محمد بن الشرف يحيى بن محمد المناوي القاهري زين العابدين

تاريخ الولادة829 هـ
تاريخ الوفاة873 هـ
العمر44 سنة
أماكن الإقامة
  • القاهرة - مصر

نبذة

زين العابدين هُوَ مُحَمَّد بن الشّرف يحيى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَنَاوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وابناه مُحَمَّد وَعلي ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وبلوغ المرام وألفية النَّحْو والبهجة وَبَعض ألفية الْعِرَاقِيّ وَكَانَ يصحح فِي محافيظه على الشهَاب الْخَواص وَعرض على شَيخنَا والقاياتي وَابْن الْهمام وَابْن الديري فِي آخَرين

الترجمة

زين العابدين هُوَ مُحَمَّد بن الشّرف يحيى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَنَاوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وابناه مُحَمَّد وَعلي ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وبلوغ المرام وألفية النَّحْو والبهجة وَبَعض ألفية الْعِرَاقِيّ وَكَانَ يصحح فِي محافيظه على الشهَاب الْخَواص وَعرض على شَيخنَا والقاياتي وَابْن الْهمام وَابْن الديري فِي آخَرين واشتغل ومعظم انتفاعه فِي الْفِقْه على أَبِيه وَأخذ فِي ابْتِدَائه عَن ابْن حسان فِي الْمُخْتَصر وَغَيره وسمعته إِذْ ذَاك يثني على حسن تصَوره وَيَقُول أَنه لَا يقبل الْخَطَأ وَكَذَا سمع على شَيخنَا دروسا فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَنَحْوهَا وَسمع قبل ذَلِك على الزين الزَّرْكَشِيّ فِي صَحِيح مُسلم وعَلى الشهَاب البوصيري وَغَيرهمَا وَمن شُيُوخه الَّذين أَخذ عَنْهُم الْعُلُوم التقي الشمني سمع عَلَيْهِ فِي كل من الْكَشَّاف والعضد والتوضيح وَشرح الشمسية وَمُحَمّد الكريمي أَخذ عَنهُ قِطْعَة من المطول والشهاب الابشيطي أَخذ عَنهُ الْعرُوض والمنطق وَالصرْف وَحج فِي سنة خمسين وَظَهَرت حِينَئِذٍ براعته حَيْثُ كَانَ يسْأَل عَن مسَائِل من الْحَج فَيحسن جوابها وَلم يخالط النواب فِي ولَايَة أَبِيه الأولى بل كَانَ مجانبا لَهُم الْبَتَّةَ وَاسْتقر فِي مشيخة الطويلية بعد موت السفطي مَعَ كَونهَا لم تكن الا باسم وَلَده فَلم يلبث أَن انتزعها التقي القلقشندي مِنْهُ بعد انْقِضَاء الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة محتجا بِولَايَة سَابِقَة من شَيخنَا لَهُ فِيهَا هَذَا بعد وثوبه عَلَيْهِ فِي أَيَّام قَضَاء أَبِيه بعناية نظام المملكة الجمالي لَهُ سرا وَمَعَ ذَلِك فَمَا وصل وَبعد موت التقي ارتجعها صَاحب التَّرْجَمَة وَكَذَا اسْتَقر فِي تدريس الخروبية بِمصْر عوضا عَن الْبَهَاء بن الْقطَّان ثمَّ انتزعها مِنْهُ وَلَده الْبَدْر أَيْضا وَفِي تدريس الْفِقْه بالفاضلية ونظرها عقب نَاصِر الدّين بن السفاح وَفِي تدريس القطبية الْمُجَاورَة لمنزله عَن الْبَدْر مُحَمَّد بن الْجمال عبد الله السمنودي وَفِي نصف تدريس الْفِقْه بِجَامِع الخطيري عقب الْبَدْر النسابة شَرِيكا لفتح الدّين بن البُلْقِينِيّ وَفِي تدريس الْمدرسَة الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ ونظرها وخطابة جَامع عَمْرو وإمامته عقب وَالِده وتصدى حِينَئِذٍ للتدريس والافتاء وَبنى على كِتَابَة وَالِده فِي شرح مُخْتَصر الْمُزنِيّ وحمدت كِتَابَته ودروسه وفتاواه حَتَّى سَمِعت بعض الْفُضَلَاء من طلبة وَالِده يرجح حسن تصَوره على تصور أَبِيه وَقَالَ لي صهره الْبُرْهَان بن أبي شرِيف مَا رَأَيْت أحسن إدراكا للفقه مِنْهُ كل ذَلِك مَعَ حسن الشكالة ووفور الْعقل والتواضع مَعَ الشهامة وَقلة الْكَلَام والحشمة والتجمل والفتوة وَالْكَرم وَقد أعرض عَن راتبه فِي اللَّحْم بديوان الْوزر قبل مَوته تعففا وَكَانَ كأبيه كثير الاجلال لي وراسلني وَأَنا بِمَكَّة يعلمني بوفاة أَبِيه ويستميلني إِلَيْهِ وَكنت مَعَه على مَا يحب وَهُوَ الْقَائِم بالكف عَن دفن الْخَطِيب أبي الْفضل النويري بقبة الإِمَام الشَّافِعِي بعد أَن حفر لَهُ حَيْثُ حرك كَاتب السِّرّ وَغَيره لذَلِك وَلم يلبث بعد أَبِيه أَن مَاتَ على أحسن حَال من تعبد وَقيام وَصِيَام فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين وَدفن عِنْد وَالِده بِالْقربِ من ضريح الإِمَام الشَّافِعِي وتأسف كَثِيرُونَ على فَقده رَحمَه الله وإيانا.

ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.