رمضان بن صاعد بن أحمد بن علي القرشي الآمدي الضرير أبي الفضل

الضياء

تاريخ الوفاة601 هـ
مكان الولادةماردين - تركيا
مكان الوفاةأمد - تركيا
أماكن الإقامة
  • أمد - تركيا
  • حلب - سوريا
  • دمشق - سوريا

نبذة

رمضان بن صاعد بن أحمد بن علي: أبو الفضل بن أبي الفتح بن أبي الفضل الضرير القرشي الآمدي، ويلقب بالضياء، شاعر محسن عالم بالطب والعربية واللغة والحساب والمنطق، قدم حلب مرارا ممتدحا لملوك بني أيوب، وكان مولده بماردين، روى شيئا من شعر أبيه عنه.

الترجمة

رمضان بن صاعد بن أحمد بن علي:
أبو الفضل بن أبي الفتح بن أبي الفضل الضرير القرشي الآمدي، ويلقب بالضياء، شاعر محسن عالم بالطب والعربية واللغة والحساب والمنطق، قدم حلب مرارا ممتدحا لملوك بني أيوب، وكان مولده بماردين، روى شيئا من شعر أبيه عنه.
روى عنه الحافظ أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى وخرج عنه أبياتا من شعره في معجم شيوخه، وروى عنه أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الأصبهاني الكاتب، وذكره في كتاب «السيل والذيل» الذي ذيل به كتاب الخريدة، ومما وقع إليّ من شعره المختار:
لولا اعتراض الهوى كرها لما وقذا  ... ومنه في الطرف دمع طارف وقذا
يا للرجال ألذّ الحبّ أقتله إذا ... ومن عجب أن يستلدّ أذا
فيا عذولي كفّا إن أمر كما ... للعاشقين بما لا يستطاع بذا
وانما الحبّ داء لا دواء له ... يعطى الجنون متى عقل الفتى أخذا
وأسعد الناس جدا من تجنبه ... ومن علائقه عن قلبه نبذا
قرأت في معجم أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى  الحافظ، وشاهدته بخطه، وأجازه لنا ولده أبو الغنائم سالم عنه، قال: رمضان بن أبي أبي المعالي صاعد بن أبي الفضل الديار بكري الأديب: أنشدنا الشيخ الفاضل أبو الفضل لنفسه من مرثية:
قلوب الورى من خيفة البين تخفق ... وآمالهم أن يحيوا الدهر تخفق
وان اغترار المرء بالعيش بعدما ... تيقّن أن الموت لاقيه موبق
وما العمر إلّا ساعة ثم تنقضي ... فكل جديد بالجديدين يخلق
وعيش الفتى كالطريف يطرف مرة ... ومرآه في دنياه كالطيف يطرف
وشيمة هذا الدهر اشمات حاسد ... وتشتيت ملموم ونأي ممزق
أجل كل حي ما خلا الله حائن ... له أجل عاداته ليس تخرق
وكل أليف سوف يحزن فقده ... وكل اجتماع يعتريه التفرق
قال ابن صصرى: والقصيدة أطول من هذا أنشدناها بتمامها.
قرأت بخط عماد الدين أبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الاصبهاني في كتاب «سيل الجريدة وذيل الخريدة» . وأخبرنا به اجازة عنه أبو الحسن محمد بن أبي جعفر القرطبي وغيره قال: رمضان بن صاعد بن أحمد القرشي، ذكر أن مولده بماردين، وينعت بضياء الدين الضرير، الآمدي الدار والمنشأ، شاب من أهل الادب مكفوف البصر، كافي البصيرة عديم النظير والنظر، ان غاض قليب  عينه فقد فاضت عين قلبه، أو كبا طرف طرفه، فقد جرى قارح قريحته بطرائف تفوق في الافق لمائع شهبه.
