محمود شكري بن عبد الله بن محمد بن أبي الثناء الألوسي
أبي المعالي
تاريخ الولادة | 1272 هـ |
تاريخ الوفاة | 1342 هـ |
العمر | 70 سنة |
مكان الولادة | بغداد - العراق |
مكان الوفاة | بغداد - العراق |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
محمود شكري بن عبد الله بن شهاب الدين محمود الآلوسي الحسيني، أبو المعالي:
مؤرخ، عالم بالأدب والدين، من الدعاة إلى الإصلاح. ولد في رصافة بغداد، وأخذ العلم عن أبيه وعمه وغيرهما. وتصدر للتدريس في داره وفي بعض المساجد. وحمل على أهل البدع في الإسلام، برسائل، فعاداه كثيرون وسعوا به لدى والي بغداد (عبد الوهاب باشا) فكتب هذا إلى مرجعه السلطان عبد الحميد الثاني العثماني، فصدر الأمر بنفيه إلى بلاد الأناضول فلما وصل إلى الموصل (سنة 1320 هـ قام أعيانها فمنعوه من تجاوزها، وكتبوا إلى السلطان يحتجون، فسمح له بالعودة إلى بغداد، فعاد. ولما نشبت الحرب العامة (الأولى) وهاجم البريطانيون العراق، انتدبته الحكومة (العثمانية) للسفر إلى نجد، والسعي لدى (الأمير) عبد العزيز آل سعود (ملك المملكة العربية السعودية بعد ذلك) للقيام بمناصرتها، فقصده الآلوسي (سنة 1333 هـ عن طريق سورية والحجاز، وعرض عليه ما جاء من أجله، فاعتذر وآب صاحب الترجمة مخفقا، فلزم بيته عاكفا على التأليف والتدريس. واحتل البريطانيون بغداد (سنة 1335 هـ فعرضوا عليه قضاءها، فزهد فيه انقباضا عن مخالطتهم. ولم يل عملا بعد ذلك غير (عضوية) مجلس المعارف في بدء تأليف الحكومة العربية في بغداد. وتوفي فيها.
له 52 مصنفا، بين كتاب ورسالة، منها (بلوغ الأرب في أحوال العرب - ط) ثلاثة أجزاء، ألفه إجابة لاقتراح لجنة اللغات الشرقية في استكهولم، وفاز بجائزتها، و (أخبار بغداد وما جاورها من القرى والبلاد - خ) أربع مجلدات، و (المسك الأذفر في تراجم علماء القرن الثالث عشر - ط) و (مساجد بغداد - خ) لم يتمه، و (تاريخ نجد - ط) و (أمثال العوام في دار السلام - خ) و (رياض الناظرين في مراسلات المعاصرين - خ) و (بدائع الإنشاء - خ) جزآن، و (الآية الكبرى في الرد على الرائية الصغرى - ط) و (الضرائر وما يسوغ للشاعر دون الناثر - ط) و (عقد الدرر، شرح مختصر نخبة الفكر - خ) في مصطلح الحديث، و (ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة - خ) و (فتح المنان - ط) في الرد على أهل البدع في الدين، و (تجريد السنان في الذب عن أبي حنيفة النعمان - خ) و (مجموعة - خ) في تراجم بعض العلماء من أهل بغداد، و (صب العذاب على من سب الأصحاب - خ) و (غاية الأماني في الرد على النبهاني - ط) مجلدان كبيران. ولبعض شعراء العصر مراث كثيرة فيه للاستاذ محمد بهجة الأثري، كتاب (محمود شكري الآلوسي وآراؤه اللغوية - ط) .
-الاعلام للزركلي-
محمود شكري الألوسي
1272-1342ه
وقفت له على ترجمة كتبها بخطه، قال رحمه الله :
إني محمود شكري، المكنى بأبي المعالي، ابن السيد عبد الله بهاء الدين بن أبي الثناء السيد محمود شهاب الدين الآلوسي، وينتهي نسبي إلى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما، ولله الحمد على ذلك، وقد ولدت صباح يوم السبت تاسع عشر رمضان سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف.
