محمد بن الحسين الفارسي النحوي أبي الحسين

أماكن الإقامة
  • غزنة - أفغانستان
  • إسفرايين - إيران
  • جرجان - إيران
  • نيسابور - إيران

نبذة

أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْفَارِسِي النَّحْوِيّ. أحد أَفْرَاد الدَّهْر وأعيان الْعلم وأعلام الْفضل وَهُوَ الإِمَام الْيَوْم فِي النَّحْو بعد خَاله أبي الْحسن بن أَحْمد الْفَارِسِي وَمِنْه أَخذ وَعَلِيهِ درس حَتَّى استغرق علمه وَاسْتحق مَكَانَهُ وَكَانَ أَبُو عَليّ أوفده على الصاحب فارتضاه وَأكْرم مثواه وَقرب مَجْلِسه.

الترجمة

أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْفَارِسِي النَّحْوِيّ
أحد أَفْرَاد الدَّهْر وأعيان الْعلم وأعلام الْفضل وَهُوَ الإِمَام الْيَوْم فِي النَّحْو بعد خَاله أبي الْحسن بن أَحْمد الْفَارِسِي وَمِنْه أَخذ وَعَلِيهِ درس حَتَّى استغرق علمه وَاسْتحق مَكَانَهُ وَكَانَ أَبُو عَليّ أوفده على الصاحب فارتضاه وَأكْرم مثواه وَقرب مَجْلِسه
وَكتب إِلَيْهِ فِي بعض أَيَّامه عِنْده هَذِه المعماة ليستخرجها
مَا أسود غَرِيب بعيد الدَّار قريب يقدم فحواه على نَجوَاهُ ويتأخر لَفظه عَن مَعْنَاهُ
لَهُ طرفان فأحدهما جنَاح نسر وَالْآخر خافية صقر
يلقاك من مياسره سانح وَمن ميامنه بارح
تجودك أنواؤه والسنون جماد وتسقيك سماؤه والعيش جِهَاد بَينا ترَاهُ على كواهل الْجبَال حَتَّى يتهيل الرمال قد تجافى قطراه عَن واسطته وانضم ساقاه على رَاحِلَته
يخونك إِن وَفِي لَك الشَّبَاب ويفي لَك إِن جهدك الخضاب رفعته رفْعَة المنابر ورفقته رفْقَة المحابر يروي عَن الْأَحْمَر وَإِن شِئْت عَن يحيى بن يعمر
قد أفْضى بك إِلَى رَوْضَة غناء ينعم رائدها وَشَرِيعَة زرقاء يكرع واردها أخرجه أَبَا الْحُسَيْن أسْرع من خطْفَة عين
(وَذَاكَ لَهُ إِذا العنقاء صَارَت ... مربية وشب ابْن الْخصي) // من الوافر //
وَلما استأذنه للصدر وَقع فِي رقعته لَا اسْتِدْلَال يَا أخي على الملال أقوى من سرعَة الارتحال لَكنا نقبل الْعذر وَإِن كَانَ مرفوضا ونبسطه وَإِن كَانَ مَقْبُوضا وَلَا أمنعك عَن مرادك ووفاقك
وَإِن منعت نَفسِي مرادها بِفِرَاقِك 
فاعزم على ذَلِك وفقك الله فِي اختيارك وَوصل النجح بإيثارك
وأصحبه كتابا إِلَى خَالَة أبي عَليّ هَذِه نسخته
كتابي أَطَالَ الله بَقَاء الشَّيْخ وأدام جمال الْعلم وَالْأَدب بحراسة مهجته وتنفيس مهلته وَأَنا سَالم وَللَّه حَامِد وَإِلَيْهِ فِي الصَّلَاة على النَّبِي وَآله رَاغِب ولبر الشَّيْخ أيده الله بكتابه الْوَارِد شَاكر فَأَما أخونا أَبُو الْحُسَيْن قَرِيبه أيده الله فقد ألزمني بِإِخْرَاجِهِ إِلَى أعظم مِنْهُ وأتحفني من قربه بعلق مضنة لَوْلَا أَنه قلل الْأَيَّام وَاخْتصرَ الْمقَام وَمن هَذَا الَّذِي لَا يشتاق إِلَى ذَلِك الْمجْلس وَأَنا أحْوج من كَافَّة حاضرته إِلَيْهِ وأحق مِنْهُم بالمثابرة عَلَيْهِ وَلَكِن الْأُمُور مقدرَة وبحسب الْمصَالح ميسرَة غير أَنا ننتسب إِلَيْهِ على الْبعد ونقتبس فَوَائده عَن قرب وسيشرح هَذَا الْأَخ هَذِه الْجُمْلَة حق الشَّرْح بِإِذن الله وَالشَّيْخ أدام الله عزه يبرد غليل شوقي إِلَى مشاهدته بعمارة مَا افْتتح من الْبر بمكاتبته
ونقتصر على الْخطاب الْوسط دون الْخُرُوج فِي إِعْطَاء الرتب إِلَى الشطط كَمَا يُخَاطب الشَّيْخ الْمُسْتَفَاد مِنْهُ التلميذ الْآخِذ عَنهُ وينبسط إِلَيّ فِي حاجاته فإنني أظنني أَجْدَر إخوانه بِقَضَاء مهماته إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وتصرفت بِأبي الْحُسَيْن أَحْوَال جميلَة فِي معاودته حَضْرَة الصاحب وَأَخذه بالحظ الوافر من حسن آثارها ثمَّ وُرُوده خُرَاسَان ونزوله نيسابور دفعات وإملائه بهَا فِي الْأَدَب والنحو مَا سَارَتْ بِهِ الركْبَان ثمَّ قدومه على الشار صَاحب غرسسان وحظوته عِنْده ووزارته لَهُ ثمَّ وزارته للأمير إِسْمَاعِيل بن سبكتكين ثمَّ اخْتِصَاصه بعده بالشيخ أبي الْعَبَّاس الْفضل بن أَحْمد الإسفرائيني وأبنائه بغزنة ورجوعه مِنْهَا إِلَى نيسابور وإقامته بإسفارئين ثمَّ مُفَارقَته إِيَّاهَا إِلَى جرجان واستقراره بهَا الْآن وَمحله يكبر عَن الشّعْر إِلَّا أَن بَحر علمه رُبمَا يلقى الشّعْر على لِسَان فَضله 
فمما أنشدنيه وحدثنيه أَن رَئِيس مُرُور الروز سَأَلَهُ أَن يُجِيز قَول الشَّاعِر
(سرى يخبط الظلماء وَاللَّيْل عاكف ... غزال بأوقات الزِّيَارَة عَارِف) // من الطَّوِيل //
فَقَالَ
(وَمَا خلت أَن الشَّمْس تطلع فِي الدجى ... وَمَا خلت أَن الْوَحْش للإنس آلف)
(ولجلج إِذْ قَالَ السَّلَام عَلَيْكُم ... وَلَا عجب إِن لجلج القَوْل خَائِف)
(وَقمت أفديه وقلبي كَأَنَّهُ ... من الرعب مقصوص من الطير جادف)
(وَلما سرى عَنهُ اللثام بَدَت لنا ... محَاسِن وَجه حسنه متناصف)
(وَطَالَ تناجينا ورق حديثنا ... ودارت علينا بالرحيق المراشف)
(وَلَا غرو أَن لَا باخل بخياله ... يسامحنا فِي وَصله ويجازف)
(فيا لَك لبلا قد بلغت بِهِ المنى ... يمانعني طورا وطورا يساعف)
(كَأَن يَد الْأَيَّام عِنْدِي بوصله ... أيادي ابْن حسان لدي السوالف)
(إِذا ادخر الْأَمْوَال قوم فذخره ... صنائع إِحْسَان لَهُ وعوارف)
(وَمن شغف الْبيض الأوانس قلبه ... فَلَيْسَ لَهُ إِلَّا المكارم شاغف) // من الطَّوِيل //
وَله من قصيدة فِي الشَّيْخ أبي الْحسن عَليّ ابْن الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس الإسفرائيني
(فَتى سَاد فِي عصر الفتاء وَقد حوى ... شتيت العلى من سَاد عصر فتائه)
(يصدق ظن المرتجى ويزيده ... بِأَدْنَى لهاه فَوق أقْصَى رجائه)
(فَلَا مطله يَمْتَد قُدَّام نيله ... وَلَا مِنْهُ يشْتَد خلف عطائه) // من الطَّوِيل //
من الشد وَهُوَ الْعَدو
وَمِنْهَا
(أَلا أبلغ الشَّيْخ الْجَلِيل رِسَالَة ... مترجمة عَن شكره وثنائه)