وفد الى دمشق في آخر ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين وحضرت انشاده قصيدتين للملك الناصر في دفعتين، وأثبتّ منها ما فيه روح وروح، وضوعت عرصة كتابي الفيحاء من عطره مما له فوح، فالقصيدة الاولى من نظمه قصد بها أسلوب أبي نواس في كلمته:
أجارة بيتينا أبوك غيور  .
وما تعرّض لمعارضة الفحول إلّا من عرّض نفسه لمحاولة الوحول، وعارض السمن بالنحول، والمخصب بالمحول  ، ومطلعها:
تذكر نجدا والمحب ذكور ... فللشوق في الاحشاء منه زفير
غريم غرام منجد القلب متهم ... عزيز الهوى فالدمع منه غزير
اذا ما رجا برد الصبابة بالصبا ... تضرم منها في الفؤاد سعير
كئيب كأنّ العشق يعشق ... قلبه فلا هجر إلّا أن يكون نشور
أبى سمعه لوم اللوائم في الهوى ... فما يضمر السلوان منه ضمير
ومنها:
وقائلة والعيس ترحل للسرى ... أما دون مصر للرجاء مصير
فقلت لها والعين يسبق دمعها ... مقالي اني بالرحيل جدير
الى ملك لم ينتج الدهر مثله ... وتعقم من بعد الدهور دهور
أغير صلاح الدين في الارض يرتجى ... جواد وهل يغني غناه أمير
الى الناصر الملك المكارم تعتزى ... فتى ماله في الاكرمين نظير
فتى ماله للمعتفين وماله ... به غير ذكر في البلاد يسير
ومنها ويذكر البلاد التي في طريقه:
اليك قطعنا كل أرض كأنها ... صحائف تطوى والركاب سطور
أخذه من قول ابن صرّدرّ  .
صحائف ملقاة ونحن سطورها
على ضمّر قود كأن رؤوسها ... علوا على هام الرجال قصور
رحلن بنا من ماردين وقد بدا ... من الصبح مثل الوجه منك منير
فما واجهتنا الشمس حتى أحلنا ... سميساط من شط الفرات عبور
ولما أتت رعبان أفرخ رعبنا ... وهنّ بنا عن تل باشر زور
إلى حلب أو رثت كرسي ملكها ... وقد أصبحت شوقا إليك تمور
فلم نسقها نشجا  إلى أن رعت حمى ... حماة ونيران الشهاب تنير
يعني شهاب الدين الحارمي  .
فأصبحن بالعاصي يردن زلاله ... وأمسين في حمص لهن نفور
تيممن بالركبان جنة جلق ... ونحن إلى الملك المعظم صور
إليك صلاح الدين سارت ركائبي ... ولولاك لم يعل الركائب كور
فدونك بنت الفكر عذراء دونها ... أجارة بيتينا أبوك غيور
وان ابن هانىء دون ناظم درها ... بصير بنظم الدر وهو ضرير
قال: ومطلع القصيدة الأخرى من نظمه:
أهدت إلى الصب أنفاس الصبا وصبا ... فحن شوقا إلى عصر الصبا وصبا
وعاده في نسيم الريح رائحة ... للغور رائحة هاجت له طربا
فغاض من صبره ما فاض تسلية ... وفاض من دمعه ما غاض وانسكبا
وكاد يقضي لذكر الجزع من جزع ... أيام لم يقض من أحبابه أربا
إذ شام برقا ذكا بالشام حين خبا ... أبدى من الوجد ما كان الضمير خبا
وفي كثيب الحمى لو أنه كثب ... لعاشق شعب شمل بات منشعبا
سقى الحيا عهد ذاك الحي إن له ... عندي عهود هوى لم أنسها حقبا
سقى الحيا عهد ذاك الحي إن له ... عندي عهود هوى لم أنسها حقبا
أيام أشرب كاس الحب تثملني ... عشقا ألثم من كاس اللها الحببا
وأجتني ثمرات الوصل يا نعة ... ولا أراقب إذا أحني على الرقبا