ثم لما بلغت من العمر ثماني سنين ختمت الكتاب الكريم، وشرعت في قراءة بعض الرسائل، وقرأت طرفا من العربية على والدي، ثم أنخت مطايا التحصيل على الفاضل الكامل، والشيخ الواصل، علامة عصره، وفهامة دهره، الشيخ إسماعيل الموصلي رحمه الله، وكان في قوة الحفظ والذكاء وحسن الأخلاق على جانب عظيم، كما أنه كان في الزهد والورع «جنيد» زمانه، فلم تمض إلا أعوام يسيرة حتى شملتني بركته، فوصلت الليل بالنهار في التحصيل، وفارق أخداني وأقراني، وانزويت عن كل أحد، فأكملت قسما عظيما من الكتب المهمة في المنقول والمعقول، والفروع والأصول، وحفظت غالب متون ما قرأته من الكتب المفصلة والمختصرة، وأدركت ما لم يدركه غيري، ولله الحمد.
ثم إني توغلت في اتباع سيرة السلف الصالح، وكرهت ما شاهدته من البدع والأهواء، ونفر قلبي منها كل النفور، حتى إني منذ صغري كنت أنكر على من يغالي في أهل القبور وينذر لهم النذور، ثم إني ألفت عدة رسائل في إبطال هذه الخرافات، فعاداني كثير من أبناء الوطن وشرعوا يغيرون على ولاة البلد، ويحرضونهم على كتابة ما يستوجب غضب السلطان علي، وفعلوا ذلك مرارا حتى ألجئوا بعض الولاة أن يكتب للسلطان بأن الأمر خطر إن لم يتدارکه، وأن العراق تخرج من اليد، بسبب تغير عقائد الأعراب إلى ما يخالف ما عليه الجمهور من العوام، ولم يزل يلح حتى ورد الأمر بإبعادي إلى جهة ديار بكر.
فلما وصلت إلى الموصل قام رجالها على ساق ومنعوني أن أتجاوز بلدتهم، وكتبوا كتابات شديدة اللهجة إلى السلطان، فجاء الأمر بعد أيام بعودتي إلى بغداد مع مزيد الاحترام والإكرام، وسقط في أيدي الأعداء، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.
وقد وفقني الله تعالى لتأليف عدة كتب ورسائل تتجاوز خمسين مؤلفا ما بين مختصر ومطول، ومنها ما قد طبع ونشر، ومنها ما لم يزل في زوايا الخمول والنسيان، وقد نظم في مدائحي شعراء العصر على اختلاف بلادهم وتباين أقطارهم مما قد دون في كتاب مفضل مع ما لهم من المنثور أيضا.
فتوفرت على درس ألقيه، وكتاب أنظر فيه، وفرض أؤديه، وتفريط في جنب الله أسعى في تلافيه، لا يشغلني عن ذلك شاغل، ولا يكف كفي عن مثابرتي في نشر الفضائل، لعل الله سبحانه وتعالى يدخلني دار رحمته، ويسكنني مع من سبقت له الحسنى في جنته، فإن الرحيل قريب، وكأني للنداء مجيب
وهذا ملخص حالي، وما جرى على من حوادث الليالي، ونسأل الله حسن العواقب.
ولما علم فقيدنا العلامة أحمد تيمور باشا من إحدى رسائل العلامة الأب أنستاس الكرملي خبر نعيه، كتب إليه يقول: «قضى الله، ولا راد لقضائه، أن يفجع العلم بإمامه ونبراسه، وأن يحرم المستفيدون من سندهم في حل معضلاته، ويعلم الله ما كان لهذه المصيبة من الوقع في نفسي، ولكن ما الحيلة وقد نفذ القضاء وطوي الكتاب، وإنا لله وإنا إليه راجعون.»
وقفنا على هذه التراجم لبعض السادة العلماء والأدباء ببغداد بخط صديقنا الأديب الأستاذ علي أفندي ظريف، وهو معروف بعروبته وصدق لهجته ونبوغه في العلم والأدب.
مقتطفات من كتاب: أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث، تأليف: أحمد تيمور باشا.