عمر بن إبراهيم بن محمد بن عمر العقيلي الحلبي
ابن العديم وابن أبي جرادة
تاريخ الولادة | 754 هـ |
تاريخ الوفاة | 811 هـ |
العمر | 57 سنة |
مكان الولادة | حلب - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
عمر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هبة الله الْكَمَال أَبُو حَفْص بن الْكَمَال أبي إِسْحَق بن نَاصِر الدّين أبي عبد الله بن الْكَمَال أبي حَفْص الْعقيلِيّ الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن العديم وبابن أبي جَرَادَة. ولد سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة كَمَا جزم بِهِ شَيخنَا فِي إنبائه، وَأما فِي رفع الأصر فَقَالَ فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ، وَهُوَ الَّذِي فِي عُقُود المقريزي بحلب وَنَشَأ بهَا فاشتغل وَحصل طرفا من الْفِقْه وأصوله وَسمع الحَدِيث من أبن حبيب وَأَبِيهِ، وَولي قَضَاء الْعَسْكَر بِبَلَدِهِ وَكَذَا نَاب فِي الحكم فِيهَا عَن أَبِيه ثمَّ اسْتَقل بِهِ فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَحصل أملاكا وثروة كَبِيرَة، وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة للاشتغال وَغَيره ثمَّ استوطنها لما طرق الططر الْبِلَاد الشامية وَأسر مَعَ من أسر وعوقب وَأخذ مِنْهُ مَال واعتقل مَعَ المعتقلين بقلعة حلب، ثمَّ خلص مَعَ بَقِيَّة الْقُضَاة بعد رُجُوع اللنك فَقَدمهَا فِي شَوَّال سنة ثَلَاث، وَحضر مجْلِس الْأمين الطرابلسي قاضيها ثمَّ سعى حَتَّى اسْتَقر عوضه فِي الْقَضَاء فِي رَجَب سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَكَذَا انتزع مشيخة الشيخونية من الشَّيْخ زَاده بِحكم الاحتلال عقله لمَرض أَصَابَهُ مَعَ وجود ولد لَهُ فَاضل اسْمه مَحْمُودًا كَانَ نَاب عَن أَبِيه فِيهَا مُدَّة فَمَا نَهَضَ لمدافعته وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وخالط الْأُمَرَاء وداخل الدولة وَكثر جاهه وَعظم مَاله سِيمَا وَلم يكن يتحاشى عَن جمع المَال من أَي وَجه كَانَ، قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: وَكَانَ كثير الْمُرُوءَة متواضعا بشوشا كثير الجرأة والأقدام والمبادرة إِلَى الْقيام فِي حَظّ نَفسه محبا جمع المَال بِكُل طَرِيق، وَفِي رفع الأصر: كَانَ شهما فصيحا مقداما يعاب بأَشْيَاء ويحمد بأَشْيَاء كَثِيرَة من التصعب لمن يَقْصِدهُ وَالْقِيَام مَعَ من يلوذ بِهِ، قَالَ: وقرأت بِخَط المقريزي كَانَ من شَره الْقُضَاة جرْأَة وجمعا وَحده وبادرة وتوثبا على الدُّنْيَا وتهافتا على جمع المَال من غير حلّه وتظاهرا بالربا وأفرط فِي استبدال الْأَوْقَاف وَكَانَ يفرط فِي التَّوَاضُع بِحَيْثُ يمشي على قَدَمَيْهِ من منزله إِلَى من يَقْصِدهُ من الأكابر، قَالَ وَفِي الْجُمْلَة كَانَ من رجال الدُّنْيَا، وَقَالَ غَيره من بَيت رياسة وَعلم وَقَضَاء أفتى ودرس وشارك فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول والْحَدِيث من رجال الدُّنْيَا دهاء ومكرا خَبِيرا بالسعي فِي أُمُوره يقظا غير متوان فِي حَاجته كثير العصبية لمن يَقْصِدهُ ماهرا فِي الحكم ذكيا وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية أَنه بَاشر بِحرْمَة وافرة وَكلمَة نَافِذَة وَكَانَ رَئِيسا كَبِيرا مُحْتَرما داهية وجيها عِنْد الْمُلُوك وأرخ.
مولده فِي سنة سِتِّينَ وَإِحْدَى وَسِتِّينَ. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَالِث عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى عشرَة بعد أَن مرض شهرا وَنصفا وَرغب قبل مَوته لوَلَده نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَهُوَ شَاب عَن مشيخة الشيخونية وَقبلهَا المنصورية وباشرهما فِي حَيَاته وأوصاه أَن لَا يفتر عَن السَّعْي فِي الْقَضَاء فامتثل أمره وَاسْتقر بعده وَفِيه يَقُول عُثْمَان بن مُحَمَّد الشغري الْحَنَفِيّ:
(ابْن العديم الَّذِي فِي عينه عور ... وَلَيْسَ محمودة فِي النَّاس سيرته)
(أَلَيْسَ أَن عَلَيْهِ ستر عَوْرَته ... لَكِن نزُول الْقَضَاء أعمى بصيرته)
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.