كامل بن حسين بن محمد بن مصطفى البالي الحلبي

الغزي

تاريخ الولادة1270 هـ
تاريخ الوفاة1351 هـ
العمر81 سنة
مكان الولادةحلب - سوريا
مكان الوفاةحلب - سوريا
أماكن الإقامة
  • الحجاز - الحجاز
  • حلب - سوريا

نبذة

كامل بن حسين بن محمد بن مصطفى البالي الحلبي، الشهير بالغزي: مؤرخ، من أعضاء المجمع العلمي العربيّ بدمشق، مولده ووفاته بحلب. وسلفه من غزة. تولى تحرير جريدة " الفرات " الرسمية الأسبوعية بحلب نحو عشرين عاما. وعين رئيسا للجنة الآثار بحلب ورئيسا لتحرير مجلتها، فحمل أعباءهما وحده.

الترجمة

كامل بن حسين بن محمد بن مصطفى البالي الحلبي، الشهير بالغزي:
مؤرخ، من أعضاء المجمع العلمي العربيّ بدمشق، مولده ووفاته بحلب. وسلفه من غزة. تولى تحرير جريدة " الفرات " الرسمية الأسبوعية بحلب نحو عشرين عاما. وعين رئيسا للجنة الآثار بحلب ورئيسا لتحرير مجلتها، فحمل أعباءهما وحده.
وصنّف كتاب " نهر الذهب في تاريخ حلب - ط " ثلاثة مجلدات من أربعة، و " جلاء الظلمة في حقوق أهل الذمة - خ " و " الروضة الغناء في حقوق النساء - خ " وكان مجدّدا في نزعته، دائم النشاط، حتى أواخر أيامه، فيه وداعة ورقة وظرف. وله نظم حسن أورد العامري مقتطفات منه  .
-الاعلام للزركلي-

 

 


