محمد عدنان المجد الحسني

أبا سعيد

تاريخ الولادة1363 هـ
تاريخ الوفاة1441 هـ
العمر78 سنة
مكان الولادةدمشق - سوريا
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • مرعش - كهرمان مرعش - تركيا
  • دمشق - سوريا

نبذة

فجعت دمشق صباح هذا اليوم بوفاة شمس من شموس الولاية والمعرفة، وبدر من بدور الهداية والتقوى، وعالم من العلماء الربانيين من أهل السنة والجماعة في بلاد الشام، وواحد من أكابر العارفين بالله تعالى، وأعيان أهل الذوق والشهود، إنه الأخ الحبيب، والصديق النسيب، العالم العامل، والعارف الكامل، فقيه النفس، ذو اللسان الذاكر، والقلب الحاضر، الشريف الشيخ محمد عدنان المجد الحسني المكنى بأبي سعيد، تغمده الله تعالى بالرحمة والرضوان.

الترجمة

الشريف الشيخ محمد عدنان المجد الحسني المكنى بأبي سعيد، تغمده الله تعالى بالرحمة والرضوان. 

كلمات في رثاء العالم الرباني الشيخ محمد عدنان المجد
رحمه الله تعالى

فجعت دمشق صباح هذا اليوم بوفاة شمس من شموس الولاية والمعرفة، وبدر من بدور الهداية والتقوى، وعالم من العلماء الربانيين من أهل السنة والجماعة في بلاد الشام، وواحد من أكابر العارفين بالله تعالى، وأعيان أهل الذوق والشهود، إنه الأخ الحبيب، والصديق النسيب، العالم العامل، والعارف الكامل، فقيه النفس، ذو اللسان الذاكر، والقلب الحاضر، الشريف الشيخ محمد عدنان المجد الحسني المكنى بأبي سعيد، تغمده الله تعالى بالرحمة والرضوان. 

عرفناه رحمه الله تعالى منذ أكثر من خمسين عامًا، في حلقات والدنا علامة الشام العارف بالله الشيخ إبراهيم اليعقوبي رحمه الله تعالى مكبًّا على طلب العلوم الشرعية والعربية، ناهلًا من معين علوم السادة الصوفية، ضمتنا وإياه آلاف المجالس  والدروس التي كان والدنا قدس سره يقيمها في مختلف المساجد وفي دارنا وفي دار الفقيد. ولم يكن هو فيها المتقدم في السن فحسب، بل كان السابق في الفضل إلى كل مَكرُمة. وكان والدنا يخصه بمزيد من المحبة والعناية والاهتمام. وشهدناه بعد وفاة والدنا رضي الله عنه، كلما تقدمت به السن عامًا بعد عام ترقَّت أحواله القلبية والروحية، وأشرقت أنوار علومه اللدنية، حتى فتح الله تعالى عليه وصار أحد أقطاب الولاية في دمشق، بركة لأهل الشام ومرجعًا للصغار والكبار.

وكان مع ذلك كله فقيهًا عالمًا، خطيبًا واعظًا، ذاكرًا شاكرًا، عابدًا زاهدًا، مستقيمًا على السنة، مواظبًا على الأوراد، مشرق الوجه من أنوار الطاعات، عامر القلب بمحبة الحبيب الأعظم والنبي المكرَّم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وكان سِفرًا عظيمًا من الأسفار في تاريخ العلم وتراجم العلماء في بلاد الشام. وكان نزهة في مجلسه، أنيسًا في حديثه، متواضعًا في أخلاقه، عالمًا بالكتب، عارفًا بالرجال، مدافعًا عن مذهب أهل السنة والجماعة، منافحًا عن التصوف، ذابًّا عن أولياء الله تعالى.

نشأ رحمه الله تعالى في حلقات العلامة المربي الكبير الشيخ محمد سعيد البرهاني رضي الله عنه، وكان من بين ثلة من أعيان تلاميذه وصاهم الشيخ رحمه الله تعالى قبل وفاته بملازمة والدنا الجليل رحمه الله تعالى منهم: الشيخ محمد الخالدي أبو شاكر والشيخ أسعد صاغرجي رحمهما الله تعالى، والدكتور محمد مطيع الحافظ بارك الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية. وكان ذلك نحو سنة ١٩٦٥، فقرأوا على العلامة الوالد عددًا كبيرا من الكتب في مختلف العلوم الشرعية والعربية. وكان الفقيد الشيخ محمد عدنان المجد أشدهم ملازمة للعلامة الوالد رحمه الله تعالى إلى وفاته، وقائمة الكتب التي قرأها الفقيد عليه تبلغ بضع صفحات. وحضرت زوجه رحمها الله تعالى كثيرًا من الدروس من وراء حجاب.  وكان والدنا للفقيد كالأب في التربية والتعليم والإرشاد، والفقيد بين يديه كالابن في الأدب والطاعة والانتفاع، زد على هذا أن الفقيد قريب لنا، فوالدته من آل اليعقوبي، وكان العلامة الوالد من أخواله.  

وقد أجازه العلامة الوالد عدة مرات، واستجازني لنفسه ولزوجه رحمهما الله تعالى بعد وفاة العلامة الوالد. وكان جدد العهد في الطريقة الشاذلية على العلامة الوالد بعد وفاة  العلامة الشيخ محمد سعيد البرهاني رحمه الله تعالى، وكان يرجع إليه في أمور سلوكه وأحواله الروحية، وأجازه العلامة الوالد بجملة من الأذكار والأوراد العامة والخاصة. وبقي بعد وفاة والدنا على عهد المودة والمحبة والأخوة، ولم تنقطع بيننا وبينه المحبة والصحبة والزيارات واللقاءات والمهاتفات رغم كثرة ما عرض لي من الأسفار. ولقد فقدت بوفاته أخًا كريمًا كنت آنس إليه ويأنس إلي. جمعتنا صلة روحية، وذكريات مشتركة، وعقود من السنين في صحبة العلامة ربما كانت أجمل أيام حياتنا.

رحل العالم الرباني الشيخ محمد عدنان المجد عن ثمانية وسبعين عامًا قضاها في طاعة الله تعالى مابين تعلم للعلوم الشرعية وتعليم وسلوك وإرشاد .
 
رحل  صديق العمر بعد أن أحيى الله تعالى به مجالس الذكر ومجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله سلم في دمشق الشام. وبرحيله انهدَّ جبل من جبال الولاية والتقوى والذكر والصدق والإخلاص، وبغيابه عنا غابت شمس الأنس والمعرفة والتواضع والصلاح.

ولئن غاض هذا البحر الخضم فلقد ترك لنا  ثمرات طيبة من الذرية الصالحة نشَّأها على العلم والعمل والسنة والتقوى والاستقامة، فلهم منا ولآل المجد المغاربة أحر التعازي وأصدق السلوان. رحم الله تعالى الفقيد وأنزل على قبره شآبيب العفو الغفران، وجمعنا وإياه على حوض جدنا وحبيبنا سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. 

وكتب حامدًا لله تعالى ومصلِّيًا على أشرف خلقه سيدنا محمد وآله وصحبه

خادم العلم الشريف
محمد أبو الهدى اليعقوبي