أبي الحسن علي بن عيسى بن داود البغدادي

تاريخ الولادة244 هـ
تاريخ الوفاة334 هـ
العمر90 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةبغداد - العراق
أماكن الإقامة
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • بغداد - العراق
  • صنعاء - اليمن
  • بلاد الشام - بلاد الشام
  • مصر - مصر

نبذة

علي بن عيسى بن داود بن الجراح أبي الحسن الكاتب البغدادي وزير المقتدر والظاهر. حدث عن: الحسن بن محمد الزعفراني، وأحمد بن بديل الكوفي، وعمرو بن شبة، والقاسم بن عباد، وحميد بن الربيع، وغيرهم. وعنه: أبي القاسم الطبراني مذاكرة، في "الصغير"، وابنه عيسى بن علي، وأبي طاهر محمد بن أحمد الذهلي.

الترجمة

علي بن عيسى بن داود بن الجراح أبي الحسن الكاتب البغدادي وزير المقتدر والظاهر.
حدث عن: الحسن بن محمد الزعفراني، وأحمد بن بديل الكوفي، وعمرو بن شبة، والقاسم بن عباد، وحميد بن الربيع، وغيرهم.
وعنه: أبي القاسم الطبراني مذاكرة، في "الصغير"، وابنه عيسى بن علي، وأبي طاهر محمد بن أحمد الذهلي.
قال الصولي: لا أعلم أنه وزر لبني العباس مثله في عفته وزهده وحفظه للقرآن، وعلمه بمعانيه، وكان يصوم نهاره، ويقوم ليله، وما رأيت أعرف بالشعر منه، وكان يجلس للمظالم، وينصف الناس، ولم يروا أعف بطنا ولسانا وفرجا منه. وقال الخطيب: كان صدوقا دينا فاضلا عفيفا في ولايته، محمودا في وزارته، كان كثير البر والمعروف وقراءة القرآن والصلاة والصيام، يحب أهل العلم، ويكثر مجالستهم ومذاكرتهم، ولم يزل من حداثته معروفا بالستر والصيانة والصلاح والديانة. وقال ابن الأبار: كان زاهدا متواضعا وزر للمقتدر، ولم يكن يهوى ذلك، بل كان يحب الاعتزال ويقول: وما كنت أحتسب بمقامي في هذا الأمر إلا أني مجاهد في سبيل الله خوفا من فتنة لا تبقي ولا تذر. وقال الإمام الذهبي: الإمام المحدث الصادق الوزير العادل. وقال الصفدي: كان على الحقيقة غنيا شاكرا صدوقا خيرا عالما من خيار الوزراء، وهو كثير البر والمعروف والصلاة والصيام ويجالس العلماء. ونقل ما فيه من مدح وثناء يطول.
ولد في جمادى الآخرة، سنة خمس وأربعين ومائتين، ومات يوم الجمعة لليلة بقيت من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وقيل: خمس وثلاثين وثلاثمائة.
- تاريخ بغداد (12/ 14)، إعتاب الكاتب (186)، الأنساب (5/ 601)، تاريخ دمشق (43/ 15)، تاريخ الإسلام (24/ 106)، النبلاء (15/ 298)، الوافي بالوفيات (21/ 369).

إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الحافظ أبي القاسم الطبراني- للمنصوري.

 

 

الوزير: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّادِقُ الوَزِيْرُ العَادِلُ، أبي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ عِيْسَى بنِ دَاوُدَ بنِ الجَرَّاحِ البَغْدَادِيُّ الكَاتِبُ.
وزر غَيْرَ مَرَّةٍ لِلْمُقْتَدِر، وَلِلْقَاهِرِ، وَكَانَ عَدِيْمَ النَّظير فِي فَنِّهِ.
وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمَائِتين.
سَمِعَ: حُمَيْد بنَ الرَّبِيْعِ، وَالحَسَنَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ بُديل القَاضِي، وَعُمَر بن شَبَّةَ النُّمَيْرِيَّ، وطائفة.
حَدَّثَ عَنْهُ وَلَدُهُ عِيْسَى، وَأبي القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ، وَأبي الطَّاهِرِ الذُّهْلِيُّ، وَغَيْرُهُم.
كَانَ عَلَى الحَقِيْقَةِ غنيّاً شَاكِراً، ينطوِي عَلَى دينٍ مَتِين وَعِلْم وَفَضْل. وَكَانَ صَبُوْراً عَلَى المِحَنِ. وَلله بِهِ عنَايَة، وَهُوَ القَائِلُ يُعزِّي وَلَدَي القَاضِي عُمَر بنِ أَبِي عُمَرَ القَاضِي فِي أَبِيْهِمَا: مُصيبَةٌ قَدْ وَجَبَ أَجْرُهَا خَيْرٌ مِنْ نِعْمَةٍ لاَ يُؤدَّى شُكْرُهَا.
وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- كَثِيْر الصَّدَقَاتِ وَالصَّلَوَاتِ، مَجْلِسهُ موفورٌ بِالعُلَمَاءِ. صَنّفَ كِتَاباً فِي الدُّعَاءِ وَكِتَابَ "مَعَانِي القُرْآنِ" أَعَانَه عَلَيْهِ ابْنُ مُجَاهِد المُقْرِئ، وَآخر. وَلَهُ دِيْوَانُ رسَائِلِه.
وَكَانَ مِنْ بُلَغَاءِ زَمَانِهِ، وَزَرَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ أَرْبَعَة أَعْوَام، وَعُزل ثُمَّ وَزر سنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ.
قَالَ الصُّوْلِيُّ: لاَ أَعْلَمُ أَنَّهُ وَزَرَ لِبَنِي العَبَّاسِ مثلُه فِي عِفَّتِهِ وَزُهْدِه وَحِفْظِه لِلْقرآنِ، وَعِلْمِهِ بِمعَانيه، وَكَانَ يَصُوْمُ نهَارَه، وَيَقُوْمُ ليلَه، وَمَا رَأَيْتُ أَعرَفَ بِالشِّعْرِ مِنْهُ، وَكَانَ يجلِسُ لِلْمظَالِم، وَيُنصِفُ النَّاس، وَلَمْ يَرَوا أَعفَّ بطناً وَلِسَاناً وَفَرْجاً مِنْهُ، وَلَمَّا عُزِلَ ثَانياً، لَمْ يَقنع ابْنُ الفُرَاتِ حَتَّى أَخرَجَه عَنْ بَغْدَادَ، فجَاوَرَ بِمَكَّةَ.

