محمد بن المعروف بصاروكرز أوغلي زاده
تاريخ الوفاة | 989 هـ |
مكان الوفاة | حلب - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
وَمِمَّنْ انتظم فِي سلك هَؤُلَاءِ السَّادة الْمولى مُحَمَّد ابْن الْمَعْرُوف بصاروكرز اوغلي زَاده
كَانَ ابوه من الْقُضَاة فِي القصبات وَالنِّسْبَة المزبورة الى جده من جِهَة ابيه نَشأ رَحمَه الله فِي مجَالِس الافاضل الاكارم ومحافل الاماثل الاعاظم مغترفا من حِيَاض معارفهم ومتأنقا فِي رياض لطائفهم وملا صَار ملازما من الْمولى ابي السُّعُود درس بمدرسة يحيى جلبي بالموضع الْمَنْسُوب اليه من نواحي قسطنطينية المحمية ثمَّ مدرسة حاجي خاتون بِخَمْسَة وَعشْرين ثمَّ مدرسة عبد السلام بالموضع الْمَعْرُوف بكوجك جكمجه بِثَلَاثِينَ ثمَّ الْمدرسَة الْمَعْرُوفَة بقبلوجه باربعين فِي بروسه ثمَّ مدرسة دَاوُد باشا بقسطنطينية بِخَمْسِينَ ثمَّ نقل عَنْهَا الى احدى المدرستين المتجاورتين بادرنه ثمَّ الى احدى الْمدَارِس الثمان فَقبل ان يدرس بهَا نقل الى مدرسة السُّلْطَان مُحَمَّد ابْن السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان بستين ثمَّ نقل الى احدى مدارس المرحوم السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان ثمَّ نقل الى مدرسة السُّلْطَان سليم خَان الجديدة بسبعين ثمَّ قلد قَضَاء الْمَدِينَة المنورة فتعلل الْقبُول والذهاب وتشبث بذيل الاسباب وَلم يقصر فِي السَّعْي والاهتمام راجيا من مَضْمُون قَوْلهم الابرام يحصل المرام فَبعد بذل وتعب بدله بِقَضَاء حلب الا ان ذَلِك لم يُبَارك لَهُ فَلم يُثمر النصب الا الصنب فبعدعدة اشهر من مُبَاشَرَته الْقَضَاء نزل عَلَيْهِ الْقَضَاء وَذَلِكَ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة كَانَ رَحمَه الله عَالما عَاملا فَاضلا كَامِلا حَلِيمًا سليما لطيفا نظيفا وقورا صبورا مهتما بدرسه مشتغلا بِنَفسِهِ لَهُ تَعْلِيق على كتاب الصَّوْم من الْهِدَايَة وحواش على الْمِفْتَاح من القانون الاول الى آخر بحث الِاسْتِعَارَة وحواش على الهيات شرح المواقف وَله رِسَالَة فِي صف الْقَلَم اولها ...
لَك الحمديا من انطق النُّون والقلم ... فأوصافه جلت عَن النَّقْص والعدم
واضحك من ثغر طروسا بصنعه ... وابكى بهَا عين اليراع من السقم
صَلَاة وَتَسْلِيم على الرَّوْضَة الَّتِي ... تعطر من انفاسها الْمسك والشمم
لقد انت الاقلام شوفا بنانه ... على ايد كتاب من الْعَرَب والعجم ...
وَقَالَ فِي اثناء التوصيف الا وَهُوَ من عجائب الافاق وغرائب الِاتِّفَاق الَّتِي قَلما تُوجد فِي بطُون الاوراق وَهُوَ شَاب حسن ذُو بلاغة ولسن لَهُ قد كَامِل ولطف شَامِل فَكَانَ يشار اليه بالانامل صبيح الْجَبْهَة فصيح اللهجة جميل الخد محاسنه خَارِجَة عَن الْحَد اعتلى على مَنَابِر الاصابع خَطِيبًا واطلق لِسَانه فِي ميادين الطروس اديبا فَكَأَنَّهُ رَبِّي بلبان الْبَيَان صَغِيرا ونظم عقودالمعاني فحسبناها لؤلؤا منثورا نَبِي كَامِل الشيم نَاسخ كتب الامم آدم تلقى من ربه كَلِمَات وَهُوَ وليه يُخرجهُ من الظُّلُمَات اَوْ ذُو النُّون التقمه حوت فَمه مَفْتُوح فنبذ بالعراء فَهُوَ سقيم اَوْ ايوب يصبر على الدُّود وَهُوَ مَجْرُوح مَعَ انه على خدمَة باريه مُقيم اَوْ يسوف ارسل مَعَ اخوته يرتع ويلعب وَقد القي فِي غيابة الْجب فياله من عجب نحرير قَادر على التجرير وَسَنَد كَامِل فِي التَّعْبِير اضنى جسده كسالك مرتاض وافنى عمره فِي خدمَة الْبَارِي والى امْرَهْ رَاض
العقد المنظوم فِي ذكر افاضل الرّوم على هامش الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.