يشبك الساقي الظاهري برقوق
الأعرج
تاريخ الوفاة | 831 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
يشبك الساقي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بالأعرج. كَانَ خاصكيا فِي أَيَّام أستاذه ثمَّ بعده انْضَمَّ مَعَ يشبك الشَّعْبَانِي فِي تِلْكَ الحروب والوقائع بِحَيْثُ أَصَابَته جراحات كَادَت تهلكه وَلزِمَ الْفراش أشهرا ثمَّ قَامَ أعرج وَقد بَطل شقَّه الْأَيْمن وانضم بعد مَعَ نوروز الحافظي وولاه نِيَابَة قلعة حلب بعد قتل النَّاصِر فرج إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ الْمُؤَيد وحبسه مُدَّة ثمَّ أخرجه لمَكَّة بل رام نَفْيه إِلَى الْيمن خوفًا على من يحجّ من مماليكه من تَعْلِيمه إيَّاهُم الشَّرّ فشفع فِيهِ وَأقَام بِمَكَّة حَتَّى شفع فِيهِ طوغان أَمِير آخور ورسم بتوجهه للقدس بطالا إِلَى أَن أحضرهُ ططر وَهُوَ مُدبر المملكة فَلَزِمَ خدمته وَصَارَ ططر يستشيره ثمَّ لما سَافر بالمظفر إِلَى الْبِلَاد الشامية خَلفه بِالْقَاهِرَةِ عِنْد حريمه فسكن مَعَهم بِبَيْت فتح الله بِالْقربِ من السَّبع قاعات وَصَارَ يجلس على الْبَاب كالزمام ثمَّ لحق بالأمير وَرجع مَعَه وَقد صَار سُلْطَانا فأنعم عَلَيْهِ بأَشْيَاء كَثِيرَة، ثمَّ قدمه الْأَشْرَف برسباي فِي الْمحرم سنة خمس وَعشْرين فسكن طبقَة الزِّمَام وَمن القلعة وعظمه جدا إِلَى أَن عمله أتابكا بعد قجق الشَّعْبَانِي وَنزل فسكن بدار الأتابك على الْعَادة وَعز عَلَيْهِ نُزُوله من القلعة بِحَيْثُ قبل أَنه قَالَ لَو علمت أنني أنزل من الطَّبَقَة مَا قبلت الأتابكية، وانحط قدره بعد ذَلِك لبعده عَن الْملك إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان بمصلى المؤمني ثمَّ دفن بتربته بالصحراء بِالْقربِ من جَامع طشتمر حمص أَخْضَر، وَخلف مَالا جما وَابْنَة تزَوجهَا الصَّالح مُحَمَّد بن ططر ثمَّ بعد مَوته تزَوجهَا الْأَشْرَف وَطَلقهَا وروجها ليخشى باي مَمْلُوكه الْمَاضِي، وَكَانَ عَاقِلا سبوسا زَائِد الدهاء وَالْمَكْر عَارِفًا بِأُمُور المملكة واستجلاب خواطر الْمُلُوك مِمَّن يُنْفِقهُ وَيكْتب الْمَنْسُوب بِالنِّسْبَةِ لأبناء جنسه مَعَ مُشَاركَة مَا وَإِظْهَار تدين وَعبادَة وعفة وَلكنه مسيك حَرِيص على الْجمع يحدث نَفسه بالترقي وَيُعْجِبهُ الثَّنَاء على تمر لكَونه كَانَ أعرج وَقد وصل لما وصل وَرُبمَا يَقُول الْمُلُوك لَا تطلب مِنْهُم الفروسية إِنَّمَا الْمَطْلُوب مِنْهُم الْمعرفَة وَالتَّدْبِير والسياسة. وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ اشْتَرَاهُ برقوق وَهُوَ شَاب ثمَّ تَأمر فِي أول دولة النَّاصِر فرج وَخرج من الْقَاهِرَة فِي كائنة جكم ونوروز ببركة الْحَبَش فتنقل فِي تِلْكَ السنين فِي الْفِتَن إِلَى أَن قتل النَّاصِر فَصَارَ من فريق نوروز فَأرْسلهُ إِلَى قلعة حلب ليحفظها وَكَانَ من إخْوَة ططر وَقد صَار من فريق الْمُؤَيد فَلم يزل يراسله حَتَّى حضر عِنْد الْمُؤَيد فَلَمَّا قتل نوروز أَرَادَ الْمُؤَيد قتل يشبك فشفع فِيهِ ططر وَأمر بتسفيره إِلَى مَكَّة بطالا فَتوجه إِلَيْهَا وَدخل الْيمن ثمَّ سعى لَهُ إِلَى أَن عَاد إِلَى الْقُدس فَأَقَامَ بِهِ بطالا فَلَمَّا تمكن ططر أَمر بإحضاره فوصل إِلَيْهِ وَهُوَ بِدِمَشْق وَتوجه مَعَه إِلَى حلب فأقامه فِي حفظ قلعتها ثمَّ لما رَجَعَ وتسلطن أحضرهُ فَأمره ثمَّ كَانَ من كبار القائمين بسلطنة الْأَشْرَف فرعى لَهُ ذَلِك وَأَسْكَنَهُ مَعَه بالقلعة ثمَّ صيره أتابك العساكر بعد قطج، وَكَانَ من خِيَار الْأُمَرَاء محبا فِي الْحق وَفِي أهل الْخَيْر كثير الدّيانَة وَالْعِبَادَة كَارِهًا لكثير مِمَّا يَقع على خلاف مُقْتَضى الشَّرْع انْتهى. وَينظر فِيمَا بَينه وَبَين مَا تقدم من المخالفات وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.