سليمان بن أحمد بن أبي علي الحسن العباسي أبي الربيع

المستكفي بالله

تاريخ الولادة683 هـ
تاريخ الوفاة740 هـ
العمر57 سنة
مكان الولادةبغداد - العراق
مكان الوفاةقوص - مصر
أماكن الإقامة
  • قوص - مصر
  • مصر - مصر

نبذة

سليمان بن أحمد بن علي، أبو الربيع، الخليفة المستكفي باللَّه، ابن الحاكم بأمر الله: من خلفاء الدولة العباسية الثانية بمصر. ولد ببغداد. وخطب له بمصر بعد وفاة أبيه سنة 701 هـ بعهد منه، ففوض الأمور إلى السلطان الملك الناصر (محمد بن قلاوون) وسار لغزو التتر.

الترجمة

سليمان بن أحمد بن علي، أبو الربيع، الخليفة المستكفي باللَّه، ابن الحاكم بأمر الله:
من خلفاء الدولة العباسية الثانية بمصر. ولد ببغداد. وخطب له بمصر بعد وفاة أبيه سنة 701 هـ بعهد منه، ففوض الأمور إلى السلطان الملك الناصر (محمد بن قلاوون) وسار لغزو التتر، فشهد مصاف شقحب (قرب دمشق، كما في التاج) ودخل دمشق سنة 702 هـ راكبا هو والسلطان، وجميع كبراء الجيش مشاة. ثم ساءت حاله مع السلطان (الناصر) فأخرجه هذا عنفا إلى قوص (بالصعيد) سنة 738 هـ فأقام إلى أن توفي بها. وكان فاضلا جوادا شجاعا، يجيد لعب الكرة ورمي البندق، ويجالس العلماء والأدباء، وله عليهم أفضال، ومعهم مشاركة. استمرت خلافته 39 سنة وشهرين و 13 يوما، ولم يكن له منها غير مراسمها .
-الاعلام للزركلي-

 