(تقلبت فِي نعماك عشرا كواملا ... حلبت بِهن الْعَيْش ملْء إنائه)
(وأنقذت شلوي من يَد الْمَوْت بَعْدَمَا ... ترامته من قدامه وورائه)
(وسببت لي عَيْشًا يسد خصاصتي ... ووجهي محقون صبَابَة مَائه)
(أأكفر من صغرى أياديه مهجتي ... وبلغة عيشي من دقاق حبائه)
(أعدت قوى حبلي وشيدت بنيتي ... وَكم رم بَان مسترم بنائِهِ)
(وتربية الْمَعْرُوف شَرط تَمَامه ... وَهل تمّ شَرط دون ذكر جَزَائِهِ)
الشَّرْط وَالْجَزَاء فِي النَّحْو معروفان
(وَلَا بُد من سر إِلَيْك أبثه ... فَفِي نفثه المصدور بعض شفائه)
(تَمَادى عَليّ فِي الْجفَاء وَلم أكن ... خليقا بِمَا أبداه لي من جفائه)
(كَأَنِّي يَوْمًا عقته عَن سماحه ... كَأَنِّي يَوْمًا لمته فِي سخائه)
(طوى كشحة من دون عتب أسره ... وَجَهل امْرِئ بالداء جهل دوائه)
(تكدر بالإدمان صفو وداده ... فحاولت بالإعتاب عود صفائه)
(فَإِن جر تخفيفي عَليّ قطيعة ... فَرب سقيم سقمه لاحتمائه)
وَله من قصيدة
(وَلَا غُصْن إِلَّا مَا حواه فباؤه ... وَلَا دعص إِلَّا مَا خبته مآزره)
(وأمضى من السَّيْف المنوط بخصره ... إِذا شيم سيف تنتضيه محاجره) // من الطَّوِيل //
وَله من أُخْرَى فِي الْأَمِير خلف
(وَمَا كتبت سطرا من الوجد أدمعي ... لنحوك إِلَّا وَهُوَ بِالدَّمِ مُعْجم)
(وَمَالِي ألْقى فِي جنابك غلَّة ... وحوضك للعافين غَيْرِي مفعم)
(وَقد يغتدي الوراد يَبْغُونَ نجعة ... فيرزق مرتاد وَآخر يحوم) // من الطَّوِيل //
وَله من أُخْرَى
(كم أعقبت نوب الزَّمَان جميلا ... وكفين خطبا قد ألم جَلِيلًا)
(لَا تستقل جميل دهرك إِنَّه ... لَيْسَ الْقَلِيل من الْجَمِيل قَلِيلا)
(واسأل بِي الْأَيَّام حِين جسسنني ... بخطوبها جس الطَّبِيب عليلا)
(أقريتها لما نَزَلْنَ بساحتي ... صبرا على ريب الزَّمَان جميلا) // من الْكَامِل //
وَمِنْهَا
(يرْعَى محياه الْجَمِيل رواؤه ... ثَمَر الْقُلُوب محبَّة وقبولا)
(حُلْو الْكَلَام كَأَنَّمَا أنفاسه ... أَلْقَت عَلَيْهِ خلقه المعسولا)
وَمِنْهَا
(يَا رَاكِبًا والجوسقان قصاره ... يجفو مبيتا دونه وَمَقِيلا)
(قل للأمير إِذا سعدت بِوَجْهِهِ ... وقضيت حق بساطه تقبيلا)
(لَا تيأسن من الْإِلَه فروحه ... إِن لم يغادك بكرَة فأصيلا)
(وأمل لطائف صنعه فلطالما ... كشف الهموم وَبلغ المأمولا)
(يَا رب مَكْرُوه تعذر حلّه ... لَيْلًا فاصبح عقده محلولا)
(وملمة أعيا نَهَارا خطبهَا ... أمست فسهل خطبهَا تسهيلا)
(ذكرتك الصَّبْر الْجَمِيل وإنني ... كمذكر غزل النسيب جميلا)
وَله فِي وصف الْفرس من قصيدة
(ومطهم مَا كنت أَحسب قبله ... أَن السُّرُوج على البوارق تُوضَع)
(وكأنما الجوزاء حِين تصوبت ... لبب عَلَيْهِ والثريا برقع // من الْكَامِل //.
- يتمة الدهر في محاسن أهل العصر: لعبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبي منصور الثعالبي (ت429هـ)