محمد بن محمد السرخسي أبي الحارث

أماكن الإقامة
  • خراسان - إيران
  • بغداد - العراق

نبذة

مُحَمَّد بن أبي الْفضل مُحَمَّد السَّرخسِيّ أَبُو الْحَارِث تفقه بِبَغْدَاد بِأبي الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد الْقَدُورِيّ ذكره الْهَمدَانِي فى طبقَة الدَّامغَانِي وَذكر عَن الْقَدُورِيّ أَنه قَالَ مَا جَاءَ من خُرَاسَان وَعين النَّهر أفقه مِنْهُ.

الترجمة

مُحَمَّد بن أبي الْفضل مُحَمَّد السَّرخسِيّ أَبُو الْحَارِث تفقه بِبَغْدَاد بِأبي الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد الْقَدُورِيّ ذكره الْهَمدَانِي فى طبقَة الدَّامغَانِي وَذكر عَن الْقَدُورِيّ أَنه قَالَ مَا جَاءَ من خُرَاسَان وَعين النَّهر أفقه مِنْهُ وَكَانَ أَصْحَاب الشَّافِعِي وَأَصْحَاب أبي حنيفَة يرتبون بِإِزَاءِ الْخلاف مِنْهُم حاذقا من مخالفيهم ويجعلون قرنه فى النّظر فَكَانَ بِإِزَاءِ الْقَدُورِيّ أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمحَامِلِي وَكَانَا بغداديين ذَوي نعْمَة وَأَصْحَاب وَلكُل وَاحِد متعصبون فَإِذا حضر فى عزاء وَجمع حضر النَّاس لاستماع كَلَامهمَا فَكَانَا يتكلمان فى المسئلة عدَّة نوب لَا يمل المستمعون لَهما وَكَانَ قرن أبي الْحَارِث السَّرخسِيّ أَبُو تَمام مُحَمَّد بن الْحسن الْقزْوِينِي الذى صَار مدرس أَصْحَاب الشَّافِعِي بطبرستان وَكَانَ أَبُو سعد التوني من الشَّافِعِيَّة وَهُوَ الذى جلس بعد الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ فى مَوْضِعه يثني عَلَيْهِ كثيرا حَتَّى أَنه لما أَنْكَرُوا عَلَيْهِ جُلُوسه مَعَه فى مَوضِع أبي إِسْحَاق وَكَانَ رتبه فى مَوْضِعه مؤيد الْملك أَبُو بكر عبد الله بن نظام الْملك قَالَ أَبُو سعد اعلموا أَنِّي لم أفرح فى عمري إِلَّا بشيئين أَحدهمَا أنني جِئْت من وَرَاء النَّهر وَدخلت سرخس وَعلي أَثوَاب أَخْلَاق لَا تشبه ثِيَاب أهل الْعلم فَحَضَرت مجْلِس أبي الْحَارِث بن أبي الْفضل وَجَلَست فى أخريات أَصْحَابه فتكلموا فى مسئلة فَقلت واعترضت وَكلما انْتَهَيْت فى نوبتي أَمرنِي أَبُو الْحَارِث بالتقدم فتقدمت وَلما عَادَتْ نوبتي إِلَيّ استدناني وقربني حَتَّى جَلَست إِلَى جنبه وَقَامَ لي وأكرمني أَصْحَابه فاستولى الْفَرح على قلبِي وَالثَّانِي حِين أهلت للإستناذ فى مَوضِع شَيخنَا أبي إِسْحَاق فَذَلِك أوفى النعم وَأعظم الْمَوَاهِب وَالْقسم وَغَضب أَبُو الْحُسَيْن الْقَدُورِيّ على فَقِيه من أَصْحَابه وعَلى أبي الْحَارِث فاسترضى الْفَقِيه وَلم يسترض أَبَا الْحَارِث وَقَالَ أَنه يعود بِنَفسِهِ فَإِن الْعلم يُعِيدهُ فَلَمَّا كَانَ من الْغَد حضر الْمجْلس وَجلسَ مَكَانَهُ وَكَانَ أَبُو الْفضل ورد بَغْدَاد وَمَعَهُ ابْنه أَبُو الْحَارِث فقصد أَبُو الْحُسَيْن الْقَدُورِيّ وَسلم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ فى أَي شيئ وَردت فَقَالَ لِلْحَجِّ قَالَ وَذَلِكَ الْفَتى من هُوَ قَالَ ابْني قَالَ ويصحبك قَالَ لَا بل يصحب سيدنَا فَقَالَ الْقَدُورِيّ للإبن انْظُر إِلَى أسباقي فاختر مِنْهَا درسا ودرس أثنى عشر درسا وَقَالَ أَيهَا تُرِيدُ أَن تشارك أَصْحَابه فَقَالَ يسْمعهَا سَيِّدي مني فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ جَمِيعهَا ولحقه الماليخوليا من كَثْرَة اعادته فَأَشَارَ أهل الطِّبّ أَن يحمل إِلَى الشطوط وَيُوقف على حلق المَسْعُودِيّ والمحدثين ويخالط أَرْبَاب الْهزْل فَقَالَ إِن أردتموني أَعُود إِلَى الصِّحَّة فَاتْرُكُونِي وأعادة الدُّرُوس فَتَرَكُوهُ فَأَعَادَ الْفِقْه فعاودته الصِّحَّة وَأقَام بِبَغْدَاد اثْنَتَيْ عشرَة سنة رَحمَه الله تَعَالَى
-الجواهر المضية في طبقات الحنفية - عبد القادر بن محمد بن نصر الله القرشي محيي الدين الحنفي-