محمد بن قلاوون بن عبد الله الصالحي أبي الفتح
الملك الناصر
تاريخ الولادة | 684 هـ |
تاريخ الوفاة | 741 هـ |
العمر | 57 سنة |
مكان الوفاة | القاهرة - مصر |
أماكن الإقامة |
|
- خوند التنكزية بنت محمد بن قلاوون
- رمضان بن محمد بن قلاوون الصالحي
- آنوك بن محمد بن قلاوون سيف الدين
- صالح بن محمد بن قلاوون صلاح الدين "الملك الصالح ابن التنكزية"
- حاجي بن محمد بن قلاوون سيف الدين "الملك المظفر"
- إبراهيم بن محمد بن قلاوون جمال الدين "ابن الناصر"
- أحمد بن محمد بن قلاوون شهاب الدين "الملك الناصر"
- أبي بكر بن محمد بن قلاوون سيف الدين "الملك المنصور"
- شعبان بن محمد بن قلاوون "الملك الكامل"
- الحسين بن محمد بن قلاوون الصالحي جمال الدين
- كجك بن محمد بن قلاوون علاء الدين "الملك الأشرف"
- حسن بن محمد بن قلاوون ناصر الدين أبي المحاسن "الملك الناصر"
- إسماعيل بن محمد بن قلاوون أبي الفداء عماد الدين "الملك الصالح"
- إياز السلاح دار فخر الدين "إياس"
- منجك بن عبد الله اليوسفي الناصري سيف الدين "منجك الكبير"
نبذة
الترجمة
مُحَمَّد بن قلاون بن عبد الله الصالحى الْملك النَّاصِر ابْن الْمَنْصُور
ولد فِي صفر سنة 684 أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وشوهد عِنْد وِلَادَته وَكَفاهُ مقبوضتان ففتحتهما الداية فَسَالَ مِنْهُمَا دم كثير ثمَّ صَار يقبضهما فَإِذا فتحا سَالَ مِنْهُمَا دم كثير فاستدل بذلك أَنه يسفك دِمَاء كَثِيرَة فَكَانَ الْأَمر كَذَلِك وَأول مَا ولي السلطنة عقب قتل أَخِيه الْأَشْرَف فِي نصف الْمحرم سنة 693 وعمره تسع سِنِين وَغلب على الْأَمر كتبغا وتسلطن وعزل صَاحب التَّرْجَمَة وَكَذَلِكَ فِي الْمحرم سنة 694 ثمَّ خلع كتبغا فِي صفر سنة 696 وَكَانَ قد جهز النَّاصِر إِلَى الكرك وَحلف لَهُ أَنه إِذا ترعرع أَعَادَهُ إِلَى المملكة بِشَرْط أَن يُعْطي مملكة الشَّام اسْتِقْلَالا وَلما خلع كتبغا سلطن لاجين وَاسْتمرّ سُلْطَانا حَتَّى قتل فِي شهر ربيع الآخر سنة 689 فأحضر النَّاصِر من الكرك وتسلطن الْمرة الثَّانِيَة وَله يَوْمئِذٍ أَربع عشرَة سنة وَأَرْبَعَة أشهر وَاسْتقر فِي نِيَابَة السلطنة سلار الْمُتَقَدّم ذكره وبيبرس الْمُتَقَدّم أَيْضا فَلم يكن للناصر مَعَهُمَا كَلَام وَلما كَانَ فِي رَمَضَان سنة 708 أظهر النَّاصِر أَنه يُرِيد الْحَج فَتوجه إِلَى الكرك وَأقَام بِهِ وطرد نَائِب الكرك إِلَى مصر وَأعْرض عَن المملكة لاستبداد سلار وبيبرس دونه بالأمور وَكتب إِلَى الْأُمَرَاء بِمصْر يستعفيهم من السلطنة ويسألهم أن يتْركُوا لَهُ الكرك وبلادها فوافقوه على ذَلِك وَاتفقَ أَنه يَوْم دخل الكرك انْكَسَرَ الجسر فَسلم هُوَ وَبَعض خواصه وَسقط نَحْو الْخمسين من أَصْحَابه فَمَاتَ مِنْهُم أَرْبَعَة وَخرج من أبقى مصابا وَأقَام بالكرك يدبر أمورها وَيحكم بَين من يتحاكم إِلَيْهِ وتسلطن مَكَانَهُ بيبرس حَسبنَا تقدم فِي ثَالِث وَعشْرين من شَوَّال من تِلْكَ السنة وَاسْتمرّ إِلَى رَجَب سنة 709 فَخرج جمَاعَة من أمراء مصر إِلَى كرك وحملوا النَّاصِر إِلَى دمشق فتلاحق بِهِ أَكثر الْأُمَرَاء وَنزل بِالْقصرِ ثمَّ توارد عَلَيْهِ نواب الْبِلَاد فقصد مصر فِي رَمَضَان ففر بيبرس وَلم يفر سلار بل أَقَامَ وَخرج للقاء النَّاصِر وَأظْهر الطَّاعَة فوصل النَّاصِر إِلَى القلعة وَاسْتقر فِي مَمْلَكَته وهي السلطنة الثَّالِثَة