محمد بن إبراهيم سري الدين الدروري المصري الحنفي ابن الصائغ السري

ابن الصائغ السري

تاريخ الوفاة1066 هـ
أماكن الإقامة
  • مصر - مصر

نبذة

مُحَمَّد بن ابراهيم الملقب بسرى الدّين الدرورى المصرى الحنفى الْمَعْرُوف بِابْن الصَّائِغ السرى وَمَا أَدْرَاك مَا السرى أنموذج المعارف ونكتة مَسْأَلَة التَّحْقِيق كَانَ من الْفضل وَالتَّحْقِيق فى أسمى منزلَة وَأَعْلَى هضبة وَمَا رَأَيْت فِيمَن رَأَيْت الا من يصفه بِالْفَضْلِ الباهر ويبالغ فى الثَّنَاء عَلَيْهِ

الترجمة

مُحَمَّد بن ابراهيم الملقب بسرى الدّين الدرورى المصرى الحنفى الْمَعْرُوف بِابْن الصَّائِغ السرى وَمَا أَدْرَاك مَا السرى أنموذج المعارف ونكتة مَسْأَلَة التَّحْقِيق كَانَ من الْفضل وَالتَّحْقِيق فى أسمى منزلَة وَأَعْلَى هضبة وَمَا رَأَيْت فِيمَن رَأَيْت الا من يصفه بِالْفَضْلِ الباهر ويبالغ فى الثَّنَاء عَلَيْهِ وَقَالَ والدى فى تَرْجَمته لم أر فى مصر أحسن من شكله وملبوسه وعمامته وَلَا ألطف من مصاحبته ومنادمته وَأما فَضله فاليه النِّهَايَة وَلَيْسَ وَرَاءه غَايَة وَلم يكن فِيهِ عيب سوى الشُّح وَكَانَ وَالِده من أكَابِر التُّجَّار المياسير خلف لَهُ أَمْوَالًا كَثِيرَة ثمَّ اشْتغل بِقِرَاءَة الْعُلُوم فَقَرَأَ على أَبى بكر الشنوانى ثمَّ لزم الْمولى حُسَيْن الْمَعْرُوف بباشا زَاده نزيل مصر واختص بِهِ وَبِه تفوق على نظرائه وَكَانَ يعرف اللُّغَة الفارسية والتركية حق الْمعرفَة بِحَيْثُ انه اذا تكلم بهما يظنّ أَنه من أهلهما ودرس بِمصْر فى الْمدرسَة السليمانية والمدرسة الصرغتمشية وَكَانَ يكْتب الْخط المدهش وَألف حَاشِيَة على شرح الْهِدَايَة للاكمل وحاشية على شرح الْمِفْتَاح الشريفى وحاشية على البيضاوى ورسالة فى المشاكلة وَكلهَا ممتعة نفيسة جَارِيَة على الدقة وَالنَّظَر الصَّحِيح وانتفع بِهِ جمَاعَة وسافر الى الرّوم بِطَلَب من شيخ الاسلام أَحْمد بن يُوسُف المعيد مفتى السلطنة ورزق مِنْهُ قبولا تَاما وَوجه اليه رُتْبَة قَضَاء الْقُدس وَدخل دمشق ذَهَابًا وايابا وَأخذ عَنهُ بهَا الشَّيْخ مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد العيثى ووالدى وَعرض عَلَيْهِ رحلته الرومية الاولى فَكتب عَلَيْهَا الْحَمد لله الذى تفضل على من شَاءَ من عباده فَكَانَ لَهُ محبا وشغفه بالكمال فَكَانَ بِهِ ولوعا وصبا وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على أشرف الانام الذى ترقى فى حضرات الْقُدس وَشَاهد الانس دنوا وقربا وعَلى آله وَأَصْحَابه الَّذين لم يَجْعَل لَهُم فى سوى اقتفاء آثاره حَاجَة وقربى وَبعد فقد بعث الى من وادى الادب الْمُقَدّس هَدِيَّة سنية وسفر أَسْفر عَن