نصر بن عبد الرزاق بن أبى صالح الجيلى

تاريخ الولادة564 هـ
تاريخ الوفاة633 هـ
العمر69 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • بغداد - العراق

نبذة

نصر بن عبد الرَّزَّاق بن أَبى صَالح الجيلى الأَصْل الْفَقِيه المناظر الْمُحدث قاضى الْقُضَاة شيخ الْوَقْت عماد الدّين أبي صَالح أَقرَأ الْقرَان فى صباه وَسمع الحَدِيث من وَالِده وَعَمه وشهدة وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ السلفى وَغَيره تفقه على وَالِده وأبى الْفَتْح بن المنى وبرع فى الْمَذْهَب وناظر وَتكلم فى مسَائِل الْخلاف

الترجمة

نصر بن عبد الرَّزَّاق بن أَبى صَالح الجيلى الأَصْل الْفَقِيه المناظر الْمُحدث قاضى الْقُضَاة شيخ الْوَقْت عماد الدّين أبي صَالح
أَقرَأ الْقرَان فى صباه وَسمع الحَدِيث من وَالِده وَعَمه وشهدة وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ السلفى وَغَيره تفقه على وَالِده وأبى الْفَتْح بن المنى وبرع فى الْمَذْهَب وناظر وَتكلم فى مسَائِل الْخلاف وَكَانَ يدرس بمدرسة جده ويعظ بهَا وَعقد مجَالِس لإملاء للْحَدِيث وَكَانَ يملى الحَدِيث من حفظه وَالنَّاس يَكْتُبُونَ وأملى فى مجْلِس حكمه وَكَانَ عَظِيم الْقدر بعيد الصيت مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة وَقد وَقع بَينه وَبَين أَبى الْبَقَاء العكبرى وَابْن الجوزى مُنَازعَة فى أَحَادِيث الصِّفَات وَثَبت هُوَ على إِقْرَاره كَمَا جَاءَ من غير تَأْوِيل وَلَا إِنْكَار وانتشر الْكَلَام حَتَّى خرج الْأَمر من جِهَة الْخلَافَة بِالسُّكُوتِ من الْجِهَتَيْنِ حسما للفتنة
وَهُوَ أول من دعى من أَصْحَابنَا بقاضى الْقُضَاة وَإِنَّمَا ولى بِشُرُوط مِنْهَا أَن يُورث ذوى الْأَرْحَام فَأُجِيب إِلَى ذَلِك وعزل فى اخر عمره وتفقه عَلَيْهِ جمَاعَة وانتفعوا بِهِ وَفِيه يَقُول الصرصرى فى قصيدته اللامية الَّتِى امتدح فِيهَا الإِمَام وَأَصْحَابه
(وَفِي عصرنا قد كَانَ فِي الْفِقْه قدوة ... أبي صَالح نصر لكل مُؤَمل) وَسمع مِنْهُ الحَدِيث خلق وروى عَنهُ النجيب الحرانى والكمال البرزالى
توفى سحر يَوْم الْأَحَد سادس عشر شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْقصر وحضره خلائق وَارْتَفَعت الْأَصْوَات وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَدفن فى دكة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ

المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد - إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح، أبي إسحاق، برهان الدين.

 

