تتش بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق ابن دقاق السلجوقي أبي سعيد

تاج الدولة

تاريخ الولادة458 هـ
تاريخ الوفاة488 هـ
العمر30 سنة
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا

نبذة

تاج الدولة أبو سعيد تتش بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق ابن دقاق السلجوقي؛ كان صاحب البلاد الشرقية. وكان قد ملك دمشق في ذي القعدة سنة ثمان وستين وأربعمائة.

الترجمة

تتش السلجوقي
تاج الدولة أبو سعيد تتش بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق ابن دقاق السلجوقي؛ كان صاحب البلاد الشرقية، فلما حاصر أمير الجيوش بدر الجمالي مدينة دمشق من جهة صاحب مصر - وكان صاحب دمشق يومئذ أتسز بن أوق بن الخوارزمي التركي - سير أتسز المذكور إلى تتش فاستنجد به فأنجده وسار إليه بنفسه، فلما وصل إلى دمشق خرج إليه أتسز، فقبض عليه تتش وقتله واستولى على مملكته وذلك في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر ، وكان قد ملك دمشق في ذي القعدة سنة ثمان وستين وأربعمائة، ورأيت في بعض التواريخ أن ذلك كان في سنة اثنتين وسبعين، والله أعلم. ثم ملك حلب بعد ذلك في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة كما تقدم في ترجمة آق سنقر، واستولى على البلاد الشامية، ثم جرى بينه وبين ابن أخيه بر كياروق المقدم ذكره منافرات ومشاجرات أدت إلى المحاربة، فتوجه إليه وتصافا بالقرب من مدينة الري في يوم الأحد سابع عشر صفر سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، فانكسر تتش المذكور، وقتل في المعركة ذلك النهار، ومولده في شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
وخلف ولدين: أحدهما فخر الملوك رضوان، والآخر شمس الملوك أبو نصر دقاق، فاستقل رضوان بمملكة حلب، ودقاق بمملكة دمشق، وتوفي رضوان في سلخ جمادى الأولى سنة سبع وخمسمائة، ومن نوابه أخذ الفرنج أنطاكية في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، وتوفي دقاق في ثامن عشر شهر رمضان سنة سبع وتسعين وأربعمائة، ودفن في مسجد بحكر الفهادين بظاهر دمشق الذي على نهر بردى، وكان قد حصل له مرض متطاول، وقيل: إن أمه سمته في عنقود عنب.
فلما مات قام بالملك ظهير الدين أبو منصور طغتكين، وكان أتابكه وتزوج أمه في حياة أبيه، زوجه إياها وهو عتيق تتش رحمهم الله تعالى، وألاد الملك رضوان المقيمون بظاهر حلب هم أولاد رضوان المذكور. ولم يزل ظهير الدين طغتكين مالك دمشق إلى أن توفي يوم السبت لثمان خلون من صفر سنة اثنتين وعشرين وخمسائة.
وتولى الأمر بعده ولده تاج الملوك أبو سعيد بوري، إلى أن توفي يوم الاثنين الحادي والعشرين من رجب سنة ست وعشرين وخمسمائة من جراحة أصابته من الباطنية.
وتولى بعده ولده شمس الملوك إسماعيل إلى أن قتل يوم الأربعاء رابع عشر شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وخمسمائة، قتلته أمه خاتون زمرد بنت جاولي.
وأجلست أخاه شهاب الدين أبا القاسم محمود بن بوري، فتولى الأمر بعده بدمشق إلى أن قتل ليلة الجمعة الثالث والعشرين من شوال سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، قتله غلامه التغش ويوسف الخادم والفراش الخركاوي.
وصبيحة قتله وصل أخوه جمال الدين محمد بن بوري من بعلبك وكان صاحبها، فملك دمشق وأقام بها إلى أن توفي ليلة الجمعة ثامن من شعبان سنة أربع وثلاثين وخمسمائة.
وتولى بعده مملكة دمشق ولده مجير الدين أبق بن محمد بن بوري بن طغتكين، إلى أن نزل عليها نور الدين محمود بن زنكي في التاريخ الآتي ذكره في ترجمته إن شاء الله تعالى وأخذها منه، وعرضه عنها حمص فأقام بها يسيرا ثم انتقل إلى بالس التي على الفرات بأمر نور الدين، وأقام بها مدة ثم توجه إلى بغداد وأقبل عليه الامام المقتفي، ولا أعلم متى مات. ولما كان بدمشق كان مدبر دولته معين الدين أنز بن عبد الله مملوك جده طغتكين، وهو الذي ينسب إليه قصر معين الدين ببلاد الغور من أعمال دمشق، وتوفي معين الدين المذكور في ليلة الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وخمسائة وهو الذي تزوج نور الدين محمود ابنته ثم تزوجها من بعده السلطان صلاح الدين رحمهم الله أجمعين. وله بدمشق مدرسة، ثم وجدت تاريخ وفاة مجير الدين أبق فذكرتها في ترجمة نور الدين محمود - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى -.

