عبد اللطيف بن بهاء الدين بن عبد الباقي البهائي البعلي

تاريخ الوفاة1082 هـ
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا
  • بلغراد - صربيا
  • بعلبك - لبنان
  • طرابلس - لبنان

نبذة

عبد اللَّطِيف بن بهاء الدّين بن عبد الباقى البعلى الحنفى الْمَعْرُوف بالبهائى القاضى الاجل الافضل كَانَ بارعا فى كثير من الْفُنُون فَارِسًا فى الْبَحْث نظارا مفرط الذكاء قوى الحافظة كثير الِاشْتِغَال حسن العقيدة قَرَأَ بِبَلَدِهِ بعلبك على جده لامه الْعَلامَة مُحَمَّد البهائى ثمَّ قدم الى دمشق وعمره سِتّ وَعِشْرُونَ سنة.

الترجمة

عبد اللَّطِيف بن بهاء الدّين بن عبد الباقى البعلى الحنفى الْمَعْرُوف بالبهائى القاضى الاجل الافضل كَانَ بارعا فى كثير من الْفُنُون فَارِسًا فى الْبَحْث نظارا مفرط الذكاء قوى الحافظة كثير الِاشْتِغَال حسن العقيدة قَرَأَ بِبَلَدِهِ بعلبك على جده لامه الْعَلامَة مُحَمَّد البهائى ثمَّ قدم الى دمشق وعمره سِتّ وَعِشْرُونَ سنة وَلزِمَ بهَا الشّرف الدمشقى والامام يُوسُف الفتحى وَأخذ عَنْهُمَا وبرع ثمَّ سَافر الى لروم وسلك طَرِيق الْقَضَاء الى أَن ولى أكبر المناصب بِبِلَاد الرّوم ثمَّ انحاز الى الْمُفْتى الْعَلامَة يحيى بن عمر المنقارى فقربه وَأَدْنَاهُ وَنَقله من طَرِيق الْقَضَاء الى طَرِيق الموالى فَأعْطَاهُ قَضَاء ترابلس الشأم ثمَّ بلغراد ثمَّ فلبه ونما حَظه واشتهر فَضله وَألف تآليف حَسَنَة تدل على قُوَّة بَاعه فى الْعُلُوم مِنْهَا شَرحه على فصوص ابْن عربى ونظم متن الْمنَار فى الاصول فى تِسْعمائَة وَثَلَاثَة أَبْيَات وَسَماهُ قُرَّة عين الطَّالِب وَهُوَ عدد أبياته ثمَّ شَرحه شرحا لطيفا وعنونه باسم الْوَزير أَحْمد باشا الْفَاضِل وَله شرح على ديوَان أَبى فراس أبدع فِيهِ كل الابداع ونظمه ونثره كثيران مستوفيان شَرَائِط الْحسن والمتانة فَمن ذَلِك قَوْله فى الْمَدْح
(اليك دون الورى انْتهى الْكَرم ... وَمن أياديك تكسب النعم) (لن يبلغ الْمَدْح فِيك غَايَته ... بل دون معناك تنفد الْكَلم)
(أَنْت الذى ترتجى مكارمه ... وَكم أنَاس وجودهم عدم) (أَنْت الذى الدَّهْر دون همته ... وَفَوق هام السهى لَهُ قدم)
(طود وقار بالحلم مُشْتَمل ... بَحر نوال بالجود ملتطم) (يخجل صوب الْغَمَام نائله ... بل دون هتان كَفه الديم)
(أعتابه مأمن لداخلها ... من كل هول كَأَنَّهَا حرم)
وَقَالَ يمدح شيخ الاسلام المنقارى بقوله
(معَاذ الوفا أَن يصبح العَبْد خَالِيا ... عَن الشُّكْر للْمولى الذى قد وفاليا) (وأنعم حَتَّى لم يدع لى مطلبا ... وأنكى بِمَا أسدى الى الاعاديا)
(وكل الذى أملته من نواله ... حظيت بِهِ بل فَوق مَا كنت راجيا) (وَفرغ عَن قلبى سوى حبه الذى ... تمكن فى قلبى وأنعم بَالِيًا)
