محمد بن جقمق الجركسي

تاريخ الولادة816 هـ
تاريخ الوفاة847 هـ
العمر31 سنة
مكان الولادةالقاهرة - مصر
مكان الوفاةالقاهرة - مصر
أماكن الإقامة
  • القاهرة - مصر

نبذة

مُحَمَّد بن جقمق الْأَمِير نَاصِر الدّين أَبُو الْمَعَالِي بن الظَّاهِر أبي سعيد الجركسي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْمَنْصُور عُثْمَان الْمَاضِي، وَأمه السِّت قراجا ابْنة أرغون شاه أَمِير مجْلِس الظَّاهِرِيّ برقوق

الترجمة

مُحَمَّد بن جقمق الْأَمِير نَاصِر الدّين أَبُو الْمَعَالِي بن الظَّاهِر أبي سعيد الجركسي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْمَنْصُور عُثْمَان الْمَاضِي، وَأمه السِّت قراجا ابْنة أرغون شاه أَمِير مجْلِس الظَّاهِرِيّ برقوق. ولد فِي رَجَب سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَرَأَيْت من قَالَ قبل الْعشْرين بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَحفظ كتبا واغتبط بمحبة الْعلم وَالْعُلَمَاء وقربهم وَأحسن إِلَيْهِم، واشتغل بغالب الْفُنُون الْفِقْه والفرائض وَالتَّفْسِير والْحَدِيث والأصلين والمنطق والعربية وَغَيرهَا حَتَّى مهر فِي أقرب مُدَّة لحسن ذكائه ومزيد صفائه وَصَارَ مشاركا فِي فنون بل عد من نوابغ الْفُضَلَاء فَلَمَّا ملك أَبوهُ عظم أمره واتسعت دائرته وتأمر بعد قَلِيل وَصَارَ عين المقدمين وَجلسَ رَأس الميسرة وَسكن فِي الْغَوْر من القلعة وَفِي الْبَيْت المواجه لَهُ من الرميلة وَأَقْبل على النَّاس وَزَاد طلبه للْعلم حَتَّى كَانَت غَالب أوقاته مصروفة فِيهِ فيوما لشَيْخِنَا فِي الحَدِيث علوما أَو متونا وَيَوْما لسعد الدّين بن الديري فِي الْفِقْه أَو التَّفْسِير وَيَوْما للسكافياجي فِي عُلُوم أُخْرَى وَكِلَاهُمَا مَعَ غَيرهمَا مِمَّن أَخذ عَنْهُم قبل تملك الرمْح والكرة وَغَيرهَا من أَنْوَاع الفروسية وَالْعقل الغزير وَالتَّدْبِير والسياسة والتواضع والبشاشة وَحسن الشكالة والمحاضرة ومزيد الْبر وَقلة الْأَذَى والسيرة الْحَسَنَة والحرص على التجمل فِي مماليكه وحشمه وَالسير على قَاعِدَة الْمُلُوك فِي ركُوبه وجلوسه بِحَيْثُ تأهل للسلطنة بِلَا مدافعة، بل لقبه جمَاعَة من الشُّعَرَاء بالناصر فِي قصائدهم وانفراده بأوصافه عَن سَائِر أَبنَاء جنسه وَكَثْرَة إِنْكَاره على مَا لَا يَلِيق بِالشَّرْعِ وَشدَّة بغضه للبدع وعيبه لمن يَفْعَلهَا سِيمَا الرافضة خَفِيف الْوَطْأَة على النَّاس لم نسْمع عَنهُ بمظلمة لأحد وَلَا دُخُولا فِيمَا لَا يعنيه وَلَا تعصبا فِي بَاطِل وَكَانَ يحضر كل مَا ذكر من الدُّرُوس جمَاعَة من الْفُضَلَاء وَيَقَع بَينهم الْبَحْث فيجاريهم أحسن مجاراة ويداري كلا مِنْهُم أجمل مداراة حَتَّى كَأَنَّهُ أحدهم وَرُبمَا اقترح على بَعضهم مَا ينعش بِهِ الخاطر وَيجْبر بِهِ الْقلب فَكَانَ منزله مجمع الْفُضَلَاء ومربع النبلاء لَا سِيمَا من الشَّافِعِيَّة حَتَّى تكلم فِيهِ عِنْد أَبِيه بِسَبَب جعل إِمَامه مِنْهُم فَلم يُؤثر ذَلِك فِيهِ وتعاقب عِنْده ثَلَاثَة أَئِمَّة كلهم شافعية، وَقَرَأَ الشّرف الظنوبي عِنْده على الْمَشَايِخ الشاميين ابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة بِحَضْرَتِهِ فَسمع عَلَيْهِم، وَكَذَا حَدثهُ الزين قَاسم الْحَنَفِيّ بِمُسْنَد أبي حنيفَة فِي آخَرين، وَكَانَ ينظم لكنه لعدم ارتضائه لَهُ لم يكن يُثبتهُ وَلَا يعتني بتهذيبه سِيمَا وَأَكْثَره بديهة وَقد قَالَ لمن رام مدح كريم الدّين بن كَاتب المناخات اجْعَل قصيدتك ميمية وَيكون مخلصها:
(وافتخرت مصر على غَيرهَا ... بطلعة الصاحب عبد الْكَرِيم)
