العلامة الفقيه الشيخ محمد صالح بن الشيخ محمد بن علي بن عبد الغفور الفارسي العماني.
ولد ببلدة رمکان بجزيرة الجسم، وتلقى على شيوخ العلم الأجلاء في بلده جزيرة الجسم، وعن والده الشيخ محمد بن علي الفارسي الذي كان شيخا لأحد مدارس الشافعية في البصرة.
ثم رحل إلى مكة المكرمة ، فتتلمذ مدة للعلامة أحمد زینی دحلان ، ثم رحل إلى الأزهر فتتلمذ للإمام البرهان الباجوري ، ونهل من معينه الصافي
ولما أنهى دراسته في الأزهر عقدت له جلسة الامتحان، وحضرها كبار علماء الأزهر، فبدأ المترجم بشرح الاستعاذة والبسملة ، وأسهب في ذلك ، حتى انتهت الجلسة المقررة للاختبار، وفي الجلسة الثانية شرع كذلك في شرح الحمدلة والصلاة على النبي ، وانتهت الجلسة المحددة قبل نهاية شرحه ، فتعجب علماء الأزهر وشيخه الباجوري من سعة علمه وقوة ذاكرته ، فاكتفوا منه بهذا الاختبار ، ونال شهادة العالمية ، وإجازة التدريس والإفتاء.
ورجع من مصر في حدود سنة 1273ه، وتبحر في كثير من العلوم التي أهلته أن يتقلد مشيخة المدرسة الشافعية الأولى ب(مغب)، في مسقط في العام المذكور، وبقي فيها ثلاثين سنة ، كانت حافلة بالعلم والتعليم والفتوى ، والتأليف ، لكن لم يصل لنا منه شيء لتلفه .
وقد تتلمذ له وتخرج به عدد من العلماء المتبحرین، وعلى رأسهم العلامة الفقيه المفتي النحرير الشيخ حبیب بن يوسف بن حبيب بن محمد رفیع الفارسي العماني ت1329ه، وتتلمذ له كذلك السلطان فيصل، حيث اختار له والده السيد تركي بن سعيد بن سلطان أن يقرأ على المترجم، فقرأ عليه في النحو والصرف والبلاغة والمنطق .
وممن تتلمذ له العلامة الشيخ حسن بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد الخزرجي من ولاية بخا ، وقد أحب أهل ولاية بركاء ، لحسن خلقهم، واختارها لأن تكون وطنه في عمان ، وتوفي إلى رحمة الله تعالی في المدرسة الشافعية ، ودفن في قرية مغب، في العاصمة مسقط ، وذلك سنة 1304ه.
أنظر كامل الترجمة في كتاب : جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين للشيخ أسامة الأزهري.