الشَّيْخُ الإِمَامُ، الفَقِيْهُ النَّحْوِيُّ، الزَّاهِدُ العَابِدُ القُدْوَةُ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قُبَيْسٍ، الغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ, المَالِكِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَبَا القَاسِمِ السُّمَيْسَاطِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ، وَأَبَا نَصْرٍ بنَ طَلاَّبٍ، وَغَنَائِمَ الخَيَّاطَ، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ أَبِي الحَدِيْدِ، وَجَمَاعَةً.
حَدَّثَ عَنْهُ: أبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَالسِّلَفِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ الجَنْزَوِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ الحرستاني، وآخرون.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ ثِقَةً, مُتَحَرِّزاً, مُتَيَقِّظاً، مُنْقَطِعاً فِي بَيْتِهِ بدَرْبِ النَّقَّاشَةِ، أَوْ بَيْتِهِ فِي المنَارَةِ الشَّرْقِيَّةِ بِالجَامِعِ، وَكَانَ فَقِيْهاً, مُفْتِياً، يقرىء النَّحْوَ وَالفَرَائِضَ، وَكَانَ مُتَغَالياً فِي السُّنَّةِ، مُحِبّاً لأَصْحَابِ الحَدِيْثِ، قَالَ لِي غَيْرَ مَرَّةٍ: إِنِّيْ لأَرْجُو أَنْ يُحْيِيَ اللهُ بِكَ هَذَا الشَّأْنَ فِي هَذَا البلدِ، وَكَانَ لاَ يُحَدِّثُ إلَّا مِنْ أَصلٍ، سَمِعْتُ مِنْهُ الكَثِيْرَ، وَمَاتَ يَوْمَ عَرفةَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَقَالَ السِّلَفِيُّ: كَانَ يَسكنُ المنَارَةَ، وَكَانَ زَاهِداً عَابِداً ثِقَةً، لَمْ يَكُنْ فِي وَقتِهِ مِثْلُهُ بِدِمَشْقَ، وَهُوَ مُقَدَّمٌ فِي عُلُوْمٍ شَتَّى، مُحَدِّثٌ ابْنُ مُحَدِّثٍ.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.