وَذَلِكَ فِي يَوْم عيد الْفطر من تِلْكَ السنة وَلما اسْتَقر قدمه قبض على أَكثر الْأُمَرَاء وَلم يبْق لَهُ مُنَازع وَفتحت فِي أيامه بِلَاد كَبِيرَة وَاشْترى المماليك فَبَالغ فِي ذَلِك حَتَّى اشْترى وَاحِدًا بِنَحْوِ أَرْبَع آلَاف دِينَار بل أَزِيد كَمَا قَالَ ابْن حجر وَلم ير أحد مثل سَعَادَة ملكه وَعدم حَرَكَة الأعادي عَلَيْهِ برا وبحرا مَعَ طول الْمدَّة وَكَانَ مُطَاعًا مهيبا عَارِفًا بالأمور يعظم أهل الْعلم وَلَا يُقرر فِي المناصب الشَّرْعِيَّة إِلَّا من يكون أَهلا لَهَا ويتحرى لذَلِك ويبحث عَنهُ ويبالغ وَحج بعد استقراره فِي السلطنة ثَلَاث حجات وَكَانَ عَظِيم الْمَكْر طَوِيل الصَّبْر على مَا يكره إِذا حاول أمرا لَا يسْرع فِيهِ بل يحْتَاط غَايَة الِاحْتِيَاط وَكَانَت وَفَاته تَاسِع عشر ذي الْحجَّة سنة 741 إحدى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وسلطن من أَوْلَاده ثَمَانِيَة أنفس وَهَذَا من أعجب مايحكى.
- البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني.
محمد بن قلاوون بن عبد الله الصالحي أبو الفتح:
من كبار ملوك الدولة القلاوونية. له آثار عمرانية ضخمة وتاريخ حافل بجلائل الأعمال. كانت إقامته في طفولته بدمشق، وولي سلطنة مصر والشام سنة 693 هـ وهو صبي، وخلع منها لحداثته سنة 694 فأرسل إلى الكرك. وأعيد للسلطنة بمصر سنة 698 فأقام في القلعة كالمحجور عليه، والأعمال في يد الأستادار الأمير بيبرس الجاشنكير ونائب السلطنة الأمير سلّار. واستمر نحو عشرين سنة ضاق بها صدره في تحكمهما، فأظهر العزم على الحج، وتوجه بعائلته وحاشيته ومماليكه وخيله، فودعه بيبرس وسلار وبقية الأمراء وهم على خيولهم لم يترجلوا له، وبلغ الكرك فنزل بقلعتها واستولى على ما فيها من أموال، وأعلن أنه قد انثنى عزمه عن الحج واختار الإقامة بالكرك وترك السلطنة.. وكتب إلى الأمراء في مصر بذلك فاجتمع هؤلاء ونادوا ب الأمير بيبرس الجاشنكير سلطانا على مصر والشام (سنة 708) ولقبوه بالملك المظفر. وأمضى الناصر في الكرك قريبا من عام ثم وثب، فدخل دمشق، وزحف إلى مصر فقاتل المظفر بيبرس، وعاد إلى عرشه (سنة 709) وقتل بيبرس بيده خنقا، وشرّد أنصاره، وامتلك قياد الدولة فخطب له بمصر وطرابلس الغرب والشام والحجاز والعراق وديار بكر والروم وغيرها، وأتته هدايا ملوك المغرب والهند والصين والحبشة والتكرور والنوبة والترك والفرنج، وأبطل مكوسا كثيرة، واستمر 32 سنة وشهرين و 25 يوما كانت له فيها سير وأنباء أوردها المقريزي في مجلد ضخم. وأحدث من العمران ما ملأ ذكره صفحتين من كتاب المقريزي. ومما بقي من آثاره بمصر: الترعة المعروفة اليوم بالمحمودية، وتجديد القلعة، والخليج الناصري من خارج القاهرة إلى سرياقوس. واقتدى به أمراء دولته، فاستمرت حركة العمران طول حياته. وجئ بكبار المهندسين والبنائين من سورية وغيرها. وكان غاية في الكرم، قيل: وهب في يوم واحد ما يزيد على مئة ألف دينار ذهبا.
وأولع بكرائم الخيل فكان في اسطبلاته بعد وفاته 4800 فرس. وكان وقورا مهيبا، لم يضبط عليه أحد أنه أطلق لسانه بكلام فاحش في شدة غضبه ولا انبساطه، يدعو رجاله بأجلّ ألقابهم، ويكره الاقتداء بمن تقدمه من الملوك، ولا يحتمل أن يُذكر عنده ملك. ومع مبالغته في الحرص على ألّا ينسب إليه ظلم أو جور، ففي المؤرخين من يأخذ عليه كثيرا من الشدة في سياسته.
توفي بالقاهرة .
-الاعلام للزركلي-