سُلَيْمَان بن أَحْمد بن أبي عَليّ الْحسن بن عَليّ بن أبي بكر بن المسترشد أبي مَنْصُور الْفضل بن المستظهر مُحَمَّد بن المقتدى العباسي أَبُو الرّبيع المستكفي بِاللَّه ولد سنة 684 واشتغل قَلِيلا وَولي الْخلَافَة عقب وَالِده سنة 701 وَكَانُوا يسكنون بالكبش فنقلهم السُّلْطَان إِلَى القلعة وافرد لَهُم دَارا واول مَا اسْتَقر المستكفي توجه مَعَ النَّاصِر إِلَى غَزْو التتار وَشهد وقْعَة شقحب فِي رَمَضَان سنة 702 وَهُوَ مَعَ السُّلْطَان رَاكب وَجَمِيع الْأُمَرَاء مشَاة وَلما توجه النَّاصِر إِلَى الكرك وَقَامَ الجاشنكير بامر الْملك قَلّدهُ المستكفي السلطنة وَكتب تَقْلِيده القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن عبد الظَّاهِر واوله انه من سُلَيْمَان وَأَنه بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم هَذَا عهد لَا عهد لمليك بِمثلِهِ فَلَمَّا عَاد النَّاصِر إِلَى المملكة اعتقله ببرج القلعة ثمَّ افرج عَنهُ بعد خَمْسَة اشهر وانزله إِلَى دَاره ثمَّ جهزه وَأَوْلَاده إِلَى قوص موكلا بهم فِي شهور سنة 738 وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك ان النَّاصِر أحضرت إِلَيْهِ قصَّة عَلَيْهَا خطّ الْخَلِيفَة بَان يحضر السُّلْطَان لمجلس الشَّرْع الشريف فَغَضب من ذَلِك وامر باحضاره إِلَى القلعة حِين يحضر الْقُضَاة فاشار القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي بترك ذَلِك خشيَة ان يَبْدُو مِنْهُ كَلَام لَا يُمكن رده عَلَيْهِ فاستصوب السُّلْطَان رَأْيه وَاقْتضى الْحَال ان امْر بَان يخرج إِلَى قوص ورسم لَهُ بِصَرْف راتبه كَمَا كَانَ بِالْقَاهِرَةِ وأزيد من ذَلِك فَكَانَ مرتبه خَمْسَة آلَاف فَلم يصل إِلَيْهِ مِنْهَا إِلَّا ثَلَاثَة آلَاف ثمَّ تناقص إِلَى ألف بِحَيْثُ احْتَاجَ عِيَاله إِلَى بيع ثِيَابهمْ وَاسْتمرّ المستكفي بقوص إِلَى أَن مَاتَ فِي خَامِس شعْبَان سنة 740 فَكَانَت مُدَّة خِلَافَته تسعا وَثَلَاثِينَ سنة وشهرين وَثَمَانِية عشر يَوْمًا وعهد بالخلافة لوَلَده أَحْمد فَلم يمضه النَّاصِر وَبَايع لِابْنِ اخيه إِبْرَاهِيم ثمَّ مَاتَ النَّاصِر فاعيد أَحْمد كَمَا تقدم فِي تَرْجَمته وعوقب النَّاصِر فِي اولاده بعد مَوته بِيَسِير فاخرجوا موكلا بهم إِلَى قوص فِي صفر سنة 742 كَمَا مضى فِي تَرْجَمَة الْمَنْصُور أبي بكر بن النَّاصِر وَكَانَ مولد المستكفي بقلعة الْجَبَل فِي خَامِس عشر الْمحرم سنة 684 وبويع بالخلافة بعد موت أَبِيه الْحَاكِم فِي جُمَادَى الأولى سنة 701 وعمره تَقْدِير سبع عشرَة سنة وَكتب عَهده وَقُرِئَ بِحَضْرَة السُّلْطَان والامراء فِي ذِي الْحجَّة وخطب لَهُ على المنابر على عَادَة أَبِيه وَاسْتمرّ يركب مَعَ النَّاصِر ويلاعبه الكرة فِي الميدان وَيخرج مَعَه إِلَى السرحات فصارا كَأَنَّهُمَا أَخَوان وَخرج مَعَه إِلَى الشَّام لقِتَال التتار فَلَمَّا عَاد ركب بِجَانِب السُّلْطَان وَعَلِيهِ فرجية سَوْدَاء بطرز وعمامة كَبِيرَة بعذبة وَهُوَ متقلد سَيْفا عَرَبيا محلى والأمراء مشَاة ثمَّ تغير عَلَيْهِ السُّلْطَان بِسَبَب المظفر بيبرس فاعتقله ببرج فِي القلعة صَار إِلَى الْآن يعرف ببرج الْخَلِيفَة خَمْسَة اشهر وَسَبْعَة ايام ثمَّ اعتنى بِهِ قوصون فشفع فِيهِ فأفرج عَنهُ وَأمره بالنزول عَن القلعة وَكَانَ هُوَ وَأَبوهُ يسكنانها فَنزل بداره الَّتِي هِيَ بتربة شَجَرَة الدّرّ بِالْقربِ من المشهد الْحُسَيْنِي ثمَّ بلغ السُّلْطَان عَنهُ انه يعاشر جمَاعَة من النَّاس بداره الَّتِي أَنْشَأَهَا على شاطئ النّيل بِطرف جَزِيرَة الْفِيل وان بعض خَواص السُّلْطَان من الجمدارية يتَرَدَّد إِلَيْهِ فَقبض على الجمدار وهدده فاعترف واخذ الْفَقِيه الَّذِي كَانَ وَاسِطَة بَينهمَا فَضرب حَتَّى يُقَال انه مَاتَ تَحت الضَّرْب وَبلغ السُّلْطَان ايضاً ان صَدَقَة بن الْخَلِيفَة رمي بِنَحْوِ مِمَّا رمي بِهِ ابوه فامر باخراج الْخَلِيفَة واولاده وَآل بَيته من الْقَاهِرَة إِلَى قوص وَقرر لَهُ فِي كل شهر على وَاصل الكارم ثَمَانِيَة آلَاف دِرْهَم فاتفقت وَفَاة ابْنه صَدَقَة بقوص فجزع عَلَيْهِ جزعا شَدِيدا وَمَات بعده بِقَلِيل فِي خَامِس شعْبَان سنة 740 وعهد بالخلافة لوَلَده الْمُسْتَنْصر أَحْمد فَلم يمض النَّاصِر ذَلِك واقيم ابراهيم بن أَحْمد ولقب الواثق بن المستمسك مُحَمَّد بن الْحَاكِم وَكَانَ المستكفي الْمَذْكُور فَاضلا جوادا حسن الْحَظ جدا شجاعا يعرف لعب الكرة وَرمي البندق وَكَانَ يُجَالس الْعلمَاء والادباء وَله عَلَيْهِم أفضال وَمَعَهُمْ مُشَاركَة وَكَانَ فِي طول مدَّته يخْطب لَهُ على المنابر حَتَّى فِي زمن حَبسه ببرج القلعة وَمُدَّة أقامته بقوص
-الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-