عبد الرحمن ابن السيد يوسف بن حسين الحسيني
تاريخ الولادة | 474 هـ |
تاريخ الوفاة | 854 هـ |
العمر | 380 سنة |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل والفاضل الْكَامِل الْمولى عبد الرحمن ابْن السَّيِّد يُوسُف بن حُسَيْن الْحُسَيْنِي وَهُوَ خَال هَذَا العبد الفقير جَامع هَذِه المناقب
قرا رَحمَه الله تَعَالَى فِي شبابه على الْمولى مُحَمَّد السامسوني ثمَّ قرا على الْمولى قطب الدّين الْمَزْبُور ثمَّ على الْمولى الْفَاضِل عَليّ الفناري ثمَّ على الْمولى عَليّ البكاني وَكَانَ مَقْبُولًا عِنْد هَؤُلَاءِ الافاضل وَكَانَ من أَعلَى طَبَقَات طلبتهم ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة ببلدة بولِي فِي ولَايَة اناطولي ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة جنديك بك بِمَدِينَة بروسه ثمَّ غلب عَلَيْهِ جَانب الفراغة والانقطاع عَن الْخلق الى الْخَالِق فَترك التدريس وَعين لَهُ كل يَوْم خَمْسَة عشر درهما وَلم يقبل الزِّيَادَة عَلَيْهَا ولازم بَيته بِمَدِينَة بروسه مشتغلا بِالْعبَادَة متلذذا بالانقطاع الى الله تَعَالَى وَقد لحقته الجذبة فِي اوان صباه وَكَانَ يَخْلُو بالجبال مُدَّة اشهر بِلَا زَاد وَسمعت مِنْهُ انه قَالَ غلب عَليّ فِي ذَلِك الْوَقْت محبَّة الْحق عز وَجل وَكنت اجد فِي الْجبَال مَا يسد جوعي وَرُبمَا أجد الْخبز فِي خلال الاشجار قَالَ وَكَانَ يَحْرُسنِي السبَاع حَولي بالخضوع والتذلل ثمَّ بعد ذَلِك خالط النَّاس وَجمع بَين الجذبة والاختلاط وَكَانَ يخْتَلط بأولياء الله تَعَالَى وَكَانَ يَحْكِي عَنْهُم الكرامات الْعَظِيمَة قَالَ وَقد مَرضت فِي مَدِينَة أدرنه وَأَنا وَسَاكن فِي بَيت وحدي وَلَيْسَ عِنْدِي اُحْدُ وَفِي كل لَيْلَة ينشق الْجِدَار وَيَجِيء الي رجل يخدمني الى الصُّبْح ويأتيني بِالطَّعَامِ وَالشرَاب ثمَّ ينشق الْجِدَار وَيذْهب قَالَ وَلما بَرِئت من الْمَرَض قَالَ الرجل لَا أجيء بعد هَذَا فَقلت من أَنْت قَالَ أَن أردْت ان تعرفنِي فَاخْرُج من الْمَدِينَة واذهب مَعَ الْمُسَافِرين وَأَنت تجدني قَالَ وَبعد أَيَّام خرجت من الْمَدِينَة وَذَهَبت مَعَ بعض من اهل الْقرى فَقَالَ بَعضهم فِي الطَّرِيق ان هَهُنَا قَرْيَة لَطِيفَة الْهَوَاء وَهُنَاكَ رجل يدعى بالعالم الاسود فَعرفت ان الرجل هُوَ ذَاك فتوجهت الى تِلْكَ الْقرْيَة وَلما وصلت اليها نلقاني ذَلِك الرجل وَهُوَ يضْحك فاذا هُوَ الرجل الَّذِي جَاءَ الي فِي مرضِي واقمت عِنْده ذَلِك الْيَوْم وَلما جَاءَ وَقت الْعَصْر اردنا ان نصلي الْعَصْر قَالَ نصلي الْعَصْر هُنَاكَ وَأَشَارَ الى مَكَان مُرْتَفع فَلَمَّا علوناه قَالَ كَيفَ هَذَا الْمَكَان قلت فِي غَايَة اللطافة قَالَ نَنْظُر من هُنَا الى الْكَعْبَة قلت هَكَذَا قَالَ نعم قَالَ انْظُر فَنَظَرت فاذا الْكَعْبَة قدامنا فصلينا الْعَصْر هُنَاكَ وَلم تغب الْكَعْبَة عَن اعيننا الى ان اتممنا الصَّلَاة وَحكى لي ثِقَة عَن ثِقَة انه قَالَ رَأَيْت الْمولى الْمَذْكُور فِي الْمَنَام بعد وَفَاته قَالَ لي ان فِي عمَارَة السَّيِّد البُخَارِيّ بِمَدِينَة بروسه رجلا مُسَافِرًا يُرِيد ان يزورني فدله على قَبْرِي قَالَ قَالَ فَذَهَبت صَبِيحَة تِلْكَ اللَّيْلَة الى الْمقَام الْمَذْكُور فَوجدت هُنَاكَ رجلا مُسَافِرًا قَالَ فَقلت لَهُ مَاذَا تُرِيدُ قَالَ أُرِيد زِيَارَة الْمولى عبد الرحمن فَذَهَبت بِهِ الى قَبره قَالَ فَلَمَّا جلس فهمت مِنْهُ انه استثقلني فَدخلت الْمَسْجِد فَاسْتَمَعْت انهما يتحدثان وَسمعت صَوت الْمولى الْمَذْكُور كَمَا هُوَ فِي حَيَاته فَلَمَّا انْقَطع كَلَامهمَا خرجت من الْمَسْجِد وَلم أر احدا عِنْد قَبره قَالَ فطلبت اطراف ذَلِك الْمَكَان فَلم اجد اثرا من ذَلِك الرجل وَكَانَ لَهُ حكايات مَعَ الْمَشَايِخ الْكِبَار تركناها خوفًا من الاطناب وَهَذَا حَاله مَعَ الْمَشَايِخ واما حَاله فِي الْعلم فانه كَانَ محققا مدققا لَا يُمكن لَاحَدَّ ان يتَكَلَّم مَعَه وَكَانَ يقدر على تَقْرِير الْفَنّ الْوَاحِد فِي مُدَّة يسيرَة مَعَ وجازة تَقْرِير ووضوح بِحَيْثُ يفهمهُ كل اُحْدُ وَكَانَت لَهُ فِي المحاورة يَد طولى بِحَيْثُ مَا حاوره اُحْدُ الا وَيعرف عَجزه ويعترف بفضله الا انه كَانَ يغلب على طبعه الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَكَانَ فائقا فِي تِلْكَ الْعُلُوم اهل عصره وَكَانَ فِي سَائِر الْعُلُوم مشاركا للنَّاس وَأما زهده وورعه فعلى جَانب عَظِيم بِحَيْثُ لم يخلف شَيْئا من الدُّنْيَا وَكَانَ رَاضِيا من الْعَيْش بِالْقَلِيلِ وَكَانَ يَسْتَوِي عِنْده الخشن واللين والخسيس والنفيس وَكَانَ محترزا عَن حُقُوق الْعباد وَكَانَ صَدُوقًا بارا قوالا بِالْحَقِّ لَا يخَاف فِي الله لومة لائم ولد رَحمَه الله تَعَالَى سنة ارْبَعْ وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَتُوفِّي سنة ارْبَعْ وَخمسين وَتِسْعمِائَة وَدفن عِنْد قبر وَالِده بِمَدِينَة بروسه روح الله تَعَالَى روحه
الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.