وَله فِي نكبته:
وَمَنْ يَكُ عَنِّي سَائِلاً لِشَمَاتَةٍ ... لِمَا نَابَنِي أو شامتًا غير سائل
فَقَدْ أَبْرَزَتْ مِنِّي الخُطُوبُ ابْنَ حُرَّةٍ ... صَبُوْراً عَلَى أَحْوَال تِلْكَ الزَّلازِلِ

إِذَا سُرَّ لَمْ يَبْطَرْ وَلَيْسَ لِنَكْبَةٍ ... إِذَا نَزَلَتْ بِالخَاشِعِ المُتَضَائِلِ
وَقَدْ أَشَارَ عَلَى المقتدِر، فَأَفلَحَ، فَوَقَفَ مَا مغَلُّه فِي العَام تِسْعُوْنَ أَلف دِيْنَار عَلَى الحَرَمَيْنِ وَالثُّغُوْرِ، وَأَفْرَدَ لهَذِهِ الوُقُوْفِ دِيْوَاناً سَمَّاهُ دِيْوَانَ البِرِّ.
قَالَ المُحَدِّثُ أبي سَهْلٍ القَطَّان: كُنْتُ مَعَهُ لَمَّا نُفِيَ بِمَكَّةَ فَدَخَلْنَا فِي حَرٍّ شَدِيدٍ وَقَدْ كِدْنَا نتلف، فطَافَ يَوْماً، وَجَاءَ فرمَى بنَفْسِهِ، وَقَالَ: أَشتهِي عَلَى اللهِ شربَةَ مَاءٍ مثلوجٍ. قَالَ: فَنَشَأَتْ بَعْد سَاعَةٍ سحَابَةٌ وَرَعَدَتْ، وَجَاءَ بَرَد كَثِيْرٌ جمع مِنْهُ الغِلْمَانُ جِرَاراً. وَكَانَ الوَزِيْرُ صَائِماً، فَلَمَّا كَانَ الإِفْطَارُ جِئْتُه بِأَقدَاحٍ مِنْ أَصنَافِ الأَسْوقَة فَأَقبل يسقَي المجَاورينَ، ثُمَّ شَرِبَ وَحَمِدَ اللهَ وَقَالَ: ليتَنِي تمنَّيْتُ المَغْفِرَة.
وَكَانَ الوَزِيْر متوَاضعاً، قَالَ: مَا لَبِسْتُ ثوباً بِأَزيد مِنْ سَبْعَة ِدَنَانِيْر.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ عِيْسَى الوَزِيْر، يَقُوْلُ: كَسَبْتُ سَبْع مائَة أَلْف دِيْنَار، أَخرجت مِنْهَا فِي وُجُوه البِرِّ سِتّ مائَة أَلْف وَثَمَانِيْنَ أَلْفاً.
قُلْتُ: وَقَعَ لي من عواليه في أمالي ولده.
تُوُفِّيَ فِي آخِرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. وله تسعون سنة.

سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي

 

 

علي بن عيسى بن داود ابن الجراح، أبو الحسن البغدادي الحسني: وزير المقتدر العباسي والقاهر. وأحد العلماء الرؤساء من أهل بغداد. فارسي الأصل. نشأ كاتبا كأبيه. وولي مكة.
واستقدمه المقتدر إلى بغداد سنة 300 هـ فولاه الوزارة، فأصلح الأحوال وأحسن الإدارة وحمدت سيرته. ثم عزله المقتدر سنة 304 وحبسه ونفاه إلى مكة (سنة 311) ومنها إلى صنعاء. وأذن له بالعودة إلى مكة سنة 312 فعاد. وولي فيها الاطلاع على أعمال مصر والشام، فكان يتردد إليهما. وأعاده المقتدر إلى الوزارة فرجع إلى بغداد سنة 314 ونقم عليه سنة316 فعزله وقبض عليه. ثم جعل له النظر في الدواوين سنة 318 وهكذا كانت حياته ملؤها الاضطراب. وتوفي ببغداد.
له كتب منها " ديوان رسائل " و " معاني القرآن " أعانه عليه ابن مجاهد المقري، و " جامع الدعاء " و " كتاب التاب وسياسة المملكة وسيرة الخلفاء ". وللكتاب الإنكليزي هارولد بوين Harold Bowen كتاب في " حياة علي بن عيسى وعصره " بالإنكليزية سماه: " " The life and times of ali ibn " Isa , the good vizier " طبع في كمبردج سنة 1928 م، في 420 صفحة .

-الاعلام للزركلي-