سداد بن إبراهيم بن محمد الجزري أبي النجيب

الظاهر أبي السداد

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاةغير معروف
الفترة الزمنيةبين 300 و 400 هـ
أماكن الإقامة
  • حلب - سوريا

نبذة

سداد بن إبراهيم بن محمد: أبو النجيب، وقيل أبو السداد الجزري ويعرف بالظاهر، وقيل في اسمه شداد بالشين المعجمة، والصحيح أنه بالسين المهملة المكسورة. من أهل جزيرة ابن عمر، وله بها مسجد يعرف بمسجد الظاهر، وكان شاعرا مطبوعا، حلو الألفاظ سهلها، لطيف المعاني.

الترجمة

سداد بن إبراهيم بن محمد:
أبو النجيب، وقيل أبو السداد الجزري ويعرف بالظاهر، وقيل في اسمه شداد بالشين المعجمة، والصحيح أنه بالسين المهملة المكسورة. من أهل جزيرة ابن عمر، وله بها مسجد يعرف بمسجد الظاهر، وكان شاعرا مطبوعا، حلو الألفاظ سهلها، لطيف المعاني. دخل حلب ومدح بها الأمير سيف الدولة أبا الحسن علي بن عبد الله بن حمدان، وظفرت له بأبيات يتشوق فيها حلب، ومدح عضد الدولة ابن بويه.
وذكر لي أبو السعادات بن المرحل أنه بالسين المهملة، وأنه نقله من خط الشيخ أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب كذلك، وكذلك ذكره رفيقنا الحافظ محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود النجار في حرف السين المهملة في التاريخ الذي ذيل به تاريخ أبي بكر الخطيب، وشاهدت اسمه بخط الحافظ أبي طاهر السلفي مضبوطا بالشين المعجمة في بعض تعاليقه.
روى عنه أبو الحسن علي بن منصور المعروف بدوخله، وأبو الفتح أحمد بن علي بن النحاس المدائني الحلبيان، وأبو القاسم علي بن المحسّن بن علي التنوخي، وأبو علي محمد بن وشاح الزينبي، وأبو نصر أحمد بن عبد الله بن أحمد الثابتي.
قرأت بخط عبد المنعم بن الحسن بن الحسين بن اللعيبة أبي الفضل الحلبي قال: لأبي السداد الظاهر الجزري أنشدنيها الشيخ الأديب أبو الفضل جامع بن علي بالجزيرة، في جمادى الأولى من سنة خمس عشرة وخمسمائة:
أيا حلب الغراء والمنزل الرحب ... ويا بلدا قلبي بتذكاره صب
لئن بان جسمي عن معالم ربعها ... فما بان عن أطلال ساحتها القلب
علام أسلي النفس عنك وفيك لي ... علائق منها هدّ مهجتي الحب
هواؤك لولا صحة في هبوبه ... وماؤك لولا أنه بارد عذب
نقلت من خط الحافظ أبي طاهر السلفي، وأنبأنا به عنه أبو القاسم عبد الله ابن رواحة وغيره، قال: قرأت على أبي الحسن علي بن عبد الجبار التونسي اللغوي بالاسكندرية لأبي النجيب شداد بن إبراهيم الجزري الملقب بالظاهر، وقد استدعاه الوزير
المهلبي، وضبطه السلفي في خطه بالشين المعجمة:
عبدك تحت الحبل عريان ... كأنه لا كان شيطان
يغسل أثوابا كأن البلى ... فيها خليط وهي أوطان
أرق من ديني إن كان لي ... دين كما للناس أديان
كأنها حالي من قبل أن ... يصح عندي لك إحسان
يقول من يبصرني معرضا ... فيها والأقوال برهان
هذا الذي قد نسجت فوقه ... عناكب الحيطان إنسان
قرأت في مجموع أظنه بخط بعض الحلبيين أو المعريين: حدث أبو النجيب سداد بن إبراهيم الجزري الشاعر، الملقب بالظاهر قال: كنت كثير الملازمة للوزير أبي محمد المهلبي فاتفق أن غسلت ثيابي يوما وأنفذ يدعوني فاعتذرت بعذر لم يقبله، وألح في استدعائي فكتبت إليه:
عبدك تحت الحبل عريان ... كأنه لا كان شيطان
يغسل أثوابا كأنّ البلى ... فيها خليط وهي أوطان
أرق من ديني إن كان لي ... دين كما للناس أديان
كأنها حالي من قبل أن ... يصبح عندي لك إحسان
يقول من يبصرني معرضا ... فيها للأقوال برهان
هذا الذي قد نسجت فوقه ... عناكب الحيطان إنسان
فأنفذ له جبة وقميصا وعمامة وسراويل، وكيسا فيه خمسمائة درهم، وقال: قد أنفذت إليك ما تلبسه وتدفعه الى الخياط ليصلح لك الثياب على ما تريده، فإن كنت غسلت التكة واللالكة عرفني لأنفذ عوضها.
قرأت بخط الشريف محمد بن الحسن بن محمد بن أبي القاسم الأقساسي: أنشدني أبو الحسين عاصم الأديب الشاعر للظاهر الجزري، واسمه شداد بن إبراهيم عند وداعه لأبي غالب محمد بن خلف فخر الملك، وكان قصده وامتدحه:
ختم النبيين النبي محمد ... ومحمد بن عليّ الوزراء