كامل الغزي
1270 ـ 1351 هـ
1853 ـ 1933 م

الشيخ كامل بن الشيخ حسين بن مصطفى البالي الغزي الحلبي.
عالم، مؤرخ، أديب، شاعر، وبحاثة موسوعي مدقق، له مشاركة في أحداث وطنه السياسية والاجتماعية والثقافية، واهتمام كبير بكل ما يتصل بمدينة حلب، وأحوالها الأدبية والعلمية والثقافية والتاريخية.
ولد في حلب، سنة: سبعين ومئتين وألف للهجرة، أصله من مدينة غزة في فلسطين، وكان والده الشيخ حسين قد طلب العلم في الأزهر، حتى نبغ وذاع صيته، فعاد إلى موطنه (غزة)، إلا أنه لم يستطع المقام فيها لما تعرض له من المكائد على يد بعض حساده، فهجرها وتوجه إلى جزيرة (أرودا) ثم إلى طرابلس، وهناك التقى بالشيخ محمد المغربي الذي حبب إليه التوجه إلى حلب، فتوجه إليها، ولقي فيها من الترحيب والإقبال ما جعله يقيم فيها، ونزل في جامع (أشقتمر) في محلة القصيلة، وأخذ يلقي دروسه في هذا الجامع، فتوافد الطلاب عليه، وتكاثروا، وكان عالماً بالعربية، يقول الشعر، توفي بعد ولادته ابنه الشيخ كامل بمدة قصيرة .
نشأ الشيخ كامل في حجر الشيخ محمد هلال الألجاتي، الذي تزوج والدته بعد وفاة والده، فرعاه رعاية الأب الحنون، وأرسله إلى أحد كتاتيب المدينة، ليبدأ تعلمه بحفظ القرآن الكريم، الذي أتمّ حفظه ولما يبلغ العاشرة من عمره، كما تعلم في هذا الكتاب مبادئ اللغة العربية، ثم انتقل إلى المدرسة (القرناصية)، وأخذ على شيوخها علوم الفقه والحديث والتفسير والنحو والصرف والأدب، وفيها حفظ ألفية ابن مالك في النحو، ومتن الشاطبية في القراءات، كما حفظ الكثير من المتون في اللغة العربية والحديث والفقه، بالإضافة إلى الكثير من الشعر العربي، وكان من شيوخه في هذه المرحلة الشيخ محمد علي الكحيل.
ولما شب نبغ، وذاع صيته في المدينة، وسمع به والي حلب محمد رشدي باشا الشرواني، الذي كان الصدر الأعظم في الدولة العثمانية، فقربه منه، واصطحبه معه إلى الحجاز، عندما انتقل والياً عليها، سنة: 1291 هـ واسند إليه وظيفة الإمامة هناك، لكن الوالي المذكور مالبث أن توفى في الحجاز بعد فترة قصيرة، فعاد الغزي إلى حلب، ليتابع طلبه للعلم في المدرسة (العثمانية)، وانتظم فيها طالباً مقيماً، يتلقى العلم على كبار شيوخها آنذاك، أمثال الشيخ مصطفى الكردي وغيره، كما انصرف إلى مطالعة العلوم الأدبية والتاريخية بنفسه، حيث قرأ معظم كتب التاريخ الكبيرة للطبري، وابن الأثير، وابن العديم، وابن خطيب الناصرية، وأبي الوفاء العرضي وغيرهم، كما درس اللغة التركية وأتقنها حديثاً وكتابة.
وقد عرف عنه ولوعه باقتناء الكتب منذ صغره، يفتش عنها في الأسواق والمكتبات و في كل مكان يقصده، حتى استطاع أن يكوّن لديه مكتبة تعد من أنفس المكتبات في حلب، كما وصفها الأستاذ محمد كرد علي.
هذا التكوين الثقافي الواسع الذي حصله من شيوخه، وقراءاته في مكتبته الخاصة مكنه من تأليف عدد من الكتب، أثرت المكتبة العربية في القرن الرابع عشر، ومهدت له الطريق لتأليف سفره النفيس:
1- نهر الذهب في تاريخ حلب، وهو في أربع مجلدات، طبع ثلاث منها، وبقي الجزء الرابع منه، والذي يحوي نحواً من ألف ترجمة لرجال ونساء من حلب طيّ الضياع، ولعله أُخفيَ لأسباب اجتماعية وشخصية وقد استنفد الغزي في هذا الكتاب جهده في تتبع الأخبار الحلبية، فهو يقول مقدمة الكتاب: (وكنت في استقصائي أخبار الآثار اضطر في بعضها إلى تحمل مشاق الأسفار لأتمكن من الاطلاع على حقيقة حالها وأكتب عنها كتابه تحقيق، لا كتابة تقليد وتلفيق)، ومن كتبه المطبوعة.
2- إتحاف الإخلاف في أحكام الأوقاف. وقد عرّبه عن التركية لمؤلفه عمر حلمي، طبع بمطبعة البهاء، سنة: 1327هـ -1909م بحلب.
3- (الروزنامة الدهرية)، وفيها بيان الأوقات الخمسة، وتداخل التاريخين في بعضهما، وتعريف أوائل الأشهر الغربية والشرقية طبع في حلب، سنة: 1341هـ 1922م.

ومن مؤلفاته المخطوطة:
1- الزيل على (الروزنامة الدهرية).
2- الروضة الغناء في حقوق النساء.
3- جلاء الظلمة في حقوق أهل الذمة.
4- ترجمة الصنوبري وأشعاره.
5- القول الصريح في الأدب الصحيح، وهو شرح لقصيدته التي نظمها لابنه: حسين فيصل، الذي رزق به في أواخر حياته، وتتضمن الكثير من الحكم والآداب الإسلامية، تقع في مئة وعشرين بيتاً نختار منها هذه الأبيات:
ابنيَّ أنتَ وديعةُ اللهِ الذي
أبصرتُ نجمك في الديارِ وإنني

فإلى الإله وكلت أمرك إنه
أولاكَ مولاك السعادةَ والرضا

ووقاكَ من غدر الزمان ومكرِهِ
هو بالودائعِ خيرُ من يَتَكفَّلُ

لأخالُ شمسي عن قريب تأفل
نعم الوكيل لنا ونعم الموئل

وحباك سعياً بالنجاح يكلل
وعليك فيما ترتجي يتفضل

إلى أن يقول في نصحه وتعليمه:

ابنيَّ ثقْ بالله واعلمْ أنه هو وحدَه ماشاء فينا يفعل
إلجأ إلى ظل الديانة واطَّرِحْ ماقال فيها ملحد ومضلل
امسك عن الأبحاث في قدر وفي ما قال فيه مجبر ومعطل

6- ديوان شعر كبير، ضمنه الكثير من أشعاره، التي قالها في المناسبات، وفي تأريخ بعض الحوادث والمنشآت، وفيه قصيدته المزدوجة التي انتقد فيها الحكومة العثمانية، وتعرض من أجلها للملاحقة والهرب إلى أحد أصدقائه في جبل الأكراد، ومنه قصيدته التي ألقاها في حفل افتتاح جر مياه عين التل إلى حلب، سنة: 1917م، ومنها قوله:
إن ماء أجراه عذباً فراتاً
قد سقانا الشراب منه طهوراً

وبه صاغت المشارب في الشـ
وبه أثلج الصدور كما قد

جارياً في ربوعنا بابتذال
منه طالما النفوس تمنتها

منه أحيت النفوس وأحيت
زخرتها له الليالي حتى

قرن الله سعده بنجاح
فيه إرواء غلة الوراد

فروى من نميره كل صاد
ـهبا وكانت عسيرة الإزدراد

أضرم النار في قلوب الأعادي
كنجيع الأعداء في كل واد

إلى أن أتت بلا ميعاد
ذكره بالجميل حتى المعاد

يجتني حمدها إلى الآباد
وفلاح ورأيه بالسداد

هذا بالإضافة إلى كثير من الأبحاث والمقالات العلمية والتحقيقات اللغوية والتاريخية، تجدها منشورة في أكبر الصحف الحلبية والسورية والعربية في ذلك الحين، كجريدة (ثمرات الفنون)، و(الاتحاد العثماني) و(البلاغ)، ومجلة (الشرق) البيروتية، و(الفتح) و(الزهراء) المصريتين و(الحقائق) الدمشقية، وجريدة (الفرات)، و(صدى الشهباء)، التي أنشأها المترجم، سنة: 1326هـ 1908م. بالإضافة إلى مجلة (الاعتصام) و(الجامعة الإسلامية) و(الحديث)، و(العاديات)، ومجلة (المجمع العلمي العربي) بدمشق، التي حظيت بنشر المقالات والأبحاث التالية:
1- الموسيقا والموسيقيون في حلب، المجلد الخامس 1925م.
2- كلمة في (لا سيما) ، المجلد السادس 1926م.
3- الهجنة في لهجة الحلبيين، المجلد السابع 1927م.
4- الشواذ في علم النحو، المجلد الحادي عشر 1931م.
5- قصيدة الفراسة، المجلد الثاني عشر 1932م. وغيرها

