نعمان بن محمود بن عبد الله أبي البركات خير الدين الآلوسي
تاريخ الولادة | 1252 هـ |
تاريخ الوفاة | 1317 هـ |
العمر | 65 سنة |
مكان الولادة | بغداد - العراق |
مكان الوفاة | بغداد - العراق |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الأَلُوسي
(1252 - 1317 هـ = 1836 - 1899 م)
نعمان بن محمود بن عبد الله، أبو البركات خير الدين، الآلوسي:
واعظ فقيه، باحث، من أعلام الأسرة الآلوسية في العراق. ولد ونشأ ببغداد. وولي القضاء في بلاد متعددة، منها الحلة. وترك المناصب. وزار مصر في طريقه إلى الحج سنة 1295 هـ وقصد الآستانة سنة 1300 فمكث سنتين. وعاد يحمل لقب " رئيس المدرسين " فعكف على التدريس والتصنيف إلى أن توفي ببغداد. قال الأثري في وصفه: كان عقله أكبر من علمه، وعلمه أبلغ من إنشائه، وإنشاؤه أمتن من نظمه. وكان جوادا وفيا، زاهدا، حلو المفاكهة، سمح الخلق.
من كتبه " جلاء العينين في محاكمة الأحمدين - ط " ابن تيمية وابن حجر، و " الجواب الفسيح لما لفقه عبد المسيح - ط " و " غالية المواعظ - ط " و " صادق الفجرين - ط " في عليّ ومعاوية، و " شقائق النعمان - خ " في الرد على بعض معاصريه .
-الاعلام للزركلي-
السيد نعمان أفندي أبي البركات خير الدين بن محمود الألومي مفتي السادة الحنفية ببغداد دار السلام
عمدة الأفاضل الأكارم، ونخبة الأماثل ذوي المكارم، من تحلى بملابس العلم والأدب، وتولى عن كل ما اعتقاده يوجب اللوم والعطب، فهو العلم الفاضل المفرد، والشهم الكامل الأوحد الأمجد، من ل كلامه على علو مقامه، ونظامه ونثره على سموه واحترامه.
ولد يوم الجمعة ثاني عشر شهر محرم الحرام سنة اثنتين وخمسين بعد المائتين والألف، وقد أرخ ولادته الشاعر المجيد، والناظم الوحيد، المنلا عبد الحميد:
بدا الكوكب الدري والقمر الذي ... محاسنه للشمس أضحت تسامت
فلا عجب إن فاح كالمسك عرفه ... فها هو من بيت النبوة نابت
له ثبت الحق الصريح من العلا ... وتاريخه: حق لنعمان ثابت
قرأ بعد تمييزه القرآن وأتقنه، ثم حفظ المتون المستحسنة، وحضر دروس العلماء الأعلام، ولازم الإقبال على الاستفادة ملازمة النجم للظلام، إلى أن ارتقى مقامه واستوى على عرش القبول كلامه، وسرت في الناس فضائله واشتهرت مناقبه وشمائله، وأجلسته معارفه على وجوه الأماني، وقصده الطالبون من قاص وداني، ومن أحسن ما جمعه وألفه، ووضعه في قالب التحرير وصنفه، كتابه المسمى بجلاء العينين في محاكمة الأحمدين، فإن كتاب جلا العين من الغين، وأزال عن محيا الحق الشك والرين، فهو القول الفصل العاري من الهذيان والهذل، ولعمري أن من دقق النظر فيه وجال في مناهج ظواهره وخوافيه، عرف أنه حكم وعدل، واعترف بأنه عن طريق الصواب ما عدل، ونصر قول السنة والكتاب، وماز القشر من اللباب، نفع الله العموم بعلومه ورفع راية منثوره ومنظومه، وقد صنف جملة صالحة من التصانيف وحرر زبراً نافعة من التآليف منها إكمال حاشية القطر لوالده، والشقائق، ورسالة في الفقه، وله نثر ونظم يزري باللؤلؤ النجم، وكتب في المواعظ دروساً مفيدة ومجالس عديدة حميدة، وله مجانسة الجليس، بالوعظ والتدريس:
بوعظ قد تلين له قلوب ... وزجر قد تلين به الصخور
تفرد في الفحول بقوارع وعظه ... وأذاب القلوب بزواجر لفظه:
إذا ما رقى للوعظ ذروة منبر ... لخطبته فالكل مصغ ومنصت
فصيح عن الشرع الإلهي ناطق ... وعن كل مذموم من القول صامت
وحينما ألف كتابه غالية المواعظ، ومصباح المتعظ وقبس الواعظ،
وذكر في أوله حضرة ذي الشوكة والسلطان، أمير المؤمنين المعظم عبد الحميد خان، وقد مدحه بهذه الأبيات البديعة، الدالة على ملكته الرفيعة:
بمولانا أمير المؤمنينا ... لقد سرت قلوب العالمينا
وفي ظل الإله هم أقاموا ... وظل الله يؤوي القائلينا
أنام الكل في ظل ظليل ... فكان لجمعهم كهفاً أمينا
وأصناف الرعية قد تراءت ... بأنواع المعارف عارفينا
مليك ليس يشبهه مليك ... فلا تطلب له ملكاً قرينا
ملاذ الخلق في الدنيا جميعاً ... وسيدنا إمام المسلمينا
عياذ الناس سلطان البرايا ... وخاقان الخلائق أجمعينا
خليفة ربنا قد صار حقاً ... فكان لتخته السامي مزينا
وقد أحيا مآثر لن تضاهي ... ومهد ملكه للساكنينا
وقد عمت أياديه البرايا ... وأدب في الفلاة المارقينا
أدام الله دولته علينا ... وأيدنا به دنيا ودينا
وأبقى ذاته العلياء فينا ... وأعطانا به فتحاً مبينا
وملكه أقاصي الأرض طرا ... شمائلها البعيدة واليمينا
وأبقى عبده المولى حميدا ... حميد العيش دهرا الداهرينا
وأيد جنده الباري بنصر ... وفتح كائن حيناً فحينا
ولم يزل على درج الكمال يترقى، وهو في كل يوم بالنسبة لما قبله أتقن وأتقى، إلى أن أشاعت المنية أخباره وأذاعت أنه سكن في الجنان داره، وذلك في شهر صفر عام ألف وثلاثمائة وسبعة عشر، وذلك في مدينة بغداد، دار السعادة والإسعاد، ودفن في مقبرة أبيه، رحمة الله علينا وعليه.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.