وللظبا بذاك الربع مرتبع ... وللهوى من فنون اللهو ما طلبا
حيث البدور به تلقاك بادرة ... إليك ساحبة من خمرها سحبا
من كل بيضاء كالبيضاء تشرق أو ... سمراء كالصعدة السمراء منتصبا
هيف القدود لها يهفو الحليم إذا ... أبدت نقائب يخفي نورها النقبا
ومنها في المخلص:
فدع هوى دعد المهوي فلست ترى ... منه نصيبك إلّا الذل والنصبا
وحاول الشرف الأعلى فشر فتى ... راض بدون علاء نيله صعبا
إن العلى في العوالى السمر مشرعة ... والعزفي البيض تفري البيض واليلبا
صيرن للنصر أسبابا وصير للأ ... رزاق كف المليك الناصر السببا
لا ملك في الأرض إلّا ملك مصرولا ... سلطان إلّا صلاح الدين منتدبا
الناصر الحق لما قل ناصره ... والضابط الأمر لما ماج واضطربا
هو الذي ظهرت بالعدل آيته ... فاختاره الله للاسلام وانتخبا
ذو الزهد في الذهب المرغوب فيه وفي ... غير الذي يرتضي الرحمن مارغبا
إذهابه لاقتناء المجد شيمته ... لا يقتني المجد من لا يذهب الذهبا
ومنها:
ملك يرى أن جمع المال يفقره ... وأن تفريقه يغنيه لا النشبا
كأن سائله يوم العطاء وقد ... أغناه واهبه المال الذي وهبا
محض الضريبة ميمون النقيبة منص ... ور الكتيبة يرضي الله إن غضبا
ماضي العزيمة فرّاج العظيمة وها ... ب الغنيمة جودا يفضح الشهبا
صافي السريرة مصقول البصي ... رة ممدوح العشيرة بادي الفخر إن نسبا
يا مخجل البدر حسنا والحيا كرما ... والطود حلما وليث الغاب إن قطبا
مذغبت زلزلت الأمصار واضطربت ... خلفا وقد ملئت أقطارها رعبا
فمذ قدمت ملأت الأرض من كرم ... وهيبة كشفا عن أهلها الكربا
كم حملة لك في أهل الصّليب بها ... صارت رماحك فيهم تشبه الصلبا
لن يكمل الملك أو تجتث دابرهم ... وباذن الله أن تستأنف الغلبا
وتفتح المسجد الأقصى بمعشرك الأد ... نى ونصر وفتح منه قد قربا
فاجعل مفاتيحه البيض الصوارم ... والزرق اللهاذم والخطية السلبا
وناجه بمجانيق مخاطبة ... تتلو على سوره من فتحه خطبا
لا تعز من بغير السيف خطبته ... فالملك بالسيف والدنيا لمن غلبا
فجرد البيض واجعل أهله جزرا ... وأوقد النار واجعلهم لها حطبا
واسمع غريب مديح غير منتحل ... من معرب غير معدود من الغربا
صفات مجدك لا تفنى فإن تك قد ... أعيت على خاطري حصرا فلا عجبا
قال العماد الكاتب: وذكر والده أبا المعالي صاعد بن علي الكاتب: أنشدني رمضان- ولده- قال: كتب إليّ وأنا بحلب:
يا أيها الولد المهذب دعوة ... من والد أودت به أشواقه
أفديك من ولد لنا متطلب ... عقّا  وامرض والديه فراقه
قال: فكتبت اليه في جوابه:
أفدي الذي أهدى إليّ كتابه ... موصوفة في ضمنه أشواقه
فكأن بهجة خطه صفحاته ... وكأن رقة لفظه أخلاقه
وكأنني لما فضضت لطيمتي ... نظم ونثر شابها إشفاقه
يعقوب حين أتته حلّة يوسف ... أو كالسليم أبله ترياقه
قرأت في بعض تعاليقي من الفوائد أن رضوان بن صاعد قيل إنه توفي سنة إحدى وستمائة بآمد.
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)