سعيد بن زيد بن عمرو العدوي القرشي أبي الأعور
سعيد بن زيد
تاريخ الولادة | -22 هـ |
تاريخ الوفاة | 51 هـ |
العمر | 73 سنة |
مكان الولادة | مكة المكرمة - الحجاز |
مكان الوفاة | المدينة المنورة - الحجاز |
أماكن الإقامة |
|
- حضين بن المنذر بن الحارث الرقاشي أبي ساسان "أبي محمد"
- أبي عمرو عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي الهمداني
- عبد الرحمن ابن البيلماني
- عبد الرحمن بن ملي بن عمرو البصري أبي عثمان النهدي "أبي عثمان النهدي"
- محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي
- أبي إبراهيم حميد بن عبد الرحمن بن عوف القرشي المدني
- قيس بن أبي حازم الأحمسي أبي عبد الله
- زر بن حبيش بن حباشة أبي مريم الأسدي الكوفي أبي مطرف
- عمرو بن حريث بن عمرو أبي سعيد المخزومي القرشي
- أبي سعد نوفل بن مساحق بن عبد الله القرشي العامري
- العباس بن سهل بن سعد الأنصاري الساعدي المدني
- يزيد بن يحنس الكوفي أبي الحسن
- رياح بن الحارث النخعي الكوفي
- أبي غطفان بن ظريف أو مالك المري الحجازي المدني
نبذة
الترجمة
سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدويّ القرشي، أبو الأعور:
صحابيّ، من خيارهم. هاجر إلى المدينة، وشهد المشاهد كلها إلا بدرا وكان غائبا في مهمة أرسله بها النبي صلى الله عليه وسلم.
وهو أحد العشرة المبشَّرين وكان من ذوي الرأي والبسالة. وشهد اليرموك وحصار دمشق. وولاه أبو عبيدة دمشق. مولده بمكة، ووفاته بالمدينة. له في كتب الحديث 48 حديثا.
-الاعلام للزركلي-
سيدنا سعيد بن زيد (- رضي الله عنه -)
هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى العدوي. كان والده زيد يقول: إلهي إله إبراهيم وديني دين إبراهيم، وكان ترك عبادة الأوثان وترك كل ما يذبح على النصب، وكان يقول: اللهم لو أعلم أحب الوجوه إليك لعبدتك به ولكني لا أعلمه، ثم يسجد على الأرض براحته. وفي البخاري عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائماً مسنداً ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري، وكان يحيي الموؤودة ويقول الرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها أنا أكفيك مؤونتها فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤونتها.
وابنه سعيد أحد السابقين المشهود لهم بالجنة شهد أُحداً والمشاهد بعدها ولم يشهد بدراً حيث كان غائباً بالشام وضرب له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسهمه منها، شهد اليرموك وفتح دمشق. قال سعيد بن حبيب: كان مقام أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد وسعيد وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف مع النبي - صلى الله عليه وسلم - واحداً كانوا أمامه في القتال وخلفه في الصلاة، وكان سعيد من فضلاء الصحابة مجاب الدعوة وقصته مع أروى بنت أنيس مشهورة في إجابة دعائه عليها وهو ابن ابن عم عمر بن الخطاب وكان إسلامه عنده في بيته لأنه كان زوج أخته فاطمة. توفي بالعقيق وحمل إلى المدينة وذلك سنة 50 أو 52.
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف
ذِكْرُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
هُوَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رِزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، يَلْتَقِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو الْأَعْوَرِ، مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمِهِ وَأَجَرِهِ يَوْمَ بَدْرٍ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: أَسْلَمَ بَعْدَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا.
قَالَ أَهْلُ التَّارِيخِ: قَدِمَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ مِنَ الشَّامِ بَعْدَ مَا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَدْرٍ، فَضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمِهِ، قَالَ: وَأَجْرِي، قَالَ: «وَأَجْرُكَ» .
امْرَأَتُهُ: فَاطِمَةُ بِنْتُ الْخَطَّابِ أُخْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأَبُوهُ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، كَانَ يَسْتَقْبِلُ الْكَعْبَةَ وَيَقُولُ: إِلَهِي إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ، وَدِينِي دِينُ إِبْرَاهِيمَ وَيُصَلِّي، فَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «يُحْشَرُ أُمَّةً وَحْدَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ فَإِنَّهُ كَانَ يَسْتَقْبِلُ الْكَعْبَةَ وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ دِينِي دِينُ زَيْدٍ، وَإِلَهِي إِلَهُ زَيْدٍ وَقَدْ كَانَ يَمْتَدِحُهُ: رَشِدْتَ وَأَنْعَمْتَ ابْنَ عَمْرٍو وَإِنَّمَا تَجنَّبْتَ تَنُّورًا مِنَ النَّارِ حَامِيًا
وَبِالرَّبِّ وَلَكِنْ لَيْسَ رَبٌّ كَمِثْلِهِ ... وَتَرْكُكَ جِنَانَ الْجِبَالِ كَمَا هِيَا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُهُ فِي بُطْنَانِ الْجَنَّةِ عَلَيْهِ حُلَّةٌ مِنْ سُنْدُسٍ» .
وَقَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: ذَهَبَ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، وَوَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ نَحْوَ الشَّامِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَلْتَمِسَانِ الدِّينَ، فَأَتَيَا عَلَى رَاهِبٍ فَسَأَلاهُ عَنِ الدِّينِ، فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبَانِ لَمْ يَجِئْ بَعْدُ، وَهَذَا زَمَانُهُ، وَإِنَّ هَذَا الدِّينَ يَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ تَيْمَاءَ، قَالَ: فَرَجَعَا، فَقَالَ وَرَقَةُ: أَمَّا أَنَا فَأُقِيمُ عَلَى نَصْرَانِيَّتِي حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، قَالَ: وَقَالَ زَيْدٌ: أَمَّا أَنَا فَأَعْبُدُ رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، وَمَاتَ زَيْدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُبْعَثُ زَيْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ» فَكَانَ زَيْدٌ يَأْتِي عَلَى الصَّبِيَّةِ الَّتِي وُئِدَتْ فَيَسْتَخْرِجُهَا فَيَسْتَرْضِعُ لَهَا حَتَّى تَشِبَّ.
فَصْلٌ
رُوِيَ عَنْ أَبِي غَطَفَانَ الْمُرِّيُّ أَنَّ أَرْوَى بِنْتَ أَرْوَى بِنْتِ أُنَيْسٍ أَتَتْ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ مُسْتَغِيثَةٍ مِنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، فَقَالَتْ: ظَلَمَنِي أَرْضِي، وَغَلَبَنِي عَلَى حَقِّي، وَكَانَ جَارُهَا بِالْعَقِيقِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: أَنَا أَظْلِمُ أَرْوَى حَقَّهَا وَوَاللَّهِ لَقَدْ أَلْقَيْتُ إِلَيْهَا سِتَّ مِائَةِ ذِرَاعٍ مِنْ أَرْضِي مِنْ أَجْلِ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ ظَلَمَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ طَوَّقَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ» ، قُومِي يَا أَرْوَى فَخُذِي الَّذِي تَزْعُمِينَ أَنَّهُ حَقُّكِ، فَقَامَتْ فَتَسَجَّتْ فِي حَقِّهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ ظَالِمَةً فَأَعْمِ بَصَرَهَا، وَاقْتُلْهَا فِي أَرْضِهَا، وَاجْعَلْ قَبْرَهَا فِي بِئْرِهَا.
قَالَ: فَلَمْ تَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى عَمِيَتْ، وَذَهَبَ بَصَرُهَا، وَخَرَجَتْ تَمْشِي فِي أَرْضِهَا، وَهِيَ حَذِرَةٌ، فَوَقَعَتْ فِي بِئْرٍ فِي أَرْضِهَا فَمَاتَتْ، وَكَانَ قَبْرَهَا.
فَصْلٌ
قَالَ أَهْلُ التَّارِيخِ: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ بِالْعَقِيقِ، وَغَسَّلَهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَصَلَّى عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
قَالَ نَافِعٌ: ذُكِرَ لِابْنِ عُمَرَ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ مَرِضَ، وَكَانَ يَوْمُ جُمْعَةٍ فَرَكِبَ إِلَيْهِ بَعْدَ أَنْ تَعَالَى النَّهَارُ وَاقْتَرَبَتِ الْجُمْعَةُ فَتَرَكَ الْجُمْعَةَ.
وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، قَالَتْ: غَسَّلَ سَعْدٌ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، ثُمَّ أَتَى الْبَيْتَ فَاغْتَسَلَ فَلَمَّا فَرَغَ خَرَجَ، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَغْتَسِلْ مِنْ غُسْلِي إِيَّاهُ وَلَكِنِّي اغْتَسَلْتُ مِنَ الْحَرِّ.
قَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: تُوُفِّيَ سَعِيدٌ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ، وَدُفِنَ بِالْمَدِينَةِ، وَدَخَلَ قَبْرَهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَابنُ عُمَرَ.
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: بَعَثَ مُعَاوِيَةُ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ لِيُبَايِعَ لِابْنِهِ يَزِيدَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ: مَا يَحْبِسُكَ؟ قَالَ: حَتَّى يَجِيءَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، فَإِنَّهُ أَنْبَلُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَإِذَا بَايَعَ بَايَعَ النَّاسُ.
