احمد بن سليمان بن كمال باشا
تاريخ الولادة | غير معروف |
تاريخ الوفاة | غير معروف |
الفترة الزمنية | بين 840 و 940 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
وَمن الْعلمَاء فِي عصره الْعَالم الْعَامِل والفاضل الْكَامِل الْمولى شمس الدّين احْمَد بن سُلَيْمَان بن كَمَال باشا
وَكَانَ جده من أُمَرَاء الدولة العثمانية وَنَشَأ هُوَ فِي صباه فِي حجر الْعِزّ والدلال ثمَّ غلب عَلَيْهِ حب الْكَمَال فاشتغل بِالْعلمِ الشريف وَهُوَ شَاب لَيْلًا وَنَهَارًا ثمَّ الحقوه بزمرة اهل الْعَسْكَر حكى نَفسه انه كَانَ مَعَ السُّلْطَان بايزيدخان فِي سفر وَكَانَ الْوَزير وقتئذ إِبْرَاهِيم باشا ابْن خَلِيل باشا وَكَانَ وزيرا عَظِيم الشان وَكَانَ فِي ذَلِك الزَّمَان امير يُقَال لَهُ احْمَد بك ابْن اورنوس وَكَانَ عَظِيم الشان جدا لَا يتصدر عَلَيْهِ اُحْدُ من الامراء قَالَ رَحمَه الله تَعَالَى وَكنت وَاقِفًا على قدمي قُدَّام الْوَزير الْمَزْبُور والامير الْمَذْكُور عِنْده جَالس اذ جَاءَ رجل من الْعلمَاء رث الْهَيْئَة دنيء اللبَاس فَجَلَسَ فَوق الامير الْمَذْكُور وَلم يمنعهُ اُحْدُ عَن ذَلِك فتحيرت فِي هَذَا فَقلت لبَعض رُفَقَائِي من هَذَا الَّذِي جلس فَوق هَذَا الامير فَقَالَ هُوَ رجل عَالم مدرس بمدرسة فلبه يُقَال لَهُ الْمولى لطفي قلت كم وظيفته قَالَ ثَلَاثُونَ درهما قلت فَكيف يتصدر هَذَا الامير ومنصبه هَذَا الْمِقْدَار قَالَ رفيقي ان الْعلمَاء معظمون لعلمهم وَلَو تَأَخّر لم يرض بذلك الامير وَلَا الْوَزير قَالَ رَحمَه الله تَعَالَى فتفكرت فِي نَفسِي فَقلت إِنِّي لَا أبلغ مرتبَة الامير المسفور فِي الامارة وَإِنِّي لَو اشتغلت بِالْعلمِ يُمكن ان ابلغ رُتْبَة الْعَالم الْمَذْكُور فنويت ان اشْتغل بعد ذَلِك بِالْعلمِ الشريف قَالَ فَلَمَّا رَجعْنَا من السّفر وصلت الى خدمَة الْمولى الْمَذْكُور وَقد اعطي هُوَ عِنْد ذَلِك مدرسة دَار الحَدِيث بِمَدِينَة أدرنه وَعين لَهُ كل يَوْم اربعون درهما قَالَ فَقَرَأت عَلَيْهِ حَوَاشِي شرح الْمطَالع وَكَانَ قد قرا مباني الْعُلُوم فِي أَوَائِل شبابه ثمَّ قرا على بعض الْعلمَاء مِنْهُم الْمولى الْقُسْطَلَانِيّ وَالْمولى خطيب زَاده وَالْمولى مَعْرُوف زَاده ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة عَليّ بك بادرنه ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة اسكوب ثمَّ صَار مدرسا بِالْمَدْرَسَةِ الحلبية بادرنه ثمَّ صَار مدرسا باحدى المدرستين المتجاورتين بادرنه ثمَّ صَار مدرسا باحدى الْمدَارِس الثمان ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة السُّلْطَان بايزيدخان بادرنه ثمَّ صَار قَاضِيا بهَا ثمَّ صَار قَاضِيا بالعسكر الْمَنْصُور فِي ولَايَة اناطولي ثمَّ عزل عَن ذَلِك وَأعْطِي مدرسة دَار الحَدِيث بادرنه وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة دِرْهَم ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة السُّلْطَان بايزيدخان بادرنه ثَانِيًا ثمَّ صَار مفتيا بِمَدِينَة قسطنطينية بعد وَفَاة الْمولى عَلَاء الدّين عَليّ الجمالي
وَمَات وَهُوَ مفت بهَا فِي سنة اربعين وَتِسْعمِائَة وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى من الْعلمَاء الَّذين صرفُوا جَمِيع اوقاتهم الى الْعلم وَكَانَ يشْتَغل بِالْعلمِ لَيْلًا وَنَهَارًا وَيكْتب جَمِيع مَا لَاحَ بِبَالِهِ الشريف وَقد فتر اللَّيْل وَالنَّهَار وَلم يفتر قلمه وصنف رسائل كَثِيرَة فِي المباحث المهمة الغامضة وَكَانَ عدد رسائله قَرِيبا من مائَة رِسَالَة وَله من التصانيف تَفْسِير لطيف حسن قريب من التَّمام وقداخترمته الْمنية وَلم يكمله وَله حواش على الْكَشَّاف وَله شرح بعض الْهِدَايَة وَله كتاب فِي الْفِقْه متن وَشرح سَمَّاهُ بالاصلاح والايضاح وَله كتاب فِي الاصول متن وَشرح ايضا سَمَّاهُ تَغْيِير التَّنْقِيح وَله كتاب فِي علم الْكَلَام متن وَشرح سَمَّاهُ تَجْرِيد التَّجْرِيد وَله كتاب فِي الْمعَانِي متن وَشرح ايضا وَله حواش على شرح الْمِفْتَاح للسَّيِّد الشريف وَله كتاب فِي الْفَرَائِض متن وَشرح ايضا وَله حواش على التَّلْوِيح وَله حواش على التهافت للْمولى خواجه زَاده هَذَا مَا شاع بَين النَّاس وَأما مَا بَقِي فِي المسودة فَأكْثر مِمَّا ذكر وَله يَد طولى فِي الانشاء وَالنّظم بِالْفَارِسِيَّةِ والتركية وَقد صنف كتابا بِالْفَارِسِيَّةِ على منوال كتاب كلستان وَسَماهُ بنكارستان وصنف كتابا فِي تواريخ آل عُثْمَان بالتركية وأبدع فِي إنشائه وأجاد وَله كتاب فِي اللُّغَة الفارسية وكل تصانيفه مَقْبُولَة بَين النَّاس وَكَانَ صَاحب اخلاق حميدة حَسَنَة وأدب تَامّ وعقل وافر وَتَقْرِير حسن ملخص وَله تَحْرِير مَقْبُول جدا لايجازه مَعَ وضوح دلَالَته على المُرَاد وَبِالْجُمْلَةِ انسى رَحمَه الله تَعَالَى ذكر السّلف بَين النَّاس وَأَحْيَا رباع الْعلم بعدالاندراس وَكَانَ فِي الْعلم جبلا راسخا وطودا شامخا وَكَانَ من مُفْرَدَات الدُّنْيَا ومنبعا للمعارف الْعليا روح الله تَعَالَى روحه وَزَاد فِي غرف الْجنان فتوحه
الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.