نصر بن عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ عَبْدُ القَادِرِ بنُ أَبِي صَالِحٍ، الإمام العالم الأوحد قَاضِي القُضَاةِ عِمَاد الدِّيْنِ أَبُو صَالِحٍ وَلَدُ الحَافِظِ الزَّاهِدِ أَبِي بَكْرٍ، الجِيْلِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ الأَزَجِيُّ الحَنْبَلِيُّ.
وُلِدَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، فَأَجَاز لَهُ وَهُوَ ابْنُ شَهْرٍ أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ البَطِّيِّ، وَالمُبَارَكُ بنُ مُحَمَّدٍ البَادرَائِي، وَطَائِفَةٌ.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبَوَيْهِ، وَعَلِيّ بن عَسَاكِرَ البَطَائِحِيّ، وَخَدِيْجَة بِنْت النُّهْرُوَانِيِّ، وَشُهْدَة الكَاتِبَة، وَمُسْلِم بن ثَابِتٍ، وَعَبْد الحَقِّ بن يُوْسُفَ، وَأَحْمَد بن المُبَارَكِ المُرَقَّعَاتِيّ، وَعِيْسَى بن أَحْمَدَ الدُّوْشَابِيّ، وَمُحَمَّد بن بَدْرٍ الشِّيْحِيّ، وَفَاطِمَة بِنْت أَبِي غَالِبٍ المَاوَرْدِيِّ، وَأَبِي شَاكِر السَّقْلاَطُوْنِيِّ، وَتَفَقَّهَ عَلَى وَالِدِه، وَأَبِي الفَتْحِ ابْنِ المَنِّيِّ. وَدرَّس، وَأَفتَى، وَنَاظرَ وَسَادَ.
حدث عنه: ابن الدبيثي، وابن النجار، وأبو المُظَفَّرِ ابْن النَّابُلُسِيّ، وَالشَّمْس بن هَامِلٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ الفَارُوْثِيّ، وَالتَّاج الغَرَّافِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بنُ أَحْمَدَ الشَّرِيْشِيُّ، وَمُحَمَّد بن أَبِي الفَرَجِ ابْن الدَّبَّابِ، وَأَبُو الحَسَنِ ابْنُ بَلْبَانَ، وَأَبُو المعالي الأبرقوهي، وعدة.

