قانصوه بن عبد الله الجركسي السلطان الملك الأشرف، المشهور بالغوري
- الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة -
قانصوه بن عبد الله الظاهري (نسبة إلى الظاهر خشقدم) الأشرفي (نسبة إلى الاشرف قايتباوي) الغروي أبو النصر، سيف الدين، الملقب بالملك الأشرف:
سلطان مصر. جركسي الأصل، مستعرب، خدم السلاطين، وولي حجابة الحجاب بحلب. ثم بويع بالسلطنة بقلعة الجبل (في القاهرة) سنة 905 هـ وبنى الآثار الكثيرة. وكان ملما بالموسيقى والأدب، شجاعا، فطنا داهية. له " ديوان شعر - خ "وليس بشاعر. وللسيوطي شرح على بعض موشحاته سماه " النفح الظريف على الموشح الشريف ". وقصده السلطان سليم العثماني بعسكر جرار، فقاتله قانصوه في " مرج دابق " على مقربة من حلب. وانهزم عسكر قانصوه فأغمي عليه وهو على فرسه، فمات قهرا، وضاعت جثته تحت سنابك الخيل - في رواية ابن إياس - ويقول العبيدي: ان " الامير عان " وهو من رجال الغوري القلائل الذين ثبتوا معه في المعركة، لما رأى الغروي قد وقع على الأرض، أمر عبدا من عبيدة فقطع رأسه وألقاه في جبّ، مخافة أن يقتله العدو ويطوف برأسه بلام الروم " .
-الاعلام للزركلي-
السُّلْطَان قانصوه سُلْطَان مصر
كَانَ فى أَوَائِل الْأَمر أحد مماليك السُّلْطَان قايتباي وَكَانَ أميالا يعرف شيأ لِأَنَّهُ جلب من بِلَاده وَهُوَ كَبِير قد شرع فِيهِ الشيب وَصَارَ السُّلْطَان
قايتباي يرقيه لكَونه أَخا لزوجته وهي الَّتِى بذلت الْأَمْوَال للجند ومكنته من الخزائن حَتَّى ملكوه بعد السُّلْطَان قايتباي فاستمر سُلْطَانا سنة وَسَبْعَة أشهر ثمَّ خلعوه وَكَانَ قد تلقب بالأشرف وأخرجوه من المملكة سنة 905 وَولى بعده أميران وَلم يثبت قدمهما في السلطنة ثمَّ أجمع الأجناد على تَوْلِيَة السُّلْطَان قانصوه الغوري وَهُوَ غير الْمُتَقَدّم ذكره وَكَانَ من أَصْغَر الْأُمَرَاء وأحقرهم وَلَكِن الْأُمَرَاء الْكِبَار تحاموا الْأَقْدَام على السلطنة خوفًا من بَعضهم الْبَعْض فَوَلوا هَذَا فَقبل بعد أَن شَرط عَلَيْهِم أَنهم لَا يقتلونه إِذا أَرَادوا خلعه فقبلوا مِنْهُ ذَلِك فولي السلطنة في سنة 906 وَكَانَ عَظِيم الدهاء قوي التَّدْبِير فَثَبت قدمه في السلطنة ثباتاً عَظِيما وَمَا زَالَ يقتل أكَابِر الْأُمَرَاء حَتَّى أفناهم وصفت لَهُ المملكة وَلم يبْق لَهُ فِيهَا مُنَازع وَلكنه مَال إِلَى الظُّلم والعسف وانتهب أَمْوَال النَّاس وانقطعت بِسَبَبِهِ الْمَوَارِيث فَضَجَّ أهل مصر وَمن تَحت طَاعَته من أَخذه لأموالهم فَسلط الله عَلَيْهِ السُّلْطَان سليم سُلْطَان الروم فَإِنَّهُ غزاه إِلَى دياره وَوَقع بَينهمَا مصَاف فَقتل صَاحب التَّرْجَمَة تَحت سنابك الْخَيل وَاسْتولى السُّلْطَان سليم على مملكة مصر وَالشَّام وَصَارَت إِلَى أَوْلَاده من بعده إِلَى الْآن وَكَانَ ذَلِك في سنة 923 ثَلَاث وَعشْرين وَتِسْعمِائَة
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني