مفتي مديرية جرجا: العلامة الفهامة محمد بن حسین بن علي بن عوض البرديسي الأصل ، الجرجاوي المولد والإقامة ، الحنفي الأزهري .
ولد سنة 1251ه، ونشأ في كنف والده العلامة الشيخ علي عوض مفتي المالكية في جرجا، فأخذ العلم عنه وعن غيره من علماء جرجا، ومنهم العلامة عبد المتعال البسطاوي، ومحمد حسن المصري وغيرهم ، ثم ارتحل للأزهر الشريف وجاور فيه ، فتلقي على العلامة محمد المهدي العباسي وطبقته .
ثم رجع للصعيد، فتولى القضاء بمدينة إسنا، ثم أخميم، ثم ملوي، ثم تولى إفتاء مديرية جرجا بسوهاج سنة 1307ه، فبقي في منصبه هذا نحو خمس سنوات ، ثم عزل بسبب ضعف شديد في بصره ، فأوصت اللجنة الطبية بإحالته على المعاش، ورشح عضوا في المجلس الحسبي بجرجا، وأقام بالقاهرة بالأزهر، وطلب أن يدخل الامتحان الأزهري الجديد ليحوز الشهادة العالمية الحديثة ، فأجيب طلبه ، وعقد له مجلس الامتحان ، وتولى سؤاله أعضاء المجلس بغاية الشدة والتحامل ، فأغلق عليه ، ولم يجب بشيء، وكأنه أخذه الحزن والحسرة من التحامل ، فعزفت نفسه عن الإجابة ، حيث إنه بلغ الغاية في العلم منطوقا و مفهوما .
ثم رجع إلى جرجا، وأقام بها، واشتغل بإلقاء الدروس بها، فأهرع إليه العلماء والطلاب من كل فج عميق، حتى فرغ من إقراء تفسير الجلالين في المحرم من سنة 1322ه، وأقام ختما دعا له أغلب علماء جرجا، ومن أجلهم شيخه العلامة عبد المتعال البسطاوي، ثم طلب منه العلامة محمد بن محمد بن حامد المراغي الجرجاوي الإجازة ، فأجاز لمن في المجلس ، فقالوا جميعا: قبلنا ذلك.
ومن مؤلفاته: رسالة في البديع ، وأخرى في النحو ، ومن شعره قصيدة يرثي فيها شيخه الإمام محمد المهدي العباسي، وقد تمض أياما ، حتى توفي ليلة السبت، 12 رجب ، سنة 1324ه، الموافق سنة 1906م
أنظر كامل الترجمة في كتاب : جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين للشيخ أسامة الأزهري.