فَصْلٌ
أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّاذْيَاخِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّرْخَسِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَالِمٍ التَّمِيمِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ عَلِيًّا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ هُوَ فِي التِّسْعَةِ وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ الْعَاشِرَ سَمَّيْتُهُ، قَالَ: اهْتَزَّ حِرَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اثْبُتْ حِرَاءُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ» ، وَعَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَسَعْدٌ وَأَنَا، يَعْنِي نَفْسَهُ
وَفِي رِوَايَةِ صَدَقَةَ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا سمعت أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي، وَلَمْ أَكُنْ لأَرْوِي عَنْهُ كَذِبًا مِنْ بَعْدِهِ يَسْأَلُنِي عَنْهُ إِذَا لَقِيتُهُ أَنَّهُ قَالَ: «أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ» ، وَآخِرُ تَاسِعِ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ لَسَمَّيْتُهُ، فَرَجَّ أَهْلُ الْكُوفَةِ يُنَاشِدُونَهُ اللَّهَ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنِ التَّاسِعُ؟ قَالَ: أَمَّا إِذْ نَشَدْتُمُونِي فَأَنَا هُوَ، أَنَا تَاسِعُ الْمُؤْمِنِينَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَاشِرُ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَمَشْهَدٌ شَهِدَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ يَوْمًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَغَبَّرَ فِيهِ وَجْهُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ وَلَوْ عُمِّرَ عُمْرَ نُوحٍ
قَالَ أَهْلُ التَّارِيخِ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ رَجُلًا آدَمَ طَوَالًا أَشْعَرَ
سير السلف الصالحين - لإسماعيل بن محمد الأصبهاني الملقب بقوام السنة
سعيد بن زيد القرشي
سَعِيد بْن زيد بْن عمرو بْن نفيل ابن عبد العزى بْن رياح بْن عَبْد اللَّهِ بْن قرط بْن رزاح بْن عدي بْن كعب بْن لؤي القرشي العدوي وهو ابن عم عمر بْن الخطاب، يجتمعان في نفيل، أمه فاطمة بنت بعجة بْن مليح الخزاعية، وكان صهر عمر زوج أخته فاطمة بنت الخطاب، وكانت أخته عاتكة بنت زيد تحت عمر بْن الخطاب، تزوجها بعد أن قتل عنها عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بكر الصديق، رضي اللَّه عنهم، وكان سَعِيد يكنى أبا الأعور، وقيل: أَبُو ثور، والأول أكثر.
أسلم قديمًا قبل عمر بْن الخطاب هو وامرأته فاطمة بنت الخطاب، وهي كانت سبب إسلام عمر عَلَى ما نذكره في ترجمته، إن شاء اللَّه تعالى، وكان من المهاجرين الأولين، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين أَبِي بْن كعب، ولم يشهد بدرًا، وضرب له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه وأجره، فقيل: إنما لم يشهدها لأنه كان غائبًا بالشام، فقدم عقيب غزاة بدر، فضرب له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه وأجره، قاله موسى بْن عقبة، وابن إِسْحَاق.
وقال الواقدي: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد بعث قبل أن يخرج إِلَى بدر طلحة بْن عبيد اللَّه، وسعيد بْن زيد إِلَى طريق الشام يتجسسان الأخبار، ثم رجعا إِلَى المدينة، فقدماها يَوْم الوقعة ببدر، فضرب لهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمهما وأجرهما، وقال الزبير مثله.
وقد قيل: إنه شهد بدرًا، والأول، أصح، وشهد ما بعدها من المشاهد، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة.
(546) أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، وَالْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، وَغَيْرُهُمَا، قَالُوا: أخبرنا الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ، أخبرنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَيْهَقِيُّ، أخبرنا الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ مُحَمَّدٍ الْعِرَاقِيُّ، أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصُ، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغِوُّي، أخبرنا يحيى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، حدثنا الدَّرَاوَرْدِيُّ، أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عن أَبِيهِ حُمَيْدٍ، عن جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ ".
وَرُوِيَ عن سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ مِثْلُهُ
أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عن طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، عن سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ " وكان مجاب الدعوة، فمن ذلك أن أروى بنت أويس، شكته إِلَى مروان بْن الحكم، وهو أمير المدينة لمعاوية، وقالت: إنه ظلمني أرضي، فأرسل إليه مروان، فقال سَعِيد: أتروني ظلمتها، وقد سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من ظلم شبرًا من أرض طوقه يَوْم القيامة من سبع أرضين؟ " اللهم إن كانت كاذبة فلا تمتها حتى تعمي بصرها، وتجعل قبرها في بئرها، فلم تمت حتى ذهب بصرها، وجعلت تمشي في دارها فوقعت في بئرها فكانت قبرها.
وقال: فكان أهل المدينة يقولون: أعماك اللَّه كما أعمى أروى، يريدونها، ثم صار أهل الجهل يقولون: أعماك اللَّه كما أعمى الأروى، ويريدون الأروى التي في الجبل، يظنونها، ويقولون: إنها عمياء، وهذا جهل منهم.