وَجَمَعَ "الأَرْبَعِيْنَ" لِنَفْسِهِ، وَدرَّسَ بِمَدْرَسَةِ جَدِّه، وَبِالمَدْرَسَةِ الشَّاطِئَةِ وَتَكلّم فِي الْوَعْظ، وَأَلَّف فِي التَّصَوُّف، وَوَلِيَ القَضَاءَ لِلظَّاهِر بِأَمْرِ اللهِ، وَأَوَائِل، دَوْلَة المُسْتَنْصِر، ثُمَّ عُزِلَ.
قَالَ الضِّيَاءُ: هُوَ فَقِيْهٌ، كَرِيْمُ النَّفْسِ، خَيِّرٌ.
وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَرَأَ الخلافات عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي عَلِيٍّ النُّوْقَانِيِّ الشَّافِعِيِّ، وَبُنِيت لَهُ دَكَّة بِجَامِعِ القَصْرِ لِلْمُنَاظَرَة، وَوَعَظَ، فَكَانَ لَهُ قبولٌ تَامٌّ، وَأُذِنَ لَهُ فِي الدُّخُول عَلَى الأَمِيْرِ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ ابْنِ النَّاصِرِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ لِسَمَاعِ المُسْنَدِ بِإِجَازته مِنَ النَّاصِر وَالِدِه فَأَنِسَ بِهِ، فَلَمَّا اسْتُخلِفَ لُقِّبَ بِالظَّاهِرِ فَقلَّدَ القَضَاءَ أَبَا صَالِحٍ سنة اثنتين وعشرين، فستر السِّيرَةَ الحَسَنَةَ، وَسَلكَ الطَّرِيقَةَ المُسْتَقِيمَةَ، وَأَقَامَ نَامُوسَ الشرع، ولم يحاب أحدًا، لا مَكَّنَ مِنَ الصِّيَاحِ بَيْنَ يَدَيْهِ. وَكَانَ يَمضِي إِلَى الجُمُعَةِ مَاشِياً، وَيَكْتُب الشُّهُودُ مِنْ دَوَاتِه في الجلس، فَلَمَّا اسْتُخلفَ المُسْتَنْصِرُ أَقرَّهُ أَشْهُراً وَعَزَلَهُ. وَرَوَى الكَثِيْرَ، وَكَانَ ثِقَةً، مُتحرِّياً، لَهُ فِي المَذْهَبِ اليَدُ الطُّوْلَى، وَكَانَ لَطِيفاً مُتَوَاضِعاً، مَزَّاحاً كَيِّساً، وَكَانَ مِقْدَاماً رَجُلاً مِنَ الرِّجَالِ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كُنْتُ فِي دَارِ الوَزِيْرِ القُمِّيِّ، وَهُنَاكَ جَمَاعَةٌ، إذ دخل رجل ذو هيبة، فَقَامُوا لَهُ وَخَدَمُوْهُ، فَقُمْتُ وَظننتُه بَعْض الفُقَهَاء، فَقِيْلَ: هَذَا ابْنُ كَرَمٍ اليَهُوْدِيُّ عَامِلُ دَارِ الضَّرْبِ، فَقُلْتُ لَهُ: تَعَالَ إِلَى هُنَا، فَجَاءَ، وَوَقَفَ، فَقُلْتُ: وَيْلَكَ! تَوَهَّمْتُكَ فَقِيْهاً فَقُمْتُ إِكرَاماً لَكَ، وَلَسْتَ -وَيْلَكَ- عِنْدِي بِهَذِهِ الصِّفَةِ، ثُمَّ كَرَّرتُ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَهُوَ قَائِمٌ يَقُوْلُ: اللهُ يَحفظُكَ! اللهُ يُبقِيكَ! ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: اخْسَأْ هُنَاكَ بَعِيداً عَنَّا، فَذَهَبَ.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ: أَنَّهُ رُسِمَ لَهُ بِرِزْقٍ مِنَ الخَلِيْفَةِ، وَأَنَّهُ زَارَ يَوْمَئِذٍ قَبْرَ الإِمَامِ أَحْمَدَ، فَقِيْلَ لِي: دُفِعَ رَسْمُكَ إِلَى ابْنِ تُوْمَا النَّصْرَانِيِّ، فَامضِ إِلَيْهِ فَخُذْهُ، فَقُلْتُ: وَاللهِ لاَ أَمضِي وَلاَ أَطلبه. فَبقِي ذَلِكَ الذَّهَبُ عِنْدَهُ إِلَى أَنْ قُتِلَ -إِلَى لَعنَةِ اللهِ- فِي السَّنَةِ الأُخْرَى، وَأُخِذَ الذَّهَبُ مِنْ دَارِهِ، فَنفذ إِلَيَّ.
تُوُفِّيَ أَبُو صَالِحٍ فِي سَادِسَ عَشَرَ شَوَّالٍ سنة ثلاث وثلاثين وست مائة، وَدُفِنَ عِنْدَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، فَقِيْلَ: إِنَّهُ دُفِنَ مَعَهُ فِي قَبْرِهِ، فَعَلَ ذَلِكَ الرَّعَاعُ، فَقُبِضَ عَلَى مَنْ فَعَل ذَلِكَ وَعُوقِبَ وَحُبِسَ، ثُمَّ نُبِشَ أَبُو صَالِحٍ لَيلاً بَعْدَ أَيَّامٍ وَدُفِنَ -رَحِمَهُ اللهُ- وَحْدَهُ.
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ بالإجازة: الفخر بن عَسَاكِرَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ حَاتِمٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ، وَالقَاضِي الحَنْبَلِيُّ، وَسَعْدُ الدِّيْنِ، وَعِيْسَى المُطَعِّمُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَأَبُو العَبَّاسِ ابْنُ الشِّحْنَةِ، وَأَبُو نَصْرٍ ابْنُ الشيرَازِيِّ، وَآخَرُوْنَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بِقِرَاءتِي: أَخْبَرَكُم نَصْرُ بنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيٍّ الوقَايَاتِيِّ سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، قَالَتْ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُظَفَّرِ التَّمَّارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الحُرْفِيُّ، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الدِّهْقَانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُحِلٌّ الضَّبِّيُّ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بنَ حَاتِمٍ يُحَدِّثُنَا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اتقوا النار بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ"
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.

 

 

قاضِي القُضَاة
(564 - 633 هـ = 1169 - 1236 م)
نصر بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر الجيلاني البغدادي، أبو صالح:
أول قاض للقضاة من الحنابلة. قلده ذلك الخليفة الظَّاهِر بأَمْر الله، في جميع مملكته، وجعل له النظر في الأوقاف العامة وأوقاف مدارس الشافعية والحنفية وغيرها. واستمر إلى أن صارت الخلافة للمستنصر باللَّه بن الظاهر، فعزله وولاه رباطا بناه بدير الروم وأرسل إليه أموالا جزيلة ليفرقها، ولم ينقص من تعظيمه، إلى أن توفي. ودفن قريبا من الإمام أحمد.
له " ارشاد المبتدئين " فقه، و " مجالس في الحديث " من أماليه، و " أربعون حديثا " خرجها لنفسه  .

-الاعلام للزركلي-