أبي بكر بن محمد بن قلاوون سيف الدين

الملك المنصور

تاريخ الولادة720 هـ
تاريخ الوفاة742 هـ
العمر22 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةقوص - مصر
أماكن الإقامة
  • مصر - مصر

نبذة

أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن قلاون الْملك الْمَنْصُور بن النَّاصِر بن الْمَنْصُور ولي الْملك بعد أَبِيه بعهده مِنْهُ لَهُ فِي مَرضه فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة 741 وَاسْتقر حموه طفزتمر نَائِب السلطنة والوزير مَحْمُود بن شرف ابْن ربيع فِي الوزارة ثمَّ أَخذ الْمَنْصُور فِي إِيثَار بعض الْأُمَرَاء على بعض.

الترجمة

أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن قلاون الْملك الْمَنْصُور بن النَّاصِر بن الْمَنْصُور ولي الْملك بعد أَبِيه بعهده مِنْهُ لَهُ فِي مَرضه فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة 741 وَاسْتقر حموه طفزتمر نَائِب السلطنة والوزير مَحْمُود بن شرف ابْن ربيع فِي الوزارة ثمَّ أَخذ الْمَنْصُور فِي إِيثَار بعض الْأُمَرَاء على بعض وَقبض على بشتاك وَإِخْوَته وَفرق موجودهم وَكَانَ يزِيد على مِائَتي ألف دِينَار وَكَانَ أَشد مَا نقم عَلَيْهِ أَنه اخْتصَّ بطاجار وملكتمر وألطنبغا المارداني ويلبغا اليحياوي وصيرهم ندماءه وانهمكوا فِي الشّرْب فَكَانَ يَبْدُو مِنْهُم فِي تِلْكَ الْحَالة مَا لَا يَلِيق من الْكَلَام فِي الْأُمَرَاء وَقيل أَنهم كَانُوا ينزلون فِي الْخفية إِلَى النّيل فِي الشخاتير إِلَى غير ذَلِك ثمَّ حسن لَهُ طاجار الْقَبْض على قوصون فنم عَلَيْهِ بعض من حضر وَهُوَ يلبغا اليحياوي فاتفق قوصون مَعَ أيدغمش وَغَيره وخلعوه وجهزوه إِلَى قوص وَمَعَهُ بهادر بن جر كتمر وَمَعَهُ يُوسُف ورمضان أَخَوَاهُ وَتَمام سَبْعَة أنفس وغرقوا طاجار وقيدوا ملكتمر الْحِجَازِي وألطنبغا المارداني وقطليجا الْحَمَوِيّ وَغَيرهم ثمَّ كتب قوصون إِلَى عبد الْمُؤمن مُتَوَلِّي قوص فَقتله وَحمل رَأسه سرا إِلَى قوصون فِي سنة 42 فَلَمَّا قتل قوصون ظهر ذَلِك وَجَاء