حسين باقي الدولة
جناح الدولة
تاريخ الوفاة | 496 هـ |
مكان الوفاة | حمص - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
حسين ويلقب باقي الدولة :
كان تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان قد ولاه حلب ومكنه فيها واستولى عليها حين قتل تاج الدولة ، فلما بلغ خبر قتله رضوان بن تتش وكان متوجها الى أبيه عاد الى حلب فسلمها إليه وتسلمها رضوان منه ومن وزير أبيه أبي القاسم بن بديع في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: كان بدمشق يعني، رضوان بن تتش عند توجه أبيه الى ناحية الري، فكتب إليه يستدعيه، فخرج إليه فلما كان بالأنبار بلغه قتله، فرجع الى حلب فتسلمها من الوزير أبي القاسم وكان المستولي على أمرها باقي الدولة حسين في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة .
هكذا ذكر الحافظ الدمشقي، وهو حسين جناح الدولة، صاحب حمص، أتابك رضوان بن تتش ومدبره، كان تاج الدولة تتش حين قتل قسيم الدولة آق سنقر وتسلم البلاد سلم حمص الى جناح الدولة حسين، وجعله أتابك عسكر ولده رضوان فلما قتل تاج الدولة تتش كان حسين يدبر أمر رضوان وهو صبي بحلب فاستشعر جناح الدولة حسين من رضوان فهرب وانفصل عنه، ومضى الى حمص ومعه زوجته أم الملك رضوان، وعند هربه في الليل كسر باب العراق وخرج منه، وبعد وصوله الى حمص كبس عسكر رضوان على سرمين وأسر أرباب دولته وديوانه ووزيره أبا الفضل بن الموصول، ومات صاحب الرحبة زوج آمنة بنت قيماز فخرج جناح الدولة إليها ليأخذها، فوجد دقاق وقد سبقه إليها في سنة ست وتسعين، فعاد منها ونزل نقرة بني أسد وخرج إليه رضوان الى النقرة واصطلحا وأخذه معه الى ظاهر حلب وضرب له خياما وأقام في ضيافته عشرة أيام، ولم يصف قلب أحد منهما لصاحبه وسار جناح الدولة حسين الى حمص، وأقام بها الى أن نزل يوما لصلاة الجمعة فهجم عليه جماعة من الاسماعيلية فقتلوه، وكان ذلك بتدبير أبي طاهر الصائغ رئيس الاسماعيلية تقربا الى الملك رضوان لما كان قد تجدد بينه وبينه من الوحشة، وكان حسين رجلا باسلا ذا رأي سديد وفيه دين وخير.
أنبأنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر بن علي عن الامير مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ قال: وتسلم قسيم الدولة آق سنقر مدينة حمص يعني من خلف بن ملاعب وقلعتها، فلما قتل قسيم الدولة قتله تاج الدولة وتسلم البلاد وسلم حمص الى جناح الدولة وهو أتابك عسكر ولده الملك رضوان، فلما قتل تاج الدولة بالري استشعر جناح الدولة حسين من الملك رضوان وانفصل عنه، ووصل الى حمص فنزل من القلعة الى الجامع يوم الجمعة للصلاة فلما وصل مصلاه أتاه ثلاثة نفر من عجم الباطنية في زي الصوفية يستميحونه فوعدهم فهجموا عليه بسكاكينهم فقتلوه رحمه الله وقتلوا معه قوما من أصحابه، وقتلوا وقتل نقر كانوا في الجامع من الصوفية العجم بالتهمة وهم أبرياء وذلك يوم الجمعة الثاني والعشرين من رجب سنة ست وتسعين وأربعمائه واختبط البلد، وخافوا من الافرنج، فراسلوا شمس الملوك دقاق يلتمسون منه انفاذ من يتسلم حمص وقلعتها قبل أن يخرج إليها ويتسلمها الافرنج من تمتد أطماعهم، فتوجه شمس الملوك إليها وتسلمها وأحسن الى أولاد جناح الدولة وسار بهم الى دمشق فأقر عليهم اقطاع أبيهم.
قرأت في تاريخ أبي المغيث منقذ بن مرشد بن منقذ: وفيها يعني سنة ست وتسعين وأربعمائة وثب قوم من الباطنية على جناح الدولة حسين فقتلوه، وذلك يوم الجمعة ثامن وعشرين رجب، وكان ذلك من تدبير أبي طاهر الصائغ وخدمة للملك رضوان، واستولى بعده قراجا على حمص.
قرأت في مدرج وقع إلي بالقاهرة بخط العضد مرهف بن أسامة بن مرشد بن منقذ يتضمن ذكر واقعات وقعت ذكرها: سنة ست وتسعين- يعني- وأربعمائة، فيها: قتل جناح الدولة بحمص في يوم الجمعة.
قلت وكان قتله في الثاني والعشرين من شهر رجب بتدبير الحكيم أبي الفتح المنجم الباطني ورفيقه أبي طاهر، وقيل كان ذلك بأمر رضوان ورضاه وبقي المنجم الباطني بعده أربعة وعشرين يوما ومات.
أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي عبد الله العظيمي، ونقلته من خطه، قال: سنة ست وتسعين وأربعمائة: فيها قتل الباطنية جناح الدولة بحمص في الجامع يوم الجمعة ستة نفر أحدهم يعرف من أهل سرمين.
وفيها مات الحكيم العجمي المنجم الباطني بحلب .
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)