محمد البدر أبو الإخلاص
تاريخ الولادة | 781 هـ |
تاريخ الوفاة | 853 هـ |
العمر | 72 سنة |
مكان الولادة | الإسكندرية - مصر |
أماكن الإقامة |
|
- محمد بن أحمد بن محمد بن محمود الكازروني أبي عبد الله جمال الدين "المحب الشمس أبي البركات"
- عبد الله بن مقداد بن إسماعيل بن عبد الله الأقفهسي جمال الدين "الأقفاصي"
- محمد بن أحمد بن محمد العجيسي التلمساني أبي عبد الله "ابن مرزوق الحفيد"
- عبد الله بن محمد بن محمد بن سليمان الشقوري كمال الدين "الكمال ابن خير"
- محمد بن محمد بن عبد اللطيف بن أحمد الربعي التكريتي أبي الطاهر شرف الدين "ابن الكويك"
- أحمد بن حسن بن محمد بن سليمان البطائحي أبي العباس شهاب الدين
- عمر بن علي بن فارس السراج أبي حفص الكناني "قاري الهداية عمر"
- محمد بن عبد الدائم بن موسى النعيمي العسقلاني البرماوي "أبي عبد الله شمس الدين"
- الشمس محمد بن أحمد بن عثمان بن نعيم البساطي "البساطي محمد"
- محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن غازي الحلبي أبي الوليد محب الدين "ابن الشحنة الكبير"
- أحمد بن عبد الله الشهاب العجيمي الحنبلي "شهاب الدين"
نبذة
الترجمة
مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو الْإِخْلَاص أَخُو الَّذِي قبله. ولد بعد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا باسكندرية وَقَرَأَ بهَا بعض الْقُرْآن ثمَّ انْتقل مَعَ أَبِيه إِلَى الْقَاهِرَة حِين ولي قضاءها فأكمل بهَا حفظ الْقُرْآن وَحفظ التَّلْقِين للْقَاضِي عبد الْوَهَّاب وألفية ابْن ملك وَغَيرهمَا وَعرض على جمَاعَة واشتغل بِالْعلمِ فَأخذ الْفِقْه عَن الْجمال الأفقهسي وَمُحَمّد بن مَرْزُوق المغربي، وَمِمَّا أَخذه عَنهُ بعض شَرحه على الْمُخْتَصر وَالشَّمْس الْبِسَاطِيّ وَعنهُ أَخذ أصُول الْفِقْه والنحو والمنطق وَكَذَا أَخذهَا مَعَ أصُول الدّين والمعاني وَالْبَيَان وعلوم الحَدِيث عَن الْعِزّ بن جمَاعَة ولازمهما كثيرا وَبِهِمَا انْتفع، وَأخذ الْأُصُول والنحو عَن الشهَاب العجيمي الْحَنْبَلِيّ وَأخذ أَيْضا عَن الْمُحب أبي الْوَلِيد ابْن الشّحْنَة وَكتب لَهُ بلغز سَيَأْتِي، والْحَدِيث عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ أَخذ عَنهُ ألفية وَالِده وَشَيخنَا واشتدت ملازمته لَهُ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ الصَّحِيح وَكتب عَنهُ قَدِيما غير مُجَلد من شرح البُخَارِيّ وَحكى لنا عَنهُ حِكَايَة لَيست غَرِيبَة بِالنِّسْبَةِ لعلو مقَامه أثبتها فِي الْجَوَاهِر، وَسمع قبل ذَلِك على الْكَمَال بن خير سداسيات الرَّازِيّ وَغَيرهَا على الشّرف بن الكويك صَحِيح مُسلم وَمن لَفظه المسلسل وعَلى الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والشهاب البطائحي وَالْجمال الكازروني والسراج قاري الْهِدَايَة ختم صَحِيح مُسلم وَرَأَيْت بِخَط بعض الطّلبَة أَنه سمع من لفظ الزين الْعِرَاقِيّ وَكَانَ هُوَ يذكر أَن ابْن عَرَفَة أجَاز لَهُ وَلَيْسَ ذَاك فيهمَا بِبَعِيد فقد رَأَيْت اسْمه فِي استدعاء بِخَط الْبَدْر بن الدماميني مؤرخ بشعبان سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة أجَاز فِيهِ أَبُو الْخَيْر ابْن العلائي، وَخرج لَهُ شَيخنَا أَبُو النَّعيم العقبى جُزْءا وَفِيه رِوَايَته عَن التنوخي وَنَحْوه، وباشر التوقيع فِي الدولة المؤيدية عِنْد نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ، وَحج فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَكَذَا بعد ذَلِك، وناب فِي الْقَضَاء فِي سنة سبع عشرَة عَن الْجمال الأقفهسي وَكَانَ يتناوب هُوَ وَأَخُوهُ الَّذِي قبله بِمَسْجِد الفجل وَالْبَغْلَة مُشْتَركَة بَينهمَا لكَونه نَشأ فَقِيرا حَتَّى قيل أَن أول من كَسَاه الصُّوف الْجمال بن الدماميني أعطَاهُ جنده بِوَجْهَيْنِ فَلَمَّا قدم الْقَاهِرَة فصل كل وَجه عَن الآخر بِحَيْثُ صَار اجندتين وَاسْتمرّ يَنُوب فِي الْقَضَاء عَن من بعده إِلَى أَن اسْتَقل بذلك بعد وَفَاة شيخة الْبِسَاطِيّ فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَار فِيهِ سيرة حميدة وَتثبت فِي الْأَحْكَام وَالشُّهُود وَقيد عَلَيْهِم وعَلى النواب تقاييد نافعة وكسد سوق المتلوثين فِي أَيَّامه وصاروا مَعَه فِي عناء وتعب وذل، ودام على ذَلِك حَتَّى مَاتَ، وتصدى للْقَضَاء والافتاء والتدريس ودرس بالجمالية وَكَذَا بغَيْرهَا من الْمدَارِس المضافة للْقَضَاء كالصالحية وأقرأ فِي الْمُدَوَّنَة وَغَيرهَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ أَشْيَاء بل قرض لي بعض تصانيفي وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ الزين أَبُو النَّعيم رضوَان العقبي لأجل وَلَده، ولضخامته وأمانته كَانَ كثير من التُّجَّار يتجوهون بالأنتساب إِلَيْهِ فِي متاجرهم ومعاملاتهم وَنَحْو ذَلِك بل أودع السفطي عِنْده مبلغا وَكلهمْ لذَلِك لَا أختيار لَهُم مَعَه وَقد لَا يكون لَهُم اسْم حَتَّى جر ذَلِك لفَوَات أَشْيَاء عَلَيْهِم بعد مَوْتهمْ أَو مَوته فِيمَا قيل وَكَانَ إِمَامًا رئيساعالما فصيحا طلقا مفرط الذكاء جيد التَّصَوُّر شهما محبا فِي إسداء الْمَعْرُوف للطلبة كثير المدارة تَامّ الْعقل مهابا متثبتا فِي الدِّمَاء والفروج وَسَائِر أَحْكَامه لَكِن مَا كنت أَحْمد معارضته لشَيْخِنَا مَعَ كَونه من تلامذته، وَقد نَدم على ذَلِك وتجرع مَا لَعَلَّه عرف سَببه. وَمَات عَن قرب فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشر صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الغدفى مصلى المؤمنى بِحَضْرَة السُّلْطَان فِي مشْهد حافل تقدمهم أَمِير الْمُؤمنِينَ وَدفن بتربة الْمُحب نَاظر الْجَيْش بِالْقربِ من الشَّيْخ عبد الله المنوفي رَحمَه الله وإيانا. وَمِمَّا كتبته عَنهُ مَا ذكر أَنه نظمه فِي مَنَامه أَيَّام الطَّاعُون سنة سبع وَأَرْبَعين وَأوصى بدفنه مَعَه فَقَالَ:
(إِلَه الْخلق قد عظمت ذُنُوبِي ... فسامح مَا لعفوك من مشارك)
(أغث ياسيدي عبدا فَقِيرا ... أَنَاخَ ببابك العالي ودارك)
وَقد أطلت تَرْجَمته فِي الْقَضَاء والوفيات والمعجم وفيهَا أَيْضا من نظمه ونثره وَغير ذَلِك.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.