الناصر بن عبد الحفيظ بن عبد الله بن المهلا الشرفي

تاريخ الوفاة1081 هـ
أماكن الإقامة
  • اليمن - اليمن

نبذة

النَّاصِر بن عبد الحفيظ المنلا الشرقى الْيُمْنَى امام الِاجْتِهَاد كَانَ لَهُ من التَّمْكِين ودقة النّظر فى كل مَبْحَث وَمَعْرِفَة بالمقاصد والمآخذ واخراجه للمسائل من غير مظنتها وَحل المشكلات وَفتح المقفلات شَأْن عَظِيم وَأمر شهير فى الاقاليم استوزره الامام الْمُؤَيد بِاللَّه

الترجمة

النَّاصِر بن عبد الحفيظ المنلا الشرقى الْيُمْنَى امام الِاجْتِهَاد كَانَ لَهُ من التَّمْكِين ودقة النّظر فى كل مَبْحَث وَمَعْرِفَة بالمقاصد والمآخذ واخراجه للمسائل من غير مظنتها وَحل المشكلات وَفتح المقفلات شَأْن عَظِيم وَأمر شهير فى الاقاليم استوزره الامام الْمُؤَيد بِاللَّه وَكَانَ لَهُ وللامام مجَالِس خَاصَّة تحتوى على بحث عَظِيم فى جَمِيع الْعُلُوم أَخذ عَن شُيُوخ كثيرين مِنْهُم وَالِده وجده والعلامة مُحَمَّد بن الصّديق الْخَاص السراج الحنفى الزبيدى وَغَيرهم وَأَجَازَهُ شُيُوخه وَغَيرهم مِمَّن يطول تعدادهم وَعنهُ أَخذ جمع من عُلَمَاء الزَّمَان مِنْهُم أَوْلَاده الْحُسَيْن وَالْحسن وعَلى وَأحمد وَمُحَمّد وَالسَّيِّد الْجَلِيل يحيى بن أَحْمد الشرفى وَغَيرهم وقصده الطّلبَة من الاقطار وانتفع بِهِ جمع عَظِيم من عُلَمَاء الامصار وَله مؤلفات مَشْهُورَة مِنْهَا الْمُقَرّر وَالْمُحَرر فى القراآت وَمِنْهَا أرجوزة فى الْفِقْه وَمِنْهَا تَكْمِيل منظومة اليوسى فى الْفِقْه وَمِنْهَا مُخْتَصر الاوائل وَمِنْهَا مؤلف أجَاب بِهِ عَن الامام الْمُؤَيد بِاللَّه مُحَمَّد بن اسماعيل فى مبَاحث نحوية شريفة وَله أجوبة مسَائِل يطول تعدادها وَله الشّعْر النَّضِير مِنْهُ مَا كتبه الى السَّيِّد الامام يحيى بن أَحْمد الشرفى عاتبا عَلَيْهِ فى تَأَخره عَن التدريس لشغل عرض لَهُ فَقَالَ
(أحبابنا مَا لهَذَا الهجر من سَبَب ... وَمَا الذى أوجب الاعراض وَاعجَبا)
(يمضى الزَّمَان وَلَا نحظى بقربكم ... على الْجوَار وَكَون الْجَار ذى قربى)
(وَلبس شئ على المشتاق أصعب من ... بعد اللِّقَاء اذا مشتاته قربا)
(أُعِيذك الله يَا سبط الاكارم أَن ... يكون ودك للاحباب مضطربا)
(هَذَا وانى أدرى أَن قصدك لى ... وَأَنت مَعَ ذَاك شيخى عكس مَا وجبا)
(لكنه لم يكن منى لحقكم ... جهل وَلَكِن عذرى عَنْك مَا عزبا)
وَطلب السَّيِّد يحيى مِنْهُ أَن يُرْسل لَهُ مُؤَلفه الْمُحَرر فى علم القراآت فَأرْسلهُ وَكتب مَعَه قَوْله
(سَلام الله مَا همر السَّحَاب ... ففاح عبير زهر مستطاب)
(واكرام وانعام على من ... لَهُ فى الْمجد مرتبَة شهَاب)
(على يحيى الذى مَا نَالَ كهل ... علوما نالها وَكَذَا الشَّبَاب)

