محمد بن عمر بن محمد بن عمر القرشي الدمشقي شمس الدين
الخواجا ابن الزمن
تاريخ الولادة | 824 هـ |
تاريخ الوفاة | 897 هـ |
العمر | 73 سنة |
مكان الولادة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر الزَّمن بن مُحَمَّد بن صديق بن أبي بكر بن يُوسُف بن عَليّ بن عادي بن ثَابت بن نابت بن ركاب بن ربيع بن نزار الخواجا الشَّمْس بن السراج الْقرشِي الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي عَم إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم الْمَاضِي ووالد الْجمال مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن الزَّمن. ولد فِي سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فِي كَفَالَة أَبِيه فَقَرَأَ الْقُرْآن والزبد لِابْنِ رسْلَان وهدية الناصح للزاهد وَبَعض الْمِنْهَاج الفرعي ثمَّ اشْتغل كأبيه بِالتِّجَارَة وَأَقْبل على السّفر فِيهَا فَدخل الرّوم وَغَيرهَا مِمَّا يَليهَا وَمن بِلَاد الفرنج سمندرة. وَشهد غير مَا غَزْوَة برا وبحرا وَكَذَا دخل مصر غير مرّة أَولهَا حِين كَانَ السَّعْدِيّ بن كَاتب حَكِيم نَاظر الْخَاص وقطنها مدَدا ودوره بهَا بَيت التوريزي تجاه البردبكية من رحبة الأيدمري وَلَقي الظَّاهِر جقمق، وَاجْتمعَ فِي سَفَره مَعَ وَالِده وبمفرده بالتقي الحصني والْعَلَاء البُخَارِيّ وَغَيرهمَا كالشرواني وَابْن قندس والزين خطاب بِدِمَشْق وبالشهاب بن رسْلَان بالرملة وبابن زهرَة والسوبيني بطرابلس وبحمزة أحد الْعلمَاء بأنطاكية وبحمزة القرماني بِلَا رندة من أَعمالهَا وبالفخر العجمي وَالْقَاضِي خصروه بأذرنة وبشيخنا والْعَلَاء القلقشندي والقاياتي والمحلي والمناوي وَإِمَام الكاملية وَغَيرهم من الشَّافِعِيَّة وبابن الْهمام من الْحَنَفِيَّة وبأبي الْقسم النويري من الْمَالِكِيَّة وبالتقي بن فَهد وَأبي الْفَتْح المراغي وَيحيى العلمي الْمَالِكِي بِمَكَّة وبأبي الْفرج المراغي بِالْمَدِينَةِ فِي آخَرين من العماء بِهَذِهِ الْبِلَاد وَغَيرهَا وَحضر مجَالِسهمْ وَكَذَا لَقِي غير وَاحِد من الصَّالِحين وَوَقع لَهُ مَعَ بَعضهم غرائب وكرامات انْتفع بهَا وَأَعْطَاهُ شخص مِنْهُم يُسمى بير جمال الشِّيرَازِيّ شَعْرَة تنْسب للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ إِنَّهَا عِنْده وَكَذَا أحضر لَهُ من خَيْبَر بعض الْأَحْجَار الْمَنْسُوب لِأَن بهَا أثر الْقدَم الشريف وَكتاب قيل أَنه بِخَط أحد كتاب الْوَحْي شرحيل وَالْكل مَحْفُوظ بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي شرع فِي إنشائها باشطئ بولاق. وَأول اخْتِصَاصه بالأشرف قايتباي وَهُوَ أَمِير فَلَمَّا تسلطن عينه لمشارفة العمائر المكية وَكَانَ حج هُوَ قبل ذَلِك فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وجاور بهَا غير مرّة وَله مآثر بِهِ كالرباط والدشيشة، وَمِمَّا شارفه بِمَكَّة الْعِمَارَة بداخل الْبَيْت الشريف بَين الرُّكْنَيْنِ اليمانين بعد أَن قلع من الْجِدَار قاربتين أكلتهما الأرضة فَدَفْنُهُمَا بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَجعل مَحلهمَا من الْجِدَار أحجارا بالجبس وسترها بالرخام مَعَ إصْلَاح أَمَاكِن غير ذَلِك من دَاخل الْبَيْت ورخم غَالب الْحجر وَأصْلح مَحل الْقَدَمَيْنِ من الْمقَام وأجرى عين بازان غير مرّة ومدرسة السُّلْطَان ومنارتها وَغير ذَلِك ورسم لَهُ أَيْضا بمشارفة العمائر بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَكَانَ أول ذَلِك فِي سنة تسع وَسبعين وتكرر ذَلِك لَهُ بِحَضْرَتِهِ أَو بِحَضْرَة جماعته وَمِمَّا بناه حِينَئِذٍ الْقبَّة الْبَيْضَاء الَّتِي بعلو الْقَبْر الشريف وَمَا حوله وَغير ذَلِك ثمَّ لما وَقع الْحَرِيق كَانَ هُوَ الْمُتَوَلِي لإصلاحه وَمِمَّا أصلحه هُنَاكَ مَسْجِد قبا مَعَ منارته وأجرى الْعين الزَّرْقَاء بل أنشأ هُنَاكَ الرِّبَاط ومدرسة السُّلْطَان ومنارتها والمنارة الرئيسية وَأَنْشَأَ مدرسة بِبَيْت الْمُقَدّس وَعمر قبَّة الإِمَام الشَّافِعِي وجدد رخامها وزخرفتها وتربة الشَّيْخ عبد الله المنوفي إِلَى غير ذَلِك من القربات ومكانا هائلا ببولاق مَعَ مدرسة هُنَاكَ مَا أظنها كملت وَكَانَ زَائِد التَّوَجُّه لما يكون من هَذَا الْقَبِيل مَعَ إكرام الغرباء والوافدين عَلَيْهِ وإتحافهم بِحَسب مَرَاتِبهمْ وتأدبه مَعَ الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ واعترافه بِالنَّقْصِ والعامية والتلفت لإرشاده فِيمَا لَعَلَّه يصدر عَنهُ مِمَّا يُخطئ فِيهِ وَله معي من هَذَا النَّوْع شَيْء كثير وَقد امتحن غير مرّة وَكثر التعصب عَلَيْهِ بِمَا الْكثير مِنْهُ بَاطِل فَصَبر وخدم وَلم يزل فِي المكابدة والمناهدة مَعَ طول يَده بِالْإِحْسَانِ وتكميل محاسنه بحلاوة اللِّسَان إِلَى أَن كَانَ فِي موسم سنة سِتّ وَتِسْعين فَاسْتَأْذن فِي الْحَج فَأذن لَهُ وسافر على هَيْئَة جميلَة وَمَعَهُ الشريف شمس الدّين القادري شيخ طائفته وَغَيره فحج وَاسْتمرّ فتعلل بعد ذَلِك أشهرا، وَتوجه فِي أواخرها لجدة فتزايد ضعفه وَرجع فِي محفة مَغْلُوبًا عَلَيْهِ فَمَا مضى يَوْم قدومه حَتَّى مَاتَ عِنْد غرُوب شمسه يَوْم الْأَحَد ثامن عشر شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ بعد صبح يَوْم الِاثْنَيْنِ ثمَّ دفن بتربته وَكَذَا كثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وَلم يخلف بعده فِي أَبنَاء جنسه مثله وَلم أكن مَعَ الْجَمَاعَة فِي الْإِنْكَار عَلَيْهِ بِمَا نسب إِلَيْهِ من التجري لبطلانه، نعم قَامَ مَعَ حَظّ نَفسه من عدم الانقياد لقَاضِي مَكَّة البرهاني وَلَيْسَ عَلَيْهِ فِيهِ أضرّ من وسائط السوء والكمال لله وَعند الله تلتقي الْخُصُوم رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.