من حاقق بهادر وطلبوا عبد الْمُؤمن فاعترف فسمره النَّاصِر أَحْمد وَعمِلُوا عزاء الْمَنْصُور وَدَار جواريه الْقَاهِرَة وتأسف النَّاس عَلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ شَابًّا حُلْو الصُّورَة أسمر اللَّوْن شجاعاً جواداً وَكَانَ عالي الهمة يُصَرح أَنه يحيي رسوم جده الْمَنْصُور وَكَانَت مُدَّة مَمْلَكَته شَهْرَيْن لِأَنَّهُ خلع فِي أَوَاخِر صفر سنة 42 وَقتل فِي أَثْنَائِهَا وعاش نَحوا من عشْرين سنة وَحصل التَّعَجُّب من إِخْرَاج أَوْلَاد النَّاصِر على يَد أحد مماليكه قوصون وَكَانَ قد اخْتَارَهُ دون الْأُمَرَاء وَأوصى إِلَيْهِ ووصاه بأولاده فَجرى لَهُم مِنْهُ مَا جرى وَقَالَ النَّاس هَذَا بذنب الْخَلِيفَة المستكفي لِأَن النَّاصِر كَانَ أخرجه قبل ذَلِك بِأَرْبَع سِنِين إِلَى قوص هُوَ وَأَوْلَاده كَمَا يَأْتِي شَرحه فِيمَن اسْمه سُلَيْمَان فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة سلخ جُمَادَى الأولى سنة 53 اشْتهر بقرية حطين من عمل صفد شخص ادّعى أَنه هُوَ فَبلغ ذَلِك برناق نَائِب صفد فَأحْضرهُ وَجمع لَهُ الْقُضَاة وَالنَّاس فَادّعى أَنه كَانَ فِي قوص وَأَن الْوَالِي لم يقْتله بل قتل غَيره وَأطْلقهُ هُوَ وَوصل إِلَى قطيا فاختفى فِي بِلَاد غَزَّة إِلَى الْآن وَأَنه لَهُ دارة مُقِيمَة بغزة عِنْدهَا النمجا والقبة وَالطير فَقَالَ لَهُ النَّائِب أَنا كنت فِي سلطنة الْمَنْصُور جاشنكير - أَو كنت أمد السماط بكرَة وعشيا وَمَا أعرفك فاصر وَصدقه جمع فطالع النَّائِب بأَمْره فَأمر بتجهيزه فَجهز إِلَى مصر مخشباً وَهُوَ مصر على دَعْوَاهُ وَكَانَ يَقُول إِذا رأى أَمِيرا هَذَا مَمْلُوك أبي وَلما أَمر بضربه وتسميره قَالَ لي أُسْوَة بإخوتي النَّاصِر والكامل والمظفر ثمَّ أَمر بِقطع لِسَانه ثمَّ وجده مقتولا بعد ذَلِك وَظهر بعد أَنه أَبُو بكر بن الرماح وَأَنه كَانَ يتوكل بصفد وَأَنه جرت لَهُ محنة اقْتَضَت لَهُ هَذِه الدَّعْوَى - وَالله أعلم بغيبه
-الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-

 

 

أبو بكر بن محمد بن قلاوون، سيف الدين، الملك المنصور ابن الملك الناصر:
من سلاطين الدولة القلاوونية بمصر والشام. وهو أول من ولي من أبناء الملك الناصر محمد بن قلاوون ( ولي السلطنة من أبناء الناصر ثمانية على الترتيب الآتي: أبو بكر، كجك، أحمد، إسماعيل، شعبان، حاجي، حسن، صالح )  وكان أبوه قد عهد إليه بالسلطنة، فتولاها - بمصر - بعد وفاته (في أواخر سنة 741 هـ فخلع الخليفة (الواثق) إبراهيم، واقام (الحاكم بأمرالله) أحمد بن سليمان، واعتقل جماعة من أمراء الجيش، وجعل الأمير (قوصون) أتابكا للعساكر، ثم تغير عليه وهمّ باعتقاله، فسبقه قوصون وقبض عليه وأرسله إلى السجن في قوص وأوعز إلى متولي قوص بقتله، فقتله وأرسل إليه رأسه. ومدة سلطنته ثلاثة أشهر .
-الاعلام للزركلي-

 

 

أبو بكر بن محمد بن قلاوون السلطان الملك المنصور سيف الدين ابن السلطان الملك الناصر محمد بن السلطان الملك المنصور.
وصى أبوه الناصُر له بالملك بعده، وقام في صفّه قوصون، وقام بشتاك في صفّ أخيه أحمد، وجرى ما ذكرته في ترجمة بشتاك. وجلس على كرسي الملك في يوم الخميس عشري ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وسبع مئة، ثاني يوم وفاة والده، واشتمل المنصور على طاجار الدوادار، فيُقال إنَّه حَسّن له القبض على قوصون، وقال له: ما يتم لك أمرّ وقوصون هكذا، فتحدّثوا في إمساكه وعنده جماعة من خواصّ والده، فنقلوا ذلك لقوصون، فاتفق قوصون مع أيد غمش أمير آخور وغيره من الأمراء وخَلّعوه، وأراد الركوب فخذله أيدغمش، ولو قدر الله بالركوب لنجا. ولم يمضِ لقوصون أمر، لأن الناس إذا ركبوا طلبوا السلطان وانضّموا عليه.
ثم إن قوصون أجل الملك الأشرف كجك على كرسي المُلك وحلفوا له العساكر، وكان صغيراً تقدير عمره ست سنين وما حولها، وجلس قوصون في النيابة، وجهّز المنصور إلى قوص ومعه الأمير سيف الدين بهادر بن جركتمر مثل الترسيم عليه، ومعه أخويه يوسُف ورمضان وغَرّقُوا طاجار الدوادار، وقتلوا بشتاك في السجن، واعتقلوا جماعة من الأمراء الذين حوله.
ثم إن قوصون كتب إلى عبد المؤمن متولي قوص، فقتله وحمل رأسه إلى قوصون سراً في سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة، وكتموا ذلك، فلّما أمسك قوصون تحققَ الناسُ ذلك، وجاء من حاقق بهادر، وطلبوا عبد المؤمن واعترف بذلك، وسمره الملك الناصر أحمد بالقاهرة، وكان لّما استقر أمرُ المنصور ألبس الأمير سيف الدين طقزتمر تشريف النيابة بمصر وهو حموه، وألبس الأمير نجم الدين محمود بن شروين تشريف الوزارة، ومشت الأحوال على أحسن ما يكون، وانتظمت الأمور، وحُلف نُواب الشام وعساكره، ولم ينتطح فيها عنزان، ولا جرى خلاف ولا سُل سيف، ولا سُفك دم، ولو ترك القطا ليلاً لنام ولكن لّما أرادوا خلعه رموه بأوابد ودواهي، وادعوا أنه يركب في الليل في المراكب على ظهر النيل، وقالوا أشياء الله أعلم بأمرها.
وكان رحمه الله تعالى شابّاً حُلو الصورةِ أسمر اللون مليح الكون، في قوامه هيف ولين، وحركةٌ داخلة تنتهي إلى تسكين، وهو أفحلُ إخوته أشجعهم، وأقربهم إلى دواء الملك وأنجعه، وكرمه زائد التخرّق في العطاء، والتوسع في كشف الغطاء، حُمل إليه مال بشتاك ومال آقبغا عبد الواحد ومال برسبغا، مّما يقارب أربعة آلاف ألف درهم، ففرقهُ على خواصّ أبيه مثل الحجازي ويلبغا وألطنبغا المارداني وطاجار الدوادار.
وكان والده رحمه الله قد زوّجه ابنة الأمير سيف الدين طقزتمر، ولّما جاء أخوه الناصر أحمد عمل الناس عزاءه ودار في الليل جواريه بالدرادك في شوارع القاهرة، وأبكين الناس ورحمه وتأسفوا على شبابه لأنه خذل وأخذ بغتة وقُتل غضاً طريّاً، ولو تُرك لكان ملكاً سَؤوساً.
كان في عزمه أن يُحيي رسوم جدّه الملك المنصور قلاوون، ويجري الأمور في سياسة الملك على قواعده ويُبطل ما أحدثه أبوه من إقطاعات العربان وإنعاماتهم.
وكانت مُدة ملكه شهرين وأياماً.
وقلت أنا في عزائه مُضمناً:
أقول وقد دارت جواري الدرادك ... لقبر ثوى بين اللوى فالدّكادك
أبتكين عجزاً كونها ما تهللت ... نواجذُ أفواه المنايا الضواحك
لقد خُذلك المنصور ظالماً ومادجا ... نهارُ وغاهُ من غبار السنابك
فصبراً على ريبِ الزمان وغدرهِ ... فما الناسُ إلاّ هالك وابن هالك
أعيان العصر وأعوان النصر- صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (المتوفى: 764هـ).