أحمد بن محمد بن عبد الله أبي الحسن القرشي الأموي

ابن أبي الشوارب أحمد

تاريخ الولادة329 هـ
تاريخ الوفاة417 هـ
العمر88 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • البصرة - العراق
  • بغداد - العراق

نبذة

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن العباس بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أَبِي الشوارب، أَبُو الْحَسَن القرشي الأموي: ولي قضاء القضاة بعد أبي محمّد بن الأكفاني، ولم يزل عَلَى القضاء إِلَى حين وفاته. وكَانَ ينزل عَلَى شاطئ دجلة بالجانب الغربي، وكَانَ عفِيفا نزها، وقد سمع من أَبِي عُمَر الزاهد، وعبد الباقي بْن قانع، إلا أنه لم يحدث.

الترجمة

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن العباس بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أَبِي الشوارب، أَبُو الْحَسَن القرشي الأموي:
ولي قضاء القضاة بعد أبي محمّد بن الأكفاني، ولم يزل عَلَى القضاء إِلَى حين وفاته. وكَانَ ينزل عَلَى شاطئ دجلة بالجانب الغربي، وكَانَ عفِيفا نزها، وقد سمع من أَبِي عُمَر الزاهد، وعبد الباقي بْن قانع، إلا أنه لم يحدث.
فَحَدَّثَنِي القاضي أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي قَالَ: أنشدني قاضي القضاة أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الشوارب قَالَ: أنشدني أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ الزاهد قَالَ: أنشدنا الأستاذ أَبُو العباس أَحْمَد بْن يَحْيَى:
عجبت لمن يخاف حلول فقر ... ويأمن ما يكون من المنون
أتأمن ما يكون بغير شك ... وتخشى ما تُرَجِّمُهُ الظنون
وحدثني أَبُو العلاء الواسطي. قَالَ: روي أن المتوكل دعا مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أَبِي الشوارب، وأَحْمَد بْن المعدل، وإبراهيم التيمي من البصرة، وعرض عَلَى كل واحد منهم قضاء البصرة، فاحتج مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بالسن العالية، وغير ذلك، واحتج أَحْمَد بْن المعدل بضعف البصر وغير ذلك، وامتنع إِبْرَاهِيم التيمي فَقَالَ: لم يبق غيرك، وجزم عَلَيْهِ فولى. فنزلت حال إِبْرَاهِيم عند أهل العلم، وعلت حال الآخرين.
قَالَ أَبُو العلاء: فيرى الناس أن بركة امتناع مُحَمَّد بْن عَبْد الملك دخلت عَلَى ولده، فولى منهم أربعة وعشرون قاضيا منهم ثمانية تقلدوا قضاء القضاة، آخرهم أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، وما رأينا مثله جلالة، ونزاهة، وصيانة، وسروا.

قلت: وبلغني أنه ولد فِي اليوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وولي قضاء البصرة قديما.
حَدَّثَنِي القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حبيب البصري قَالَ: كَانَ بيني وبين القاضي أَبِي الْحَسَن بْن أَبِي الشوارب بالبصرة أنس كثير، وامتزاج شديد، كَانَ يعدني ولدا وكنت أعده وَالدا، فما علمت له سرا قط لو ظهر عَلَيْهِ استحيا منه. قال ابن حبيب: وكَانَ بالبصرة رَجُل من وجوهها واسع الحال، كثير المال جدا، يعرف بأبي نصر بْن عبدويه، فَقَالَ لي- وقد دخلت عَلَيْهِ عائدا له فِي علة الموت-: فِي صدري سر قد بعلت بكتمانه منذ زمن طويل! وأريد إطلاعك عَلَيْهِ، لما ولي القاضي أَبُو الْحَسَن ابن أَبِي الشوارب القضاء بالبصرة فِي أيام بهاء الدولة، وكان بيني وبينه من الود ما شهرته تغنى عَن ذكره، مضيت إليه وخاطبته فقلت: قد علمت أن هذا الأمر الذي تقلدته يحتاج فِيهِ إِلَى مؤن كثيرة، وأمور لا يقدر عليها، وقد أحضرتك مائتي دينار، وتعلم أني ممن لا يطلب قضاء، ولا شهادة، ولا بيني وبين أحد خصومة أحتاج فِيهَا إِلَى الترافع إليك، وإن حدث لي حدث اقتضى الترافع إليك فبالله عليك إلا حكمت عَلِيّ فِي ذلك بما يجب عَلَى يهودي لو كَانَ فِي موضعي! وأسألك أن تقبض مني هذه الدنانير تستعين بها عَلَى أمرك، فإن قبلتها بسبب المودة التي بيننا فأنت فِي حل منها فِي الدُّنْيَا وَالآخرة، وإن كرهت قبولها على هذا الوجه فهي قرض لي عليك. فَقَالَ: أعلم أن الأمر كما ذكرته، وو الله إني لمحتاج إليها، ولكن لا يراني اللَّه وقد قبلت أعانة عَلَى هذا الأمر، وأسألك بالله إن أطلعت أحدا عَلَى هذا السر ما دمت فِي الدُّنْيَا. قَالَ ابْن عبدويه: فو الله ما ذكرت لأحد هذا السر قبل هذا الوقت. قال ابن حبيب: ومات من يومه ذلك.
مات ابْن أَبِي الشوارب فِي ليلة الخميس الثامن عشر من شوَال سنة سبع عشرة وأربعمائة، وكانت ولايته قضاء القضاة في رجب من سنة خمس وأربعمائة

ــ تاريخ بغداد وذيوله للخطيب البغدادي ــ.

قَاضِي القُضَاة، أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاس ابْن المُحَدِّث مُحَمَّدِ بن أَبِي الشَّوَارِبِ، الأُمَوِيُّ.
وَلِي بَعْد أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الأَكفَانِي.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ عَفِيْفاً نَزِهاً رَئِيْساً، سَمِعَ: مِنِ: ابْنِ قَانع، وأبي عُمَر الزَّاهِد. وَلَمْ يروِ. وَحَدَّثَنِي أَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ أَنَّهُ أَنْشَدَهُ بَيْتَيْن، قَالَ: أنْشَدنَا أَبُو عُمَرَ. يُقَالُ: عَرَضَ المُتَوَكِّلُ القَضَاءَ عَلَى جَدِّهِم مُحَمَّدٍ، فَامْتَنَعَ، فَيَرَوْنَ أَن بَرَكَةَ امْتِنَاعِهِ دَخَلَتْ عَلَى وَلده، فَوَلِيَ مِنْهُم القَضَاءَ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُوْنَ، فثَمَانِيَةٌ مِنْهُم تَقَلَّدُوا قَضَاءَ القُضَاة، آخِرُهُم هَذَا، وَمَا رأَينَا مِثْلَهُ جَلاَلَةً وَشَرَفاً، وَلِي أَوَّلاً قَضَاء البَصْرَة، ثُمَّ وَلِي بَغْدَادَ فِي سَنَةِ خمس وأربع مائة، ومات في شوال سنة سبع عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة وَلَهُ ثَمَان وَثَمَانُوْنَ سَنَةً.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.