها في الطريق فباسطه في الكلام، فقال له : أتقدر على جر هذا القوس ? و أخرج له قوسا في غاية الثقل فلما اراد جره لم يقدر عليه فقال له : هل تقدر أنت على جره ؟ قال : نعم . وكان الكلام بينها إذ ذاك بجوار قلعة الرها فأخذ الكمال مهما ورمی به إلى جهة القلعة فخرج السهم وتجاوز القلعة إلى الجانب الآخر ، فقال له ذلك الرجل : تعين أن تنزل عندنا، واحتوى على عقله في ذلك ، فلما أنزله عنده ذهب إلى صاحب الرها وأعلمه بذلك ، فقبض عليه وأخذ ما كان صحبه معه من بعض جواهر ولم يطلقه إلا بعد كلفة وتعب .
وكانت وفاته بمصر مطعونا في سنة سبع وتسعين وثمان مئة .
انظر كامل الترجمة في كتاب درر الحبب في تاريخ أعيان حلب للشيخ (رضى الدين محمد بن إبراهيم بن يوسف الحلبي).