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي

 

 

الملك تاج الدولة تتش بن السلطان أبي شجاع ألب أَرْسَلاَن بن دَاوُدَ بنِ مِيكَال السَّلْجوقِي أَخُو السُّلْطَان مَلِكْشَاه التُّركِي.
كَانَ شُجَاعاً مَهِيْباً جَبَّاراً، ذَا سطوَةٍ، وَلَهُ فتوحاتٌ ومصافاتٌ، وَتَملَّك عِدَّة مَدَائِن، وَخُطِبَ لَهُ بِبَغْدَادَ، وَصَارَ مِنْ كِبَارِ مُلُوْكِ الزَّمَان.
قَدِمَ دِمَشْق، فَخَرَجَ لِيَتَلَقَّاهُ المتغلِّبُ عَلَيْهَا أَطْسز الخُوَارزمِيُّ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ سَارَ، وَشدَّ عَلَيْهِ تُتُش، فَضَرَبَ عُنُقَه، وَأَخَذَ البَلد، وَجَرَتْ لَهُ أُمُوْرٌ وَحُرُوْبٌ مَعَ المِصْرِيّين، وَتَملَّكَ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، ثُمَّ سَارَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ لِيَتَمَلَّكَ بِلاَدَ الْعَجم، فَقُتِلَ فِي المَصَافِّ بِالرَّيِّ، التقَاهُ بَرْكْيَا رُوْق ابْنُ أَخِيْهِ.
وَكَانَ يَتَغَالَى فِي حُبِّ الشَّيْخ أَبِي الفَرَجِ الحَنْبَلِيّ، وَيَحضُرُ مَجْلِسَه، فَعَقَدَ لَهُ وَلِخُصُوْمه فِي مَسْأَلَة القُرْآن مَجْلِساً، فَقَالَ تُتُش: هَذَا مِثْلُ مَا يَقُوْلُ، هَذَا قَبَاء حقيقَةً لَيْسَ هُوَ بِحَرِيْرٍ، وَلاَ قُطْنٍ، وَلاَ كَتَّانٍ، ولا صوف.
وَكَانَ عَسُوَفاً لِلرَّعِيَّة، تَملَّك دِمَشْق بَعْدَهُ ابْنُه شَمْسُ المُلُوْك دُقَاقُ وَغَيْرُهُ، ثُمَّ مَمْلُوْكُه طُغْتِكين، وَأَوْلاَدُهُ، إِلَى أَنْ تَملَّكهَا العَادِلُ نورُ الدّين السَّلجوقِي، ثُمَّ صلاَحُ الدّين وَابْنُه، ثُمَّ أَخُوْهُ، وَأَهْلُ بَيْتِهِ، ثُمَّ مَوَاليهِم، وَإِلَى اليَوْمِ.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.