كان الشيخ -رحمه الله ـ نشيطاً لا يتوانى عن المشاركة في أحداث عصره، والعمل في كل الميادين الثقافية والاجتماعية والسياسية، لذا انهالت عليه الوظائف العلمية والإدارية. فمن الوظائف التي تولاها:
1- الترجمة في مطبعة ولاية حلب: سنة 1316هـ.
2- رئاسة كتاب المحكمة الشرعية.
3- رئاسة تحرير جريدة (الفرات) منذ تأسيسها، سنة: 1300هـ ولمدة عشرين عاماً.
4- إدارة مكتب الصنائع ـ المدرسة الصناعية ـ الذي أسس عام: 1901م ـ 1319هـ، وبذل الشيخ في إدارته جهوداً واضحة مُنِحَ على إثرها وسامين من الدولة العثمانية، الأول: رتبة (أدرنة مدرس)، والثاني: (النبشان المجيدي) من الدرجة الرابعة.
5- انتخب عضواً في غرفة تجارة حلب، ثم رئيساً لها، سنة: 1316م.
6- انتخب عضواً في المجلس البلدي بحلب لمرات عديدة.
7- انتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق، عام: 1921م، ثم غدا رئيساً لفرع المجمع في حلب، عام: 1925م.
8- مؤسس المكتبة الوطنية بحلب، في عام: 1924م. حيث وافقت حكومة الاتحاد السوري على إقامة مكتبة عامة بحلب، وكُلِّفَ المترجم بتنظيم خزانة الكتب الحلبية، فبادر إلى إقامتها في قاعة كبيرة تابعة لمديرية الأوقاف، التي كان مقرها في (خان الكمرك) حيث أرسل المجمع العلمي بدمشق إلى فرعه في حلب نحوَ ألف مجلد في مختلف العلوم، وباللغات العربية والتركية والفرنسية، ثم ضم إليها الكتب التي كانت في مكتبة (نادي حلب)، ثم عمل على إعداد غرفة للقراءة، ألحقها بالمكتبة، وزوَّدها بالعديد من الصحف والمجلات، التي كانت تصدر في ذلك الحين، ثم افتتحها لمطالعة القراء، سنة: 1342هـ 1924م.
9- انتخب رئيساً لجمعية (العاديات)، منذ تأسيسها، عام: 1930م والمدير المسؤول لمجلتها، التي صدر العدد الأول منها في أيار عام: 1931م، حيث كتب المترجم له مقدمته.
10- أحد أعضاء الوفد الذي اتجه إلى دمشق، لاستقبال العلم النبوي الشريف المحمول إليها من المدينة المنورة، إيذاناً بالنفير العام وإثارةً لحمية الإسلام، سنة: 1333هـ.
11- شارك في العديد من الاحتفالات الرسمية، وفي تدشين المنشآت التي كانت تقام في حلب، كوضع حجر الأساس لبرج ساعة (باب الفرج)، حيث ألقى هناك خطاباً، سنة: 1316هـ، وحفل جر مياه عين التل إلى حلب، حيث ألقى قصيدة شعرية، وأرخ بشعره الكثير من المنشآت الدينية والمدينة.

وكان للشيخ الغزي اهتمام شامل بكل ما يتصل بمدينة حلب، وأحوالها الأدبية والتاريخية والاجتماعية، وكانت له صلات وصداقات قوية برجال حلب المسيحيين، يحضر اجتماعاتهم الخاصة ونواديهم وحفلاتهم، كما كان يجتمع بالأدباء والشعراء في الحلقات الأدبية.
لطيف المعشر، وديع، ظريف، محب للناس، ومحبوب لديهم، دائم النشاط، قوي الهمة، لا يعرف الكلل أو الملل، وصفه الأستاذ سامي الكيالي بقوله: " شاعر أديب باحث، مؤرخ، تروقك منه طبيعته السمحة، التي لا تستعصي على طبيعة الزمن وتقلباته "، ويقول الأستاذ قسطاكي حمصي: " ... فرد من الأفراد الجامعين بين الأدب والظرف، وبين خفة الروح وعذوبة المنطق واللطف، بصير بمذاهب الكلام، حلو المعاشرة ظريف المحاضرة، ذكي المشاعر، سريع الخاطر، يميل إلى المزاح، جوابه على رأس لسانه، ونظمه على رأس القلم ببنانه... ".
ظل الشيخ على هذه السيرة دائباً في العمل العلمي والاجتماعي، إلى أن وافته المنية، سحر يوم السادس عشر من شهر رمضان المبارك، سنة: إحدى وخمسين وثلاثمئة وألف للهجرة النبوية الشريفة، وحزن عليه أهله وأصدقاؤه ومدينته التي أحب، وشيع في موكب مهيب إلى مثواه الأخير في مقبرة (الشيخ جاكير)، وأقيمت له عدة حفلات تأبين... رحمه الله.

عن كتاب علماء من حلب في القرن الرابع عشر

المصادر والمراجع
1- أدباء حلب ذوو الأثر في القرن التاسع عشر، لقسطاكي حمصي.
2- الأعلام، للزركلي.
3- حلب في مئة عام لفؤاد عنتابي ونجوى عثمان.
4- خطط الشام، لمحمد كرد علي.
5- موسوعة حلب المقارنة، لخير الدين الأسدي.
6- محاضرات عن الحركة الأدبية في حلب، لسامي الكيالي.
7- مجلة المجمع العلمي المجلد الرابع والخامس والسادس والسابع والحادي عشر والثاني عشر من عام: 1924 إلى عام: 1933.
8- مجلة الحديث حلب 1933.
9- مجلة الضاد حلب 1933.
10- نهر الذهب للمترجم.