الخضر بن عبد الواحد بن علي الحلبي أبي القاسم

تاريخ الوفاة631 هـ
مكان الولادةحلب - سوريا
مكان الوفاةمكة المكرمة - الحجاز
أماكن الإقامة
  • خراسان - إيران
  • نيسابور - إيران
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • حلب - سوريا

نبذة

الخضر بن عبد الواحد بن علي بن الخضر: أبو القاسم بن أبي المنى الحلبي القاضي هو ولد شيخنا السابق أبي المنى الشروطي، ولد بحلب ونشأ بها، وسار منها الى خراسان وتفقه على أبي الخطاب الطبري، وسمع الحديث بنيسابور من المؤيد بن محمد بن علي الطرسوسي، ثم قدم علينا حلب.

الترجمة

الخضر بن عبد الواحد بن علي بن الخضر:
أبو القاسم بن أبي المنى الحلبي القاضي هو ولد شيخنا السابق أبي المنى الشروطي، ولد بحلب ونشأ بها، وسار منها الى خراسان وتفقه على أبي الخطاب الطبري، وسمع الحديث بنيسابور من المؤيد بن محمد بن علي الطرسوسي، ثم قدم علينا حلب ونزل بها عند أبيه، ولازم درس شيخنا قاضي القضاة أبي المحاسن يوسف ابن رافع بن تميم، وأعاد درسه وشاهدته وسمعت بحثه، ثم سار الى مكة حرسها الله تعالى واستوطنها وتولي بها التدريس بالمدرستين المعروفة احداهما بزبيدة والأخرى بمظفر الدين صاحب إربل، وأقام بمكة مجاورا مشتغلا بالفتوى وإفادة المسلمين ثم تولى قضاء مكة سنة ست وعشرين وستمائة ولاه اياه الملك المسعود اقس بن الملك الكامل محمد، فاستمر على ذلك الى أن هجم راجح  مكة وانهزم منه وقصد أذاه وعزله عن القضاء، ودام مجاورا بمكة الى أن توفي- وكنت اجتمعت به بمكة في السنة التي حججت فيها في سنة ثلاث وعشرين وستمائة مرارا ولم أسمع منه شيئا، وروى لنا عنه أبو الحسين يحيى بن على القرشي ومحمد بن أحمد بن علي القسطلاني.
أخبرنا أبو الحسين يحيى بن علي القرشي العطار بمصر قال: أخبرنا القاضي الفقيه أبو القاسم الخضر بن عبد الواحد بن علي بن الخضر الشافعي الحلبي- بقراءتي عليه بالحرم الشريف تجاه الكعبة المعظمة- قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسين المؤيد بن محمد بن علي الطوسي بنيسابور، ح.
وأجازه لنا المؤيد غير مرة قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصامدي قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي قال: أخبرنا ابراهيم بن محمد المروزي قال: حدثنا مسلم، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي قال: حدثنا مروان- يعني- ابن محمد الدمشقي قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي ادريس الخولاني عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن الله تبارك وتعالى أنه قال: يا عبادي إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظلموا، يا عبادي كلكم  ضال الا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلّا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي انكم تخطئون الليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلّا كما ينقص المحيط اذا أدخل البحر، يا عبادي انما هي أعمالكم أحصيها لكم أوفيكم إيّاها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلّا نفسه  .
قال سعيد، كان أبو ادريس الخولاني اذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه.
قال مسلم: حدثنيه أبو بكر بن اسحاق قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثني سعيد بن عبد العزيز بهذا الاسناد غير أن مروان أتمهما حديثا.
أنشدني قطب الدين محمد بن أحمد بن علي القسطلاني المكي قال: أنشدني الخضر بن عبد الواحد قاضي مكة ولم يسم قائلا:
ولما قضينا من منى كل حاجة ... ومسح ركن البيت من هو ماسح
أخذنا بأطراف الاحاديث بيننا ... وسألت بأطراف المطي الأباطح
وأنشدني ابن القسطلاني قال: أنشدنا الخضر القاضي ولم يسم قائلا، وذكر أنه كان في العجم، وكان عندهم في المدرسة انسان غريب وكان ينشد هذين البيتين فيشوق الغرباء:
اذا ما الصبا في آخر الليل هبت ... فلست ألوم النفس إن هي صبت
وما هي إلّا أنها مشرقية ... اذا نسمت أدت نسيم أحبتي
قال لي الحافظ رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي العطار قال: القاضي أبو القاسم الحلبي هذا من أعيان فقهاء الشافعية وأكابرهم ويعرف بابن السابق، استوطن مكة وجاور بها الى حين وفاته، وكان يدرس بالحرم الشريف ويفتي واستقضي في آخر وقت بها، وقرأت عليه أحاديث يسيرة من صحيح مسلم ولم أقف على سماعه، وانما اعتمدت في ذلك على قوله، وكان ممن يعتمد عليه والحمد لله وسألت الشيخ أبا عبد الله بن أبي الفضل الاندلسي عنه فوثقه، وأخبرني الفقيه جابر بن أسعد اليماني بمصر أنه توفي في ذي الحجة سنة احدى وثلاثين وستمائة بعد الوقفة، رضي الله عنه.
قلت: أخبرني القاضي زين الدين أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بحلب عند ورود أبي القاسم بن السابق أنه سمع صحيح مسلم بنيسابور من المؤيد الطوسي، وواعدني على أن نسمع منه شيئا، فلم يتفق وسافر ولم نسمع منه.
سمعت محمد بن أحمد القسطلاني المكي يقول ان القاضي أبا القاسم دام مجاورا بمكة الى أن توفي بها في ذي الحجة سنة احدى وثلاثين وستمائة ودفن بالمعلاة  .
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)