(فغاية سؤلى فى الزَّمَان رضاؤه ... وأقصى المنى ان كَانَ عَنى رَاضِيا) (ولى نفس حر قد أَبَت غير حبه ... وحاشا لمثلى أَن يرى عَنهُ ساليا)
(وقلب اذا مَا الْبَرْق أومض موهنا ... قدحت بِهِ زندا من الشوق واريا) (تحكم فِيهِ حَبَّة واشتياقه ... لَهُ الحكم فليقض الذى كَانَ قَاضِيا)
(فَللَّه عَيْش مر لى بظلاله ... أجربه ذيل المآرب ضافيا) (أروح بافضال وأغدو بأنعم ... ويمنحنى ورد الْمحبَّة صافيا)
(وفزت بِعلم مِنْهُ عز اكتسابه ... وأصبحت من حلى الْفَضَائِل حاليا) (اذا مَا دجى بحث وأظلم مُشكل ... أَضَاء بِنور الْفِكر مِنْهُ الدياجيا)
(يجول على نجب الذكاء بفكرة ... أَبَت فى الذى تبديه الا التناهيا) (يفوق على الْبَحْر الخضم بِعِلْمِهِ ... ويرجح فى الْحلم الْجبَال الرواسيا)
(يسابق أجناد الرِّيَاح الى الندى ... وينضح جدوى راحتيه الغواديا) (نظمت لَهُ عقد المديح منضدا ... جعلت مَكَان الدّرّ فِيهِ القوافيا)
وَكتب اليه يمدحه أَيْضا (بأى لِسَان يحصر العَبْد مدح من ... دمى من أياديه ولحمى وأعظمى) (وَمن عِشْت دهرا تَحت اكناف ظله ... أروح بافضال وأغدو بانعم)
(وفزت بِعلم مِنْهُ عز اكتسابه ... وَذَاكَ لعمرى حسرة المتعلم) (ينزهنى فى ظاهرى وسرائرى ... بارشاده عَن كل ريب ومأثم)
(ويمنحنى مَحْض النَّصِيحَة جاهدا ... يعلمنى طرق الْعلَا والتكرم) (ولولاه من عبد اللَّطِيف وَمن لَهُ ... وَمن يخْدم الاشراف يشرف وَيكرم)
(وحسبى من شكرى اعترافى بفضله ... وتصديق قلبى والجوارح والفم)
وَمن شعره قَوْله (لَا تويسين عدوا ... من الوداد وداجى) (تسرى اليه بلَيْل ... من المكيدة داجى)
عقد فِيهِ حِكْمَة وهى لَا تويسن عَدوك من ودادك تسرى اليه بلَيْل من المكيدة وَهُوَ لَا يدرى وَمن لطائفه قَوْله
(ان الشجَاعَة والندى ... سيان فى الْخلق الْجَمِيل) (ثِقَة الْكَرِيم بربه ... ثِقَة الْمُجَاهِد فى السَّبِيل)
وَله غير ذَلِك مِمَّا يطول وَلَا تنتهى محاسنه وَكَانَت وَفَاته فى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَألف بِقَلْبِه وَهُوَ قَاض بهَا.

ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.

 

 

عبد اللطيف بن بَهاء الدين بن عبد الباقي البهائي:
أديب باحث، من فقهاء الحنفية. من أهل بعلبك. تعلم بهاوبدمشق. ورحل إلى القسطنطينية، فولي قضاء طرابلس الشام، فقضاء بلغراد، ثم قضاء " فلبه " فتوفي بها.
له كتب، منها " شرح فصوص الحكم لابن عربي - خ " و " قرة عين الطالب " نظم متن المنار، في الأصول، 903 أبيات، و " شرح ديوان أبي فراس - خ " بخطه سنة 1075 كما في معهد المخطوطات، قال المحبي: أبدع فيه كل الإبداع. وله نظم حسن .

-الاعلام للزركلي-