محمد بن علي الفشتالي
الفشتالي محمد
تاريخ الولادة | 956 هـ |
تاريخ الوفاة | 1021 هـ |
العمر | 65 سنة |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
محمد بن علي الفشتالي:
ناظم أديب مغربي. له (نظم وفيات ابن قنفذ وتكملة ابن القاضي - خ) قصيدة لامية، في الرباط (487 د) تراجم .
-الاعلام للزركلي-
محمد بن علىّ بن إبراهيم أبو عبد الله ويعرف بالفشتالى.
وزير القلم الأعلى الكاتب الأديب، البليغ، الشهير الذكر بالمغرب وهو علم فى الفضيلة، والسّراوة، ومكارم الأخلاق، وكرم النفس، واسع الإيثار، متين الحرمة، عالى الهمة، كاتب بليغ، أديب، شاعر، حسن الخط، يكتب خطوطا على أنواع: كلّها على جميل الانطباع، فصيح القلم، زكىّ الشّيم، مؤثر لأهل العلم والأدب، برّ بأهل الفضل والحسب، نفقت بوجوده للفضائل أسواق، وأشرقت بأمداده للفضائل آفاق.
ورحل إلى القسطنطينية. استعمله مخدومه: مولانا أبو العباس السلطان الأعظم، والهمام الأفخم، المجاهد: أحمد المنصور: الشريف الحسنى فى السفارة: بعثه سفيرا لملك الأتراك.
وله ولوع بالأدب وصبابة باقتناء الكتب. صحبه منها فى قفوله من القسطنطينية ما ينيّف على المائة تأليف: أقلها فى مجلّد. وأما ما هو فى مجلدات فمما لا يحصى جمع أمهاتها العتيقة، وأصولها الرائقة الأنيقة، ما لم يجمعه فى هذه الأعصار أحد سواه.
أخذ عن أبى العباس المنجور، وعن طائفة من علماء وقته.
وله نظم رائق، ونثر فائق. [من نظمه يمدح الجنابى مؤرخ القسطنطينية]:
خلق فاطمية كم تنادى … فوق أفنانها بطلب الجنابى؟ !
لو مزجنا بها المدام اعتبق … ناها حلالا وتلك خلق الجنابى؟ !
وله أيضا مهنئا مخدومه المذكور بفتح السودان:
بشرى ترف من الزمان المقبل … بمنصة الجدل الذى لم يرحل
[خطت يد السعد لمهر وعينها … مهر به منى الإمام الأعدل؟ ! ]
ومنها:
المالك المنصور من بسعوده … لو شاء طعن رامح بالأعزل
ذى همة منها مضاء السيف أو … منها استعير صلابة للجندل
. . . إلى ابتكار كل عظيمة …. . . .
ومنها:
يا نجل فاطمة وكلّ مفاخر … أنى يفاخر درّكم بالخردل؟
وابن الغطارفة الألى يتأزّرو … ن من الثناء بالرداء المسبل
قوم إذا لبسوا الحديد إلى العدا … لم يسألوه عن السّواد المقبل
يصبون للحرب الزّبون كما صبا الضّ … لميل فى يوم بدارة جلجل
قرعت ظبا بيت الجنوب بجحفل … جهّزتموه فى سحاب القسطل
فرماهمو بصواهل ونواهل … وصواعق عن فعلة لا تسأل
لولا ظباة المشرفيّة والقنا … صلّى به المجد بليل أليل
خطبت سيوفك فى منابرها فهم …. . . سيذيقهم نقيع الحنظل؟
بزت بنى حام ثياب الأينق … سوءا وكستهمو برود الصندل؟ ؟
قد ولّت الأدبار مثل حنادس … يزيحها نور الصباح المجتلى
من عسكر مرّت بعثبر بعضه … عين الغزالة فى الرّعيل الأوّل
لولا المقادير التى قد قدرت … فاض على الأقطار ذروة معزل (؟ )
قولوا لملك السّود إذ جمحت به … جهلا سوابق بغيه فى مجهل:
تلك العساكر مدّها من ربّها … والرأى عند عميدها لم يهمل
إن البغاث-ولو تكاثر عدّها … ليس لها فى البطش شأن الأجدل
لا تعجبوا من نصر كل جيوشه … بالرّعب، بعض جيوشه فى جحفل
لولا العمايات فكيف الملتقى … بجيوش من ورث الشهامة عن على؟ !
يا بن سنا الملك ولكن بيته … حلّى بمدحك شعره فى المحفل
إن الملوك تصيب أو تخطئ فى … آراء مجمل لها ومفصل
(؟ )!
وأنت-سددك الإله-متى ترى … رأيا يكن لك والنجاح بمنزل
خاضت سيوفك فى دم الأبطال إذ … كلّفتها طهرا بماء المثكل؟ ؟
لطفا بها؛ فكأنما ألزمتها … فى قتلها الأعداء شبه تسلسل
عودتها الإغماد فى لحم العدا … الحكم حروق وعوايد لم يكمل (؟ )
وكل أرض قد قصدت ملوكها … ضاقت بهم ذرعا بفرط تزلزل
جلبت بنو الأملاك منك بهمّة … جبلت على دفع الفساد المعضل
فهم بمريضكم وكلّ واحد … منهم يسمّى مالك بن مرحّل]
فاحكم على كلّ الملوك بما ترى … من عطفة أو نطفة بالمنصل
ودع المطيع أمير بعض جهاته … يروى من العفو بعذب سلسل
ولغيره يروى الحديث معنعنا … ذكرى فيصبح فى سياق مسلسل
منحتك أبكار الليالى وصلها … حتى تنال بها كبير مؤمّل
[وتضيف ملك مشارق لمغارب … عفوا ينظم جندها والشمأل]
خذها أمير المؤمنين مدائحا … فاحت مجامر طيبها بالصّندل
بمديح أهل البيت هزّت معطفا … هزءا بمدح جريرهم والأخطل
لا زلت منصورا وسعدك راكبا … بمنال سؤلك-كلّ أجرد هيكل
وبنوك فى الملك الكبير مساعدي … ن من الإله، لدى الزمان المقبل
...
ومن نظمه أيضا لما قفل من السفارة، هنّأ [بها ] مخدومنا أبا العباس: أحمد المنصور-هذه القصيدة:
هذا اعتذارى فى الصبابة لاح … لما تبدّت طلعة كالصّباح
يقلّها قد يميس كما يميس عصن بمرور الرّياح …
يا عاذلى لست أنكر ما … تلحى عليه فى غرام الملاح
[لكننى قضى علىّ الهوى … بحظ عدلى نرجس وأقاح؟ ]
رسم متى حاججت مستظهرا … به أتانى بمعلّى القداح
فكفّ عن نشوان خمر الهوى … لومك؟ ؟ ؟ ؛ فهو منه ليس بصاح
أنّى له بالصّبر عن جؤذر … تشبيهه؟ ؟ ؟ بالشّمس ظلم صراح
لولا الأفول والكسوف لصحح … قول من شبّهها بالصّباح
يا طامعا فى عسل-دونه … العتال، يزرى بقوام الرّماح
حذار من قوس الحواجب قد … أوقرها؟ ؟ ؟ لحفظ شهد وراح
فكم أراشى السّهد بالهدب كى … يريك تأثير المراض الصّحاح
ظبى قرب؟ ؟ ؟ الأسد مرعى له … وليس يرضى بنبات البطاح
يا طلعة ما زلت أحتج فى … برورها على عقوق اللّواح
وطرّة نادى دجاها على … غرّة شمس وجهه، لا براح
وورد وجنة يواصل من … ماء الشّباب بالغدوّ والرّواح
وشنبا لبرقه بين سمرة … القمور واللثات التياح؟ ؟
قد بان ظلم الناس، إذ شبّهوا … طرفك بالفعل ببيض الصّفاح
والخدّ بالورد الجنىّ وبال … أعصان قد أجال فيه الوشاح
يا ملبسى ثوب السّقام أما … يكفيك خلعى العذار افتضاح
أنا الكتوم فى فنون الهوى … لكن علىّ من شهودى اتّضاح
فخاننى صبرى فكنت أشد … د فى ادخاره أكفّ شحاح
من حسن عهد الطّرف لما رأى … كسرا بقلبى لزوم انفتاح
وصبّ إخمادا لنار الجوى … دمعا رآه لم يعده فساح
عطفا على صبّ يرى السمّ من … هجرك شهدا أو ضريب اللّقاح
يا غصن روض الحسن من دوحة … مصونة الأجوار لا تستباح
هل نسمة تثنيك يا من عدت … تجرى به فى التيه جرى جماح؟ ؟
توهّمت نفسى الوصال كمن … يطمع فى الآل برىّ القراح
رجوت واو الصّدغ للعطف كى … أحظى بها ونلت وصلا متاح
فقال: لا، من الحواجب قد … أنشدت بنفى الوصال وجها فلاح
لما تجاهلت وقلت: أنا … أسير كم والقرب شئ مباح
قال: فواو الصّدغ عاطفة … لكن على النّفى امتناع السراح
إن كان نيل الطّيف لا يرتجى … فكيف ترجو بالوصال السّماح؟
فدنت طوعا مثلما دنت ال … أملاك للمنصور قطب الكفاح
عالمة أنه فى بعاثها … عقاب ليس معها مزاح
بنى على دين الرسول سيا … جا احتمته فى محسوم القراح؟ ؟
ملك مناط الشّهب من دون ما … تطأ رجلاه بكلّ اصطلاح
فكيف والشأن أعظم قد … ران يفى به مقال الفصاح؟ !
أىّ افتخار بعد فخر النبوءة وأىّ انشراح؟ … قد عقدت على صعاد العلى
رايات ملكه بأيدى النجاح
إن الملوك لتدير كئوس ال … رعب منه فى النّوادى الفساح
نادى لسان النّصر فى جنده … بنى الحروب وفحول النّطاح:
على الصليب أن يصوغ سلا … حه حلى كلّ خود رداح
يفتدى بها-على خطر-من … بأس عزم الملك المستماح
رجا نسيئة؛ لنسيانه … صوت المتأنى بتوانى النياح؟
رأى الملوك والقسوس و … أقيال القروم وولاة السّلاح
طاح على فريهم بالمخازيز … من المنصور وأبدى اجتياح
يا ابن الملوك والملوك لهم … عنهم قصور فى ضروب السّماح
هم أركبوا الملك النّجوم ووش … شحوه بالجوزاء أىّ اتشاح
من كل غطريف يباشر من … نار الحروب من سهاها افتداح
كانت معالى الملك فى صورة ال … حسناء تحت ساتر ووضاح
تراقب الأكفاء حتى تراءت … فقالت: نعم كفئا: النكاح
أمهر؟ ؟ ؟ ها تسعين ألفا غدت … قتلى وأسرى فى ثقال الجراح
بذلت نفسا حرّة-دأبها … رضى الإله مغتدى ومراح
ما زال سيفك يفاخر فيها الر … رمح بالسّبق لمثل الأحاح
حتى تجلّى عن غياهبها نصر … تلقّاك بوجه وضاح
فأبت والفتح الهنىّ تواصل … اعتباق أنسه باصطباح
هذى الفعال، والأسود متى … صالت أرتنا بالصّيال الصياح
كانت ترى الدهور وقدتنا … فست فيك لفرط ارتياح
ما أسعد العصر الذى فاز من … علياك عنها لو قهر الصلاح
متى عقدت الرأى أو راية … قدحت زند النجم عين سحاح؟ !
أطرت ألباب الورى لك من … أقطارها شوقا بغير جناح
وفى قبول الخلق أقوى دليل … فى قبول الله كلّ اقتراح
خذ نفسك السمحاء عفوا فقد … حزت مطامع ملوك النّواح
أما رضيت أن تفوتهم فى … كلّ فعل جال فيه امتداح؟
فاركب سوابق الليالى ولا … تخش عثارها لفرط المراح
وانعم بملك سيعمّ الورى … دل على الدوام فيه افتتاح]
... أخذ عن جماعة، كأبى العباس المنجور، وأبى العباس الزمورى، والحميدى، وأبى زكريا السراج، وجماعة، وأخذ عنه النحو والعروض وغير ذلك: وهو حىّ من أهل العصر.
[وله أيضا موشح:
أحسنوا عذرى فى طلعة كالصّباح … فى قضيب البان
قوس الحواجب وترها المزاح … قتل الهيمان
... انظر إلى سيف العيون المراض … دون تحديد
زاد على فعل السيوف المواضى … حال توريد
للمبتلى مثلى بحسن البياض … ثم تسهيد
...
يا ليت شعرى هل وصله بامتداح … يا بنى زيدان
حضر الكتائب حمر القنى والصّفاح … قاهرى الصلبان
... أهل المنن … بيت الملوك العظام معشر النصر
بنى الحسن … نجل الرسول التهامى منبع الفخر
ملك الزمن … لأحمد بن الإمام ملك العصر
... لا زال يجرى ضرع المنن والنجاح … بيد السلوان
ما قائل قولا يفيض السماح … من يد السلطان
ولد أبقاه الله تعالى كعبة الأفاضل، وعرفات الأماثل، سنة ست وخمسين وتسعمائة.
وهو حى من أهل العصر.
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ)