الحكم بن الوليد بن يزيد القرشي الأموي
تاريخ الوفاة | 127 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الحكم بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الاموي، جعل أبوه الوليد بن يزيد له ولاية العهد من بعده، ثم من بعده لاخية عثمان بن الوليد فلما قتل الوليد بالبخراء قيل ان يزيد بن الوليد جسهما بقلعة قنسرين، وقيل ان عبد العزيز بن الحجاج ويزيد بن خالد القسري ومن تابعهما بقنسرين قتلوهما بقنسرين وقيل بدمشق، وكان الحكم شاعرا.
أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أنبأنا أبو محمد الجوهري عن أبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال في معجم الشعراء: الحكم بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك كان ولي عهد أبيه ثم أخوه بعده، فقتلا في الحبس وهو القائل:
أتنزع بيعتي من أجل أمي ... وقد بايعتم بعدي هجينا
فإن أهلك أنا وولي عهدي ... فمروان أمير المؤمنينا
فاحتج مروان بهذا البيت في طلب الخلافة فأقبل الى الشام فغلب عليها.
أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب وأبي عبد الله ابني أبي علي بن البناء قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: فولد الوليد بن يزيد بن عبد الملك: يزيد والحكم المذبوح في السجن. قال الحكم بن الوليد ابن يزيد المقتول في السجن هو وأخوه- يعني- عثمان وهو ولي عهد أبيه ثم أخوه من بعده:
أتنزع بيعتي من أجل أمي ... وقد بايعتم بعدي هجينا
ومروان بأرض ابني نزار ... كليث الغاب مفترشا عرينا
وان أهلك أنا وولي عهدي ... فمروان أمير المؤمنينا
فأخبرني عمي مصعب بن عبد الله ومحمد بن الضحاك قالا: بهذا البيت الأخير احتج مروان في طلب الخلافة فأقبل الى الشام حتى أخذها وأما قوله:
أتنزع بيعتي من أجل أمي ... وقد بايعتم بعدي هجينا
فانه ابن أم ولد ويزيد بن الوليد الذي بايعوا ابن ام ولد وكان بنوا مروان يرون أن ذهاب ملكهم على يد خليفة منهم ابن أم ولد.
قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي بن العظيمي الاستاد في تاريخه. وأخبرنا به- اجازة عنه- شيخنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي وغيره قال: سنة سبع وعشرين ومائة فيها أقبل مروان بن محمد بن مروان من الجزيرة حتى وصل دمشق لست ليال خلون من صفر فلما نزل نهض عبد العزيز بن الحجاج ويزيد بن خالد بن عبد الله القسري بقنسرين ومن تابعهما على ذلك الى الحكم وعثمان ابني الوليد وهما محبوسان في الحصن، وكان يزيد بن الوليد حبسهما فقتلوهما، وقتلوا يوسف بن عمر الثقفي، وأخذ عبد العزيز بن الحجاج فقتل وصلب، وقتل يزيد ابن خالد بن عبد الله، وصلبا على باب الجابية مع ناس كثير، ولما بايع الناس مروان نزل على حلب وكان على قنسرين بشر بن الوليد بن عبد الملك فأخذه وأخذ مسرور بن الوليد، وكان معهما ابراهيم بن عبد الحميد بن عبد الرحمن فحبسهما، وقتل ابراهيم بن عبد الحميد، وكان عبد العزيز بن الحجاج محاصرا لاهل حمص يرميهم بالمجانيق، فلما بلغه مسير مروان رحل عنهم وسار مروان الى سليمان بعين الجر، فاقتتلوا أياما وقتل من الفريقين خلق حتى انهزم سليمان وأصحابه ومواليه الذكوانية فدخل سليمان دمشق وعندها يقال انه قتل الحكم وعثمان ابنا الوليد بن يزيد .
أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن أبي محمد عبد العزيز بن أبي طاهر قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن جرير قال: حدثني أحمد بن زهير قال: حدثنا عبد الوهاب بن ابراهيم قال: حدثنا أبو هاشم مخلد بن محمد مولى عثمان بن عفان قال: لما أتى مروان موت يزيد بن الوليد شخص الى ابراهيم بن الوليد فسار في جند الجزيرة، ووجه ابراهيم الجيوش مع سليمان بن هشام، فسار بهم حتى نزل عين الجر فالتقيا بها فدعاهم مروان الى الكف عن قتاله والتخلية عن ابني الوليد: الحكم وعثمان، وهما في سجن دمشق محبوسان فأبوا عليه، وجدوا في قتاله فاقتتلوا فكانت هزيمتهم، فقتلوا منهم نحوا من سبعة عشر أو ثمانية عشر ألفا، وأتوا مروان من أسراهم بمثل عدة القتلى أو أكثر، فأخذ مروان عليهم البيعة للغلامين: الحكم وعثمان، وكان يزيد بن عبد الله القسري معهم فهرب فيمن هرب مع سليمان بن هشام الى دمشق، ومضى سليمان ومن معه من الفل حتى أصبحوا دمشق، واجتمع اليه والى ابراهيم والى عبد العزيز بن الحجاج رؤوس من معهم وهم: يزيد بن خالد القسري وأبو علاقة السكسكي وأبو دؤالة ونظراؤهم فقال بعضهم لبعض: ان بقي الغلامان ابنا الوليد حتى يقدم مروان فيخرجهما من الحبس ويصير الامر اليهما لم يستبقيا أحدا ممن قتل أباهما، فالرأي أن نقتلهما، فولوا ذلك يزيد بن خالد، ومعهما في الحبس أبو محمد السفياني، ويوسف بن عمر فأرسل اليهما يزيد مولى لخالد يكنى أبا الاسد في عدة من أصحابه، فدخل السجن فشدخ الغلامين بالعمد، وأخرج يوسف بن عمر فضرب عنقه، وأرادوا أبا محمد ليقتلوه فدخل بيتا من بيوت السجن فأغلقه وألقى خلفه الفرش والوسائد واعتمد على الباب فلم يقدروا على فتحه ودعوا بنار ليحرقوه فلم يؤتوا بها حتى قيل قد دخلت خيل مروان المدينة، وهرب ابراهيم ابن الوليد وتغيب، وأنهب سليمان ما كان في بيت المال من المال وقسمه فيمن معه من الجنود وخرج من المدينة، وثار من فيها من موالي الوليد بن يزيد الى دار عبد العزيز بن الحجاج فقتلوه ونبشوا قبر يزيد بن الوليد وصلبوه على باب الجابية، ودخل مروان دمشق فنزل عالية وأتي بالغلامين مقتولين ويوسف بن عمر فأمر بهم فدفنوا وأتي بأبي محمد محمولا في كبوله فسلم عليه بالخلافة، ومروان يسلم عليه يومئذ بالإمرة، فقال له: مه فقال: انهما جعلاها لك بعدهما وأنشده شعرا قاله الحكم في السجن.
قال: وكانا قد بلغا، ولد لأحدهما وهو الحكم، وكان أكبرهما والآخر قد احتلم قبل ذلك بيسير، فقال: قال الحكم:
الا من مبلغ مروان عني ... وعقبى العمر طال بذي حنينا
بأني قد ظلمت وصار قومي ... على قتل الوليد متشايعينا
أيذهب كلبهم بدمي ومالي ... فلاغثا أصبت ولا سمينا
ومروان بأرض بني نزار ... كليث الغاب مفترش عرينا
ألا يحزنك قتل فتى قريش ... وشقهم عصا للمسلمينا
ألا واقر السلام على قريش ... وقيس بالجزيرة أجمعينا
وسار الناقص القدري فينا ... وألقى الحرب بين بني أبينا
فلو شهد الفوارس من سليم ... وكعب لم أكن لهم رهينا
ولو شهدت ليوث بني تميم ... لما بعنا تراث بني أبينا
أتنكث بيعتي من أجل أمي ... وقد بايعتم قبلي هجينا
فليت خؤولتي في غير كلب ... وكانت في ولادة آخرينا
فان أهلك أنا وولي عهدي ... فمروان أمير المؤمنينا
قال: ابسط يدك أبايعك، وسمع من مع مروان من أهل الشام فكان أول من نهض معاوية بن يزيد بن حصين بن نمير ورؤوس أهل حمص فبايعوه، فأمرهم أن يختاروا لولاية أجنادهم فاختار أهل دمشق زامل بن عمرو الحبراني، وأهل حمص عبد الله ابن شجرة الكندي، وأهل الأردن الوليد بن معاوية بن مروان، وأهل فلسطين ثابت بن نعيم الجذامي الذي كان استخرجه من سجن هشام وغدر به بأرمينية، فأخذ عليهم العهود المؤكدة والأيمان المغلظة على بيعته وانصرف الى منزله من حران.
ولما استوت لمروان الشام وانصرف الى منزله من حران طلب الأمان منه ابراهيم ابن الوليد، وسليمان بن هشام فأمنهما، فقدم عليه سليمان وكان يومئذ بتدمر فيمن معه من أخوته وأهل بيته ومواليه الذكوانيه فبايعوا مروان» .
أخبرنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر ابن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: وعقد- يعني الوليد- لابنه الحكم بن الوليد واستعمله على دمشق، وعهد من بعد الحكم لابنه عثمان بن الوليد واستعمله على حمص.
وقال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال ابن بكير: قال الليث: وفي سنة سبع وعشرين ومائة قتل الحكم، يعني ابن الوليد.
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)