وَكَذَا من نكته فِي مَحل أنسه فِي الرّبيع قَوْله لبَعض الثُّقَلَاء مِمَّن امتدت إِلَيْهِ ألسن الْجَمَاعَة بالبسط والخلاعة فَكَانَ من قَوْلهم هُوَ جبل مقطم فَقَالَ هُوَ لَا بل جبل حراء إِلَى غير هَذَا مِمَّا أوردت مِنْهُ فِي الْجَوَاهِر والوفيات بعضه، وَمَعَ مَا سل من أَوْصَافه كَانَ منجمعاص عَن مُعَارضَة أَبِيه فِيمَا لَا يرتضيه بل كَانَ يَكْظِم غيظه ويصبر وَلَا يبعد عَن الْميل إِلَى اللَّهْو والطرب على قَاعِدَة الْعُقَلَاء والرؤساء من الْمُلُوك مَعَ إِقَامَة الناموس وَالْحُرْمَة لشهامة كَانَت فِيهِ وَقد انْتفع شَيخنَا بمساعدته كثيرا وَلَو عَاشَ لم يتَّفق لَهُ مَا وَقع وَكَانَ شَيخنَا يثني عَلَيْهِ بالفهم وَالْحِفْظ وتعجب من اجْتِمَاعهمَا، وَلم يزل على جلالته وعلو مكانته إِلَى أَن ابْتَدَأَ بِهِ الوعك فِي سنة سبع وَأَرْبَعين فدام قدر نصف سنة ثمَّ عوفي ثمَّ انتكس فِي أَوَائِل شَوَّال وأصابه السل فَصَارَ ينقص كل يَوْم ثمَّ انْقَطَعت عَنهُ شَهْوَة الْأكل وَخرج إِلَى التَّنَزُّه فِي الرّبيع وَهُوَ بِتِلْكَ الْحَال فَمَا رَجَعَ إِلَّا وَهُوَ لما بِهِ وطرأ بِهِ الإسهال واستحكم السل وَهُوَ مَعَ ذَلِك يحضر الموكب إِلَى أَن صلى صَلَاة الْعِيد وَنزل لبيته بالرميلة فضحى وَرجع وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بِدُونِ وَصِيَّة فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ وَذَلِكَ فِي سحر يَوْم السبت ثَانِي عشرَة ذِي الْحجَّة مِنْهَا شَهِيدا بالبطن وَيُقَال أَنه سحر فَمَرض من ذَلِك السحر وَوجد السحر والساحر فَمَنعهُمْ أَبوهُ من الِاعْتِمَاد على ذَلِك وَمِنْهُم من يزْعم أ، الله سقى وَلم يثبت من ذَلِك شَيْء، وَصلى عَلَيْهِ خَارج بَاب الْقلَّة من قلعة الْجَبَل فِي مشْهد لم يتَخَلَّف عَنهُ أحد، وَدفن بِقرب القلعة فِي تربة عَمه جركس المصارع بِقرب دَار الضِّيَافَة بالقبة الَّتِي أَنْشَأَهَا قانباي الجركسي لوَلَده مُحَمَّد وَكَانَ من أقرانه ومشكور السِّيرَة أَيْضا كَمَا سَيَأْتِي، وَقد ذكره الْعَيْنِيّ فَقَالَ: وَكَانَ لَهُ صيت وَحُرْمَة عَظِيمَة يتَرَدَّد إِلَيْهِ النَّاس سِيمَا الشَّافِعِي والحنفي فِي الْجُمُعَة مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا ويقاسيان مشقة السلالم والمدرج حَتَّى كَانَ النَّاس يسمونهما فُقَهَاء الأطباق، قَالَ وكل هَذَا من عدم حفظ الْعلم ولكنهما وَسَائِر المترددين إِلَيْهِ كَانُوا يؤملون استقراره فِي السلطنة عَن قرب إِمَّا فِي حَيَاة وَالِده أَو بعده فَأتى الْقَضَاء بعكس مَا فِي خواطرهم. انْتهى. وَكَأَنَّهُ رَحمَه الله لم يستحضر حِين كِتَابَته لهَذَا ملازمته التَّرَدُّد للأشرف وَغَيره فِي قِرَاءَة التَّارِيخ وَنَحْوه بل لَو كَانَ فِي أَيَّامه قَاضِيا لبادرهما إِلَى الطُّلُوع وَأَرْجُو أَن يكون قصد الْجَمِيع حسنا رَحِمهم الله وإيانا وَذكر بَعضهم من شُيُوخه ابْن الْهمام والشرواني بل قَالَ إِنَّه حضر دروس الْعَلَاء البُخَارِيّ فَالله أعلم.

ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.

 

 

محمد بن جقمق:
أمير، هو ابن الملك الظاهر جقمق. مولده ووفاته في القاهرة. سافر مع أبيه إلى آمد (سنة 836) وتقدم بها في كثير من العلومحتى لم يكن في أبناء جنسه من يضاهيه. وكان مرشحا للسلطنة بعد أبيه لولا أنه أراد التداوي لتوقي السمن، فشرب الخل على الريق، وامتنع عن أكل الخبز، فمات في أيام أبيه. قال ابن تغري بردي: لو ملك الديار المصرية لنفقت في أيامه بضائع كل فن وعلم، ومن أجله صنفت هذا الكتاب (النجوم الزاهرة) من غير أن يأمرني بتصنيفه .

-الاعلام للزركلي-