مصلح الدين بستان
تاريخ الولادة | 904 هـ |
تاريخ الوفاة | 977 هـ |
العمر | 73 سنة |
مكان الوفاة | استانبول - تركيا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
وَمِنْهُم الْعَالم الْفَاضِل فَخر الاماجد والافاضل الَّذِي تفتخر بِمثلِهِ الادوار والازمان الْمولى مصلح الدّين المشتهر ببستان
ولد رَحمَه الله تَعَالَى سنة ارْبَعْ وَتِسْعمِائَة بقصبة ثيره فَلَمَّا نَشأ وشب وَبلغ ابان الطّلب ترك التواني والتناعس وهجر التقاعد والتقاعس فَخرج من تِلْكَ الْبِلَاد وتشبث بذيل السَّعْي وَالِاجْتِهَاد حَتَّى انتظم فِي سلك ارباب الاستعداد وَاجْتمعَ من الافاضل بِمن يُمكن مَعَه الِاجْتِمَاع كالمولى محيي الدّين الفناري وَالْمولى شُجَاع ثمَّ عطف الزِّمَام نَحْو الِاشْتِغَال على الْمولى الْمُعظم المشتهر بِابْن الْكَمَال فَجعل العكوف على التَّحْصِيل لزاما فَملك من الْعُلُوم عنانا وزماما واحرز عِنْده من الْفَضَائِل مَا احرز سَابق فِي مضمار المعارف فبرز وَجرى فِي ميدانها الى ابعد امد وَبنى بَيت التَّقَدُّم على اثْبتْ عمد وَصَارَ ملازما من الْمولى خير الدّين معلم السُّلْطَان سُلَيْمَان ثمَّ تقلد مدرسة الْمولى يكان بِمَدِينَة بروسه ثمَّ عَن لَهُ بعض الامور واقتضت بعض الحيثيات اخْتِيَاره قَضَاء بعض القصبات ثمَّ رَجَعَ عَنهُ بعد مَا بَاشر الْقَضَاء برايه الرصين وَأخذ مدرسة الْمولى عرب بقصبة ثيره باربعين ثمَّ ساعده الدَّهْر وأعانه الزَّمَان حَيْثُ انتسب الى زَوْجَة السُّلْطَان سُلَيْمَان فاعطته مدرسته المبنية فِيقسطنطينية المحمية فَبعد قَلِيل من الزَّمَان نقل الى احدى الْمدَارِس الثمان ثمَّ قلد قَضَاء بروسه ثمَّ قَضَاء ادرنه ثمَّ قَضَاء قسطنطينية فَلَمَّا وصلت مُدَّة قَضَائِهِ الى ارْبَعْ سِنِين ولي قَضَاء الْعَسْكَر بِولَايَة اناطولي فَبعد عشرَة ايام توفّي الْمولى الشَّيْخ مُحَمَّد المشتهر بجوى زَاده وَهُوَ قَاض بالعكسر بِولَايَة روم ايلي فَنقل المرحوم الى مَكَانَهُ وَاسْتقر فِيهِ خمس سِنِين ثمَّ عزل وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة وَخَمْسُونَ درهما وَتُوفِّي فِي الْعشْر الاخير من رَمَضَان سنة سبع وَسبعين وَتِسْعمِائَة وَدفن لَيْلَة الْقدر بِقرب زَاوِيَة السَّيِّد البُخَارِيّ خَارج قسطنطينية كَانَ رَحمَه الله من أكَابِر الْعلمَاء والفحول الْفُضَلَاء تَنْشَرِح النُّفُوس بروائه وَيضْرب الْمثل بذكائه يغبطه النَّاس على نقاء قريحته وَسُرْعَة بديهته المعيا فطنا لبيبا لوذعيا فَذا اديبا وَكَانَ اذا باحث اقام للاعجاز برهانا وأصمت الْبَاب واذهانا وَكَانَت الْمَشَاهِير من كبار التفاسير مركوزة فِي صحيفَة خاطره كانها مَوْضُوعَة لَدَى ناظره وَأما الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة فَهُوَ ابْن بجدتها وآخذ بناصيتها وَقد كتب حَاشِيَة على تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ لسورة الانعام وعلق حَوَاشِي على مَوَاضِع اخر الا انه لم يَتَيَسَّر لَهُ التبييض والاتمام بِسَبَب انه سلك مَسْلَك الزّهْد وَالصَّلَاح وانسم بسمة اصحاب الْفَوْز والفلاح وَكَانَ جَامعا بَين الْعلم وَالتَّقوى متمسكا من حبال الشَّرِيعَة الشَّرِيفَة بِالسَّبَبِ الاقوى وَكَانَ يحفظ الْقُرْآن الْكَرِيم وَيخْتم فِي صلواته فِي كل اسبوع مرّة وَقَالَ يَوْمًا اني مُنْذُ خمسين سنة لم يتَّفق لي قَضَاء صَلَاة الصُّبْح فَكيف غَيرهَا وَكَانَ رَحمَه الله يَقُول لَا بُد اني اموت فِي انْقِضَاء رَمَضَان وأدفن لَيْلَة الْقدر وَكَانَ الامر كَمَا قَالَ وَكَانَ مَشَايِخ زَمَانه يَقُولُونَ انه كمل الطَّرِيقَة الصُّوفِيَّة وَكَانَ المرحوم الْوَالِد بالي ابْن مُحَمَّد شَرِيكا لَهُ فِي زمن اشْتِغَاله وَصَارَ ملازما من الْمولى كَمَال باشا زَاده فِي الْقَضِيَّة الْوَاقِعَة بَين الْمولى الْمَزْبُور وَبَين جوي زَاده
العقد المنظوم فِي ذكر افاضل الرّوم على هامش الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.