بَدَائِع عبقريه حيرتنى فلست أدرى أروض دبجته أيدى الْغَمَام أم عسجدية حسنتها فَارس بأنواع التصاوير والارقام بيد أَنَّهَا أعربت عَن سمو همة مبدعها بالاقتداء فى الْهِجْرَة بِالْآبَاءِ الْكِرَام فَسَار مسير الْهلَال فى منَازِل التَّحْصِيل ثمَّ الترقى الى أوج التَّمام فَالله تَعَالَى يكثر من أَمْثَاله اذ لم نر لَهُ مثلا فضلا عَن أَمْثَال ويبقيه صَدرا للافادة ومحتدا للفضل والافضال وَأورد لَهُ والدى رَحمَه الله فى تَرْجَمته قصيدة من نظمه فى غَايَة السلاسة واللطافة وَذكر أَنه مدح بهَا قاضى مصر الْمولى عبد الْكَرِيم المنشى ومستهلها
(رعى الله عصر بالغرام تقدما ... أرَاهُ بِثَوْب الدَّهْر وشيا منمما) (وَحيا الحيا منى ديار أحبتى ... وان كَانَ ربع الود مِنْهُم تهدما)
(وان كَانَ ودا فى الْحَقِيقَة غير أَن ... عشقت وأوهمت الحجى فتوهما) (الى كم أضيع الْعُمر فى أَيْن هم غدوا ... وحتام يسلينى لَعَلَّ وأينما)
(أطالب دهرى أَن يجود بقربهم ... فَمَا زَاد بِالْبُطْلَانِ الا تبرما) (وَنَاشَدْته الا مقاسمة الاذى ... وصفو الليالى فاستقال وأقسما)
(وَمَا ضرهم لَو أَن برق التقائهم ... أَضَاء اذا ليل الْحَقِيقَة أضرّ مَا) (تبدت لى الايام فى زى بأسهم ... وسلت بكف الْغدر للْقَتْل مخذما)
(وَضحك مشيبى أَن عصر شبيبتى ... يودع جسما مَا أرَاهُ مُسلما) (هبطنا الى أَرض المذلة بالذى ... تخذت لصرح الْعِزّ مرقى وسلما)
(وَمِمَّا دهانى أَن بليت بأغيد ... اذا شَاءَ اسكار الْعُقُول تبسما) (وان مارنا واهتز غُصْن قوامه ... فويل المهى مِنْهُ وتعسا على الدما)
(تمايل وَسنَان الجفون وَمَا احتسى ... مداما وأصمانا وَمَا راش أسهما) (وولاه سُلْطَان الْجمال نفوسنا ... أَلَسْت ترى ديباج خديه معلما)
(وَمَا هُوَ الا ان تعطفه الحجى ... فيسمح لى فى زورة ثمَّ يندما) (زرعت بلحظى الْورْد فى روض خَدّه ... أما آن أَن يجنى بفى أما أما)
(وهبه حمى ورديه بعذاره ... فَمنع فَم العشاق ذَاك اللمى لما) (مللت البقا الا بِمن قد صحبته ... أعانقه لَيْلًا اذا الطيف أحجما)
(وَذَاكَ لِقَاء المغرد الْكَامِل الَّذِي ... غَدا الدَّهْر فى ترتيل مدحته فَمَا)
وَكَانَت وَفَاته فى سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَألف وَدفن بمقبرة المجاورين رَحمَه الله تَعَالَى ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.

 

 

محمد بن إبراهيم الدروري المصري، سريّ الدين، المعروف بابن الصائغ:
فاضل، من أهل مصر، كان يجيد الفارسية والتركية، ويحمل رتبة قضاء القدس. من كتبه " حاشية على شرح الهداية - خ " للأكمل البابرتي. و " حاشية على البيضاوي " ورسالة في " المشاكلة " وله نظم .

-الاعلام للزركلي-