(وَبعد فان أشواقى اليكم ... كثير لَيْسَ يحصرها كتاب)
(وتقصر ألسن الاقلام عَن أَن ... تقوم بوصفها وَكَذَا الْخطاب)
(فيا ابْن مَدِينَة الْعلم الَّتِى لم ... يكن غير الوصى لتِلْك بَاب)
(وَمن حَاز المكارم والمعالى ... فَمِنْهُ قد بدا الْعجب العجاب)
(اليك أَتَى الْمُحَرر فى حَيَاء ... لتصلح مِنْهُ مَا الْعلمَاء عابوا)
(وتنظره بِعَين الْبر حَتَّى ... يَزُول اذا وجدت بِهِ اضْطِرَاب)
(فَمن قد زار من بلد بعيد ... حقيق أَن يلان لَهُ الجناب)
(وراجع فى عِبَارَته أصولا ... لديك بحفظها كشف الْحجاب)
(وانى طَالب بسطا الْعذر ... ويشملنى دعاؤكم المجاب)
(فَمَا لى غير شعب الْآل شعب ... وان حسنت بزهرتها الشعاب)
(وَدم واسلم معافى فى نعيم ... مُقيم والقرابة والصحاب)
فَكتب اليه السَّيِّد أَيْضا هَذِه الابيات)
(سَلام لَا يُحِيط بِهِ حِسَاب ... وَلَا يُحْصى فضائله كتاب)
(وَلَو أَن الْبحار لَهُ مسداد ... وَلم يبرح لَهُ الدَّهْر اكتتاب)
(سَلام من فتيت الْمسك أدكى ... وَدون مذاب سلسله الرضاب)
(سَلام حشوه ود مصفى ... يروق فَمَا بتكدير يشاب)
(وَرَحْمَة رَبنَا الرَّحْمَن تهدى ... مَعَ البركات مَا انهمر السَّحَاب)
(الى من لم يزل للمجد خدنا ... وَلم يَنْفَكّ بَينهمَا اصطحاب)
(حَلِيف محَاسِن الشيم الذى لم ... يدنس مجده مذ كَانَ عَابَ)
(سليل أكَابِر الْعلمَاء من لم ... يكن كنصاب فَضلهمْ نِصَاب)
(حماة شرائع الْمُخْتَار من أَن ... تضام وَأَن يخامرها اضْطِرَاب)
(بناة مَكَارِم التَّقْوَى الَّذين اتَّقوا مَوْلَاهُم وَله أنابوا ... )
(وَوَاحِد أهل هَذَا الْعَصْر طرا ... بِمَا قد قلته لَا يستراب)
(أَلَيْسَ مقصرا عَن نيل أدنى ... علاهُ الشيب مِنْهُم والشباب)
(وجيه الدّين ناصره فَمَا ان ... يزَال لَهُ بنصرته احتساب)
(حماه الله من كيد الاعادى ... وأرغم أنفهم عَنهُ وخابوا)
(وأبقاه الاله لنا ملاذا ... لَهُ فى الْعِزّ مرتبَة تهاب)

(وَبعد فانه قد جَاءَ مِنْهُ ... كتاب سرنى مِنْهُ الْخطاب)
(بلغت بِهِ من الْفَرح الامانى ... وزايلنى بِرُؤْيَتِهِ اكتئاب)
(وفى بِالدّينِ وَالدُّنْيَا جَمِيعًا ... فَمَا لى غير مَا فِيهِ طلاب)
(وَكَيف وطيه ملك عَظِيم ... يَدُوم فَلَا يخَاف لَهُ ذهَاب)
(هُوَ الذخر الذى من لم يحزه ... ذخائره وان كثرت تُرَاب)
(وَذَاكَ الْعلم أفضل مَا تحلت ... بِهِ نفس وَأفضل مَا يصاب)
(وَقد أهديت مِنْهُ لنا نَصِيبا ... بِهِ منا تطوقت الرّقاب)
(جمعت بِهِ الْمُحَرر من عُلُوم ... جلاها أَهلهَا طابت وطابوا)
(فنلت بِمَا أَنْت عَظِيم فضل ... ومغفرة ويهنيك الثَّوَاب)
(ولابرحت فواضلك اللواتى ... علون بهَا لنا يَعْلُو جناب)
(ودمت مُسلما مالاح فجر ... وفاح عبير نشر يستطاب)
وَلما وَفد القاضى أَحْمد بن صَالح بن أَبى الرِّجَال اليه أَيَّام اقامته فى حَضْرَة الامام الْمُؤَيد بِاللَّه أَخذ عَنهُ علوما كَثِيرَة من جُمْلَتهَا عُلُوم الْقُرْآن وَسَأَلَهُ نظم شئ يكون فِيهِ لَهُ كالضابط المرجوع اليه عِنْد الْحَاجة فَقَالَ النَّاصِر
(سألننى يَا ابْن أَبى الرِّجَال ... يَا ساميا فى رُتْبَة لكَمَال)
(يَا منبع السؤدد والمعالى ... ومعدن الْعلم الشريف العالى)
(وَأَنت فى هَذَا السُّؤَال عندى ... كسائل كَيفَ طَرِيق نجد)
(أهل طَوِيل ذَاك أم قصير ... تلذذا وَهُوَ بهَا خَبِير)
(شرعت فى قَاعِدَة تمهد ... غازلها الْيَاقُوت والزبرجد)
(قد كنت ألفت بهَا المقررا ... ثمَّ اختصرت بعده المحررا)
(فحين مَا استعجلت منى مَا ترى ... فعلتها مسارعا مبادرا)
(وان تكن على الصَّوَاب فَهُوَ من ... افضال مَوْلَانَا الامام المؤتمن)
(فانها قد جمعت فى حَضرته ... ونعمة قد نلتها من دَعوته)
(مَعَ اشتغالى بِكِتَاب التذكره ... وَغَيرهَا بعد الْعشَاء الْآخِرَة)
(وفى النَّهَار لم أجد وقتا يسع ... فاقبل من المهدى اليك مَا جمع)
وَمن هُنَا خرج الى الْمَقْصُود فَقَالَ
(الْمَدّ أَنْوَاع فجَاء مُتَّصِل ... يَا أَيهَا الانسان هَذَا مُنْفَصِل)

الى آخرهَا فَقَالَ القاضى أَحْمد أَيْضا
(أنهلنى من بحره وَعلا ... من قدحه بَين الورى الْمُعَلَّى)
(وزف لى خرائد الْمعَانى ... قد قلدت قلائد الجمان)
(عين الزَّمَان أوحد الانام ... من قدره على السماك سامى)
(لَا زَالَ فى أفق الْعُلُوم طالعا ... ونوره فى الْعَالمين ساطعا)
(لم يزل للصالحات أَهلا ... حاوى الْكَمَال النَّاصِر المهلا)
(أملأنا فى النَّحْو والتصريف ... وملأ الْآفَاق بالتأليف)
(لاننى سَأَلته تدريسه ... لى فى الْعُلُوم الجمة النفيسه)
(فَقَالَ لى لما سَأَلت هلا ... لظَنّه كونى لذاك أَهلا)
الى آخرهَا وللناصر من السماعات والاجازات على وَالِده وجده الْمُجْتَهدين وَغَيرهمَا مَا يطول تعداده وَكَانَت وَفَاته فى صفر يَوْم الْجُمُعَة من سنة احدى وَثَمَانِينَ وَألف رَحمَه الله تَعَالَى

ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.

 

ابن المُهَلَّا
(000 - 1081 هـ = 000 - 1670 م)
ناصر بن عبد الحفيظ بن عبد الله بن المهلا الشرفي اليمني:
وزير يماني، من كبار فقهاء عصره. نسبته إلى بلاد (الشَّرف) باليمن. استوزره المؤيد باللَّه (محمد بن القاسم) وكانت له معه مباحث ومجالس.
له مصنفات، منها (طبقات الزيدية) و (المحرر النافع - خ) في قراءة نافع، و (المقرر والمحرر) في القراآت. وله نظم، منه (أرجوزة في الفقه) .

-الاعلام للزركلي-