أبو عبد الله محمَّد بن خلف المعروف بالأبي الوشتاتي: البارع المححقق العلامة الأصولي المطلع الفهّامة المؤلف المتقن الفقيه المتفنن الراوية النظار المتحلي بالوقار. أخذ عن أئمة منهم ابن عرفة لازمه وبه انتفع وهو من أكابر أصحابه قال ابن عرفة: كيف أنام وأصبح بين أسدين الأبي بفهمه وعقله والبرزلي بحفظه ونقله وعنه أخذ أئمة كابن ناجي وأبي حفص القلشاني وأبي زيد الثعالبي وانتفع به. له شرح نبيل على صحيح مسلم سماه إكمال الإكمال شرح جليل مشحون بالفرائد والفوائد وله شرح المدونة وله نظم وتفسير. تولى قضاء الجزيرة سنة 808 هـ وتوفي سنة 828 هـ[1424م].
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف
محمد بن خلفة بن عمر الأَبِّي الوشتاني المالكي:
عالم بالحديث، من أهل تونس. نسبته إلى (آبَهْ) من قراها. ولي قضاء الجزيرة، سنة 808هـ
له (إكمال إكمال المعلم، لفوائد كتاب مسلم - ط) سبعة أجزاء، في شرح صحيح مسلم، جمع فيه بين المازري وعياض والقرطبي والنووي، مع زيادات من كلام شيخه ابن عرفة، و (شرح المدونة) وغير ذلك، مات بتونس .
-الاعلام للزركلي-
الأبّي (827 أو 828 هـ / 1424 أو 1425 م)
الاسم الكامل والنسب والمولد والوفاة
محمد بن خلفة بن عمر الوشتاتي الأبّي، أحد نبغاء تلاميذ الإمام ابن عرفة، من أبرز علماء القرن التاسع الهجري بتونس.
توفي سنة 827 أو 828 هـ / 1424 أو 1425 م، ولم يحدد يوم الوفاة بدقة.
النشأة العلمية والتعليم
سكن أثناء طلبه للعلم بتونس في المدرسة الشماعية والمدرسة التوفيقية المعروفة بمدرسة الهواء.
أشار بنفسه في كتابه "إكمال إكمال المعلم" إلى سكنه بتلك المدارس حين كان في سن ما بعد البلوغ.
كان متفانيًا في طلب العلم، يراجع ويُحضّر دروسه بإجهاد بالغ، حتى قال عنه شيخه ابن عرفة:
"كيف أنام الليل وأنا بين أسدين، الأبّي بفهمه وعقله، والبرزلي بنقله."
المشايخ والأساتذة الذين أخذ عنهم، مع تحديد البلدان
الإمام ابن عرفة التونسي (تونس)
وهو شيخه الأبرز، نقل عنه كثيرًا في مؤلفاته، وتأثّر بمنهجه، واستقى من دروسه في التفسير.
الطلاب الذين تخرّجوا على يديه أو تأثروا به، بأسمائهم وبلدانهم
القاضي عمر القلشاني (تونس)
ابن ناجي (تونس)
عبد الرحمن الثعالبي الجزائري (الجزائر)
النشاط الدعوي والتربوي
بعد استكمال تحصيله، بقي مقيمًا في تونس، ودرّس بها في حلقات علمية معتبرة.
تولى التدريس بالجامع، وأثّر في طلابه الذين أصبحوا من الأعلام.
ولي قضاء الجزيرة القبلية سنة 808 هـ / 1406 م، في عهد السلطان أبي فارس عبد العزيز بن أحمد الحفصي.
وُصف عقله بأنه تحليلي ناقد، وذو ملكة جيدة في الاستنباط، ومع ذلك نُقل عنه من سلامة الفطرة ما يبلغ حد الغفلة أحيانًا.
المؤلفات والرسائل
له عدة مؤلفات مهمة، أبرزها:
إكمال إكمال المعلم بفوائد مسلم
شرح على صحيح مسلم، مكمّل لشرح القاضي عياض.
ضمّن فيه كتب شراحه الأربعة: المازري، عياض، القرطبي، والنووي، برموز (الميم، العين، الطاء، الدال).
أورد فيه آراء شيخه ابن عرفة، وشرح مشكلات كلام عياض التي كان يشكو منها ابن عرفة.
قال صالح القسنطيني:
"شرحه يغني عن شروحهم الأربعة، ولا تغني عن شرحه."
احتوى على علوم عديدة: نحو، صرف، أصول، فقه، منطق، مصطلح، عقائد، تاريخ، بلاغة، مواعظ...
طبعه السلطان عبد الحفيظ بمطبعة السعادة بمصر سنة 1327 هـ
أهمل فيه شرح المقدمة، فقام السنوسي بشرحها لاحقًا في "مكمل إكمال الإكمال"
تفسير القرآن العظيم
دوّنه اعتمادًا على دروس شيخه ابن عرفة.
اعتمد فيه على ابن عطية، الزمخشري، وغيرهما من المفسرين، مع إضافة آراءه في اللغة والأصول والمنطق.
توجد منه نسخ متعددة في المكتبة الوطنية بتونس، وأخرى بالرباط، والقاهرة:
نسخة رقم 10110 (كاملة، منقولة بدقة عالية)
نسخة رقم 10771 (مؤرخة بسنة 1716)
نسخة رقم 21269 (غير تامة)
نسخة مصورة رقم 93453
ثلاث نسخ بالمكتبة العامة بالرباط (رقم 2028، 2030، مبتورة الطرفين)
نسخة بمعهد جامعة الدول العربية، القاهرة، رقم 116
شرح المدونة
شرح موسّع على المدونة الفقهية، لم تذكر تفاصيل طباعته أو نسخه، لكنه يُعد من أعماله الكبرى.
ثناء العلماء عليه
قال عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني:
"عصرينا بالمغرب محمد بن خلف (كذا) الأبّي الأصولي، عالم المغرب بالمعقول."
الوفاة والتفاصيل الأخيرة قبلها
لم ترد تفاصيل دقيقة عن وفاته سوى أنه توفي سنة 827 أو 828 هـ / 1424 أو 1425 م.
لكن سيرته في القضاء والتعليم والكتابة تركت أثرًا واضحًا في تاريخ تونس والعصر الحفصي.
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الأول - صفحة 37 - للكاتب محمد محفوظ