وشهد اليرموك، وحصار دمشق.
روى عنه: ابن عمر، وعمرو بْن حريث، وَأَبُو الطفيل، وعبد اللَّه بْن ظالم المازني، وزر بْن حبيش، وَأَبُو عثمان النهدي، وعروة بْن الزبير، وَأَبُو سلمة بْن عبد الرحمن، وغيرهم.
وأخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، أخبرنا زَائِدَةُ، أخبرنا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَالِمٍ التَّمِيمِيِّ، عن سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ عَلِيًّا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: هُوَ فِي التِّسْعَةِ، وَلَوْ شِئْتَ أَنْ أُسَمِّيَ الْعَاشِرَ، لَسَمَّيْتُهُ.
قَالَ: اهْتَزَّ حِرَاءُ، فَقَالُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اثْبُتْ حِرَاءُ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ، قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدٌ، وَأَنَا، يَعْنِي نَفْسَهُ
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: " كَانَ مَقَامُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، كَانُوا أَمَامَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقِتَالِ، وَوَرَاءَهُ فِي الصَّلاةِ " وتوفي سَعِيد بْن زيد سنة خمسين، أو إحدى وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة، وقيل: توفي سنة ثمان وخمسين بالعقيق من نواحي المدينة، وقيل: توفي بالمدينة.
والأول أصح.
وخرج إليه عَبْد اللَّهِ بْن عمر، فغسله وحنطه، وصلى عليه، قاله نافع.
وقالت عائشة بنت سعد: غسل سَعِيد بْن زيد سعد بْن أَبِي وقاص، وحنطه ثم أتى البيت، فاغتسل، فلما خرج قال: أما إني لم اغتسل من غسلي إياه، ولكن أغتسل من الحر، ونزل في قبره سعد بْن أَبِي وقاص، وابن عمر، وصلى عليه ابن عمر.
أخرجه الثلاثة.
أسد الغابة في معرفة الصحابة - عز الدين ابن الأثير.
سعيد بن زيد بن عَمْرو بن نفَيْل بن عبد العزى بن رَبَاح بن عبد الله بن قرظ بن رزاح بن عدي بن كَعْب بن لؤَي الْقرشِي ثمَّ الْعَدوي وَأمه فَاطِمَة بنت نعجة بن أُميَّة بن خويلد من بني مليح من خُزَاعَة هُوَ ابْن (عَم) عمر بن الْخطاب بن نفَيْل كَانَ جده عَمْرو بن نفَيْل وَالْخطاب بن نفَيْل وَالِد عمر أَخَوَيْنِ لأَب
قدم من الشَّام بَعْدَمَا انْصَرف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من بدر فَضرب لَهُ بسهمه وَشهد لَهُ بِالْجنَّةِ كنيته أَبُو الْأَعْوَر مَاتَ سنة إِحْدَى وَخمسين وَهُوَ ابْن بضع وَسبعين سنة رَضِي الله عَنهُ وَدفن بِالْمَدِينَةِ وَدخل قَبره سعد بن أبي وَقاص وَابْن عمر
روى عَنهُ عَيَّاش بن سهل فِي الْبيُوع وَمُحَمّد بن زيد بن عبد الله بن عمر فِي الْبيُوع وَعُرْوَة بن الزبير فِي الْبيُوع وَعَمْرو بن حُرَيْث فِي الْأَطْعِمَة وَأَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ آخر الدُّعَاء.
رجال صحيح مسلم - لأحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم، أبو بكر ابن مَنْجُويَه.
سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رَبَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ الْمُهَلَّبِ الْبَلَدِيُّ، نا أَبُو الْيَمَانِ، نا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنِي نَوْفَلُ بْنُ مُسَاحِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الِاسْتِطَالَةُ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ وَإِنَّ هَذِهِ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَمَنْ قَطَعَهَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَلَا يُؤْذَى مُسْلِمٌ بِشَتْمِ كَافِرٍ»
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَنْبَرٍ بِالْبَصْرَةِ، نا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ ظَلَمَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا مُخَوَّلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ»
-معجم الصحابة - أبي الحسين عبد الباقي بن قانع البغدادي-
سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب بن لؤي بن غالب
كنيته أبو الأعور لم يشهد بدرا بعثه النبي صلى الله عليه وسلم وطلحة ليتجسسا خبر العير فقدما من الحوران بعد ما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من الوقعة فضرب لهما صلى الله عليه وسلم بسهميهما واجرهما ومات سعيد بالمدينة سنة إحدى وخمسين وهو بن بضع وسبعين سنة ودخل قبره سعد بن أبى وقاص وعبد الله بن عمر بن الخطاب.
مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار - محمد بن حبان، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ)