العلامة المتضلع العارف الجليل الشيخ محمود بن عليان بن زید بن نصار بن نصر بن يونس الحسيني ، البصيلي بلدا ، الشاذلي الناصري الصوفي الأزهري.
ولد يوم الخميس، التاسع من شهر رجب ، سنة 1256ه، بالزوايدية ، من نجوع عرب البصيلية مركز إدفو مديرية أسوان، في بيت شرف ومجد، ولأبوين منعمين، ونشأ في كنف العز والنعمة ، فحفظ القرآن الكريم وحده دون معلم، وكان يتلو قائما وقاعدا ومضطجعا ، ونشأ عابدا ناسا ، فدخل الخلوة التي كان بناها في أحد الجبال، قرب مزارعه وأطيانه ، بعد أن تلقى الطريقة الشاذلية الناصرية عن الشيخ علي الصعيدي ، وزهد مخالطة الناس إلا لعلم أو فعل خير ، فكان نهارا في مزرعته ، وليلا في خلوته و سیاحته ، وكان - مع وجاهته ويسره - یملأ كل ليلة حياض كل المساجد الداخلة في دائرة قري البلدة ، على تفرقها وبعدها ، حتى إذا طلع الفجر صلي بآخر مسجد و قفل راجعا مطمئنا.
ثم ترك كل ما يملك من المال والعقار، وكروم الحناء، ومعاصر الزيوت وغيرها، وقدم القاهرة ، فالتحق بالأزهر الشريف ، وتتلمذ للعلامة الشمس عليش، والعلامة حسن العدوي الحمزاوي، وغيرهما ، حتى تأهل و مهر في العلوم.
وقد أصهر إليه العالم العارف الجليل الشيخ إبراهيم الخليل بن علي الشاذلي وترجمته هنا في وفيات سنة 1365 ه ، فتزوج ابنته الزهراء ، فرزقا بالإمام الرائد الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم، وترجمته هنا في وفيات سنة 1419ه.
وما برح على هذا الهدي النبوي حتى لقي الله سبحانه في ليلة الخميس التاسع من رجب من هذه السنة 1326ه، فكان يوم وفاته وشهرها موافقا ليوم ميلاده وشهره ، بعد سبعين سنة ، ودفن بزاويته بشارع السلطان أحمد بالجبانة الشرقية وضريحه ظاهر يزار.
أنظر كامل الترجمة في كتاب : جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين للشيخ أسامة الأزهري.