سليم شاه بن بايزيد بن محمد بن مراد العثماني

ابن عثمان

تاريخ الولادة872 هـ
تاريخ الوفاة926 هـ
العمر54 سنة
مكان الوفاةاستانبول - تركيا
أماكن الإقامة
  • بلاد الروم - بلاد الروم
  • حلب - سوريا
  • مصر - مصر

نبذة

سليم شاه بن بايزيد بن محمد بن عثمان . السلطان ابن السلطان ابن السلطانة المشهور بابن عثمان صاحب القسطنطينية وما أضيف إليها من تخت مصر وغيره . دخل حلب في رجب سنة اثنتين وعشرين  وتسع مئة " ، وتسلم قلعتها بالأمان من جماعته رجل أعور أعرج.

الترجمة

سليم شاه بن بايزيد بن محمد بن عثمان .
السلطان ابن السلطان ابن السلطانة المشهور بابن عثمان صاحب القسطنطينية وما أضيف إليها من تخت مصر وغيره .
دخل حلب في رجب سنة اثنتين وعشرين  وتسع مئة " ، وتسلم قلعتها بالأمان من جماعته رجل أعور أعرج ، فدخل معه قطعة خشب  وذلك من غرائب الاتفاق . ثم إنه طلع إليها بنفسه ، وجمع  بأمره من تجارها مال كثير سموه مال الأمان ، وصاروا يبذلونه بطيب نفس لخوفهم يومئذ على النفس . ولم يحصل بحلب ، وجيشه مقيم عليها ، من القحط ذرة بالمرة ، مع كثرة جيوشه التي كانت معه التي ملأت السهل والجبل . ورام ملازمو قاضي عسكره زيرك زاده"، أن يعرض لهم في مدارس حلب ، فلما عرض لم يصادف  عرضه الغرض ، بل أمره بالا ببيت بها منهم دیار ، كأنهم لم يكونوا بالديار . ثم برز أمره بالتفتيش على ودائع الجراكسة التي كانت عند بعض الناس ، فجمعوا منها ما لا تحصى ولا يستقصى ، واتهموا  الأصيل صلاح الدين ابن السفاح بشيء منها ، وعذبوه عليه ، مع ما كان عليه من الرفاهية .
انظر كامل الترجمة في كتاب درر الحبب في تاريخ أعيان حلب للشيخ (رضى الدين محمد بن إبراهيم بن يوسف الحلبي).

 

 

سليم بن بايزيد بن مُحَمَّد بن مُرَاد بن مُحَمَّد بن بايزيد بن مُرَاد ابْن أورخان بن عُثْمَان الغازي
سُلْطَان الروم وَابْن سلاطينها ولد سنة 872 اثْنَتَيْنِ وَسبعين وثمان مائَة وَاسْتولى على جَمِيع مَا كَانَ تَحت يَد أَبِيه واستفتح مصر وَالشَّام وانتزعهما من يَد سُلْطَان الجراكسة إذ ذَاك وَهُوَ قانصوه الغوري وَقَتله وغزى إلى بِلَاد الْعَجم وَحَارب شاه اسماعيل الاني ذكره وغلبه وَقتل رِجَاله وَكَانَ صَاحب التَّرْجَمَة سُلْطَانا عَظِيما شَدِيد الْبَطْش عَظِيم الصولة سفّاكاً للدماء طائش السَّيْف وَكَانَ قد أخبر وَالِده بعض الْكُهَّان أَنه يكون ذهَاب ملكه على يَد ولد لَهُ سيولد فَأمر الْقيمَة على نِسَائِهِ أَن تقتل كل مَوْلُود ذكر فولد صَاحب التَّرْجَمَة فَأَرَادَتْ قَتله فأدركتها الشَّفَقَة عَلَيْهِ فتركته وأظهرت أنه أُنْثَى اسْمهَا سليمَة فمضت على ذَلِك أَيَّام ثمَّ إن السُّلْطَان أَرَادَ أَن يجمع بَنَاته فجمعهن وفيهن صَاحب التَّرْجَمَة فَوضع لَهُنَّ حلوى فَمَا زَالَ صَاحب التَّرْجَمَة يَأْخُذ مافي أيدي أخواته ويضربهن وَالسُّلْطَان ينظر إِلَى ذَلِك ثمَّ مرزنبور فَأَخذه ومرسه بِيَدِهِ حَتَّى مَاتَ فَقَالَ السُّلْطَان هَذَا لَا يكون إِلَّا ذكرا فأصدقوه الْخَبَر فأذعن للْقَضَاء وَكَانَ زَوَال ملكه على يَد صَاحب التَّرْجَمَة فإنه قهره وَأخذ الْملك من يَده وسمى عِنْد أَن تبين لوالده أنه ذكر سليماً وَله فتوحات عَظِيمَة وَمَات سنة 926 سِتّ وَعشْرين وَتِسْعمِائَة وجلوسه على سَرِير السلطنة سنة 917 وَتَوَلَّى بعده السلطنة وَلَده سُلَيْمَان ابْن سليم ومولده سنة 900 تِسْعمائَة وتسلطن سنة 929 وَله الفتوحات الْعَظِيمَة والجهادات الْمَشْهُورَة وَهُوَ الَّذِي أرسل الْجنُود إِلَى الْيمن فِي أيام المطهر بن شرف الدَّين وَمَات سنة 974 أَربع وَسبعين وَتِسْعمِائَة
وَتَوَلَّى السلطنة بعده سليم بن سُلَيْمَان بن سليم وَكَانَ مولده سنة 929 تسع وعشربن وَتِسْعمِائَة وجلوسه على التخت سنة 974 وَمَوته سنة 983 ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة وَقد ذكرت هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَهْ السلاطين هُنَا لكَوْنهم جَمِيعًا متفقين في حرف الِاسْم
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني.

 

 

سليم بن بايزيد بن محمد بن مراد؛ سلطان الروم، أول من ملك مصر من آل عثمان سلاطين الزمان، أدام اللّه دولتهم إلى يوم القيامة، و مد على ملكهم فسطاط الإجلال و الكرامة، فإنهم ظل اللّه تعالى الممدود فى الأرض، و القائمون بشعائر الإسلام من السنة و الفرض. ولد السلطان سليم خان فى سنة خمس و سبعين و ثمانمائة تقريبا، و تولى سلطنة الروم بعد أبيه في‏ حياته بنزول له منه عن الملك؛ لأمر اقتضاه الحال، ثم إنه همّ بأخذ مصر فى سنة اثنين و عشرين و تسعمائة لفتنة عظيمة وقعت بينه و بين السلطان الغورى، و التقيا ب «مرج دابق» كما سيجيئ، ثم حارب طومان باى حسبما يجيئ، و ملك البلاد، و كان حربه للجراكسة بعد حربه الصفوى شاه إسماعيل ملك العجم المرسومين بغزل باس؛ فى سنة عشرين و تسعمائة، فحاربهم الحرب الشديد، و انتصر عليهم، و ملك غالب بلادهم مع مزيد قوتهم و عزتهم، فإنه قبل الحرب كتب إليهم كتابا فلم يعبأوا به، و لم يلتفتوا إليه، ثم كتب إليهم كتابا آخر أغلظهم فيه و وصمهم بالخوف و الجبن عن اللقاء، فاستهفهم‏  به ليقضى اللّه أمرا كان مفعولا.
]كتب السلطان سليم خان بن بايزيد إلى الشاه إسماعيل الصفوي[ :
* و صورة الكتاب الأول:
«ليعلم إسماعيل بهادر- أصلح اللّه أحواله- أن جميع أهل الشرائع و الأحكام، و علماء الدين و الإسلام، المحبين لشريعة سيد الأنام، عليه أفضل الصلاة و السلام، قد أفتوا بكفرك، و فسادك، و ضلالك، و عنادك، لارتكاب العقائد الفاسدة، و الضلالات الكاسدة ، و الأفعال الفظيعة، و الأقوال القبيحة الشنيعة، و من استحل ما حرم اللّه تعالى فلا شك فى كفره، فلذلك قد نشرت الأعلام الإسلامية و الرايات الدينية و سرت إلى بلادك؛ لإمحاء رسمك و وجودك، و اضمحلال لاسمك و جنودك، لكن لما كان من سنّة الدين، و طريقة الحق المبين، الإخبار و الإعلام بالدعوة إلى اتباع شريعة الإسلام، و سلوك سنن سيد الأنام، قبل الإلجاء بالسيف حين لا يفيد أين و لا كيف، أرسلت إليك مخبرا لك بأنك إن أخلصت التوبة، و صدقت الأوبة و رجعت عن تلك العقائد القبيحة الفظيعة، و الضلالات الشنيعة، فقد فزت بالمقصد الأسنى، و لك الأمان مع الزيادة و الحسنى، و إن لم ترجع عن ذلك، و ضربت على ضلالك، و صممت على قبيح أفعالك، فلتعلم أنى (قدصرت إليك بآيات النصر و التمكين، و رايات الظفر المبين، عملا بقوله تعالى‏ قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَ لْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً. و بقوله تعالى‏ انْفِرُوا خِفافاً وَ ثِقالًا   [التزمى‏] العقاب مجاهرة، و استكمال مباهرة و السلام على من اتبع الهدى).
* و صورة الكتاب الثانى:
)ليعلم إسماعيل بها در أنه لا يخفى عليك أن جميع علماء الشريعة و الأحكام، و فقهاء الدين و الإسلام، المتبحرين فى تحرير قواعد الدين و شريعة سيد الأنام، عليه أفضل الصلاة و السلام، قد اتفقوا على كفرك و ضلالك، و فساد عقيدتك و قبيح أفعالك، و وجوب حربك و قتالك؛ لإمحاء اسمك، و اندراس رسمك، و قد كتبت لك بذلك مرسوما شريفا، و خطابا منيفا، واجب الانقياد و الاتباع، و لزوم الطاعة و الاستماع، فكان القصد من ذلك الإعلام بما هنالك؛ لتتنبه من سنة الغفلة، و تتيقظ من وسعة الجفلة، و تعلم بسيرى إليك لنحو بلادك، و محو ذاتك و أجنادك، فتجمع ما فى ولايتك من العساكر و الوزراء، و الأكابر و الأمراء، و تستنفر  من استطعت منهم بخيلك و رحلك، و تستجلب ما قدرت بصوبك و رجلك، و تحشر الشياطين زمرا على سائر الصفات، و تستعد للحرب بالعدد التام و كمال الآلات، و تكون على بصيرة و اجتهاد، و أجمعوا أمركم، ثم لا يكون أمركم عليكم غمة، كى لا تعتذر فتقول: إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ‏  أو تقول: إنما أشرك آباؤنا من قبل و كنا على أثرهم عاملين‏. و منذ أرسلت لك هذا المرسوم الشريف، و الخطاب العظيم المنيف، قد مضى عليه مدة من الأشهر و الأعوام و الأزمان، و تعاقب عليه الجديدان المبليان، و لم أسمع عنك أثر الاحتراك، و لم تظهر أبهة الاعتراك، لا سرا و لا جهرا، و لاخيرا و لا شرا، و لا توهم أن عندك جرأة و اقتدار، و صبرا  على المبادرة و اصطبار، و طاقة لملاقاة الحروب، و اختيارا لوجودك أخفيت جنودك، و استترت بزاوية الخمول، جبنا عن ملاقاة الخيول، و لا يخفى عليك أن من له غيرة سنية، و حمية أبية، و شهامة ملكية، ناقذ نفسه عما يوجب الذل و الهوان، و يستجلب الصغار و الخذلان، فالفارس الضرغام و البطل الصمصام‏ (هو السيف الصارم الذى لا ينثنى) يقدم صدره‏ هدفا لوقوع السهام، و يبرز رأسه ليكون ترسا لمصادمة الرماح و ضرب الحسام‏ (الحسام: السيف القاطع):
محرمة أكفال‏ خيلى على القنا * * * و دامية لبّاتها  و نحورها
حرام على رماحنا طعن مدبر* * * و يبرق منها فى الصدور صدورها
(أكفال: الكفل: العجز للإنسان و الدابة, القنا: القناة: هى الرمح الأجوف)
و أما من جنح للسلم و السلامة، و لم يحم فى حمى الحمية و الشهامة، و قعد به الجبن عن منازعة الكتائب و منازلة النجائب، فيرفض فى الخطاب و المقال، و يدحض عن الإعداد فى الرجال، و لكن الظاهر أن الذى حملك على اختفائك و انزوائك ما تحمل مما يسكن صميم فؤادك من الرعب و الجبن و استقر فى خلدك من الخوف و الحزن، لما بلغك من كثرة جيوش المؤمنين، و جنود الموحدين، التى ملأت الأرض صفا صفا، و دكت الجبال دكا دكا، و تزلزلت بمجاراة خيولهم، و تخلخلت بمبارزة فحولهم:
كأنهم فى ظهور الخيل نبت ربا* * * من شدة الحزم لا من شدة الحزم‏
قد تسدلوا بالدرع المنيع الحديد، قالوا: نحن ألو قوة و أولو بأس شديد:
قوم إذا لبسوا الحديد حسبتهم‏* * * لم يحسبوا أن المنية تخلق‏
انظر فحيث ترى السيوف لوامعا* * * أبدا ففوق رؤوسهم تتألق‏
قد ضاق فضاء الكون من مصادمة سلاحهم، و أرعد الجو من مقارعة أسنة رماحهم، و أبرق القطر من لمعان أشعة دروعهم، و تصادمت الجبال و تلاطمت الأمواج من دق الطبول، و كادت الأنفس أن تذهب عنها العقول:
هم الجبال فسل عنهم مصادمهم‏* * * ماذا رأى منهم فى كل مصطدم‏
فلما تحققت أن الرعب مقر فى خلدك، و تيقنت أن الجبن قد استولى على عسكرك و أعيان بلدك، و غلب عليك كثرة الوهم و الظنون، و خشيت ريب المنون، من كثرة هذه الجنود التى جاءتكم من فوقكم و من أسفل منكم، و أحاطت بسائر جهاتكم، و زاغت الأبصار، و بلغت القلوب الحناجر، و لم يبق إلا تمزيقها بالخناجر، و أنه لا عاصم اليوم من أمر اللّه، و لا مفر من قضاء اللّه‏ أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ  لن ينفعكم الفرار من الموت أو القتل، و إذا لا تمنعون إلا قليلا، أياما مقيدة، و السلاسل فى الأعناق مقلدة، فاخترت من صناديد ذلك العسكر المؤيد، و أبطال ذلك الجيش المأبد أربعين ألفا ليقيموا فيما بين قصر به وسداس، لإزالة ما عندك من هذا الوهم و الوسواس، و سحقا لمن جمعت من العسكر الخناس‏، ليتوسع لك الفكر و الدائرة و تكون عند الأسوأ دائرة، و أرخى لك فى الصريمة  و العنان لتشكم الهات عند العيان، و أكثر من هذا لا يتصور فعله بين المبارزين فى الميدان، فلم يبق لك عذر فى اللقاء، و لا حجة عند الالتقاء، إلا أن يكون الجبن و عدم الحمية، و الخوف من نزول البلية، و الرعب من هجوم المنية، فإن كان لك سمة من نفس الأنفس الأبية، أو سمة من السمات السنية، أو حمية من حمايا الملوك العلية، فلا تتخلف عن مبارزة الصناديد، و لا تتأخر عن محاربة الأجانيد، و اقبل بجندك و جأشك لهذا الميدان، و احشد من استطعت من العساكر من سائر البلدان، فمهما قدره اللّه و قضاه، و حكم به و ارتضاه، سيظهر عند اللقاء المباينة، و ليس الخبر كالمعاينة، و سلام على من اتبع الهدى).
و لما أن ملك السلطان سليم مصر- حسبما سبق- توجه إلى «أدرنة» فى سنة ست عشرين، فمرض فى المحل الذى حارب فيه والده المرحوم بايزيد خان بين «أدرنة» و «استانبول» فأقام في ‏ذلك المكان سبعة و أربعين يوما، و انتقل بالوفاة إلى رحمة اللّه تعالى ليلة السبت تاسع شوال سنة ست و عشرين و تسعمائة. و كان ابتداء سلطنته بمصر فى مستهل المحرم سنة ثلاثة و عشرين و تسعمائة كما تقدم، فمدة سلطنته لها ثلاثة أعوام، و مدة سلطنته على الروم بعد أبيه تسع سنين و تسعة أشهر و سبعة أيام، و قيل: ثمان سنين و ثمانية أشهر و تسعة أيام.
- الأرج المسكي في التاريخ المكي وتراجم الملوك والخلفاء/ علي بن عبد القادر الطبري -.