والظاهر الشعراء وهو مودع ... من حضرة ابن علي العلياء
سأسير عنك ولي إليك تلفت ... فيكون قدامي إليك وراء
قرأت في رسالة أبي الحسن علي بن منصور بن القارح الحلبي التي كتبها إلى أبي العلاء بن سليمان، وأجابه عنها برسالة الغفران: أنشدني الظاهر الجزري لنفسه.
وقرأت بخط أبي الفتح أحمد بن علي المدائني، في مجموع وهبنيه والدي رحمه الله بخط المذكور: أنشدني الظاهر الجزري لنفسه:
أرى جيل التصوف شرّجيل ... فقل لهم وأهون بالحلول
أقال الله حين عشقتموه ... كلوا أكل البهائم وارقصوا لي
ونقلت أيضا من خط أبي الفتح المدائني للظاهر في المجموع المذكور:
لا تثق بالسكوت من كل صوفي ... واحترز منهم وكن في سدف
بالعكاكيز والمحابر والصحف ... وجمع كمثل جمع الزحوف
ويل داعيهم وحق له الويل ... إذا ما أتى بألفي خروف
وصنان فإن هم بايتوه ... أكلوا بيته بحشو السقوف
أترى ربهم يقول ارقصوا لي ... واتركوا ما افترضت من معروف
شرجيل تراه في عالم الحشر ... إذا أوقفوا ليوم مخوف
نقلت من خط بعض الأدباء وقيل انه من بني أبي حصينة للظاهر الجزري:
يا دهر إنك أنت نابذ ريقه ... خمرا وغارس خده تفاحا
وغزلت من غزل شباك جفونه ... ونصبتها فتصيدت أرواحا
وله ونقلته من خط المذكور:
أبايعت أهل البيعة اليوم في دمي ... غلبت فخذ أخطارهم وتقدم
ولا تورثن عينيك سقمي فإنه ... حرام على الذمّي ميراث مسلم
وهذان البيتان يرويان لعبد المحسن الصوري وهو أصح.
ومما نقلته من تعليقي من الفوائد مما أنشده الظاهر لنفسه:
أدر المدامة يا بن شبل واسقني ... فيها نسيئة ريقك المتعذر
فاذا رأيت من الندامى صاحيا ... فينا فلاحظه بطرفك يسكر
ومن شعره أيضا قوله، وقيل انها للوزير أبي نصر بن النحاس الحلبي والصحيح أنها للظاهر:
انظر الى حظ ابن شبل في الهوى ... إذ لا يزال لكل قلب شائقا
شغل النساء عن الرجال وطالما ... شغل الرجال عن النساء مراهقا
عشقوه أمرد فالتحى فعشقته ... الله أكبر ليس يعدم عاشقا
ومن شعره المستحسن يصف قوس قزح:
ألست ترى الجو مستعبرا ... يضاحكه برقه الخلّب
وقد لاح من قزح قوسه ... بعيدا وتحسبه يقرب
كطاقي عقيق وفيروزج ... وبينهما آخر مذهب
وقال في الأمير سيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان:
وحاجة قيل لي نبه لها عمرا ... ونم فقلت عليّ قد تنبه لي
حسبي عليان إن ناب الزمان ... وان جاء المعاد بها في القول والفعل
فلي عليّ بن عبد الله منتجع ... ولي عليّ أمير المؤمنين ولي
أنبأنا عيسى بن عبد العزيز اللخمي قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن بن علي التنوخي قال: أنشدني أبو النجيب سداد بن إبراهيم الجزري المعروف بالظاهر لنفسه:
أفسدتم نظري عليّ فما أرى ... مذغبتم حسنا الى أن تقدموا
فدعو غرامي ليس يمكن أن ترى ... عين الرضا والسخط أحسن منكم
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار، قال في تاريخه: سداد بن إبراهيم، أبو النجيب الجزري، الملقب بالظاهر، شاعر مليح الشعر، قدم بغداد ومدح بها أبا محمد المهلبي، وزير معز الدولة أحمد بن بويه، ومدح عضد الدولة أيضا، روى عنه أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، وأبو علي محمد بن وشاح الزينبي، ورأيت اسمه مقيدا، بالسين المهملة بخط أبي الحسين هلال بن المحسن ابن الصابئ الكاتب.
قال ابن النجار قرأت في كتاب أبي نصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد ابن يوسف بن ثابت الثابتي الفقيه بخطه قال: أنشدني أبو النجيب شداد بن إبراهيم الظاهر، بمدينة السلام- يعني- لنفسه:
لا تسألن عن الخليط المنزلا ... في العقل ما ينهاك عن أن تسألا
كم معقل في شط ريحان عفا ... فرميت بالاعراض ذاك المعقلا
وطويته حتى كأني لم أكن ... من ساكنيه مشيعا مستقبلا
قال ابن النجار: وذكر قصيدة طويلة، في الرد على أبي حنيفة رضي الله عنه، هكذا رأيته مقيدا بخط الثابتي «شدّاد» ، بفتح الشين المعجمة وتشديد الدال، والله أعلم بالصواب.
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)