زائدة بن نعمة بن تعيم بن نجيح القشيري أبي نعمة
المجفجف
تاريخ الولادة | غير معروف |
تاريخ الوفاة | غير معروف |
الفترة الزمنية | بين 450 و 550 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
زائدة بن نعمة بن تعيم بن نجيح:
أبو نعمة القشيري المعروف بالمجفجف، شاعر بني مالك، بدوي حسن الشعر، قدم حلب ومدح بها الملك رضوان بن تتش وغيره، وكان يتردد اليها كثيرا. روى عنه شيئا من شعره الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي، وأبو عبد الله محمد بن المحسن بن الملحي وأبو البدر محمد بن علي بن أبي البدر.
أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي- إذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن المحسّن بن أحمد السلمي- من لفظه، وكتبه لي بخطه- قال: المجفجف، شاعر بدوي كثير الشعر، نقي الألفاظ مختارها، مستطرف المعاني، قليل اللحن، حسن الفن يمدح من العرب السادات وأهل البيوتات، وله في صدقة بن مزيد ما شئت من القصائد الناصعة والمعاني الرائعة، وصل الى دمشق وأنشد أتابك قصيدة نونية، وخلع عليه خلعة تامة، وحمله على فرس عتيق، ورأيته بحلب بمجلس الملك رضوان، وهو ينشده قصيدة منها قوله لناقته:
لا راحة لك يا زيد ولا سنة ... ولا لنا أو نرى السلطان في حلبا
أبا المظفر رضوان الذي أمنت ... به البريّة لما خافت العطبا
الواهب النعم الخضر الذي عظمت ... والجرد والمرد والهندية القضبا
سحابة تذهب العدم الضرّ بنا ... وتمطر الفضّة البيضاء والذهبا
وتوقد الحرب في أعدائه فترى ... عظامهم لا تني في قعرها حطبا
فالدهر يخدمه والنصر يقدمه ... والله يولى عداه الويل والحربا
يا بن الألى ملكوا الدنيا وعمّ ... جميع ماخولوه العجم والعربا
قوم مناقبهم لمّا مضوا بقيت ... تخالها في سماء السؤدد الشهبا
لهم من الله نصر لا يغبّهم ... ومدحهم جمّل الأشعار والخطبا
إني أتيتك لا أبغي سواك حيا ... ولا أرى في بلاد الله مضطربا
ومن أتاك طليحا طالبا جدة ... فإنه بالغ مما بغى الأربا
فأعطاه وخوّله وأجزل صلته وجمّله.
أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان البانياسي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: زائدة بن نعمة بن نعيم بن نجيح أبو نعمة القشيري، المعروف بالمجفجف، شاعر قدم دمشق ومدح بها أتابك ، ولقيته بالرافقة وأنشدني شيئا من شعره.
أنبأنا سليمان قال: أخبرنا أبو القاسم قال: أنشدني أبو نعمة زائدة بن نعمة ابن نعيم بن نجيح القشيري المعروف بالمجفجف لنفسه بالرافقة:
أهند على ما كنت تعهدها هند ... أم استبدلت بعدي وغيرّها البعد
بلى غير شك إنها قد تبدّلت ... لأنّ الغواني لا يدوم لها عهد
كما لم يدم عصر الشباب ولا الصبا ... ولا ماكث في غير أيامه الورد
وعندي من الآراء والعزم صارم ... متى أنتضيه ليس ينبو له حدّ
أتيتك يا بن الفضل من آل مزيد ... ويا بن الألي ما فوق مجدهم مجد
وقد حكمت كل الملاحم أنه ... على الجانب السّعدي طالعك السعد
وقلنا بأرض الجامعين وبابل ... وقد أفسدت فينا الأعارب والكرد
ألا فتنحوا عن دبيس وداره ... فلا بدّ من أن يظهر الملك الجعد
ويجعله يوما عبوسا عصبصبا ... بقتل العدا حتى تشيب له المرد
فلم يقبلوا منا وكانت ضلالة ... ومن ضلّ في الدنيا فليس له رشد
قال الحافظ أبو القاسم: وأنشدني أبو نعمة لنفسه أيضا:
أصبح الربع من سمية خالي ... غير هيق وناشط وغزال
وثلاث كأنهن حمام في ... رماد وأشعث الرأس بال
هللته الرياح فما توالي ... نسجها بالغدوّ والآصال
برّح غربلت حصاه فأمسى ... خالصا وحده بلا غربال
من قبول ومن دبور نوج ... وجنوب ومن صبا وشمال
تجلب الغيث غير ريث حناه ... لرسوم الديار والأطلال
كل نبت من الربيع وزهر ... مثل جيد من العرائس حالي
أو كزيّ الذي عهدن لديه ... في ظلال الخيام أو في الحجال
كل برّاقة الثنايا ترايا ... برقيق الغروب عذب زلال
وكان الغمام من بعد وهن ... مازحته بقرفف جريال
تطبّى الشيب بعد طول مشيب ... والكريم الحليم بعد اكتهال
كنت في عينها كمرود كحل ... صرت في عينها كشوك السيّال
حيث صار السواد مني بياضا ... وتبدلت أرذل الإبدال
فإذا الخيل أصبحت بي قياما ... صافنات وأينقي وجمالي
بجناب ابن سالم وحماه ... احتمى جانبي وجاهي ومالي
مثل ما كنت في عراق دبيس ... لم تكن تخطر الهموم ببالي
فإذا سائلت قشير بمصر ... ونمير بن عامر كيف حالي
وكلاب وفتية من عقيل ... ورجال ببرقة من هلال
كان رد الجواب إني بخير ... ما عدت مالكا صروف الليالي
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: كتب إليّ أبو عبد الله محمد ابن محمد بن حامد الكاتب، ونقلته من خطه قال: أنشدني أبو البدر محمد بن علي ابن أبي البدر الكاتب الواسطي بها قال: أنشدني المجفجف البدوي لنفسه في بعض أصحاب سيف الدولة صدقه:
تريد الثنا ما للثنا عند معزل ... تريد مزيدا ما عليك مزيد
تمزّق ثوب المجد عن كل لابس ... وثوب سعيد الأريحي جديد
قال ابن النجار: زائدة بن نعمة بن نعيم بن نجيح، أبو نعمة القشيري، المعروف بالمجفجف، الشاعر، بدوي كثير الشعر، جيد الألفاظ، حسن المعاني، يمدح سادات العرب وأهل البيوت والتقدم، وله في سيف الدولة صدقة وابنه دبيس عدة قصائد، وقد دخل الشام، ومدح ملوكها .
أخبرني الأمير بدران بن جناح الدولة حسين بن مالك بن سالم بن مالك العقيلي قال: كان المجفجف شاعر جدي مالك صاحب قلعة جعبر فقصد تاج الدولة ابن منقذ بشيزر، ممتدحا له ونزل بمسجد بشيزر، فلم ير عند بني منقد احتفالا بأمره، فأمر غلامه أن يأتيه بدابته فركبها وفارقهم، وسار عن شيزر وكتب على حائط المسجد الذي كان نازلا به:
بت ضيفا ببني منقذ كهف الفقراء غير أني بت في المسجد والماء غذائي أشتكي الجوع الى الفجر وأجتر خرائي
قال: فطلبه تاج الدولة بن منقذ بعد يومين فلم يجده فأسقط في يده، وقال: الساعة يمضي المجفجف الى قلعة جعفر ويشتم أعراضنا، قال: فأرسل في الحال الى جدّك القاضي ابن العديم قاضي حلب مائة دينار وعشرة ثياب خز وقال له: ما أعرف خلاص أعراض نسائنا إلّا منك فتستدعي المجفجف وتستطلقنا منه وتدفع إليه بهذه الدنانير وهذه الثياب.
قال: فسير جدك وأحضر المجفجف وقال: أسألك في شيء وهو أنك لا تتعرض بذكر بني منقذ بقبيح، وتأخذ هذه الدنانير وهذه الثياب وتطلقهم لي، قال: فقال: أذلّهم الله والله إني كنت راضيا منهم بثوب واحد من هذه الثياب وعشرة دنانير، وأخذها ومضى وأجاب جدك الى ما سأل.
قرأت في تاريخ أبي علي الحسن بن علي بن الفضل الداري، ورأيته بخطه بماردين، وذكر فيه قتل سيف الدولة صدقة بن دبيس بن مزيد، وقال: فرثاه جماعة من جملتهم رجل يقال له: المجفجف من العرب، وكان يسكن قلعة جعبر من جملة قصيدته:
لم يدر قاتله شلّت أنامله ... ما خوّلته يد الأيام من ظفر
كأنما كانت الأعراب قاطبة ... أرواحها بين ذاك القوس والوتر
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)